وفد «راف القطري» وزع ربع مليون ريال مساعدات بالسودان

الدوحة – عاد وفد مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية- راف من رحلة إغاثية عاجلة للشعب السوداني الشقيق، حيث وقف على حجم الكارثة الإنسانية هناك، وأشرف على توزيع مساعدات عينية للمتضررين من الفيضانات التي ما زال خطرها قائما إلى هذه اللحظة.
وصرح عايض بن دبسان القحطاني، رئيس مجلس أمناء راف ومديرها العام، أن المؤسسة تساهم وتقف دائما إلى جانب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مؤكداً أن حملة مساعدة متضرري السيول والأمطار بالسودان تأتي لتخفيف آثار السيول المدمرة التي أصابت العديد من الأماكن في السودان، وتلبية لرغبة أهل قطر الخير في الوقوف بجانب إخوانهم من الشعب السوداني الشقيق، بتقديم العون العاجل والمساعدة لهم خاصة مع الوضع الصعب الذي يعانون منه، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة، والمعاناة التي يعيشونها في هذه الأوقات.
وأوضح أن الهدف من الحملة حشد الدعم لجهود الإغاثة القطرية لصالح الشعب السوداني بغرض تنفيذ مجموعة من المشاريع الإغاثية العاجلة، وتقديم المساعدات الغذائية وتلبية الاحتياجات الطارئة التي يحتاجها الشعب في هذه الأحيان.
وناشد القحطاني المحسنين وأهل الخير من أبناء الشعب القطري والمقيمين لدعم إخوانهم بكل ما يستطيعونه من أجل توفير المساعدة لأبناء هذا الشعب الشقيق، والوقوف إلى جانبه في محنته الحالية، داعيا المولى عز وجل أن يجعل تبرعات الباذلين والمنفقين بركة في حياتهم وثوابا في ميزان حسناتهم.

وفد رفيع
ضم وفد راف كلا من عايض بن دبسان القحطاني رئيس مجلس أمناء راف ومديرها العام والمهندس جاسم الشمري مدير إدارة البرامج والمشاريع الدولية براف ومحمد حسن إبراهيم رئيس وحدة الإغاثة والاستجابة للكوارث التابعة لإدارة البرامج والمشاريع الدولية بالمؤسسة والشيخ عبدالله العمادي عضو سفراء الخير بـ «راف» وعمر عبدالله العمادي متطوع براف وعضو سفراء الخير.
وقد كان في استقبال الوفد القطري بمطار الخرطوم الدولي كل من سعادة الدكتور سليمان عبدالرحمن مفوض العون الإنساني الاتحادي، والسيد محمد السناري مفوض العون الإنساني بولاية الخرطوم، وسعادة اللواء بشير علي ضوالبيت نائب مدير عام الدفاع المدني بالسودان والسيد عماد الدين بكري أبوحراز رئيس مجلس إدارة منظمة ذي النورين الخيرية والشيخ الدكتور مدثر أحمد إسماعيل الأمين العام للرابطة الشرعية بالسودان وعضو مجلس إدارة منظمة ذي النورين الخيرية، كما التقى الوفد القطري بسعادة سفير دولة قطر بالخرطوم راشد بن عبدالرحمن النعيمي حيث توجه الجميع في موكب جماعي إلى منطقة الكريكاب شرق النيل ووقفوا على هول الكارثة الإنسانية هناك كما أشرفوا على توزيع مساعدات عاجلة بلغت في دفعتها الأولى ربع مليون ريال قطري.

