باحثون : القيلولة الطويلة يوميا مميتة

باحثون يحذرون من الانغماس في قيلولة النهار وزيادة وقت النوم بها لأنها قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة.

العرب

برلين- توصل باحثون إلى أن فوائد الغفوات النهارية قد تنقلب تماما وتشكل تهديدا بالغ الخطورة على الحياة، بمجرد تجاوز مدة الأربعين دقيقة، التي حددت علميا بوقت الدخول في مرحلة النوم العميق.

وكشفت صحيفة ?ديلى ميل? البريطانية النقاب عن أضرار نوم القيلولة، حيث أفادت بأن النوم لأكثر من 40 دقيقة، خلال النهار، يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة المبكرة. وأوضح الباحثون خلال الدراسة أن أخذ قيلولة طويلة أكثر من 40 دقيقة أو أثناء النهار يرتبط بخطر الإصابة بمشاكل التمثيل الغذائي.
وحذر الباحثون من الانغماس في قيلولة النهار وزيادة وقت النوم بها لأنها قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة. وكشفت النتائج، التي قدمت فى الجلسة العلمية السنوية الـ65 بالكلية الأميركية للقلب، عن أن القيلولة لأكثر من 40 دقيقة يوميًا كانت مرتبطة بزيادة خطر التعرض لمتلازمة الأيض ?التمثيل الغذائي? والسمنة وأمراض القلب.

وقال الباحث تيموهايد تامادا، من جامعة طوكيو، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن عادة القيلولة منتشرة على نطاق واسع في كامل أنحاء العالم، لذلك يجب توضيح العلاقة بين الغفوات وأمراض التمثيل الغذائي. وتوصل الباحثون إلى نتائجهم بعد تقييم بيانات أكثر من 21 دراسة تنطوي على أكثر من 300 ألف شخص.

ولاحظوا أن القيلولة لمدة 90 دقيقة تزيد من خطر متلازمة الأيض بنسبة تصل إلى 50 بالمئة، وهو نفس تأثير التعب المفرط أثناء النهار. ووجدت دراسة سابقة أن القيلولة لمدة أطول من ساعة أو التعب المفرط أثناء النهار يرفعان خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني بنسبة 50 بالمئة.

ويرى العلماء أن طول القيلولة يعتمد على الهدف منها، فإذا كان الإنسان يريد النوم لأنه يستعد لسفر طويل أو مناوبة مجهدة فقد ينام لساعات أطول. أما في الروتين اليومي للحياة فإن الأبحاث أظهرت أن 10 إلى 20 دقيقة هو أفضل مدة للقيلولة لأن هذه المدة تحقق الفوائد المرجوة بعد الاستيقاظ مباشرة. ففي الأبحاث المنشورة، أعطت هذه المدة أفضل النتائج من ناحية مقاومة النعاس وتنشيط القدرات العقلية وتحسين الذاكرة، في حين قد تؤدي الغفوة الأطول إلى حدوث كسل أو قصور في النوم، ليلا.

وسبب ذلك أن النائم يصل إلى النوم العميق بعد نحو 30 أو 40 دقيقة من النوم، وإذا استيقظ من النوم العميق قبل حصوله على كفايته منه فإنه قد تظهر عليه أعراض كسل النوم. وكسل النوم مرحلة فيزيولوجية طبيعية يمر بها المستيقظ من النوم بعد الاستيقاظ المفاجئ ويشعر خلالها بالدوخة ويكون هناك نقص في التركيز والمهارات العقلية، وقد يصاحبها بعض الاختلاط الذهني. وتستمر هذه الحالة من ثوان إلى 30 دقيقة.

وهناك عدة عوامل قد تؤثر في ظهور هذه الحالة، فالاستيقاظ المباشر من النوم العميق، قبل أن يحصل المخ على كفايته من هذه المرحلة قد يؤدي إلى الإرهاق والإجهاد الشديدين، كما أن القيلولة المتأخرة (أي آخر العصر أو وقت المغرب) قد تخلف نفس النتائج.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..