أخبار السودان

لا تلوموا العقوبات, بل لوموا أنفسكم .

بسم الله الرحمن الرحيم

د. سعاد إبراهيم عيسى

يبدو ولحكمة يعلمها الله, أن شعب السودان قد قدر له ألا ينعم بهدوء أو راحة بال, بتوقف مسلسلات الدهشة والإلغاز والحيرة التي فرضت عليه مشاهدتها ومعايشتها ودون توقف ليلتقط أنفاسه لمعرفة كنهها, وفى ذات الوقت الذي لا تلوح فيه بارقة أمل في أفق قريب لحل طلاسمها المعقدة والمتصاعد تعقيدها.

إذ قبل أن تجد السلطة مخرجا من مسلسل حيادها في الأزمة التي نشبت من حيث لا ندرى, بين قطر والسعودية, يطل على المواطنين اغرب تلك المسلسلات وأعجبها, مسلسل الفريق طه, ويعقبه قرار ألفيفا الصادم الذي فجع جماهير كرة القدم, والذي تسببت فيه بعض قياداتها, إلى أن وصل المسار بالشعب السوداني إلى أم المشاكل, مسلسل رفع العقوبات الأميركية عن السودان, وانتظار نهايته التي أطفا نور الأمل في الوصول إليها الرئيس الأمريكي الجديد, دونالد ترامب, بقرار تأجيله لثلاثة أشهر قادمة..

بداية, لابد من توضيح, انه ما من سوداني عاقل غيور على هذا الشعب المنكوب والمغلوب على أمره, إلا ويأمل ويتمنى في أن ترفع تلك العقوبات التي فرضت على السودان, جملة وتفصيلا, واليوم قبل الغد, لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه, إلا إذا سعى وثابر لإدراكه, ومن ثم فان ذلك الأمل لا يمنعنا من إبداء الرأي حول بعض الحقائق التي نرى أنها لعبت دورها في عدم تحقيق ذلك الحلم في موعده المضروب.

فالمتمعن لواقع الحال بعد صعود الرئيس دونالد ترامب إلى كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية, يجد للرجل كثير من المبررات التي جعلته يلجأ إلى تأجيل قرار رفع العقوبات نهائيا عن السودان لثلاث أشهر قادمات, تنتهي ان شاء الله في الثاني عشر من أكتوبر, بدلا عن الثاني عشر من يوليو 2017م

أولا, يلاحظ أن الرجل لا يحمل ودا أو تعاطفا مع السودان, بدليل أن من أوائل قراراته السالبة كان قرار حظر السودانيين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية, ضمن رعايا بعض من الدول الأخرى, الموصومة برعايتها للإرهاب. وبرغم من أن ذلك القرار قد هزم من القضاء الامريكى الحر والمحايد, وأكثر من مرة, إلا أن ترامب لم ييأس من تحقيق هدفه, فثابر واجتهد حتى حصل على ما يريد وان اختلفت نتائجه قليلا.

ثانيا, هل من المعقول أن يقدم ترامب على رفع تلك العقوبات نهائيا, وهو على أعتاب أبواب رئاسته, وقبل أن يكمل الإعداد لمسيرة حكمه, وفى خضم مختلف المشاكل التي أثارها وخلقها لنفسه في فترته الوجيزة هذه, وعلى رأسها قطاعات المواطنين الذين افلح في استعدائهم عليه,

كانوا من النساء أو الزنوج أو المسلمين وغيرهم؟ فربما أراد في هذه المرة أن يتأكد من موقع قدمه قبل أن يقدم على تنفيذ قرار رفع العقوبات نهائيا, وحتى لا يقع في حفرة أخرى.

ثالثا, فان هذه العقوبات قد فرضت على السودان بواسطة رؤساء سبقوه, كما وتم رفعها جزئيا بواسطة رئيس سبقه أيضا, وهو غريمه الرئيس السابق اوباما, الذي جعل من الثاني عشر من يوليو 2017م موعدا لرفعها نهائيا, متى التزمت حكومة السودان بتنفيذ الشروط الخمس التي حددت لها من اجل ذلك,

ولا أظن انه لزاما على الرئيس ترامب أن يقدم على تنفيذ كل ما حدده سلفه, دون أن يصبح لرأيه الخاص موقعا فيه. وحتى إن أوفت حكومة السودان بكل الشروط التي حددت لها من سلفه, والتي تم الاعتراف بها من جانب الولايات المتحدة, فان رأى سيادته أن هنالك شروط أخرى لابد من الإيفاء بها أيضا, حتى تكتمل الصورة التي تسمح برفع العقوبات نهائيا. والتي حددها بان يتم النظر في سجل الحكومة السودانية حول حقوق الإنسان, فما المانع ما دام أمر تلك الحقوق مصانا كما أوضح السيد وزير الخارجية بروف غندور؟ ولذلك كانت ضرورة إضافة فترة الثلاث أشهر للتأكد من حال ذلك السجل..

ما نعجب له, الطريقة التي قابلت بها السلطات السودانية قرار التأجيل هذا, رغم علمها ودرايتها بكل ما سبق ذكره حول الرئيس ترامب, فالحكومة التي صبرت على تلك العقوبات لعقدين كاملين من الزمان, فما الذي يضيرها من مواصلة صبرها لثلاث أشهر أخرى, خاصة والحكومة لم تضار أو تتأذى من تلك العقوبات كما تضرر وتأذى المواطنون, بدليل أنها أي الحكومة, وفى ظل تلك العقوبات, ظلت سادرة في ذات غيها القديم, وسائرة علي ذات دروبها القديمة, وكان شيئا لم يكن, فقد حافظت الحكومة تماما على كل أساليب بذخها, في الوقت الذي استمرت فيه معاناة غالبية المواطنين, من جحيم فقرهم وضنك معيشتهم. .

