رسالة لأحرار السودان بمناسبة فاجعة انشطار الوطن

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد كله للواحد القهار والصلاة والسلام على نبيه المختار وبعد

رسالتي لأحرار السودان بمناسبة فاجعة انشطار الوطن

حسن إبراهيم فضل
\[email protected]

بمشاعر يخالطها الحزن والفرح معاً نشهد ويشهد العالم كله اليوم فاجعة انشطار وطننا العزيز الذي ورثناه وورثه أجدادنا واحداً موحداً , في صعده كافة وحدة في الوجدان والتراب , والمصير , ووصينا على هذا التراب الغالي وان نضحي من اجله بالروح والدم والمال حفاظا على عزته.

جماهير سوداننا الجريح لا ندري في هذا اليوم أنحتفل أم نقيم سرادق العزاء على أعز شيء فقدناه في حياتنا , وليس هناك اعظم من فقد جزء اصيل من اجزاءالوطن !!
أنستحق حق العيش في هذا الوطن بعد أن عجزنا عن الحفاظ على ترابه موحداً؟؟ ؟
بلا شك ليس هناك شيء يجعل هذا التراب يفخر بك عزيزي السوداني طالما لا تستطيع الحفاظ عليه حتى من أبناءه الغلاة والمتعطشين لفتيته وتمزيقه.

الأخوات والإخوة في السودان الكبير أحيكم في هذا اليوم , وإنا نزرف الدمع حزنا على فقدان رئة السودان النابض ولكن العزاء كل العزاء في أن جميع أبناء هذا الوطن يؤمنون بحتمية الوحدة وان طال المسير.

الأخوات والإخوة في جنوبنا الحبيب ونهنئكم في هذا اليوم بمناسبة إرساءكم لدولة المواطنة والمؤسسات , وندعو نصلي من أجلكم ومن اجل استقرار هذا الكيان الوليد , وندعوكم جميعاً إلى أن نعمل على إزالة أسباب تفتت هذا الوطن ونسعى إلى إعادة وحدة ترابه على أسس جديدة كما أراد لها الشهيد المؤسس الدكتور جون قرانق دمبيور وليس كما خطط له شرذمة نظام البشير.
جماهير شعبنا الأبي فيما بقي من السودان , اعلموا إن بقاء من فتتوا هذا الوطن سيفتتون ما بقي منه , والخروج عليه وإزالة هذا النظام أصبح فريضة عينية التكليف على جميع أبناء هذا التراب إن أردتم الحفاظ على ما بقي من وطننا.

جماهير أمتنا , إن المتاجرة بشعارات الاسلام والتضليل بأحكامه والانسلاخ من روحه , أصبح سلعة بائرة , لا يدنو إليها إلا مرضى النفوس وضعاف الهمم , ومن يسعون على البقاء في السلطة مهما كان الثمن ولو كان ذلك الوطن ووحدة ترابه , وسيادته , فالذي لا يهمه الوصاية التي يقع فيه البلد من عشرات الآلاف من الجيوش الأجنبية ومئات الآلاف من الضحايا من أبناء الشعب وتمزق الوطن , ولكن يرى كل ذلك مقابل البقاء في السلطة سيأتي اليوم الذي يسلم البلد وأهله من اجل نفسه.

أحبتنا الكرام إن هذه الشرذمة تتاجر بمشاعر الأمة العقدية وهي أبعد ما تكون عن هذا الدين وروحه , فالإسلام الذي نؤمن به لم يبلغ بحد السيف ولا بعنصرية انتباهية ولا بدعاة بلاط السلطان يدعون لمعروف النظام وينهون عن حقوق العباد والأطفال والمشردين ويصمتون صمت الموتى وأطفال السودان يموتون أو يقتلون على جدار قصر حكم ((عمر )) وشتان بين عمر وعمر. عمر يرقص على أشلاء ودماء شعبه ويفرح بل يصبح أكثر نشوة وهو يرى آلة سلاح الجو ومليشياته تقطع أوصال الأطفال والنساء , وحاش لله أن نقارنه بفاروق الأمة وهو يقول (( لو عثرت بغلة بالعراق لسئل عمر لماذا لم يسوى لها الطريق ) عمر الذي يقول لو أن مناديا نادي أن كل الناس يدخلون الجنة إلا واحدا لظننت أنني ذلك الواحد .) سبحان الله .
وعمر القوم يبنى المساجد لوالديه من حر مال الشعب , ويستقدم المطرودين بشبه فساد من وزارات إسلامية في دول شقيقة و من فضائح ازكم الأنوف هناك , وأبواق معروف في الباطل وخرص في الحق .
عمر القوم يرسل التهديدات من خلال المسجد وفاروق الامة يسئل عن احوال الناس في المسجد ومن خلال المسجد.