كارثة مروعة
وقد سبق هذه الزيارة الميدانية شرح قدمه سعادة الدكتور سليمان عبدالرحمن مفوض العون الإنساني الاتحادي حيث ذكر أن السودان لم يشهد سيولا في خطورة هذه السيول منذ سنة 1986م، قائلا: إن سيل هذه السنة خطير ومتسع جغرافيا ونسأل الله تعالى ألا تزداد خطورته خصوصا مع ما سيتوالى من الأمطار في قادم الأيام، ذاكرا أن الجهات الأكثر تضررا هي ولاية الخرطوم ومحليات شرق النيل ومحلية كرري ومحلية بحري امبدة ومحلية أم درمان، مشيراً إلى أن سيول هذه السنة أدت إلى هدم ما يزيد على 25 ألف منزل، منها 16 ألفا تهدمت كليا و9 آلاف تهدمت جزئيا، وتضرر من جراء ذلك أكثر من 200 ألف شخص، ونحن نخشى حقيقة من امتداد الأضرار الناتجة عن هذه الفيضانات حتى لا يتأثر بها القطاع الصحي الذي لا نزال إلى هذه اللحظة مسيطرين عليه ولله الحمد، وأمام هذه الكارثة فإن السودان وجه نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي وقد تلقينا بعض الدعم من دول وحكومات ومنظمات أهلية ويأتي على رأس هؤلاء جميعا دولة قطر التي وجه أميرها المبجل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله بجسر جوي من الدوحة إلى الخرطوم حيث وصلت بالفعل بعض طائراته والأخرى تصل ضمن جداول محددة، ونحن بهذه المناسبة نوجه لحضرة صاحب السمو أمير دولة قطر أسمى عبارات الشكر والتقدير لسموه من فخامة رئيس الجمهورية السودانية والحكومة والشعب السودانيين، وقد عدد سعادة المفوض الاحتياجات في: توفير الخيم، توفير المبيدات الحشرية، توفير ماكينات شفط المياه، الأغطية، المواد الطبية الأولية الخاصة بالأطفال، المواد الغذائية.
كما ذكر السيد محمد السناري مفوض العون الإنساني بولاية الخرطوم أن العاصمة السودانية لوحدها تشكل نصف الضرر الناتج عن هذه السيول وأبدى خشيته من ارتفاع منسوب نهر النيل مع ما قد تشهده الأيام المقبلة من تساقطات مطرية، ما يجعل الأمر أكثر خطورة، كما أبدى الناري بدوره شكره وتقديره لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا ومؤسسات مدنية وأهلية على هذه الوقفة الأخوية والإنسانية مع الشعب السوداني.

وقوف مع الأشقاء
كما عبر سعادة السفير القطري عن شكره العميق لمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية- راف على هذه الاستجابة السريعة لإغاثة المتضررين من السيول بجمهورية السودان الشقيق، منوها بأن توجيهات القيادة الحكيمة لدولتنا دائما ما تدعو إلى الوقوف مع صرخات الإنسان أينما كان، فلطالما وجهت قيادتنا أوامرها بنجدة المنكوبين وإغاثة المحتاجين في العالم بأسره، غير أن إخواننا في جمهورية السودان لهم بالإضافة إلى هذا الحق الإنساني أنهم إخوة لنا وأشقاء ولهم في قلوبنا مكانة خاصة، كما وجه السفير القطري شكره وتقديره لجميع المؤسسات الخيرية والإنسانية القطرية على ما بذلته وتبذله من جهود لمحاصرة الآثار السلبية لهذه السيول الجارفة التي يعرفها هذا البلد العزيز على قلوبنا.
في الميدان
ومع وصول وفد «راف» مرفوقا بالمسؤولين السودانيين ومعهم سعادة السفير القطري بدأ الجميع بتوزيع المساعدات العينية العاجلة على المتضررين بمنطقة الكريكاب وخصوصا منها مربع الشريف الذي يعتبر من المربعات الأكثر تضررا في هذه المنطقة، وشمل التوزيع: الخيام، البطانيات، المشمعات، الناموسيات، ومواد غذائية.
بعدها استقل الوفد طائرة من نوع هليكوبتر حيث جابت بهم في نصف ساعة كاملة مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم وضواحيها وخصوصا منطقة شرق النيل، حيث تظهر مساحات شاسعة مكسوة بأنهار من الماء وتطفو على سطحها الأجزاء العلوية للبيوت وكأنها فطر مزروع وسط بحر، وقد كان هذا المنظر مؤلما لجميع أعضاء الوفد ومبعثا لهم على إظهار أسفهم وأساهم على هذه الكارثة الطبيعية التي هي في آخر المطاف قدر من الله وقضاء منه، غير أن هذا لا يعفينا كمسلمين أن ندعم هذا الشعب الشقيق وأن نقف بجانبه في هذه المحنة.