والحكومة التي تجيد كيفية الاستفادة حي من خسائر المواطنين, فقد جعلت من تلك العقوبات, شماعتها المفضلة لتعليق كل أخطائها وفشلها عليها, وحتى بعد أن تم رفعها جزئيا, فلا زالت العقوبات هي في مقدمة أسباب اى فشل كان خاصة الفشل الاقتصادي. فالمواطن الذي انتظر رفع تلك العقوبات الذي ظلت تهدهده به الحكومة طيلة تلك السنوات, وبفارق الصبر, لم يشعر بان هنالك أي اختلاف في نمط حياته القديمة, إذ استمر الحال في حاله. فالأسعار التي طارت لعنان السماء, استمرت في تحليقها هنالك, والجنيه السوداني الذي هوى إلى الأرض استمر في انحداره المتسارع حتى بلغ مداه.

أما آخر بدع الحكومة, التي تشكو من اثر العقوبات على اقتصادها, وتزرف الدمع بسبب إرجائها, ما تدل على عدم تأثرها بتلك العقوبات, وعدم تقديرها للموقف الاقتصادي وحاله المائل أصلا.

فقد عملت ذات الحكومة على المزيد من إنفاقها الذي لعب الدور الأعظم في تخريب الاقتصاد, وذلك بسبب بتشكيلها لما أسمتها حكومة الوفاق الوطني, التي أصبحت حكومة النزاع الوطني, وبسبب صغر كيكة السلطة وكثرة الأندى الممتدة إليها. فرات الحكومة علاج تلك المشكلة بان جعلت من حق كل من شارك في حوارها الوطني أن يجد مقعدا بالسلطة, ومن لم يحالفه الحظ في ذلك, فقد جاء بالأسافير انه سيجد تعويضا ماديا عنه, ورغم كل ذلك لا زال الكثيرون ممن افتقدوا تزوق كيكة السلطة, يملئون الدنيا ضجيجا واحتجاجا لما أصابهم من ظلم.. فمن أين لحكومة غارقة في الديون حتى إذنيها الإيفاء بكل ذلك؟

يظل السؤال عن كل الغضب والانفعالات التي قابل بها المسئولون قرار تأجيل رفع العقوبات لثلاث أشهر, وهم يعلمون علم ألبقين بان رفعها أو الإبقاء عليها, لن يؤثر عليهم كثيرا بقدرما يؤثر على المواطن الذي لم يعد من بين أولوياتهم. فان كان الأمر بمثل تلك الأهمية وتأجيله بمثل تلك الخطورة, فما الذي سيفعلونه لمفادى المزيد من تأجيله, قبل أن ينبروا للهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية الذي أورثنا كل المشاكل التي استعصت حلولها عليهم؟

فالحكومة حاولت أن ترد على تحية دونالد ترامب بمثلها, فان هو أرجأ رفع العقوبات لثلاث أشهر قادمات, فلماذا لا يجيء الرد عليه سالبا كما تأجيل رفع العقوبات وبذات المقدار؟ فاصدر السيد رئيس الجمهورية قرارا وفى ذات اللحظة التي علم بها بقرار نظيره ترامب, يتم بموجبه, تجميد عمل لجنة التفاوض مع الولايات المتحدة ولثلاثة أشهر تنتهي بانتهاء فترة تأجيل رفع العقوبات, بمعنى آخر العين بالعين.

وقرار تجميد لجنة التفاوض يعنى تجميد الحوار مع الولايات المتحدة طيلة فترة الأشهر الثلاث, وهو القرار الذي اثني عليه البعض واعتبره انتصارا لحكومة السودان, فهل يعتقد هؤلاء أن وقف الحوار هذا سيدفع الرئيس ترامب ليعجل برفع العقوبات, أم يعمل على المزيد من تأخيرها؟ فعبر الحوار وحده يمكن الوصول إلى غاية رفع العقوبات نهائيا, بل وعبره أيضا من المشاكل التي لا زالت عالقة, كضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب, ثم وقبل كل ذلك إعفاء ديونه التي أثقلت كاهله وكاهل مواطنيه.

على كل فان السيد وزير الخارجية بروف غندور قد أكد على أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يتوقف, والذي أكده أيضا مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود وهو الأمر المطلوب طبعا, لكن أشار ألسيد وزير الخارجية بأن حكومة السودان قد قامت بواجبها كاملا في تنفيذ كل الشروط التي وضعت لها من أجل رفع العقوبات نهائيا, وأوضح بأنهم لا يملكون أي إضافة جديدة لما قدموا من جهد في ذلك الاتجاه, ورغم اتفاقنا مع سيادته بان الحكومة فعلا قد أعطت وما استبقت

شيئا, إلا أن الرئيس الامريكى لم يطالبها بالجديد من العطاء بقدرما يرغب في أن يستمر ذلك الجهد دون انتكاسة خلال الفترة الإضافية.

