
١-
خلال الفترة من عام ٢٠٠١ وحتي ٢٠٠٥، شغل الفريق أول/ عبدالرحيم حسين منصب وزير الداخلية، وفي احدي المرات قدم لنواب المجلس الوطني تقريرآ في غاية الخطورة عن ارتفاع عدد الاجانب في البلاد، وان عددهم قد وصل الي (٤) مليون اجنبي اغلبهم من دول الجوار – وتحديدآ من: اثيوبيا، ارتريا، تشاد، اوغندا، وافريقيا الوسطي-، وان اغلبهم دخلوا السودان بلا هويات او اوراق رسمية، ويقيمون بصورة غير شرعية، اخطر ما ورد في التقرير، انهم يقيمون علي اطراف المدن الكبيرة، وبنوا لهم مساكن عشوائية امتدت لمساحات واسعة، ويعتمدون في سبل كسب العيش علي الاعمال الهامشية والسرقة والنهب المسلح، وان نسبة منهم لا تتعدي ال(٤%) عندها مؤهلات، اخطر ما جاء في التقرير ايضآ، ظهور انواع جديدة من الجرائم لم يكن السودان يعرفها مثل توزيع المخدرات علي طلاب مدارس الثانويات، وبيع الاسلحة المهربة، وتزوير الجنيهات والدولارات.
٢-
جاء في تقريره ايضآ، ان كميات السلاح الناري المتداول في ايدي المواطنين في العاصمة المثلثة فقط، قد وصل الي نحو (٢) مليون و(٤٠٠) قطعة، وان نحو(٦،٧%) من المواطنين يحملون اسلحة بيضاء واغلبها مطاوي وسكاكين وخناجر علي الاذرع وعكاكيز (العكاز يعتبر سلاح ابيض)!!
٣-
تقرير عبد الرحيم صدر قبل ستة عشر عام مضت، وطوال هذه السنوات التي اعقبت تقريره لم تهتم كل الحكومات التي حكمت البلاد الاهتمام بموضوع الحد من هجرات الاجانب للبلاد، ولا اهتمت ايضآ بالعمل علي جمع السلاح الناري بصورة جدية، بل مع الاسف الشديد، قام الحزب الحاكم وقتها بتمويل منظماته الاسلامية والمليشيات التابعة له (والرباطين) وشبابه في الجامعات المتعددة بالسلاح!!
٤-
لم يعد غريبآ علينا ان نطالع يوميآ باخبار دخول السلاح للسودان، او اخبار مصادرة جهاز الامن والشرطة عربات محملة للسلاح بكميات كبيرة، وسمعنا بعشرات الاخبار عن تدمير اسلحة، وجاء في يوم ٢٩/ سبتمبر ٢٠٢٠، ان السلطات الامنية دمرت (٣٠٠) الف قطعة سلاح تم جمعها طواعية من المواطنين خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وقالت إنها ستشرع في حملة لنزع السلاح قسراً، وجاء خبر اخر وافاد، ان نحو (٢) مليون قطعة سلاح و(٣٠٠) الف سيارة غير مقننة توجد في بعض مناطق السودان، ولكن سبق ان قدم احد اساتذة جامعة الخرطوم تقرير عن سوق السلاح، واكد ان عدد قطع السلاح المهرب الي داخل السودان يفوق ال(١٠) مليون قطعة سلاح اغلبها حديث ومتطور، وان السبب الاول في كميات السلاح بالسودان يرجع الي سهولة التهريب وخبرات المهربين، وان حدود السودان الواسعة يصعب مراقبة كل اطرافها، هذا الي جانب ان الحكومات السابقة ضمت شخصيات بازرة جلبت السلاح للمليشيات والدفاع الشعبي وللجنجويد.
٥-
وبما الكلام هنا يدور عن السلاح، فلابد ان اذكر سبب قصف اسرائيل لمصنع “اليرموك” في شهر اكتوبر عام ٢٠١٢، كان – بحسب التصريحات الاسرائيلية -، ان المصنع قام بصناعة اسلحة ارسلت سرآ الي قطاع غزة!!، وقبل هذا القصف، سبق ان قامت اسرائيل بقصف سيارة مواطن في قلب مدينة بورتسودان عام ٢٠١١ بحجة ان صاحب السيارة -وهو مواطن سوداني-، كان يقوم بتهريب اسلحة الي “حماس” في قطاع غزة.
