السوداني في نظرته الملتبسة إلى الولايات المتحدة

صلاح شعيب
نظرة أفراد مجتمعنا السوداني إلى الولايات المتحدة معقدة، إن لم تكن ملتبسة، أو مبسطة، وكذا هو حال نظرة المجتمعات العربية، والإسلامية. فانطلاقاً من القناعة العقدية لغالب المسلمين، والقناعة العروبية لبعض مراكز سلطتهم، لا بد أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين قد لعب دورا في تأزيم هذه العلاقة. ومن المؤكد أن هناك عوامل أخرى تتفاوت في جذورها لتضع الولايات المتحدة ذات الغالبية المسيحية في خانة العداء، إن لم تكن الكراهية في العالمين العربي والإسلامي. ولكن أولئك الأفراد السودانيين حين يصلون إلى أميركا عبر فرص برنامج الهجرة المعروف اختصارا بـ”اللوتري”، أو اللجوء السياسي، أو بغيرهما، يتبدل موقفهم تباعا بعد استيعاب التجربة الأميركية التي يعايشونها آناء الليل، وأطراف النهار، وأيضا أثناء تعمق أحلامهم القصوى في المنام. وبعدها لا يرغب مواطنونا الوافدون بتلك الإجراءات، وبغيرها، في شئ أكثر من التجنس بأوراق أميركا الثبوتية، بعد الحصول على فرص العمل للرجل، والحمل للمرأة حتى ترسخ هذه المولودة الجديدة بقاء الأسرة في الاستنفاع بغدير البلاد الذي لا ينضب.
ينفعل السودانيون، والعرب، والمسلمون، وغيرهم، بأحلام الأرض الجديدة هذه بعد تنشق نسيم حريتها، وتربية أبنائهم من خلال هذا النظام العلماني الذي يعيد صياغة الأطفال بمفاهيم اقترحها فلاسفة التعليم والتربية في البلاد بألا تطغى مهمة على أخرى. فالتربية تحتاج إلى مرجعيات ربما كان الدين جزء منها، ومن هنا ينشأ الاختلاف بين نوعية تربية يهودية، وبين أخرى مسيحية، وبين ثالثة إسلامية، وبين أخرى وثنية، وبين رابعة وضعية وبين أخرى إلحادية. وبالتالي يصعب وجود اتفاق حول التربية، معناها، ومضامينها، وكيفياتها، وغاياتها. ولهذا بقيت التربية بمعناها الواسع شأن غير المدرسين، ولا قبل لهم بالقيام بهذا الحمل الثقيل على الآباء، والأمهات.
أما التعليم فأفقه مفتوح على حصاد العقل، فكل معلومة مفيدة جديرة بأن تصل إلى ذهن التلميذ. وبناءً على وعيه المكتسب يستطيع أن يأخذ بها، أو يهملها، أو تفرض عليه قابلات الأيام بأن يعيد النظر إليها بمستوى جديد من الفهم، والوعي، والنضوج. ولذلك ترك المشرعون للأسر الأميركية المسيحية، واليهودية، والإسلامية، واللا دينية، أمر القيام بمهمة التربية الشاقة على أن تقوم المدرسة، أو الجامعة، بحياديتهما التامة وسط الأديان بتحقيق المطلوب. وذلك بتغذية الناشئين بالمعارف التي تمكنهم من الحصول على ثمار العلوم، واتخاذ مواقف نقدية من ظواهر الحياة. ثم إن الأهم من كل ذلك هو أن هذه المؤسسات التعليمية تمكن التلاميذ، والطلاب، حقا في خوض المنافسة في سوق العمل، وتجويد وعيهم لتقديم مساهمتهم الوطنية، والإنسانية معا. أما فهمنا المتعلق بعلاقة الأستاذ بالتلميذ فقد أنتج ما يحتاج إعادة النظر: لكم اللحم ولنا العظم. والحمد لله أن مدارس في أوطان إسلامية كثيرة أوقفت جلد التلميذ. ولعل بلادة الكاتب في الحساب، والرياضيات، لا ينسيه كيف أن أياديه تورمت لأيام بينما كنت في العربي، والجغرافيا، اتحصل على الدرجات الكاملة. والحقيقة أن كل إنسان في هذه الدنيا جاء بقدرات محددة، وهذا أمر مجسد في الولايات المتحدة بإبداع متناهـٍ، فالمدرسة تحاول أن تكتشف مواهب الطلاب في تلك السن، وترسخ من ثم فرصا لتطوير قدراتهم في مختلف المناشط كالسلة، والسباحة، والموسيقى، والفلاحة، والخطابة، والمسرح، والرقص، والتكنلوجيا، إلخ. وهكذا تتفاوت قدرات تلميذ وآخر حتى إن دخل الجامعة وجد سبيله إلى الكلية التي أعدوه لها ليفيد مجتمعه.
