الرئاسة المصرية: البعض حاول خطف الإسلام والقرضاوي انتهى به الحال مؤيدا للتشدد

في لقاء هو الأول منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم في الثالث من يوليو (تموز) الماضي، استقبلت الرئاسة المصرية أمس وفدا كبيرا من أئمة المساجد والدعاة. وقال مراقبون إن اللقاء يأتي للتأكيد على الإجراءات التي اتخذتها وزارة الأوقاف بمنع غير الأزهريين من الخطب في المساجد، فضلا عن إصلاح أحوال الدعوة في المساجد بعد أن هيمن التيار السلفي المتشدد على المنابر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) 2011.

وقال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الدولة، عدلي منصور، إن «السلطة كانت بعيدة عن الدعاة لفترة طويلة رغم أن الدعاة يمثلون أمنا قوميا لمصر». وأضاف أن «مشروع القانون الخاص بالأئمة والأوقاف سيعرض على الرئيس، وإما أن ينظر فيه بالمرحلة الحالية أو يعرض على البرلمان القادم»، فيما قال مصدر مسؤول في وزارة الأوقاف المصرية إن «الدعاة تعهدوا بأنهم مستمرون في جهودهم لمواجهة المتطرفين وحفظ منابر المساجد والقضاء على الفكر المتشدد الذي يريد تقسيم المجتمع».

وسبق أن تعهد الرئيس المعزول الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين بإصلاح أحوال الدعاة الرسميين في مصر وتلبية مطالبهم المعنوية والمادية خلال احتفالية العيد الأول للدعاة في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. لكن الدعاة شكوا بعد هذا اللقاء مما وصفوه بـ«حصارهم في المساجد ومحاولة إضعافهم بفرض دعاة السلفية والإخوان على المنابر». وقالوا إن نظام الرئيس السابق تسبب في إحداث فجوة كبيرة بين دعاة الأوقاف والأزهر الرسميين والمجتمع، وهو ما سمح بتسلل من وصفوهم بـ«المتشددين» من غلاة السلفيين إلى منابر الدعوة.

ويقدر عدد الأئمة الرسميين في مصر – حسب وزارة الأوقاف – بنحو 60 ألف إمام في الأزهر الشريف والأوقاف. ودشن عدد من الأئمة بوزارة الأوقاف في يونيو (حزيران) عام 2011 أول نقابة لهم في مصر.

وأكد الشيخ عثمان بسطويسي، نقيب الأئمة والدعاة، أن الدعاة طالبوا الرئاسة أمس بأن يكون ترشيح وزير الأوقاف بمعرفة هيئة كبار العلماء (أعلى هيئة دينية في الأزهر)، وليس رئاسة مجلس الوزراء. كما طالبوا بتبني الدولة لمشروع «الإمام المعتدل» بالتعاون بين الأزهر والأوقاف والوزارات المعنية، ومواجهة دعاة الفضائيات المتشددين وإنهاء الفوضى الحالية، وألا يظهر على الشاشة سوى الدعاة المؤهلين من الأزهر.

من جانبه، أوضح المسلماني أن الأزهر أوصل رسالته خلال ثورة 30 يونيو (حزيران) الماضي، بأنه يقف في مواجهة نشر الأفكار المتطرفة المتشددة ومحاولة اختطاف الدين والدولة، وأنه يجب أن يمارس دوره في توافق الإسلام مع العالم في ظل الوضع الإقليمي والعالمي الصعب، مشيرا إلى أن جهاد الإسلام الوسطي ضرورة لمحاربة التطرف، كما لفت النظر إلى أن «بعض الأئمة يمثل ظاهرة غريبة في التناقض، مثل الشيخ يوسف القرضاوي (وهو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) الذي كتب 120 مؤلفا في وسطية الإسلام ثم انتهى به الحال مؤيدا للتشدد».

ويقف الشيخ القرضاوي (87 عاما، مقيم في قطر) بقوة ضد عزل الرئيس السابق مرسي، وشن الداعية الذي يعتبر المرشد الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، هجوما حادا على المؤسسات المصرية والأزهر الشريف؛ خاصة بعد قرار النائب العام المصري المستشار هشام بركات، بوضعه على قوائم ترقب الوصول، للتحقيق معه في اتهامات بالتحريض على قتل الجنود المصريين.

من جهتها، قالت سكينة فؤاد، مستشار الرئيس لشؤون المرأة والمجتمع، إن الأئمة الأزهريين يجب أن يكون لهم دور يمثل الضلع الأول في منظومة محاربة التطرف والإرهاب، حتى قبل الجيش والشرطة، وأن دور الأزهر يجب تعظيمه، مطالبة رئاسة الجمهورية أن تتبناه خلال الفترة المقبلة للحد من نشر الأفكار الدينية المتشددة، واتخاذ الدعوة الدينية طريقا لتحقيق أهداف سياسية معينة.

وحذر الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم (خطيب ميدان التحرير) من أن اختراق الأمن القومي المصري أصبح يجري أيضا من على المنابر وإطلاق الفتاوى غير الصحيحة.

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..