٦-
وهكذا شاءت الاقدار، ان نكون دولة تصنع السلاح، ونصدره، ونستجلبه من الخارج بشتي الطرق المشروعة وغير المشروعة، ونهربه لدول الجوار، ونسمح بتداوله بين المواطنين بكل سهولة ويسر، وننشيء لها اسواق محلية للبيع “علي عينك ياتاجر” واشهر اسواقه “سوق ليبيا”!!… السلاح الناري اصبح في كل مكان، حتي في بيوت الاعراس، وكم عريس سقط ضحية الرصاص العشوائي..ودخل الجامعات واصبحت بعض الداخليات وخاصة في جامعة الخرطوم ترسانات اسلحة..حتي الفنانين الجدد لا يحيون حفلاتهم الا بصحبة (بودي قادر) مسلحين بالمسدسات!!
٧-
كتبت الصحف المحلية عن ظاهرة تفشي السلاح، ومئات الكتاب والصحفيين كتبوا عن اهمية ان يهتم كل والي ولاية قبل كل شيء بجمع السلاح في ولايته، وان تبذل المؤسسات العسكرية جل اهتمامها في هذه الولايات – خاصة في دارفور وكسلا والبحر الاحمر- اقصي جهودها في عدم السماح للمواطنين بحمل السلاح ايآ كان نوعه ناري او ابيض.
٨-
لقد وصلت فوضي الي حد، ان احد المواطنين قتل لصآ بمدفع “اربجي”!!، واصل الحادث وقع في
عام ٢٠٠٨، وتعود تفاصيل القضية إلى قيام المتهم (م.ص) بمطاردة القتيل (م.م) بعد قيامه بسرقة منزله وإطلاق النار عليه من سلاح أربى جى عيار (22) مرخص مما أدى لوفاته. وان أولياء الدم قبلوا بالدية البالغ قدرها (٣٠) ألف جنيه أمام النيابة المختصة.
٩-
لا يجب ان ننسي الاحداث الدامية التي وقعت في السودان، وان اغلبها لعب السلاح فيها دور مهم، فهناك مثلآ: الاعتداء على المصلين بجامع انصار السنة بالثورة احدى ضواحي ام درمان، في شهر ديسمبر٢٠٠٠ بمسجد “الجرافة” واوقع عشرين شهيداً و(٥٢) وجريحاً…ومقتل الدبلوماسي الامريكي غرانفييل ببندقية كلاشينكوف… مجزرة العيلفون عام ١٩٩…مجزرة سبتمبر ٢٠١٣ واستشهاد (١٧٧) مواطنآ… مجزرة القيادة العامة…اغتيالات الطلاب في الجامعات…وهناك احصائية مقتل (٣٥٠) الف قتيل خلال حكم الانقاذ البائس؟!!
١٠-
(أ)-
نشرت صحيفة “الراكوبة” اليوم الخميس ٢٥/ فبراير ٢٠٢١، خبر تحت عنوان “إجراءات جديدة لدخول الأجانب و (9) ملايين أجنبي في البلاد”، مفاده، ان مصادر كشفت عن تقييد دخول بعض الأجانب القادمين إلى السودان الذين سبق أن أدينوا بأحكام بالسجن في بلدانهم وأصحاب السوابق، وأن فحصاً أمنياً سيتم لكل القادمين للبلاد خلال الفترة القادمة للتأكد من أنهم ليسوا من أصحاب السوابق. وكشفت ذات المصادر بأن أكثر من (4) ملايين إثيوبي يتمتعون بالإقامة بالسودان بكافة محلياته، وكشفت تقارير صادرة أن جملة الأجانب الموجودين بالبلاد الآن تجاوزت إحصاءاتهم (9) ملايين أجنبي نصفهم إريتريون وإثيوبيون ومن دول غرب إفريقيا ولاجئون من الدول الأخرى.
(ب)-
-انتهي الخبر- ولكن لم تنتهي بالطبع دهشة القراء من الطفرة الشديدة في زيادة عدد الاجانب من عام ٢٠٠٥ الي ٢٠٢١، ليصل العدد من (٤) مليون اجنبي الي (٩) مليون؟!!
١١-
(أ)-
جاء اليوم ايضآ خبر اخر تحت عنوان “إثيوبيا تطالب لاجئيها بالعودة من السودان، ومفاده، وزير الخارجية الإثيوبي غدو أندرجاتشاو، لاجئي إقليم تيغراي الذين فروا من الحرب الى السودان بالعودة للبلاد، قائلاً إن السلطات باشرت التحقيق فيما وقع من مجازر خلال اقتحام القوات الحكومية للإقليم.وقال أندرجاتشاو في كلمة متلفزة أمس الأربعاء: “ندعو اللاجئين من إقليم تيغراي في السودان للعودة إلى بلادهم”، مضيفاً أن بعض المتواجدين في المخيمات بالسودان ارتكبوا جرائم وسوف يحاسبون عليها. وتابع أن “لجنة حقوق الإنسان باشرت التحقيق في مزاعم انتهاك حقوق الإنسان التي وقعت في تيغراي، بما في ذلك مجزرة مايكادرا، والعنف الجنسي، وضحايا المدنيين”.