وبمناسبة تجنيد التلاميذ، والطلاب، أيديولوجيا، أذكر هنا مقالة الدكتور صديق أمبده التي أشارت إلى تجنيد الطلبة في مرحلة التعليم العام بالسودان سياسيا دون رضا أولياء أمورهم ليتخذوا مواقف أيديولوجية وهم في تلك السن الصغيرة. ففي الولايات المتحدة محرم بالتشريع الفيدرالي على المعلم أن يغذي الطالب بأفكار أيديولوجية، أو يشير إليها في حصصه ناهيك من إقامة دروس مسائية لعدد من الطلبة يتضح لاحقا أن لا علاقة لها بالتعليم. إذ إن مثل دروس المساء هذه تروم دروس المساء هذي تغذية التلميذ بمعارف قد لا يوافق عليها الآباء، والأمهات، والذين هم مسؤولون عن سلوك أبنائهم، وتربيتهم في الولايات المتحدة حتى سن الثامنة عشر. وقناعة الأميركيين بسن الرشد وتضمين مادة قانونية تشدد عليها تنطلق من ترجمة الصالح من المعارف خلافا لترجمة تربويينا للمأثورات الدينية بأن الطفل، أو الطفلة، الذي بلغ الرابعة عشر قد استوى على جودي نفسه، ويحق له الزواج. ولكن تجارب الحياة في زماننا أثبتت أن الاصرار على تلك الترجمة للموروث في هذا العصر خطأ فادح. ومن ناحية أخرى وجدنا أن الواقع الذي نعيش الآن مأساته يعود بالأساس إلى تجنيد التلاميذ، وتغذيتهم، وتشربهم بأفكار نيئة لا مكان لها في زمن الحداثة، والثورة التكنولوجية، والتواصل الميسور. وللأسف ما يزال زواج القاصرات في كثير من بيئاتنا أزمة مسكوت الحديث عنها، وهو يتم بناء على تلك السن الراشدة التي حددناها بالاستناد الديني، وربما ما يجري في الريف في هذا الشأن لم يكن أولوية قصوى للاهتمام في المركزية السودانية. والثابت أننا لا نجد إلا القليل من منظمات المجتمع المدني الذي يهتم بالظاهرة، بيد أن معظم قوانا السياسية لا تهتم بها في أدبياتها.
إن المسلمين السودانيين المؤمنين بالدولة الدينية حين يستطيب لهم المقام في الولايات المتحدة يسجنون أنفسهم في هذا الخير العلماني، ولا يأبهون بأحاديث البخاري حول عدم الإقامة في أرض الكفر، او دار الحرب. بل إنهم، شأنهم شأن الآخرين من اتباع الأديان الأخرى، يستغلون النظام العلماني إلى أبعد مدى، بصورة شرعية، أو بغيرها. وحينما يكثر عددهم مع بقية المسلمين من الجنسيات الأخرى تخرج همهمات بضرورة منحهم إجازة لصلاة الجمعة، وللمناسبات الدينية، ولا يجدون إلا الاستماع التام إلى أحلامهم النبيلة. وفي مدينتنا لم يجد المسلمون مكانا لصلاة التراويح إلا في معبد اليهود الذين منحوه لهم بدافع من العلاقة وسط الأديان الإبراهيمية، أو ربما بدافع الخير في اتباع الديانة اليهودية، وهكذا يخدم المعبد اليهود والمسلمين معا بلا حرج. وهذه قمة الوعي الجديد الذي اكتسبه المسلمون هنا بأن تركوا السياسة جانبا، واستراحوا في ذلك المكان المتهود ليناجوا ربهم، رغم الآيات التي احتواها القرآن الكريم عن يهود ذلك الزمان، ورغم تمكن الاحتلال الإسرائيلي لأراضي العرب والمسلمين. وهناك من السودانيين، والعرب، والمسلمين، من يجد في العمل في الجيش الأميركي موئلا للحياة الكريمة دون وضع اعتبار لعلاقة الجيش بالحروبات التي تجري في المنطقة. أما بعض الأصدقاء الشيوعيين، والبعثيين، فإنهم يندمجون مع أسرهم في هذا النظام القائم على بنية الرأسمالية، ولا يفوتون فرص العمل في وزارة الخارجية، والبنك الدولي. بل ربما إذا لاحت فرصة للعمل في معهد بروكينز للأبحاث الإستراتيجية تقدموا لنيلها بلا حرج.
-2-
قد يفسر أحدهم أن تلك التصرفات الفردية المذكورة عاليه من العيب الكبير للفرد السوداني، أو هي جزء من تناقض الشخصية المسلمة عموما. ولكن ربما كان هناك نظر آخر. فالذين يوفدون إلى العيش في الولايات المتحدة يكتشفون بتجربتهم أن كل ما رضعوه من ثدي تصورات شعوبية، ونظريات دينية، ومواقف أيديولوجية عن الولايات المتحدة، لا علاقة لها بواقع الحياة التي اختبروا حقيقتها. فأميركا “أمريكيات”، وليس فقط هي أميركا المتورطة في زرع فتنة أسرائيل في المنطقة، أو أميركا الرأسمالية التي تستغل سماحة الذين أنتجوا الفكر العلماني ليكون عونا للإنسان في حياته، لا مصدرا للتوسعات الإمبريالية، أو امتصاص خيرات الشعوب عبر الشركات عابرة القارات. ولا أخال أن النصوص الدستورية التي وطدت أركان الولايات المتحدة حضت على تحقيق هذه التوسعات، أو دعت إلى الإكثار من مظاهر الجشع الرأسمالي، وابتذال الجنس. ولكن البشر في كل قارات كوكبنا الصغير هم هكذا، يستغلون النصوص الدينية والوضعية معا لتحقيق رغبات فردية، أو أحلام فئة تريد أن تحكم العالم بالمغامرات الحربية. وهكذا يجب التمييز مثلما نفعل في تمييزنا بين السودان وبين النظام القائم، وبين أنظمة العرب، والمسلمين، الديكتاتورية وبين شعوبهم المقهورة، وبين ألمانيا الهتلرية وألمانيا رائدة الفلسفة، وإلا سندخل في التوهم الفكري بأننا نمتلك الحقيقة وحدنا وفقا لتصوراتنا المذهبية.
