إختيار لم يصادف أهله !ا

بسم الله الرحمن الرحيم

إختيار لم يصادف أهله !!!!

د.سيد عبد القادر قنات
[email protected]

منذ إعلان نتيجة الإنتخابات الأخيرة ظلت الحكومة تُبشّر الشعب السوداني بإنها من أجل تشكيل حكومة عريضة للجمهورية الثانية ستلتقي وتتفاوض مع جميع ألوان الطيف السياسي من أجل الخروج بتشكيل وزاري متجانس لخدمة الوطن في مرحلة لجد حرجة من تاريخه. إنتهت الأيام والشهور وإنفصل الجنوب كما أراد من أراد ومع ذلك ظلت أجهزة الإعلام بجميع أصنافها وتباري المتحدثون في إظلاق التصريحات بأن غدا سيتم الإعلان عن الحكومة العريضة ولا ندري أي عريضة هذه يقصدون؟ كثرت التلميحات والتطمينات وظل الشارع في إنتظار أفقده إحساسه بشكل القادم ، بل كان رأيه المسبق إن كل ذلك لا يخلو من أحمد وحاج أحمد ، وإذا كان المؤتمر الوطني وقد خاض غمار تلك الإنتخابات بدعاية لم يسبق لها مثيل وبصرف أذهل كل المراقبين وكانت النتيجة الفوز الكاسح لنواب المؤتمر الوطني بأغلبية لم تجعل لذلك البرلمان أي عنصر يشار إليه علي أنه جانب المعارضة ، بل إنه برلمان حكومة بدون معارضة.
إنتظر المواطن وظل يترقب ليل نهار تلك المحادثات والمشاورات والمشاوير المكوكية ما بين جنينة السيد علي والملازمين وغيرها من الأمكنة علها تظفر بتصريح أو توضيح عن مُقبل شكل الحكومة القادمة، ولكن ومع كل تلك المحادثات والمشاورات ، كانت النتيجة صفرا كبيرا!!! رفض الإتحادي الديمقراطي الأصل وحزب الأمة القومي المشاركة في السلطة بطريقتها الحالية وِفِق مزاج وتعليمات المؤتمر الوطني ،وهو قرار أثلج صدور الشعب السوداني الفضل والجميع يتساءلون : يا جماعة الخير حزب المؤتمر الوطني فاز بالأغلبية الكاسحة وقد فوّضه الشعب عبر صناديق الإقتراع ، طيب الجري واللهث ورا أحزاب رفض الشعب أن يأتي بها إلي قبة البرلمان سببو شنو؟ والجري دا مش معناتو خيانة للجماهير التي أتت بنوابها؟ هل من تفسير آخر؟ ولا هل وصلت الإنقاذ إلي نتيجة حتمية أن كل ما تم لم يكن نزيها ولا تصويتا وفق شفافية وحرية وديمقراطية بل وصلت الإنقاذ إلي أن مقبل الأيام حبلي بالكثير ولا بد أن تجد من يُشاركها في حمل جنازة البحر هذه علي بعد خطوات من مثواها الأخير ليلطخوا سمعته وتاريخه.
أعلن السيد والي الخرطوم تشكيلة وزارته الجديدة وِفق رؤيا المؤتمر الوطني تاركا الباب مفتوحا لمن أراد أن يركب في تلك القاطرة.
نتحدث هنا عن إختيار البروف مامون حميدة وزيرا للصحة لولاية الخرطوم والجميع يعلمون أن وزارة الصحة ولاية الخرطوم وبعد إنفاذ قرار الأيلولة قد صارت مهامها وواجباتها ومسئوليتها هي الصحة في السودان ، لأن ولاية الخرطوم هي السودان وحدودها الجغرافية تضم حوالي ثلث سكان السودان الفضلوا بدون زوارها غير المقيمين فيها ، وفي رواية إن ليلها يضم حوالي 8 مليون مواطن ونهارها قد يصل العدد إلي أكثر من 10 مليون مواطن، كيف لا وهي مركز لكل الخدمات إضافة إلي أنها مدينة الطيارة بتقوم والريس بنوم؟
أسئلة عدة تفرض نفسها نتوجه بها مباشرة للسيد والي الخرطوم ومع ذلك لا ننتظر إجابة.
إن الشعب السوداني قاطبة يعرف تاريخ البروف مامون حميدة وهو مديرا لجامعة الخرطوم والتدهور المريع الذي حصل فيها أثناء إدارته لها ، بل الإنتهاكات ضد الأساتذة والطلاب لدرجة أنها كانت غاب قوسين أو أدني من التشليع ، ولكن إرادة الله هي الغالبة.