أما حديث السيد وزير الخارجية حول موضوع الحريات وحقوق الإنسان, التي تمت إضافتها للشروط السابق والتي اعتبرها سيادته مصانة لا يمكن ألاعتماد على ذلك الزعم واعتباره حقيقة واقعة بينما تعتبر حقوق الإنسان السوداني وحرياته, في مقدمة نقاط ضعف هذه الحكومة ويا سيادة الوزير, لا زالت أجهزة أمنكم تعمل على مصادرة الصحف حتى اليوم, ولا زالت تحرم بعض الكتاب حقهم في التعبير بل ولا زالت تعتقل النساء سياسيا, وجميعها ممارسات من اجل إخراس الأصوات المعارضة لكم. فأين الصيانة التي تتحدثون عنها؟

أخيرا. لعل مطلب صيانة حقوق الإنسان وحرياته هذه, متى تمت الاستجابة لها وتطبيقها كاملة, ستصبح هي الحمص الوحيد الذي سيطلع به المواطن السوداني من مولد رفع العقوبات عن السودان. فحققوه له يرحمكم الله.

[email][email protected][/email]>

تعليق واحد

  1. الدكتورة الموقرة / سعاد- لك التقدير?رفع العقوبات بيد السودان ويد عمر البشير تحديدا وليس بيد امريكا أو أرئيس امريكي سابق أو لاحق فمن قبل عشرين عاما تركت امريكا الباب مواربا لدخول منتجات الصمغ العربي وغيرها للسودان حيث استثنت الصمغ العربي من الحظر وكان علي البشير تكثيف التجارة والتعامل مباشرة مع امريكا في تجارة وصناعة الصمغ عبر شركات سودانية وامريكية ثم جاءت فرصة الاتفاق مع دولة السودان كان علي البشير أن ينفذ ويفعل الاتفاقات مع دولة الجنوب ولو فعل لوجد الشركات الامريكية حاضرة في جوبا وملكال ولتعامل معها في التجارة والصناعة بدولة جنوب السودان وفي أرض يخبرها السودانيون الشماليون قبل الامريكان ثم في الاشهر الست السابقة لم يحرك البشير ساكنا في مجال الصفقات مع الجانب الامريكي .
    رفع العقوبات مبادأة سودانية قبل أن تكون فعل رئيس امريكي وترامب رجل فرص واستثمارات فالتلويح له بصفقة القرن لامتلاك مزارع للصمغ العربي بالسودان يسيل لها لعاب ابنته وزوجها وسيجد البشير نفسه ربما من عائلة ترامب.
    لك التحية

  2. مستحيل ثم مستحيل ثم مستحيل أن يقود هذا النظام البلاد إلى التنمية والتقدم والتطور بل ثبت العكس بالمشاهدة والواقع الماثل إمامنا أن النظام يقود البلاد إلى التدهور والتخلف وتعطيل وخراب ما كان قائما من مشاريع تنموية، الملاحظ أن هذا التدهور حادث منذ استلام هذا النظام للسلطة بخطوات ثابتة قد تسرع أو تبطئ حسب بعض العوامل في كل عام إلى أن يصل بالبلاد مرحلة التحطيم الشامل هذا ما لم يتم إنقاذ البلاد بواسطة بعض الشرفاء أو ثورة تقلع النظام من جذوره.

  3. هنالك أمر قفل الناس عنه في موضوع العقوبات، وهو أن هذه العقوبات تسبب فيها النظام الحاكم نفسه وليس غير هذا النظام نتيجة لتصرفاته غير الرشيدة

  4. د. سعاد إبراهيم عيسى أسعد الله اوقاتك بكل خير وبعد
    مرسل إليك كلمات بسيطة لكن آراءه مهمة . هي ان رفع العقوبات عن السودان لا ترفع اذا كان في الحكم الرئيس عمر البشير او اي سوداني آخر و سبب بسيطة جدا ان تركيبة الشعب السوداني تختلف تركيبة الشعوب الأخرى دائما له مواقف ساخنة في قضايا صعبة من قتل غردون باشا عندما كانت بريطانيا الدولة التي لا تغيب عنها الشمس و حرب الاستنزاف على مصر و القضية الفلسطينية و مشكلة الخليج عند غزو العراق الكويت إلي مشكلة الخليج الحالي بعض الاحداث لم أتذكره و هي كثيرة من خلال هذه الحوادث صنفت الشخصية السودانية انها شخصية خطير علي العالم ارجو منكم معالجة هذا الأمور لانكم أصحاب كلمة وفقكم الله

  5. لماذا لا نعلن -حكومة و شعبا_ “العزلة المجيدة”..؟؟ بمعنى: نحسن إدارة أمورنا.. و نرشد الأنفاق.. و نحرص على المال العام..و نصون كرامة مواطنينا.. و من خالف قانونا مجازا..تتخذ حياله إجراءات عقابية وفق تلك القوانين..دون عسف..أو تشفى..أو إنتقام؟؟ أليس ذلك ما يدعو إليه ديننا الحنيف.. و أعرافنا الراسخة…!! يقينى..أننا فى السودان لا نحتاج لأحد.. و لا لقروض يضيع جلها فى الأضابير,, و تستهلك فى أمور تافهة..قبل حلول أوان سدادها.. و فوائدها..
    لقد مضت فى تدابير “العزلة المجيدة” أمم عريقة..إنجلترى .. و أمريكا..حتى قويت إقتصاداتها.. و نهضت بمواردها..
    نحن لا نحتاج لأحد لنعيش.. و لكن الأمر يتطلب جدية… و تجرد.. و قدوة..وحرية كاملة..و نظرة إقتصادية واقعية..

  6. مقالاتك تتصف بالرصانة و طرح و تشخيص القضايا بالحكمة و الموعظة الحسنة.