الأمر الآخر هو أن عددا من المؤدلجين يستغلون ما يصدر من أميركا ليرهبوا الناس بعلمانية حاناتها، أو تفسخها، أو نوادي عريها. وهذا كلام مردود، ذلك أن الأميركان بشر كما العرب والمسلمين، فيهم الذي يمارس حريته ويستغلها لأبعد مدى. وكذلك، بنفس القدر، هناك في أميركا هذا العدد الضخم من الكنائس، والأسر التي تنشئ أبناءها بقيم إنسانية وإلا ما حدث هذا التطور الشامل الذي لعبت فيه الأسرة دورا في إعداد أبناءها، وبناتها، لمهمة التقدم. ولماذا التركيز فقط على حرية بعض الأفراد وإغفال ايجابيات العلمانية التي يستنفع بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها. وهل بهذا التهافت في تنميط الآخر نستطيع ان ننافسه على الاستخلاف في الارض؟. وهل تخلو حياة المسلمين من بعض مظاهر استغلال الحرية الفردية حين يتسيدوا على شعوبهم؟
على أن المرء يلاحظ من الجانب الآخر أن الكثير من الشعب الأميركي ضحية مركزياته الفكرية، والثقافية، التي تريد تدجينه في تراث وطني لا علاقة له بأفكار الآباء المؤسسيين من لدن الرجال العظام أمثال توماس جيفرسون، وجورج واشنطن. فالمجتمع الأميركي، بعضه وليس كله، يعاني من عدم معرفة بالكثير من الشعوب الأخرى، وهو أيضا مغذى، ومشحون، بالكثير من المواقف العقدية، والسياسية، تجاه الآخر. وقد مثلت الصورة النمطية التي أفرزتها مباحث المستشرقين، والاسترقاق، في هذا الجانب مرجعا في التعامل مع الشرق، وأفريقيا.
ولقد ظل غالب المجتمع ونخبته يتأثر بهذا التراث حتى جاء مارتن لوثر كينيج لمحاربة الوحشية الأمريكية للنافذين هناك، وإعادة المجتمع إلى إنسانيته. كما أن إدوار سعيد، العربي المسيحي، ناضل ليقدم تصورا مخالفا عن ذلك التراث الاستشراقي الذي قدم الآخر بهذه الجهالة. ولعله نجح مع د. كينق في التأسيس لمدرسة عرفانية تمجد الآخر في كسبه، وتأخذ منها ما يساعد في تجديد التنوع الأمريكي. وخلاف سعيد وكينق لعب مفكرون كثر في تقليم أظافر الهياج الأمريكي، وذلك ما ساهم لاحقا في تحقيق الرغبة في تغذية المجتمع الأميركي بالتنوع، ولعل الخمسمائة ألف من الرجال والنساء الذين خروجوا في نيوريورك معارضين في مظاهرة لحرب العراق الثانية هم داعمو هذا الفهم الجديد لما ينبغي ان تكون عليه بلادهم. ألا يدل هذا على أن الإنسان كثيرا ما يحتاج إلى مراجعة قيمه ليعيد صياغتها بكثير من التأمل فيها؟. فنحن البشر نتاج أفكار نمطت عقولنا تاريخيا على هدى أهداف محددة، ولو ولدنا في مكان آخر فإننا سنكتسب أيضا أيجابيات وسلبيات ذلك المكان. ولهذا يغدو تأمل الإنسان، أي إنسان، في ذاته، وتحقيق الولادة الثانية، أمر مهم لكل الناس قبل أن يفرضها عليهم التاريخ بعد قرون طويلة. والشعوب الذكية تختصر تلك السنين، إذ تشق عبر آبائها المؤسسين طريقا جديدا لتطوير المجتمع، بدلا من أن يأتي الزمن لفرض تصوراته كما حدث لنا بشأن عدم خروج المرأة للتعليم، ولا بد أن هناك أمثال عديدة. وحتى لا يقفز علينا أحد المتنطعين بموقفه الأيديولوجي البائر نقول إننا هنا لا نعني التخلي عن الموروثات التي اكتسبناها بالنشأة، وإنما اختبارها للإبقاء على القيم التي تتماشى مع العقل، والتطور، وترك البالية منها، مادام الناس يتعلمون الآن في هذا العصر عند كل صباح.