أنشأ مامون حميدة كلية طب خاصة صارت جامعة فيما بعد ومع ذلك فهذه الجامعة وما شابها من تخصيص للأرض وإستغلال كلية الطب للمستشفيات الحكومية كمن أجل تدريس الطلاب ، تترك علامة إستفهام كبيرة ، هل تم كل ذلك وفق أسسس ولوائح وقوانين؟ لماذا لم يتكرم مامون حميدة ببناء مستشفي تعليمي خاص بكليته؟ لماذا يستغل إمكانيات الشعب السوداني لعمل خاص يدر ويتكسب من ورائه المليارات؟ أين هذا من الدين والشريعة والعرف والقانون؟ مستشفي الزيتونه وما أدراك ما الزيتونه! ألم يكن من الأوجب بناء المستشفي التعليمي بدلا من الزيتونه؟ الزيتونة بقرة حلوب لها ضرع خيره وفير جدا جدا ويتم علفها من جيب حمد أحمد ود عبد الدافع علي الرغم من أن هذا المواطن المسكين يتم إستغلاله أبشع إستغلال عبر موءسساته العلاجية في البان جديد والمستشفي الأكاديمي، موءسسات من حر مال الشعب السوداني ولكن بروف مامون يستغلها لمصلحته الخاصة دون أن ترمش له عين ، لماذا؟ هل هو فوق القانون؟ ما هو موقعه من الإنقاذ؟ ماهي الصيغة التعاقدية بين وزارة الصحة ولاية الخرطوم وبروف مامون حميدة في إستغلال هذه المستشفيات؟ ثم نسأله مباشرة هل هي مستشفيات تعليمية حسب المتعارف عليه حتي داخليا دعك من عالميا وتوجيهات الصحة العالمية؟
ماكتبته الصحافة عن المخالفات التي حصلت في مستشفي الزيتونه كفيلة بتشميعها فورا ولكن لا ندري خصوصية وموقع بروف مامون وعدم إتخاذ الإجراء القانوني ضده؟ وما كتبه المرحوم الأستاذ سيد أحمد خليفة عن كيفية تخصيص تلك الأرض الوقفية ونية بروف مامون حتي في ضم مباني جريدة الوطن للزيتونه، كلها أسئلة مشروعة ولا تحتاج لإجابة.
بروف مامون وبعد أن أستلم برنامج صحة وعافية في التلفزيون القومي من الدكتور الخلوق عمر محمود خالد ، إستغله وجيّره لمصلحته الخاصة عبر دعاية يدفع تكلفتها الشعب السوداني ، والبروف الهمام يُعلن بطريقة مُستترة عن كليته وأساتذته ومشافيه، أي إستغلال أبشع من هذا؟
جامعة مامون حميدة هل هي جامعة خيرية ؟ أم جامعة إستثمارية ربحية؟
مستشفي يستبشرون وموقعه الفريد، هل هو مستشفي إستثماري أم مستشفي خيري؟
منذ أن صدر قرار تعيين بروف مامون وزيرا للصحة لولاية الخرطوم ، كتب الكثيرون عن سالب هذا القرار من واقع عاشوه ومعلومات يملكونها وصولا إلي أنه أسوأ إختيار وفي أسوأ الظروف ، بل وصلنا إلي قناعة أن هذا الإختيار هو بداية الطريق لخصخصة الخدمات الطبية في ولاية الخرطوم.
بروف مامون حميدة وقد عرف عنه أنه يستثمر في المواطن السوداني وهو في أسوأ حالاته – المرض ، ولهذا فإن ذلك الإستثمار في الصحة يضع أمامه شُبْهه عندما يصير هو علي قمة الجهاز التنفيذي للصحة في ولاية الخرطوم، كيف لا وهو أكبر مستثمر في التعليم الطبي والخدمات الطبية في السودان، أليس كذلك؟ هل الغرض من تعيينه وزيرا للصحة بولاية الخرطوم هو خصخصة التعليم الطبي والخدمات الطبية وتشليع تلك المستشفيات وتسليمها عنوة أو قانونا للقطاع الخاص وهو علي قمته؟ هل الغرض من تعيينه هو ضرب وحدة الأطباء بعد إنفاذ قرار الأيلولة؟
بروف مامون حميدة وقد قارب السبعون من العمر فهل هذه السن العمرية كفيلة بالبذل والعطاء والتجرد ونكران الذات؟ نعم هو يملك خبرات أكاديمية وتجارية ، ولكن الخبرات التجارية وعقلية الربح هي الشغل الشاغل علي الرغم من أن رسالته هي الطب وهو أسمي وأعظم رسالة ، ولكن لم نسمع ولا يوما واحدا أن بروف مامون قد خصص نسبة من دخله الملياري من أجل العلاج المجاني وما كتبته الصحافة في هذا الخصوص تخجل منه الجمادات، لايرحم ومن لا يرحم لايُرحم .
أخيرا إن ماذكرته صحيفة التيار علي لسان قادة مستشفي يستبشرون وهم جزء لا يتجزأ من بروف مامون: نحن لا نثق في الأطباء خريجي كليات الطب السودانية ما عدا كلية طب مامون حميدة !!! ماذا تقولون في ذلك؟ إستعلاء وإستهزاء وإزدراء ونرجسية بعلم أو بدون علم بروف مامون حميدة ، ومع ذلك فهو مسئول عن هكذا تصريح.
غدا ستتضح الصورة والتاريخ يسجل تلك الأحداث فقد وصل بروف مامون حميدة لمنصب وزير الصحة ولاية الخرطوم فجمع ما بين الثروة والسلطة، فهل يطمع أن يصل إلي منصب رئيس الجمهورية؟
يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر علي العافية