    الصحفي الأمريكي Paul Craig Robert بول قريق روبرت (المتخصص في الإقتصاد) و عمل مساعداً لسكرتير الخزانة في عهد ريجان . لديه مقال متداول في الأسافير ، أقتبس منه:

    [هذا القطر المطلوب ترويضه يقع موقعا انتقاليا بين افريقيا المستعربة في الشمال وافريقيا السوداء في الجنوب . هذا ما تقوله الجغرافيا . أما ما يقوله التاريخ فهو أن هذا البلد ما انفك منذ عهد بعيد يحاول تصدير (ثوراته) المتعددة والمختلفة للجوار الاقليمي ، منذ عهد الفراعنة القدماء حين دكت خيوله أبواب مصر حتي تخوم رفح ، والى عهد الثورة المهداوية التي سيرت الجيوش الي مصر وأثيوبيا وحتي الحاضر القريب حين استشعر حلفاء واشنطن المقربين في مصر والخليج الخطر من المد الثورى ذو النغمة المرتفعة في الخرطوم . فهو بلد طموح كبير .]

    كذلك كتاب (إعترافات قاتل إقتصادي) لجون بيركنز – نشر 2004 ، إعترف فيه بتجنيده بواسطة المخابرات الأمريكية ، و أن دوره كان تحطيم الدول إقتصادياً و ذكر تفاصيل الدول و الزعماء.

    هذه هي العقيدة الحقيقية التي مطبخ صنع القرارات في أمريكا ، و يجب أن نضعها في بالنا و نحن نخطط لمستقبل وطننا.

    رغم أن النظام الحاكم و لتلهفه على الفساد و النهب قد مكن الكثير من الأنظمة ، لممارسة هذا الدور الأمريكي لأهداف و مصالح مختلفة (الإستيلاء على ثروات و مقدرات السودان ، قروض الصين نموذج).

    كما أننا في السودان و منذ عهود سابقة تعرضنا لمثل هذه السياسات المحطمة لقدراتنا من دول متعددة ، فحاربونا في ثرواتنا (تحت باطن الأرض) و ماءنا و قوتنا ، و تلاقت مصالحهم مع أمريكا ، بعدم نهوضنا و تحرير إرادتنا السياسية.

    مع أن الأمريكان لديهم إرتباطات عميقة و معقدة (شد و جذب) مع تنظيم الأخوان المسلمين الأم (التنظيم الدولي) ، إحتضان أمريكا لمعظم مؤسساتهم الإقتصادية و مراكز و مقار جمعياتهم و أنشطتهم (بمسميات و واجهات مختلفة) ، إلا إنهم كانوا غير مرتاحين (نسبياً) من التنظيم العقائدي (في السودان) الذي خطط و نفذ إنقلاب و أستولى على السلطة (إنقلاب الإنقاذ) ، رغم مؤشرات علم المخابرات الأمريكية بهذا المخطط (المرضي ضابط الأشغال العسكرية و عميل CIA و كان من المرشحين قبل عمر لقيادة الإنقلاب).

    العلاقة معقدة و متشابكة ، و ربما يعزو تخوف ال CIA من جماعة السودان هو عدم إرتباطهم التنظيمي (على الأقل ظاهرياً) بالتنظيم الدولي للأخوان المسلمين و كذلك وجود الترابي خريج السوربون لعدم معرفة الأمريكان بنمط تفكيره و خططه ، رغم إنه كان يتواصل مع الأمريكان عبر قيادات الصف الثاني.

    و رغم خلط الأوراق فإن المستهدف هو السودان كدولة و شعب و العقوبات بدأت في عام 1988 عهد الصادق لعدم دفع الديون ، لكن ما من شك أن إنقلاب الإنقاذ و تنظيم الجبهة قد سهل على الأمريكان تسريع وتيرة تفكيك و تركيع الدولة ، واضعين في إعتبارنا أن وجود النظام الحاكم يحقق ضمنا لأمريكا تحجيم دولة و شعب السودان.

    جماعتنا لم يقصروا من التفنن في عرض عضلاتهم الجهادية الزائفة و أصبحوا ملاز جميع متطرفي العالم ، إلا إنني مع ذلك و من واقع الأحداث ، و كذلك إعترافات الترابي ، فإن بن لادن صنيعة أمريكا (زمن الجهاد الأفغاني) حضوره للسودان لم يكن بتخطيط مدبر من التنظيم ، و ربما حضوره للسودان تم عن طريق كوادرهم التي ظلت توليه العناية و تمارس عليه جميع سبل النهب و النصب على ثروته (تفاصيل كثيرة و معروفة للشعب السوداني منها أسماء معروفة مثل ضابط الأمن وقتها عبد الباسط حمزة – شركة زوايا حالياً) ، و بعد أن تم إستنذافه تماماً ، بدأ النظام مفاوضات تسليمه للسعودية و لم يجدوا قبولاً ، لذا حاولوا تسويقه للأمريكان بمبررات أمنية مقنعة (ذكرها الترابي في قناة الجزيرة) ، و رفض الأمريكان.

    و مع ذلك أدرج السودان في لائحة الدول الراعية للإرهاب (1993) لوجود بن لادن على أراضيها ، و حتى هذه اللحظة لم تنفض الحكومة الملف و تبين الحقائق ، و بالتأكيد ذلك يعود لإنغماسهم العميق في ذلك الوقت مع جميع التنظيمات المتطرفة في العالم و تخوفهم من إنكشاف ذلك (كان هذا قبل محاولة إغتيال حسني مبارك).