-3-
إن النظرة الإسلامية للغرب عموما، والولايات المتحدة، خصوصا تنحو الآن إلى التبدل والتحرر من ما صاحبها من أحكام أيديولوجية. فالمفهوم أن آداب الإسلاميين، واليساريين، والسلفيين الجهاديين، في ملابسات العلاقة بين الولايات المتحدة وبين الشرق، قد شملت النظرة إلى الولايات المتحدة بالتعميم الذي يعمي من درس التجربة العظيمة للشعب الأميركي، والذي هو ذاته يعاني الآن من استعلاء جيوب أيديولوجية متطرفة، ومراكز رأسمالية قحة، تحاول تجيير قدرات الأميركيين الملهمة لمصالح ضيقة. ولعل تعاون هذه الجيوب مع اللوبي اليهودي النافذ قد حاد عن مسار الآباء المؤسسين الذي اختطوه بحكمة بالغة. فالذين يقرأون كتاب “اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الداخلية” لعالمي “السياسة الواقعية”، البروفيسير جون ميراشايمر والبروفيسير ستيفن والت، يدركون إلى مدى ساهم هذا اللوبي المساعد في اختطاف السياسة الخارجية الأميركية وتوجيهها لخدمة إسرائيل. فضلا عن ذلك فإن مؤلفات عالم اللسانيات نعوم تشومسكي تبين لنا إلى أي مدى تم تحوير الموارد الأميركية كافة لتحقيق تطلعات توسعية تبدأ من السيطرة على منظمة الأمم المتحدة، وبقية المنظمات العالمية المشتركة لتحقيق مصالح المستثمرين الأميركان في الاقتصاد، والحرب، والتجارة، والصناعة، عبر تلك الشركات التي تطوي الأرض طيا. والحال هكذا فهي تستغل القانون بالتهرب من دفع الضرائب، وتعولم طاقمها التوظيفي بأن تقلل وجودها في الولايات المتحدة حتى تدفع أجورا زهيدة لحاملي الماجستير والدكتوراة في بلاد الهند وباكستان، والأخطر من ذلك أنها تتآمر مع الشركات الوطنية لاستغلال موارد الشعوب.
إن اللوتري الذي فتح باب الهجرة بمصراعيه لكل الجنسيات المسلمة ساهم في وصول عدد من المؤمنين بأيديولوجيات داخل العالم الإسلامي إلى الولايات المتحدة. بل إن هناك كثيرا منهم يرغب في الوصول إلى أميركا مهاجرا، أو مغتربا، أو زائر، أو مستشفيا، أو متعلما، أو طالباً محضرا في الدراسات العليا، أو أستاذا زائرا. ولعل هذه الفئة التي اندمجت في المجتمع الأميركي وأصبح أبناؤها، وبناتها، لا يتقنون إلا اللغة الإنجليزية، ولا يبتغون مكانا للحياة، والاستقرار، إلا في الأرض التي ولدوا فيها، هم الأقدر على تقديم مساهمات عن “الأميركيات” الكثيرة، ودورها في خدمة الإنسانية. فالحاصلون على جائزة نوبل في العلوم ما يزالون هم العلماء الأميركان الأجلاء، كما أن مستوى جامعات البلاد ما تزال تتصدر قوائم التصنيفات العالمية. وبالنسبة لتمثيل التنوع الإنساني، والتسامح العرقي والديني، والقطيعة مع تراث العنصرية، سبقت الولايات المتحدة الدول الأخرى في هذا المضمار، والدليل الأكبر انتخاب الأميركان لرئيسهم الذي يتحدر من أقلية سوداء. أما في مجال العمران، وتطور سبل الصحة والترفيه، فليس هناك من ضريع. وربما تعتبر هذه الإنجازات قيض من فيض، وكل البلدان المسلمة تتوق إلى إنجازها، لذا ومن هذه الزاوية ينبغي أن نقلل من هيمنة النظرة الأيديولوجية التاريخية المعادية لأميركا السياسية، والتي حجبت بعضنا من النظر الكلي لهذه التجربة الإنسانية العظيمة، وعدم قصرها على جزئية محددة. وإذا كان الضيم الإسلامي من الولايات المتحدة عظيما نحو مساهمتها في تأسيس دولة إسرائيل ودعم القوى الديكتاتورية في المنطقة مفهوم، فإنه ينبغي ألا يكون عائقا من تفهم أن هناك مجتمعا مسلما وعربيا صار جزء من هذه التجربة الإنسانية، وستعقبهم أجيال وأجيال ولعلهم حتما سيساهمون في إثراء التنوع الأميركي، وتصحيح نظرة بعض الأميركان نحو العرب والمسلمين والشرق، كما فعل إدوارد سعيد.