مؤتمر صحافي
وقد عقد وفد «راف» في نهاية زيارته العاجلة مؤتمرا صحافيا بفندق ليبيا بالعاصمة السودانية الخرطوم، حيث أثنى السيد عماد الدين بكري أبوحراز رئيس مجلس إدارة منظمة ذي النورين الخيرية على جهود مؤسسة «راف» في إغاثة الشعب السوداني في محنته هذه، ذاكرا أن هذا الأمر ليس بغريب على دولة قطر، فقد عرفناها دائما في صف الشعب السوداني، ودائما تسعى لخيره ومصلحته، ونحن كشعب والتاريخ السوداني الحديث والمعاصر لن ينسى لدولة قطر هذه المواقف الإنسانية المشرفة والنبيلة.
بعده تناول محمد حسن إبراهيم رئيس وحدة الإغاثة والاستجابة للكوارث بإدارة المشاريع الدولية بـ «راف» الكلمة حيث ذكر أن هذه الزيارة تأتي في إطار الوقوف على حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن السيول في السودان الشقيق، وأيضا تأتي في إطار الإشراف الميداني على توزيع المساعدات الإغاثية العاجلة للمتضررين، وستعقبها بإذن الله حملات إغاثية أخرى حتى نتمكن جميعا من محاصرة الآثار السلبية لهذه الكارثة والتقليل منها، وقال إن للشعب السوداني علينا حقان، حق الإنسانية، وحق الأخوة والعلاقة الراسخة، ومن هذا المنطلق فإن مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية- راف تسعى دائما لدعم التوجه الحكومي لدولة قطر خصوصا فيما يتعلق بالكوارث الطبيعية في أفق التخفيف على المتضررين وتحقيق القدر الكافي من الأمان والاطمئنان لهم.
بعدها تناول سعادة اللواء بشير علي ضوالبيت نائب مدير عام الدفاع المدني بالسودان الكلمة حيث شكر باسم حكومة السودان وشعب السودان مؤسسة راف على هذه البادرة الإنسانية النبيلة وعلى هذه الاستجابة العاجلة لإنقاذ المتضررين، وقال إننا في جمهورية السودان مجمعون على الدور الريادي الذي تقوم به دولة قطر الشقيقة في دعم إخوانهم السودانيين، فقد عرفنا دولة قطر سباقة إلى الإسهام بإيجابية وحيوية في تحقيق مصالح الشعب السوداني، وها نحن نراها مبادرة مرة أخرى في التخفيف من آلام وأضرار هذه السيول الجارفة، وذلك من خلال ما نراه من جسر جوي أمر به حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، كما نراه في مبادرات المؤسسات القطرية الأهلية وعلى رأسها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية- راف، فلهم منا جميعا وافر التقدير وجميل الشكر والعرفان على هذه الوقفة الإنسانية الأخوية النبيلة.
يذكر أن وسائل الإعلام السودانية المرئية والمقروءة غطت هذه الزيارة لمؤسسة «راف» كما نقلت شكر وزير الداخلية السوداني المهندس إبراهيم محمود حامد رئيس المجلس القومي للدفاع المدني في مؤتمر صحافي على جهود دولة قطر واستجابتها السريعة لما شهدته من سيول وأمطار وتقديم الدعم للمتضرّرين، لافتا إلى وصول العديد من الطائرات القطرية ضمن الجسر الجوي تحمل الأدوية والأغذية ومواد الإيواء. وقال الوزير حسبما نقلته وسائل الإعلام السودانية: «إن دولة قطر قدّمت دعمها قبل أن يُطلب منها» معتبرا موقفها بالنبيل والمعبّر عن الاهتمام بالأخوة والعلاقات الطيبة التي تجمع البلدين. وأضاف: نتقدّم بخالص الشكر والتقدير لقطر أميرا وحكومة وشعبا، لافتا لدورها المتعاظم الذي ظلت تلعبه قطر في تقديم كافة أنواع الدعم والسند للشعوب العربية والإسلامية التي تتعرّض بعضها للكوارث والأزمات الإنسانية، مبينا أن الدعم القطري يُمثل امتدادا طبيعيا لما ظلت تقدمه الحكومة القطرية ووقوفها مع السودان في كل قضاياه المصيرية.

العرب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..