    و في ظل ممارسات و عنتريات النظام الجهادي لم يغلب الرئيس كلنتون حيلة لفرض العقوبات الإقتصادية على السودان (1997).

    و لم يجد كلنتون ما يفعله بعد إنكشاف فضيحته مع مونيكا ، فقام بقصف مصنع الدواء 1998(الشفاء – المنطقة الصناعية بحري) ، بالصواريخ ، و تم تعويض صاحب المصنع بعدها بسنوات ، و لم يتم توجيه إعتذار للشعب السوداني أو يؤخذ في الحسبان في سياساتهم اللاحقة تجاه السودان.

    السياسة في أمريكا تدار في دهاليز و أنفاق ، تنفذ إستراتيجيات طويلة المدى لا تتغيير ، بتوالي الروساء أو فوز الجمهوريين أو الديمقراطيين و إن كان في السنوات الأخيرة هناك سيطرة جامحة من المحافظين الجدد على الخطط الإستراتيجية المستقبلية للسياسة الخارجية الأمريكية ، و فصل الجنوب كان أحد ملفاتها.

    حتى روساء أمريكا الأكفاء ما كانوا يملكون تغيير أو مناكفة هذه المخططات ، و رغم أن بوش الإبن إجتهد في الجزء المخصص له من المخططات (حرب العراق) ، إلا أن ترامب عينة جديدة من الروساء و حتى الأمريكان لا يستوعبون حتى الآن إنه الرئيس عليهم.

    و كما ذكرت في مقالك ، فإنه و بالإضافة لإنشغال ترامب بمشاكله الداخلية و زيادة شريحة العداء المحلي تجاهه ، فإنه و لإنشغاله أيضاً بجلب المليارات لتوفير وظائف للأمريكان عسى أن يلهيهم من ملاحقته في ملفاته الساخنة ، فإنه لم يقم بإكمال تعيين موظفي إدارته ، خاصةً المرتبطين بمراجعة المسارات الخمسة التي وردت في الأمر التنفيذي الذي أصدره أوباما ، منها تعين سفير بالخرطوم و تعين مبعوث رئاسي للسودان و جنوب السودان و هيكلة الإدارات ذات الشأن.

    و حتى في ظل إكتمال هيكلة الإدارات المرتبطة بالشأن السوداني ، فإنها قد تجد من ترامب مشاترات ، كالتي يواجهها موظفي الإدارة الأمريكية من تصريحات ترامب البعيدة عن سياسة البيت الأبيض.

    كتب المبعوث الأمريكي السابق للإدارة الأمريكية بالسودان (أندرو ناتسيوس) مقالاً بالواشنطن بوست يدعو فيه لتسليح جنوب السودان بطائرات و أسلحة حديثة ، لمواجهة السودان ، و رغم تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكيةكاثرين فان دي فيت:
    إن مطالبة المبعوث الأمريكي السابق إلى السودان «أندرو ناتسيوس» للإدارةالأمريكية بتسليح دولة الجنوب تعبر عن رأيه الشخصي، وأنه كان مندوباً سابقاً ، و لا يملك صفة الآن في الحكومة الأمريكية ، كان هذا في أبريل 2012 أيام أحداث هجليج ، لكن ألم يكن رأيه الشخصي هذا معششاً في مخيخه أبان توليه الملف ، و هذا يعكس نوعية المبعوثين الأمريكيين المسؤوليين عن الملف السوداني ، كأنما يساقون لمهام شاقة و ولاءاتهم للوبيات و ليس لسياسة البيت الأبيض (كحالة وزير إعلامنا و تصريحاته الأخيرة).

    باقي المبعوثين لا غبار عليهم ، لكن لا يوجد مخلوق على الأرض يستطيع أن يتوقع أسس إختيار ترامب لمبعوث جديد و باقي المناصب.

    النظام الحاكم طيلة فترة حكمهم الطويلة لم يتعلموا شيئاً و ليس لديهم تراكم خبرات رغم توالي عدة إدارات أمريكية ، و ما زالوا في مرحلة طفولة (مص الأصابع) ، بدليل نفاذ صبرهم كما ذكرتي و قراراتهم الرعناء التي إتخذوها و هذا عائد إلى أن مصلحة الوطن غائبة عن عقيدتهم ، ناهيك عن فهمهم المقدقد عن الحريات و حقوق الإنسان ، و باقي بلاويهم التي نمسك عنها لتمرير هذا الملف (رفع العقوبات) الذي يهم المواطن المغلوب على أمره.

    أتمنى أن يقرأوا مقالك هذا و يخافوا الله فينا و يهتدوا لصوت العقل و الحكمة.

  7. ياجماعة الخير انتو معانا ولا معا الامريكان انا والله بكره الحكومة والبشير كره العمي نعم وهي السبب في البلاوي والمصائب لاكن بتمني الليله قبل باكر ترفع العقوبات من السودان انشاء الله الشعب يستفيد منها بنسبة واحد في الميه لاكن تقيفو صف واحد ضد الشعب شئ غريب لا يمت للوطنية بصلة

  8. هذا كله عمل الامن الشعبى للاخوان المسلمين
    مهمتهم تقتيل الشعب وتخويفه ومنعه من الثورة