(ب)-
لا اعرف لماذا لم يطلب وزير الخارجية الإثيوبي غدو أندرجاتشاو من كل الاثيوبيين العودة للوطن، وطلب فقط عودة اللاجئين من إقليم تيغراي؟!!
١٢-
عناوين اخبار عن السلاح في السودان – دون ادخول في التفاصيل بسبب حجم المحتويات -:
(أ)- السودان.. قوات الأمن تقبض على عصابة تهريب أسلحة إلى إثيوبيا …
(ب)- سكاكين وخناجر وسيوف.. ماذا وراء اجتياح السلاح الأبيض للخرطوم؟!!
(ج)- ننفرد بنشر اعترافات مهربي أكبر صفقة سلاح من السودان إلى مصر…
(هـ)- السودان: إحباط عملية تهريب سلاح إلى داخل الخرطوم …
(و)- الممرات السرية لتهريب «السلاح الإيراني» من السودان للتنظيمات الإرهابية في سيناء…
(ز)- مخاوف من فوضي بالخرطوم بسبب إنتشار السلاح…
(ح)- شاهد فوضي انتشار السلاح وضرب النار العشوائي في دار فور …
(ط)- فوضى السلاح وازدياد نشاط تجارة الموت…
(ي)- ضبط 13 ألف طلقة في السودان محملة على ظهر 5 جمال…
(ك)- ظهور الجريمة المنظمة بسبب انتشار السلاح في دارفور يقلق السودان…
(ل)- تحذير هام وعاجل…. دخول العاصمة السودانية كميات كبيرة من السلاح …
(م)- خبراء عسكريون يحذرون من فوضي انتشار السلاح في الخرطوم…
١٣-
نجاة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك من محاولة اغتيال في الخرطوم – ٩/ مارس ٢٠٢٠-
١٤-
واخيرآ، ضاعت ليبيا، واليمن، وسوريا، والعراق، والصومال، والسودان الجنوبي، وافريقيا الوسطي … بسبب فوضي السلاح، وعدم جدية الحكومات في جمعها والحد من انتشارها…هل ان الآوان ان نلحق انفسنا قبل ان يقع الفاس في الراس؟!!
١٥-
مرفقات لها علاقة بالمقال:
(أ)-
سوداني يبدع في صناعه الاسلحه الناريه
(ب)-
نشطاء ينشرون مقاطع فيديو توضح فوضى السلاح فى السودان
(ج)-
أخبار : ضبط عصابة تعمل في تجارة الأسلحة والذخائر بالخرطوم
بكري الصائغ
ماذا نشرت الصحف عن السلاح في السودان؟!!
١-
(…يوليو. 22, 2020:- كشفت متابعات “دارفور 24” إلى انتعاش تجارة السلاح والذخائر بمدينة الجنينة في اعقاب الاشتباكات المسلحة بين قبيلة المساليت والقبائل العربية.وقال أحد تجار السلاح “لدارفور 24” إن هنالك إقبال كبير لشراء الأسلحة خاصة الكلاشنكوف في مدينة الجنينة. وأوضح أن سعر الكلاشنكوف يتراوح مابين 70 الف إلى 90 ألف حسب الجودة، بينما ارتفع سعر طلقة الكلاشنكوف من 70 جنية إلى 150جنيه. وأوضح أن وارد السلاح يأتيهم من ليبيا عبر الحدود او عبر الدول المجاورة ومن بعض منسوبي الحركات المسلحة، بينما يحصلون على الذخائر من زبائن لهم علاقة مباشرة مع منسوبين للأجهزة الأمنية.).
٢-
(…يتنشر السلاح بصورة كبيرة وسط المواطنين، ويوجد في مدينة الجنينة سوق يعرف باسم “افرك طاقيتك” يقع وسط المدينة لبيع وشراء الأسلحة، ازالته السلطات الحكومية العام 2010م لكن عاود نشاطه بصورة غير مباشرة في السنوات الأخيرة.).
٣-
«إبرم طاقيتك» واشتر السلاح!!مئات الميليشيات المسلحة في السودان من دارفور إلى الجنوب
مرورا بالشمال فكردفان.. تشتري أسلحة من الشرق والغرب.. وحتى إسرائيل…
يروي القادمون من غرب دارفور وعاصمتها مدينة الجنينة أن على مقربة من المدينة نشأ سوق أطلق عليه اسم «ابرم طاقيتك» لبيع السلاح، من المسدس الى الكلاشنيكوف الى المدفع المعروف في دارفور باسم «منقستو» الى المفرقعات والقنابل اليدوية، خاصة صنف القرنيت في وضح النهار احيانا، وتحت جنح الظلام احيانا اخرى. ويقول القادمون من غرب دارفور، ان السوق تعرض كثيرا للحملات المضادة من قبل السلطات، وبدا اخيرا على هيئة سوق للشواء فقط، ولكن لا يستبعدون أن هذا النشاط ما زال مستمرا في الخفاء.).
