مقالات سياسية

٢١ أكتوبر، الفوضى في أبهى صورها 

يوسف السندي

أعلن تجمع المهنيين عن مواكب في ٢١ أكتوبر من أجل حل حزب المؤتمر الوطني ، و بهذا ينضم تجمع المهنيين الى صف طويل من الجهات التي تبنت الخروج في مواكب يوم ٢١ أكتوبر .
حيث تبادلت الوسائط بالأمس بيانا للحزب الشيوعي يدعو فيه للخروج في ٢١ أكتوبر من أجل ( لستة ) من المطالب ، بينما حمل الأمس ايضا مقالا لفتى الانقاذ المدلل حسين خوجلي و هو يدعو جماهير النظام البائد للخروج في ٢١ أكتوبر ، ليعضد بذلك دعوات سابقة من كوادر حزب المؤتمر الشعبي و على رأسهم عمار السجاد ، و قد سبق كل ذلك دعوات للخروج في ٢١ أكتوبر من الناشط عبدالله جعفر ، و دعوات مشابهه من الناشط عثمان ذو النون ايضا للخروج في ٢١ أكتوبر.
و هكذا أصبح الأمر ( روكة ) و اختلط الحابل بالنابل .
قد نفهم دعوة أنصار المؤتمر الوطني و المؤتمر الشعبي و ذو النون و عبدالله جعفر فهؤلاء جميعا لا يؤمنون بالاتفاق الذي تشترك عبره قوى الحرية و التغيير في السلطة و بالتالي هم معارضة ، و من حق المعارضة ان تخرج ضد حكومة قوى اعلان الحرية و التغيير ، و أن تسير مسيرات الضغط و أن تطالب الحكومة بتنفيذ المطالب و قد تصل بهذه المطالب الى مطلب سحب الثقة عن الحكومة و إسقاطها . لكن ما لا يمكن فهمه هو كيف تخرج قوى اعلان الحرية و التغيير نفسها ضد حكومتها  !!!! فالكل يعلم ان تجمع المهنيين و الحزب الشيوعي هما أعضاء في قوى اعلان الحرية و التغيير و هي القوى الحاكمة مع العسكر ،  فكيف يخرج أعضاء الحكومة مسيرات ضغط ضد الحكومة نفسها !!! اذا كان أعضاء الحكومة لا يستطيعون من خلال الحكومة تنفيذ هذه المطالب فهذا يؤكد انهم عاجزين و بالتالي الأكرم لهؤلاء العاجزين ان يغادروا السلطة فورا لا ان يستخدموا الجماهير في تنفيذ مطالب هي من صميم واجبات جهاز حكومتهم التنفيذية .
 على تجمع المهنيين و الحزب الشيوعي ان يحددوا موقعهم بالضبط أين هم ، هل هم جزء من الاتفاق السياسي و من قوى الحرية و التغيير التي وقعت الاتفاق و بالتالي فهم حكومة و مسؤلين مع بقية الحكومة عن نجاحها و عن تنفيذ كل المطالب ، أو هم معارضة و بالتالي فإن وجودهم داخل الحكومة يتعارض مع ذلك و عليهم الخروج من قوى اعلان الحرية و التغيير و الخروج من الحكومة بشجاعة كما فعلت حركة قرفنا .
 وجود تجمع المهنيين و الحزب الشيوعي في هذا الموقع الشاذ حيث انهم غير معروفين حكومة ام معارضة هو ارباك للساحة السياسية و إفساد للثورة و هزيمة لحكومتها  و غش للجماهير و استثمار لعواطفها ، و هي كلها أفعال لا يمكن أن تنشأ من جهة تمارس السياسة بأخلاق .
الوضوح الثوري يتطلب ان يحدد كل كيان موقعه بالضبط امام الجماهير هل هو حكومة ام معارضة ، حتى يعرف الشعب و التاريخ من هي الحكومة فيحملها مسؤلية الأداء و من هي المعارضة فيحملها مسؤلية المراقبة ، أما اللعب على الحبلين فهو حيلة العاجزين الذين سيسقطون لا محالة عاجلا أم آجلا.
يوسف السندي

‫2 تعليقات

  1. طيب يا السندي الا تحتاج ثورة أكتوبر المجيدة ان يحتفي بها بعد أن تجاهلها نظام الكيزان ثلاثين عاما، انتم بتكتوبوا كيف يا جماعة، ثورة اكتوبر قامت بها جبهة الهيئات والاحزاب السياسية وثورة ديسمبر قام بها تجمع المهنيين السودانيين وهل خروج الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين في مواكب ذكري ثورة اكتوبر المجيدة يعتبر معارضة للحكومة؟

  2. طالما دعا للخروج ناس الوطني و الشعبي فهم يضمرون شرا. .فالأولى عدم خروج التجمع أو الشيوعي. .نشوف ح يعملوا شنو و عددهم كم؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..