  9. يستعجلون رفع العقوبات من أجل استرداد ملياراتهم المجمدة فقط لا غير،
    *- لم يعاقب الامريكان الحكومة السودانية ووزارئها فهم يتجولون بحرية و يستوردون كل ما يخطر على بالهم من اليابان و كوريا الجنوبية واوروبا
    * أمريكا تستورد الصمغ العربي من السودان و تستلم الملفات الامنية في ما يسمى التعاون الاستخباري و ماخفي أعظم.
    ** لو رفع الرئيس ترامب العقوبات غدا فلن ينصلح الحال في السودان ! – المشكلة فساد ترعاه الدولة و تدمير شامل لمؤسسات الدولة

  10. الدكتورة الموقرة / سعاد- لك التقدير?رفع العقوبات بيد السودان ويد عمر البشير تحديدا وليس بيد امريكا أو أرئيس امريكي سابق أو لاحق فمن قبل عشرين عاما تركت امريكا الباب مواربا لدخول منتجات الصمغ العربي وغيرها للسودان حيث استثنت الصمغ العربي من الحظر وكان علي البشير تكثيف التجارة والتعامل مباشرة مع امريكا في تجارة وصناعة الصمغ عبر شركات سودانية وامريكية ثم جاءت فرصة الاتفاق مع دولة السودان كان علي البشير أن ينفذ ويفعل الاتفاقات مع دولة الجنوب ولو فعل لوجد الشركات الامريكية حاضرة في جوبا وملكال ولتعامل معها في التجارة والصناعة بدولة جنوب السودان وفي أرض يخبرها السودانيون الشماليون قبل الامريكان ثم في الاشهر الست السابقة لم يحرك البشير ساكنا في مجال الصفقات مع الجانب الامريكي .
    رفع العقوبات مبادأة سودانية قبل أن تكون فعل رئيس امريكي وترامب رجل فرص واستثمارات فالتلويح له بصفقة القرن لامتلاك مزارع للصمغ العربي بالسودان يسيل لها لعاب ابنته وزوجها وسيجد البشير نفسه ربما من عائلة ترامب.
    لك التحية

  11. مستحيل ثم مستحيل ثم مستحيل أن يقود هذا النظام البلاد إلى التنمية والتقدم والتطور بل ثبت العكس بالمشاهدة والواقع الماثل إمامنا أن النظام يقود البلاد إلى التدهور والتخلف وتعطيل وخراب ما كان قائما من مشاريع تنموية، الملاحظ أن هذا التدهور حادث منذ استلام هذا النظام للسلطة بخطوات ثابتة قد تسرع أو تبطئ حسب بعض العوامل في كل عام إلى أن يصل بالبلاد مرحلة التحطيم الشامل هذا ما لم يتم إنقاذ البلاد بواسطة بعض الشرفاء أو ثورة تقلع النظام من جذوره.

  12. هنالك أمر قفل الناس عنه في موضوع العقوبات، وهو أن هذه العقوبات تسبب فيها النظام الحاكم نفسه وليس غير هذا النظام نتيجة لتصرفاته غير الرشيدة

  13. د. سعاد إبراهيم عيسى أسعد الله اوقاتك بكل خير وبعد
    مرسل إليك كلمات بسيطة لكن آراءه مهمة . هي ان رفع العقوبات عن السودان لا ترفع اذا كان في الحكم الرئيس عمر البشير او اي سوداني آخر و سبب بسيطة جدا ان تركيبة الشعب السوداني تختلف تركيبة الشعوب الأخرى دائما له مواقف ساخنة في قضايا صعبة من قتل غردون باشا عندما كانت بريطانيا الدولة التي لا تغيب عنها الشمس و حرب الاستنزاف على مصر و القضية الفلسطينية و مشكلة الخليج عند غزو العراق الكويت إلي مشكلة الخليج الحالي بعض الاحداث لم أتذكره و هي كثيرة من خلال هذه الحوادث صنفت الشخصية السودانية انها شخصية خطير علي العالم ارجو منكم معالجة هذا الأمور لانكم أصحاب كلمة وفقكم الله

  14. لماذا لا نعلن -حكومة و شعبا_ “العزلة المجيدة”..؟؟ بمعنى: نحسن إدارة أمورنا.. و نرشد الأنفاق.. و نحرص على المال العام..و نصون كرامة مواطنينا.. و من خالف قانونا مجازا..تتخذ حياله إجراءات عقابية وفق تلك القوانين..دون عسف..أو تشفى..أو إنتقام؟؟ أليس ذلك ما يدعو إليه ديننا الحنيف.. و أعرافنا الراسخة…!! يقينى..أننا فى السودان لا نحتاج لأحد.. و لا لقروض يضيع جلها فى الأضابير,, و تستهلك فى أمور تافهة..قبل حلول أوان سدادها.. و فوائدها..
    لقد مضت فى تدابير “العزلة المجيدة” أمم عريقة..إنجلترى .. و أمريكا..حتى قويت إقتصاداتها.. و نهضت بمواردها..
    نحن لا نحتاج لأحد لنعيش.. و لكن الأمر يتطلب جدية… و تجرد.. و قدوة..وحرية كاملة..و نظرة إقتصادية واقعية..

  15. مقالاتك تتصف بالرصانة و طرح و تشخيص القضايا بالحكمة و الموعظة الحسنة.