تابع-
ماذا نشرت الصحف عن السلاح في السودان؟!!
٤-
– تقول احداث وقعت في فبراير من عام 2011، ان حكومة عمر البشير قد استغلت وقتها الأوضاع المتردية وحالات الفوضي التي عمت كل ارجاء مصر بعد تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك من كل مناصبه الدستورية والحزبية في يوم 11 فبراير 2011، فقرت(حكومة الخرطوم) وبصورة سرية للغاية ارسال ستة شاحنات (كنفوري) مليئة بالاسلحة والذخائر والمتفجرات لتدخل بها الي داخل العمق المصري. وعلمت الاستخبارات العسكرية المصرية بامر الشاحنات التي عبرت الحدود السودانية وتوغلت داخل الاراضي المصرية فبادرت بارسال طائراتها الحربية التي قصفت الشاحنات بالقرب من مدينة اسوان، ودكتها ودمرتها عن اخرها.. ومازالت حطامها باقية حتي الأن شاهدة علي الغدر والخسة!!.. وتطورت بعدها الأمور بين البلدين للاسوأ في نفس نفس الشهر (فبراير 2011)، فسافر رئيس الوزراء المصري الجديد بعد الانتفاضة الدكتور عصام شرف علي عجل للخرطوم، وهناك التقي بالرئيس عمر البشير، وفي هذا الاجتماع بينهما والاخرين من كبار رجال الحزب الحاكم قال شاهد عيان وحاضرآ الاجتماع-، ان رئيس الوزراء المصري اسمع البشير كلامآ كالسم وحارقآ كالنار، وقال للبشير بكل صراحة مليئة بالتهديد :(اياك وان تظن ان مصر التي تعاني من بعض الاضطرابات بعد تنحي الرئيس السابق مبارك هي فرصة لك للعبث بأمنها واستقرارها وفرصة لارسال اسلحة للجماعات الأسلامية بمصر، فعيون الأمن عندنا لاتنام وتراقب كل مايجري حولها بدقة وانتباه، وقع البشير في شر اعماله بعد ان علم بخبر فشل دخول سلاحه لمصر، ولم يجد مايبرر بها كيف ولماذا تم ارسال المتفجرات لمصر?!!.. وكلنا علي علم تام ايضآ بماحدث في ختام اللقاء، فقد قام البشير باهداء رئيس الوزراء المصري 5 ألف بقرة كنوع من التكفير عن ذنبه واعتذارآ (مبطنآ) وبعيدآ عن السياسة والدبلوماسية!!. وقبل رئيس الوزراء المصري الهدية، ولكن الصحف المصرية سخرت من هدية الابقار، وكالت علي البشير ونظامه هجوم ضاري، بعدها انتشرت الكاريكاتيرات تسخر من رئيس يهرب السلاح سرآ الي مصر، والابقار علنآ!!).
تابع-
ماذا نشرت الصحف عن السلاح في السودان؟!!
٥-
مرتزقة الجنجويد يتجولون بالسلاح في منطقة الجفرة وسط ليبيا
(“عربي21”- السبت، 02 مايو 2020:- بينت المجلة أنه في الخامس من نيسان/ أبريل، نشرت منظمة “غلوبال ويتنس”، وهي منظمة رقابية، دراسة توضح فيها كيف قامت قوات الدعم السريع السودانية، وهي مجموعة شبه رسمية من البلطجية ذات صلة بنزاع دارفور، بشراء أكثر من ألف سيارة تويوتا هايلوكس ولاند كروزر لتحويلها إلى تقنيات. وشوهد العديد من تلك السيارات في حواجز الطرق العامة بعد مذبحة دموية للمتظاهرين المدنيين. وتكشف عمليات الشراء كيف أن السلطة في السودان لا تزال مبنية على اكتساب المال والأسلحة، وذلك بعد سنة من الثورة التي قلبت نظام عمر البشير لمدة 30 سنة. وأفادت المجلة، بأن غلوبال ويتنس، حصلت على جدول بيانات يبدو أنه وقع إجراؤه من قبل قوات الدعم السريع السودانية ، لتتبع مشترياتها. تزعم المنظمة أن قوات الدعم السريع السودانية اشترت شاحنات تويوتا في الخليج من خلال شركتين وهميتين لقوات الدعم السريع السودانية مرتبطتين أيضا بتجارة الذهب، وهو عمل يهتم به قائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو “حميدتي”.).