[email][email protected][/email]
مقال رائع جداً من الأستاذ الصحفي صلاح شعيب وتشريح لصورة نمطية تشكلت لدى الكثيرين من ابناء الامة الاسلامية عن امريكا ، وقد أثار نقاطاً عديدة وفتح باباً للمثقفين السودانيين من يعيشون في امريكا وفي الوطن للادلاء برأيهم علها تكون قبساً ينير الطريق لمن يفكر يوماً ما في العيش في امريكا او التعامل معها ولا ننسى هنا مقالات الأستاذ المخضرم عميد الصحفيين محمد علي محمد صالح في سبعينات القرن الماضي تحت عنوان ( هذه هي أمريكا) وكانت اولى المقالات التي فتحت أذهان السودانيين على ما يجري في داخل امريكا وكيف الحياة فيها. مقال جدير بالقراءة المتأنية.
موضوع جميل مكتوب بوعي وتعمق ….ساعود له بالتاكيد
مشكلتنا مشكلة مع الاخوان المسلمين
امريكا واسرائيل بلعبوا علينا بولوتيكا ويمدوا لينا الجزرة نحلف نقول العقوبات اترفعت وطلعنا من قايمة الارهاب الامريكية وحيدونا قروض وودائع بالدولار والشيكل ونحن نصدق وننبرش ونملى الدنيا تهليل وتكبير
الصين وروسيا الشيوعيين دي ماصة بترولنا اوانطة مقابل 4500 سلعه رديئة نستوردها منها لا مواصفات ولا مقاييس والتانية مسلطة علينا شركة ما معروفه شنو بالضبط اسمها سيبرين اعتقد قالت لينا بطلع ذهب حكاية مبالغ فيها ومافي زول عارفه بتعمل في شنو لي هسه
والسعودية شالت اولادنا ختتهم في الصفوف الامامية لمحاربة داعش وبقينا معاها خاصمت زيد خاصمناهو صالحت زيد صالحناهووفي النهاية شالت مننا مشروع 99 سنة زول عارف تفاصيلو مافي
حتى اثيوبيا لبستنا بالطو العزة والكرامة الافريقية وقالت لينا ده تشييع المحكمة الجنائية لمثواها الاخير وطلع كلام فالصو المحكمة قاعده في مكانه حتى سفرة فنزويلا الاخيره دي ما قدرنا نمشيها
وده كلو كوم حتى جيبوتي بنينا ليها مستشفى ما في زيه في السودان وجزر القمر مراكز ثقافية وتشاد وغيرهم عشان ما يلعبوا بضيلهم مع المحكمة الجنائيه
غايتو العمله فينا اوكامبو وبنسودا شكيناهم لله
كان من الخطا ترك موضوع التربية كليا في يد الاسر والعوائل – خصوصا القادمة من الشرق الاوسط – كان ينبقي ان يكون هناك حد تتدخل فيه الدولة بروية لخلق مجتمع متجانس و اعتقد ان من نتاج هذا الخطا الغربة والتطرف والانغلاق يل وانتقال بعض العادات والتقاليد التي يجهد الناس للتخلص منها في بلدانهم الاصلية … شكرا علي المقال الراقي !
صلاح شعيب اهنيك على هذا الأفق الواسع في تحليل الشخصية السودانية المتناقضة
والغريب انو لايزال بعض المقيمون معنا في أمريكا ينادون بالشريعة رغم أولادهم الامريكان فقدوا اللغة ولا يستطيعون ان يقرأو سورة الفيل. محن على قول الاديب شوقي بدري
It is an interesting analysis that we have to evaluate through the contradiction that brands Islamic, and so called Arabic, which Sudanese are killed by. I add ustaz Salah that we have to be modest when we speak about the Western civilization we try to adopt in everything, while our ideologies want to destroy. Thanks for your deep enlightenment and humane integrity.
الاستاذ صلاح شعيب اسمح لي بنقل هذا التعليق ال1ي كتبه احد قراءك في صفحتك في الفيسبووك وهو في نظري يختصر لنا ازمة السوداني:
“انها ازدواجية المعايير الاسلامية . المسيحيين واليهود في سورة الفاتحة (المغضوب عليهم والضالين) واحفاد القردة والخنازير ، رغم كل التسفيه القرأني لهم ، هم الاول في كل شيء ، ومن ذكرهم الله انهم غير امه اخرجت للناس ، هم يتسابقون للذهاب الي بلدان الضالين ، حتي لو كلفهم ذلك حياتهم ، مكة اقرب الي للمسلمين من اوروبا وامريكا ..ما قلته يا استاذ شعيب يؤكد حقيقة واحدة ،من يعيشون في العالم الاسلامي يتسمون بالتناقض المقيت والمقرف ، يكرهون الاخر ، ويذهبون اليه للاستفادة من خيراته ، يدعون لهم في المساجد بالهلاك والدمار ..في الحقيقة هذه العقلية تحتاج لدراسة من كل الجوانب ، والاهم الجانب السايكلوجي..”