    الصحفي الأمريكي Paul Craig Robert بول قريق روبرت (المتخصص في الإقتصاد) و عمل مساعداً لسكرتير الخزانة في عهد ريجان . لديه مقال متداول في الأسافير ، أقتبس منه:

    [هذا القطر المطلوب ترويضه يقع موقعا انتقاليا بين افريقيا المستعربة في الشمال وافريقيا السوداء في الجنوب . هذا ما تقوله الجغرافيا . أما ما يقوله التاريخ فهو أن هذا البلد ما انفك منذ عهد بعيد يحاول تصدير (ثوراته) المتعددة والمختلفة للجوار الاقليمي ، منذ عهد الفراعنة القدماء حين دكت خيوله أبواب مصر حتي تخوم رفح ، والى عهد الثورة المهداوية التي سيرت الجيوش الي مصر وأثيوبيا وحتي الحاضر القريب حين استشعر حلفاء واشنطن المقربين في مصر والخليج الخطر من المد الثورى ذو النغمة المرتفعة في الخرطوم . فهو بلد طموح كبير .]

    كذلك كتاب (إعترافات قاتل إقتصادي) لجون بيركنز – نشر 2004 ، إعترف فيه بتجنيده بواسطة المخابرات الأمريكية ، و أن دوره كان تحطيم الدول إقتصادياً و ذكر تفاصيل الدول و الزعماء.

    هذه هي العقيدة الحقيقية التي مطبخ صنع القرارات في أمريكا ، و يجب أن نضعها في بالنا و نحن نخطط لمستقبل وطننا.

    رغم أن النظام الحاكم و لتلهفه على الفساد و النهب قد مكن الكثير من الأنظمة ، لممارسة هذا الدور الأمريكي لأهداف و مصالح مختلفة (الإستيلاء على ثروات و مقدرات السودان ، قروض الصين نموذج).

    كما أننا في السودان و منذ عهود سابقة تعرضنا لمثل هذه السياسات المحطمة لقدراتنا من دول متعددة ، فحاربونا في ثرواتنا (تحت باطن الأرض) و ماءنا و قوتنا ، و تلاقت مصالحهم مع أمريكا ، بعدم نهوضنا و تحرير إرادتنا السياسية.

    مع أن الأمريكان لديهم إرتباطات عميقة و معقدة (شد و جذب) مع تنظيم الأخوان المسلمين الأم (التنظيم الدولي) ، إحتضان أمريكا لمعظم مؤسساتهم الإقتصادية و مراكز و مقار جمعياتهم و أنشطتهم (بمسميات و واجهات مختلفة) ، إلا إنهم كانوا غير مرتاحين (نسبياً) من التنظيم العقائدي (في السودان) الذي خطط و نفذ إنقلاب و أستولى على السلطة (إنقلاب الإنقاذ) ، رغم مؤشرات علم المخابرات الأمريكية بهذا المخطط (المرضي ضابط الأشغال العسكرية و عميل CIA و كان من المرشحين قبل عمر لقيادة الإنقلاب).

    العلاقة معقدة و متشابكة ، و ربما يعزو تخوف ال CIA من جماعة السودان هو عدم إرتباطهم التنظيمي (على الأقل ظاهرياً) بالتنظيم الدولي للأخوان المسلمين و كذلك وجود الترابي خريج السوربون لعدم معرفة الأمريكان بنمط تفكيره و خططه ، رغم إنه كان يتواصل مع الأمريكان عبر قيادات الصف الثاني.

    و رغم خلط الأوراق فإن المستهدف هو السودان كدولة و شعب و العقوبات بدأت في عام 1988 عهد الصادق لعدم دفع الديون ، لكن ما من شك أن إنقلاب الإنقاذ و تنظيم الجبهة قد سهل على الأمريكان تسريع وتيرة تفكيك و تركيع الدولة ، واضعين في إعتبارنا أن وجود النظام الحاكم يحقق ضمنا لأمريكا تحجيم دولة و شعب السودان.

    جماعتنا لم يقصروا من التفنن في عرض عضلاتهم الجهادية الزائفة و أصبحوا ملاز جميع متطرفي العالم ، إلا إنني مع ذلك و من واقع الأحداث ، و كذلك إعترافات الترابي ، فإن بن لادن صنيعة أمريكا (زمن الجهاد الأفغاني) حضوره للسودان لم يكن بتخطيط مدبر من التنظيم ، و ربما حضوره للسودان تم عن طريق كوادرهم التي ظلت توليه العناية و تمارس عليه جميع سبل النهب و النصب على ثروته (تفاصيل كثيرة و معروفة للشعب السوداني منها أسماء معروفة مثل ضابط الأمن وقتها عبد الباسط حمزة – شركة زوايا حالياً) ، و بعد أن تم إستنذافه تماماً ، بدأ النظام مفاوضات تسليمه للسعودية و لم يجدوا قبولاً ، لذا حاولوا تسويقه للأمريكان بمبررات أمنية مقنعة (ذكرها الترابي في قناة الجزيرة) ، و رفض الأمريكان.

    و مع ذلك أدرج السودان في لائحة الدول الراعية للإرهاب (1993) لوجود بن لادن على أراضيها ، و حتى هذه اللحظة لم تنفض الحكومة الملف و تبين الحقائق ، و بالتأكيد ذلك يعود لإنغماسهم العميق في ذلك الوقت مع جميع التنظيمات المتطرفة في العالم و تخوفهم من إنكشاف ذلك (كان هذا قبل محاولة إغتيال حسني مبارك).

    و في ظل ممارسات و عنتريات النظام الجهادي لم يغلب الرئيس كلنتون حيلة لفرض العقوبات الإقتصادية على السودان (1997).