أبناء السودان الشرفاء , إن الموت لأفضل لكم من تنظروا للوطن وهو ينقص من أطرافه , فإفقار الناس وتجويعهم وترويعهم وتكميم الأفواه , هو الموت كله , فخير لنا جميعا ان نموت برصاصة المتعطشين لدمائنا خير لنا من أن نموت بلعنة الوطن والجيل والأجيال القادمة.

ثوار الحق والكرامة نناشدكم اليوم وانتم تمسكون بجمرة القضية المركزية في السودان , ألا وهي قضية السودان في دارفور , نقول لكم سيروا وقلوبنا ودماءنا وأموالنا وأنفسنا لكم وللقضية , واعلموا أيها الثوار الأشاوس النصر مع الوحدة ورص الصفوف , فوحدة الكلمة والرأي والقوة على مستوى ميدان القتال , والتنسيق السياسي , أصبحت ضرورة ملحة.
قادة ثورة الكرامة إن ما يحاك اليوم بقضيتنا المركزية في ما سمي بوثيقة الدوحة (وثيقة السيسي و البشير)من بيع للحقوق وتزييف لإرادة شعبنا لأمر جد خطير , فالعمل على إجهاض ما يحاك هناك لا يقل أهمية عن قتال النظام , فلنولي إجهاض ما يحاك بالقضية ذات الأهمية التي نعطيه لأمر زوال النظام وأركانه.

جماهير الأحزاب السودانية الحرة , إن مسئوليتكم اليوم تعاظمت بتشظي السودان , لدولتين وان لم تعيدوا ملحمة أكتوبر وابريل العظيمتين ستصبحوا على سودانات عدة وليس سودانيين كما أوصلنا إليه شرذمة نظام المطلوب.

وفي الختام نقول إن العزاء كل العزاء في أن نظام البشير وحزبه يتحمل وحده وزر تفتيت البلد و المسئولية والأخلاقية والتاريخية , ولعنة الشعب والأجيال القادمة ستقرأ الصحف السوداء وتاريخ مظلم يحكي سيرة هؤلاء ويعلم الجميع أن هذا النظام هو من فتت السودان الموحد وقسم شعبه اثنياً.

والعزاء الكبير أن جميع شرفاء وطني سيعملون على إعادة بناء الدولة السودانية الموحدة وفق قيم المواطنة بعد إزالة هذا الكابوس الجاثم على صدور الشعب .
فلنعمل على ذلك من هذه اللحظة.
ودمتم

تعليق واحد

  1. أخونا كاتب المقال ، كم تقدر عدد الذين فقدوا أرواحهم منذ بدء التمرد فى الجنوب؟؟ هؤلاء الذين تتحسر على إنفصالهم يسمونه إستقلال والفرق بينهما كبير والمعنى واضح ولن يتغير هذا المفهوم وستستمر الحرب ويستمر نزف الدماء إلى ما لا نهاية
    وواضح أنك لم تدفع ضريبة الوطن بالعمل فى جنوب السودان وبينما فقد الملايين حياتهم من شباب الشمال والجنوب إلا أنك لم تكن أحدهم وقطعاً أنت لم لم تتأثر بحرب الجنوب لأنك ما زلت حياً ترزق، وأهلنا بيقولوا الجاتك فى مالك سامحتك وأرض السودان واسعة وما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
    ألا رحم الله كل إخواننا الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل وحدة التراب رغم إستحالته والتى تأكدت طوال ستة قرون طوال من الحرب والإستنزاف.
    بالمناسبة هل رأيتم العلم الإسرائيلي وهم يحتفلون بإستقلالهم؟؟؟ القضية ليست عواطف والنزول إلى الواقع هو الذى يضمن لنا الرؤية الواضحة للإمور

  2. إن رئيسا يستجدى امريكا التي يترنح اقتصادها ان ترضى عنه وترفع عنه العقوبات …….لن يرضى عنه الله ولا الشعب السوداني……….وسوف يكون الى زوال باذن الله قاصم الجبارين ومذل المتكبرين.

    وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

  3. صديقي الاستاذ حسن فضل مشكور على هذه السطور وهذه المشاعر التي لا تخلو من صدق
    نسال الله ان يضمد جراح السودان كله ويحقن دماتء ابنائنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..