من نظرية الامريكان ليكم تسلحنا إلى الإرتماء في احضان اسرائيل والهرولة لاستجداء تحسين العلاقات مع امريكا..وأسألوا صلاح قوش الذي ضاق حلاوة التعاون مع الامريكان ومن مال السي آي ايه إمتلك أساطيل في البحر…ههههههه هي للامريكان هي لاسرائيل وليست هي لله..نفسي أعرف كم تمن أي كوز أو قومجي لامن ترتبط المسألة بالذات..بارك الله فيك شعيب واوصيك أن تمارس الرأفة بالمثقف السوداني الذي يبدأ شيوعيا وينتهي إما في احضان الامريكان أو الاصولية ولو احترم نفسو صار صوفي بسبحة ملونة وإبريق مكسر..وسؤالي للاكاديميين السودانيين العرب أبان حلاقيم عروبية ما لقيتو فرصة إلا انو تشتغلو في قسم الدراسات الافريقية في الجامعات الامريكية..هههههه..
أولادنا اللي في امريكا بعد ما يموتوا آبائهم تجد بنياتهم وولادهم سيكونو جزء من البلاك أمريكان واحفادوا احتمال يكونوا مسلميين أو بوذيين أو مسيحيين أو عبدة الشيطان..برضو ما بطال وإحتمال يطلع واحد منهم زي أوباما..الله اكبر على الترابي والصادق والمرغني
Bravo Showib, We need such a critique to understand our failure in building our country. I hope all those working as activists care about inheriting the Sudanese political spectrum. This era is for activists not politicians, for civil society organizations not parties, and for liberals not Salafists. America is powerful and we need to maintain a good relation with it, not attacking it. Those Sudanese sons and daughters living in Americas with a dignity they lost in their homeland can make future change.
الغريب جدا هناك عددا كبيرا من القياديين الكيزان يملكون جوازات امريكية وكندية وبريطانية ومع ذلك يدعو لامريكا بالهلاك وهناك بعض منهم يرسلون اولادهم لامريكا والغرب للدراسة ويرسلون اولاد المساكين لحروب الجهاد وعندما يمرضون وتبح حلاقيهم ضد امريكا يهرولون الى سفارتها لطلب التأشيرة للعلاج..أي نوع هذه من الايدولوجيات!
مقالات الاستاذ صلاح شعيب تذكرني بمقالات إدوارد سعيد وغسان الإمام وحازم صاغية ذات النفس الناقد الجرئ والتي تمزج السياسي بالثقافي والاجتماعي، والمعتقدي، وهذا النوع من المقالات يتطلب نفس موسوعي وإطلاع بلا حدود على المعارف الإنسانية وإستخدام منهج القراءات المتعددة التخصصات، وهو نوع من المنهجية التي نحتاج إليهم لفهم الظاهرات الثقافية وتحليلها من جوانب عدة وإشباع جذورها بالتحليل، ولكن المشكلة الكبيرة أن هذا النوع من المقالات تحتاج قارئ معين ليستوعب معانيها بقدر عالي من الهدوء، وفي ظروف وسائل التواصل الاجتماعي التي أضرت بالقراءة لا تجد مثل هذه المقالات الكثير من انتباه العامة..ولا أريد أن أقول أن كل القراء كذلك ولكن فقدنا قارئ المجلات مثل الدوحة والعربي وأتمنى أن يجد الاستاذ صلاح الفرصة لإصدار مجلة ثقافية بما لديه من خبرات صحفية ثرة وقدرات كتابية حتى يستقطب كتاب جادين لفتح ملفات حول القضايا الصعبة التي تحتاج لهدوء في التناول وتفيد الأجيال في القراءة الجادة بدلا من قراءة اللهفي. شكرا شعيب فنحن من جيل قراء روز اليوسف والمختار والفيصل والدوحة وحزني على هذا الجيل الذي يفضل الشمارات والبهارات.
السوداني في نظرته الملتبسة إلى الولايات المتحدة … السودانيين نظرتهم ملتبسة للحياة بأكملها. يريدون أن يدخلون جنة دون إن يعيشو حياتهم ويدخلون الدنيا أو هكذا اقنعهم من اراد ان يسرق دنياهم .. والمعروف أن الجنة ماهي الا حافز لاهل الدنيا .. ومن لم يدخل دنيا لن يدخل جنة .. وأنا مقتنع أن الشعب السوداني ده لا حيدخل جنة ولا نار حيكون حايم في الصقيعة ساكت.. وإن دخلو مكان فالنار اولى بهم لغبائهم.
ابناء دارفور فقط ما هم بسودانيين
مبروك للشيوعييين تحول الولايات المتحدة الامريكية من الامبريالية البغيضة التى يجب ازالتها من الوجود الى النموذج المثالى الذى يروج له ، وعقبال الاسلاميين من امريكا روسيا قد دنا عذابها الى امريكا يا اخت بلادى ياشقيقة .
عفوا انت مغفل نافع ليس الا
واي تعليق لك اكثر من ذلك يعتبر ضياع للوقت
النسوان اللي بيرقصن شنو .. الرقاص قاعد ملك الدانس والله ما فهمنا شيء باللوقو حقك
مقال من ذهب تشكر عليه كثيرا استاذي وحبذا ان تتحفنا بمقال مدروس يحلل بتوسع الشخصيه العربيه والسودانيه لاشتاكها في رفض الغرب وثقافته من جهه وقبوله وتماهيه من جهه اخري وما جزور هذه الازدواجيه هل هي نتاج تربوي تعليمي ام ثقافي ديني تاريخي ام اجتماعي ام بسبب مناخي .