    و لم يجد كلنتون ما يفعله بعد إنكشاف فضيحته مع مونيكا ، فقام بقصف مصنع الدواء 1998(الشفاء – المنطقة الصناعية بحري) ، بالصواريخ ، و تم تعويض صاحب المصنع بعدها بسنوات ، و لم يتم توجيه إعتذار للشعب السوداني أو يؤخذ في الحسبان في سياساتهم اللاحقة تجاه السودان.

    السياسة في أمريكا تدار في دهاليز و أنفاق ، تنفذ إستراتيجيات طويلة المدى لا تتغيير ، بتوالي الروساء أو فوز الجمهوريين أو الديمقراطيين و إن كان في السنوات الأخيرة هناك سيطرة جامحة من المحافظين الجدد على الخطط الإستراتيجية المستقبلية للسياسة الخارجية الأمريكية ، و فصل الجنوب كان أحد ملفاتها.

    حتى روساء أمريكا الأكفاء ما كانوا يملكون تغيير أو مناكفة هذه المخططات ، و رغم أن بوش الإبن إجتهد في الجزء المخصص له من المخططات (حرب العراق) ، إلا أن ترامب عينة جديدة من الروساء و حتى الأمريكان لا يستوعبون حتى الآن إنه الرئيس عليهم.

    و كما ذكرت في مقالك ، فإنه و بالإضافة لإنشغال ترامب بمشاكله الداخلية و زيادة شريحة العداء المحلي تجاهه ، فإنه و لإنشغاله أيضاً بجلب المليارات لتوفير وظائف للأمريكان عسى أن يلهيهم من ملاحقته في ملفاته الساخنة ، فإنه لم يقم بإكمال تعيين موظفي إدارته ، خاصةً المرتبطين بمراجعة المسارات الخمسة التي وردت في الأمر التنفيذي الذي أصدره أوباما ، منها تعين سفير بالخرطوم و تعين مبعوث رئاسي للسودان و جنوب السودان و هيكلة الإدارات ذات الشأن.

    و حتى في ظل إكتمال هيكلة الإدارات المرتبطة بالشأن السوداني ، فإنها قد تجد من ترامب مشاترات ، كالتي يواجهها موظفي الإدارة الأمريكية من تصريحات ترامب البعيدة عن سياسة البيت الأبيض.

    كتب المبعوث الأمريكي السابق للإدارة الأمريكية بالسودان (أندرو ناتسيوس) مقالاً بالواشنطن بوست يدعو فيه لتسليح جنوب السودان بطائرات و أسلحة حديثة ، لمواجهة السودان ، و رغم تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكيةكاثرين فان دي فيت:
    إن مطالبة المبعوث الأمريكي السابق إلى السودان «أندرو ناتسيوس» للإدارةالأمريكية بتسليح دولة الجنوب تعبر عن رأيه الشخصي، وأنه كان مندوباً سابقاً ، و لا يملك صفة الآن في الحكومة الأمريكية ، كان هذا في أبريل 2012 أيام أحداث هجليج ، لكن ألم يكن رأيه الشخصي هذا معششاً في مخيخه أبان توليه الملف ، و هذا يعكس نوعية المبعوثين الأمريكيين المسؤوليين عن الملف السوداني ، كأنما يساقون لمهام شاقة و ولاءاتهم للوبيات و ليس لسياسة البيت الأبيض (كحالة وزير إعلامنا و تصريحاته الأخيرة).

    باقي المبعوثين لا غبار عليهم ، لكن لا يوجد مخلوق على الأرض يستطيع أن يتوقع أسس إختيار ترامب لمبعوث جديد و باقي المناصب.

    النظام الحاكم طيلة فترة حكمهم الطويلة لم يتعلموا شيئاً و ليس لديهم تراكم خبرات رغم توالي عدة إدارات أمريكية ، و ما زالوا في مرحلة طفولة (مص الأصابع) ، بدليل نفاذ صبرهم كما ذكرتي و قراراتهم الرعناء التي إتخذوها و هذا عائد إلى أن مصلحة الوطن غائبة عن عقيدتهم ، ناهيك عن فهمهم المقدقد عن الحريات و حقوق الإنسان ، و باقي بلاويهم التي نمسك عنها لتمرير هذا الملف (رفع العقوبات) الذي يهم المواطن المغلوب على أمره.

    أتمنى أن يقرأوا مقالك هذا و يخافوا الله فينا و يهتدوا لصوت العقل و الحكمة.

  16. ياجماعة الخير انتو معانا ولا معا الامريكان انا والله بكره الحكومة والبشير كره العمي نعم وهي السبب في البلاوي والمصائب لاكن بتمني الليله قبل باكر ترفع العقوبات من السودان انشاء الله الشعب يستفيد منها بنسبة واحد في الميه لاكن تقيفو صف واحد ضد الشعب شئ غريب لا يمت للوطنية بصلة

  17. هذا كله عمل الامن الشعبى للاخوان المسلمين
    مهمتهم تقتيل الشعب وتخويفه ومنعه من الثورة

  18. يستعجلون رفع العقوبات من أجل استرداد ملياراتهم المجمدة فقط لا غير،
    *- لم يعاقب الامريكان الحكومة السودانية ووزارئها فهم يتجولون بحرية و يستوردون كل ما يخطر على بالهم من اليابان و كوريا الجنوبية واوروبا
    * أمريكا تستورد الصمغ العربي من السودان و تستلم الملفات الامنية في ما يسمى التعاون الاستخباري و ماخفي أعظم.
    ** لو رفع الرئيس ترامب العقوبات غدا فلن ينصلح الحال في السودان ! – المشكلة فساد ترعاه الدولة و تدمير شامل لمؤسسات الدولة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..