تعليق واحد

  1. يا دكتور قنات لا تستغرب وتندهش من هذا التعيين ، لقد فقدنا ميزة الاندهاش والاستغراب من ممارسات وافاعيل الطغمة الكيزانية ، وسبق ان قلنا ان هذة الطغمة ليست سوى عصابة من اللصوص والحرامية وتجمعهم رغبة تحقيق المصالح الذاتية لذلك تم هذا التعيين والذى يعتبر بكل المقاييس قد صادف اهله كما يقولون هم ، كان الله فى عون السودان وشعب السودان وليس هنالك خيار سوا الثورة الشعبية المدعومة عسكريا للخلاص من تلك العصابة

  2. يا دكتور

    إنتو لسع شفتو حاجة..الغريق لى قدام..لأنو من غير المستبعد فى تعيينات الحكومة المركزية يكون وزير الصحة فيها ( الطفل المعجزة ) وأصلها عايرة خليهم يدوهاسوط

  3. مامون الذي يطرد الطالب من جامعته الخاصه و يمنعه الامتحان اذا نقص القسط الدراسي مائه الفا!!!ويمنعه من الامتحان اذا تاخر دفع الرسوم يوم واحد!!مامون الذي يرفض ارجاع ثمن اشعه للقلب لمريض يريد اعادة ماله بعد دفعه لايجاده للبديل الارخص!! مامون الذي دق الطبول بزيتونة متفرده لم تتفرد غير في الجباية!!! مامون الذي يستولي علي المشفي الاكا ديمي !!لايدق فيه طوبه ولاماسوره ولايصلح مكيف معطوب بل تصلح الصحه !!بينما يستمر هو في الاستفاده منه!!ويدفع المريض ايضا ثمن الدواء !!ويسيطر اطباءه علي المشفي هو واقربائه وزبانيته!!!! مامون الجمعيه الاسلامية التي تعمل صيدلياتها لمصالحه وشركاءه!! مامون الذي حول كل كلية الطب بالخرطوم لجامعته !!وجعل البروفات عاملين لديه باليوميه!! !!بينما ابناء الشعب لايجدون من يدرسهم!!والذي اوغل في التدمير للكلية حتي تنهضع علي انقاضها جامعته!!!! هو طبعا لم يرد !!ان يوضع في العراء فيزداد المكشوف سطوعا ويبدو ماتحت السطور!!!ولكنه لايستطيع فكاكا من فك الاسد او البقرة التي امتصها لسنوات!!! والا……….فقد جاء وقت الحساب!!!