(ينبغي أن نقلل من هيمنة النظرة الأيديولوجية التاريخية المعادية لأميركا السياسية، والتي حجبت بعضنا من النظر الكلي لهذه التجربة الإنسانية العظيمة، وعدم قصرها على جزئية محددة. )
حقيقة عالمنا العربي و الاسلامي محتاج لهذه النظرة الجديدة لا لامريكا وحدها بل للعالم كله شرقه وغربه فنبذ التعصب و الكراهية لعنصر او دين امر ضروري في ظل العولمة (فقد بات العالم قرية واحدة شيخها هو اوبامارضينا ام ابينا)
عالمنا العربي و الاسلامي تمزقه الصراعات الطائفية و القبلية و العرقية كم نحن في حاجة الي ما تنعم به امريكا من تسامح ديني و تعايش عرقي دون النظر الي مجموعات الضغط الامريكية المتطرفة التي تسعي دائما لتحقيق مكاسب دينية او دنيوية فامريكا دولة عريقة عرفت كيف تدير العالم
Why do we always have to demonstrate our contradiction when it comes to evaluate U.S?
I think the writer made the case but still some try to go against the climate.
شكرا يا أستاذ صلاح شعيب على استعراضك اللغوي وكلامك المرتب وأنا لا ادري انك ذهبت الى امريكا زائرا أم أنك مقيما بها وهناك اشياء كثيره لا يعلمها الا من عاش في امريكا وبعض الناس لا يظهرون هذه الاشياء كفرا منهم…ولو أنك ذهبت الى اسرائيل وعشت بها حين من الدهر ك صحفي مرموق وصاحب مقال مقروء لتغزلت في اليهود اكثر من غزلك وسردك لتاريخ أمريكا…أظن أنك نظرت الى أمريكا من زاويه ضيقة جدا وعليك ان تنظر اليها بمجهر الكتروني وتعيد كتابه المقال أعلاه.
دعوا التعاطف الغير مبرر ولا يعجبكم حسن سرد كاتب المقال وخليكم من أمريكا وتعالوا أنتم ذوي البشرة السوداء أو السمراء كما يحلو لكم الى بلاد الصين واسمعوا الى صغارهم وكبارهم ماذا يقولون عنكم…الكاتب يعلم تماما انه مازالت هناك العديد من دول العالم مازال بها مطاعم واماكن خاصه للبيض فقط…
ان مقولة يوجد اسلام في الغرب ولا يوجد مسلمون هي مقولة مضللة لابعد الحدود لان الغرب هو غرب علماتي ديمقراطي يتمتع الفرد فيه بالحرية الكاملة مع احترام القانون. الحرية الدينية تمثل قمة الرقى الانساني.. الغرب يعتبر حقوق الانسان من منجزاته التي ساعدت علي تقدم ونمو الفرد والمجتمع…
فهل يعترف الاسلام بهذه القيم الانسانية الراقية التي اوصلت الغرب الي هذا المستوى من الحياة المتقدمة؟؟
يعني ح يصححوا شنو مسلميين امريكا
يعني ح يلغوا الحدود الاشلامية جلد وقطع يد ورجم ههههه
يااازول ها الاسلام ده مشكله فمع حداثه هذا العالم المتجدد
خششش في المشكله الاساسيه ويين ما تتكلم كلام حلو وبس
مقال طويل حوى الكثير من النقاط الهامه بدون تركيز واف على اي واحدة منها وكانك لم تتطلع على اى مقال فى الدولة التى هاجرت اليها وامل تنييهك ان الانسان لا يستطيع ان يهنآ بالا بالماديات فقط والا لما انهار الاتحاد السوفيتى برغم معاداتة لاستغلال الشعوب والطبقات الكادحه مع انه نجح نجاحا باهرا فى العلوم الاكاديميه وتوفير المتطلبات الاساسىية لحاجة الفرد فيه
وارجو منك ان تتمعن فى قول الحق عز وجل فى محكم تنزيله ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) (ربنا اتنا فى الدنيا حسنه وفى الاخرة حسنه وقنا عذاب النار) ( ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربى وما اوتيتم من العلم الا قليلا)
وقول المصطفى صلوات الله عليه وسلامه (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)
وسؤالى لك هو هل وجدت فى القران والسنة المؤكده ما يعيقك او يعيق اى مجتمع من ريادة العلوم؟ وهل اباح الاسلام الظلم والتعدى على حقوق الاخرين؟
الا تعلم انك بشر وكاى مخلوق فوق الارض عرضة لكل نوائب الدهر من امراض وابتلاءات بشتى اصنافها وانك مهما جمعت من حطام الدنيا فان اجلك هو الاقصر قياسا لاعمار ابسط ما تمتلكه من الماديات؟ الا ترى فى جسدك وما يخرج منه ما يجعلك تعيف الشراهة فى الماديات حتى وان كانت حلالا طيبا؟