  4. انا احدى طالبات هدا الرجل المدكور في جامعة الخرطوم العظيمة ولم نستفد من خبرته شيئا وكل الدي وجدناه منه كان السخرية اللادعة والتقليل من شان طلابه خاصة المميزين منهم ودلك لافقادهم الثقة في انفسهم و تثبيط عزائمهم فاي احترام يمكن ان نكنه لمثل هدا الصنف من البشر؟

  5. د. مامون لا يرحم في الاتعاب والاموال
    قبيل فترة كانت مقابلته هي الاغلي

    د. مامون تم في عهده بجامعة الخرطوم تعريب المناهج دون اي دراسة او حتي تحضير مراجع واساتذة
    وهو من نفذ هذه السياسة لكنه بعد ان ترك الجامعة وأسس جامعته الخاصة التي تدرس بالإنجليزي
    جاء وانتقد الامر بشدة وكانه لم يكن الاداة التي عربت

    الان جريدة الوظن تفتح ملف عن ادوية منتهية الصلاحية بمستشفي الزيتونة :

    الخرطوم: الوطن:
    فيما تبدأ«الوطن» من اليوم وتباعاً فتح ملف الأخطاء والمخالفات الطبية على مصراعيه، تحصلت الصحيفة على مستندات خطيرة حول مخالفات بمستشفى« الزيتونة» رصدتها إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة التابعة لوزارة الصحة ( ولاية الخرطوم) خلال زيارة إشرافية لمستشفى «الزيتونة» بتاريخ 23/11/2010م حيث تم العثور على أدوية ومحاليل منتهية الصلاحية منها InderaI In
    j والكمية كانت 32 Amps تاريخ انتهاء الصلاحية كان في 8/2010م
    في العملية: lox heavy 5%) lidocaine)وكميته 20 Amps والانتهاء في 8/2010
    في العملية: lidocaine( 5% lox heavy) وكميته 60 Amps تاريخ انتهاء الصلاحية 8/2010
    في الصيدلية الداخلية: Aspirin IV Inj وكميته 5 Amps (أدوية غير مسجلة). وFlectadol 500mg الكمية 6 Amps (أدوية غير مسجلة). kapron Injالكمية 4 Amps (أدوية غير مسجلة) .

    وقررت إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة واستناداً على المادة (1ح) من قانون المؤسسات العلاجية الخاصة أن يدفع مستشفى «الزيتونة» غرامة مالية قدرها خمسة آلاف جنيه سوداني على أن تدفع خلال 72 ساعة من تاريخ 12/10/2010م مع إنذار بالإغلاق للمستشفى.

    وفي الأثناء تطرح المخالفات الطبية أسئلة عدة مفادها – لماذا لا تخصص نيابة للمخالفات الطبية على غرار النيابات المتخصصة؟
    كما أن البعض يسأل عن مصير المواطنين الذين تضرروا من الأخطاء المخالفات الطبية. ومن يعيد لهم حقهم؟
    وكم عدد هؤلاء الذين قضوا جراء المخالفات الطبية ؟
    ولماذا لا يتم تقديم الجهات المخطئة إلى محكمة علنية؟
    ولماذا يظل الأمر قراراً إدارياً فقط؟ أليس من الأجدى العقاب المعلن للمخطئ والمخالف ؟
    وما مصلحة أهل المهنة من معاقبة المخطئين وفق ضوابط مهنية وإجراءات إدارية قد لا يعلم عنها المواطنون شيئاً يجبر ضررهم؟
    وهل يمكن أن نكتفي فقط بعقاب المستشفيات بهذه الطريقة؟ أم أن الأمر سيكون على طريقة جديدة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..