يا اخى الفاضل احتكم للعقل والضمير واحذر من الغفلة التى تجعلك ضالا ومضلا لغيرك والمؤمن حقا لا يشترى الدنيا بالاخره ولا يظلم دينه بافعال غيره من البشر ولا يرضى ان يعيش طوعا فى اى مجتمع يخشى فيه الفتنة على نفسه اوعلى عائلته مهما كان اغراء الماديات لانك الى زوال قريب ومستخلف ومجاسب على كل ما ملكت يديك
طبعاً كاتب المقال من الذين كانو يرفعون لواء لينين في القاهرة حينما كانو يبحثون عن لجؤ الى دولة اليانكي، وحينما تم تحقيق حلمهم، اصبحو من يدافع عن الأباء المؤسسين لدولة اليانكي الإستعمارية التي قامت على الهياكل العظمية للملايين من أصحاب الأرض الحقيقيين، كما فعلت أسبانيا وارتكبت من فظائع لا يتصورها حتى الشيطان نفسه، ولكن فاقتها دولة اليانكي باستعبادها للافارقة وسحقهم لمدى قرون، حتى أصبحت أجيال هؤلاء الافارقة عاجزين آبداً عن التمتع بثمار ما عمله اسلافهم سوي كان في مزارع القطن او الطرق او السكك الحديدة بفعل عمل السخرة والا فالشنق على افرع الأشجار هو مصيرهم حيث يتجمع اليانكي ويحتسون بيرة لايزي مانكوليا المسيسيبية ويدخنون السيجار الكوبي
وحتى الاطفال كانو يمتعون انتظارهم بمناظر الافارقة المُستعبدين وهم وزوجاتهم واطفالهم يتدلون من افرع هذه الاشجار.
انصحك بزيارة متحف السكان الاصليين في واشنطن دي سي، علك تعرف ما هي امريكا، طبعاً من ينظرون الي التفاحة من الخارج يعجبهم لونها ولا يدرون ان دودة العفن تسكنها من الداخل، دولة اليانكي هذه هي شركة يديرها اساطين المال أصحاب بنوك عالمية وشعب اليانكي مجرد تروس تدور للعمل ومراكمة ارباح هده الطفيليات الى ما لا نهاية، وقد اتمت دولة اليانكي ثلاث ارباع دورتها في حركة التاريخ وتبقى لها ربع دورة ويتم ركنها في متحف تاريخ الدول الإستعمارية كمعلمتها ومُستعمرتها الإمبراطورية الإمبريالية البريطانية، ولكن تلك التروس المنفردة التي تدور لا تدرك لوحدها تعقيدات عمل الساعة، ما لم تلم بتفاصيل عمل كل ترس، فدولة اليانكي تمنح الفرد مساحة للحركة لكي يعمل وتجني عصابة الدولة الضرائب ويجني صاحب العمل الفائدة ويمنح العامل ما يمنحه القوة للعودة للعمل غداً، فتجد حتى فهم اليانكي لفائدة العمل ينحصر في الفردية فيقول Make Money بدلاً عن Earn Money وهي الدعاية التي اطلقها مؤسسي دولة اليانكي لجعل الفرد محور الدولة الوهي في حين انه مجرد فأر في مصيدة اصحاب الاموال والسياسة عليه ان يركض لقضم قطعة الجُبن التي تمنحه طاقة الركض، وليس رفاهية الحياة كنتيحة للعمل، دولة اليانكي وارتريا هما الدولتان اللتان تطالب مواطنيها بدفع اموال ضرائب حتى وإن لم يكونو يعيشون ويعملون فيهما، هي عصابة همهما جمع المال لإستثماره في خلق مواطن صراعات في العالم من خلالها يتم بسط الهيمنة ونهب الثروات بطرق إستعمارية مُحسنة تحت مزاعم محاربة الإرهاب وحفظ حقوق الإنسان.
زيادة القطيع تعني مزيداً من الحليب واللحم والصوف، لذلك كانت فكرة اللوتري للهجرة الى ارض اللبن والعسل الدعائية، وبمجرد قوقعتك داخل إطار هذه الساعة، تثير ترس عليك الدوران فقط ومنحك قليلاً من الزيت لجعلك تدور بسهولة.
قامت دولة اليانكي على الدعاية ولكن جشعها جعلها تفقد تناقضها، فهي تنادي بالحرية وهي اول من تشن الحروب، وتنادي بالإنسانة وهي من تفرض العقوبات والحصار الإقتصادي فيموت الاف الاطفال، وهي من تدعم الإنقلابات في كثير من الدول التي تحاول النهوض بشعوبها، ولكنها ترى فقط نفسها، وآنانيتها المُفرطة جعلها تفقد ما كانت تتمتع به من سمعة حتى في منتجاتها الصناعية في اوائل عهدها الدعائي الذي سقطت ستارته التي كانت تخفي خلفها الوجه الإستعماري البشع.
ولكن هذه التروس الصغيرة تكون فرحة بما يلمع في دولة اليانكي، وهي يتم سحقها رويداً رويداً ويتم إستعبادها بنفس الأسلوب البطي حتى تدمن هذه التروس الدورن حتى وإن كان إطار الساعة فارغ.
يا الراكوبة بعرف مرات تحيزكم لناس أمريكا ديل.