مقالات سياسية

بطِّلوا المُكابرة..!!

زاهر بخيت الفكي

مُكابرٌ مُكابِر من يظُن أنّ حكومة الثورة تسير في طريقها الصحيح، وقد احتوشتها الصراعات من كُل جانب، وضيّقت على قادتها مساحات الحركة، وقلّلت فُرصهم في النجاح والوصول للعُبور المنشود، ومُكابرٌ أحمق من يظُن أنّ العودة إلى مُربع حُكم العسكر مُمكنا، فلن يعودوا مهما بذلوا من حُسن النوايا ومهما عزفوا على وتر الصراعات، ونقروا على طبول الفوضى، فالعودة مُجددا لن تكون على الأقل الأن ودماء شُهداء الثورة لم تجف بعد، ودموع أمهاتهم ما زالت تتساقط حارة يدفعها عجز الحكومة في القبض على الجُناة ومُعاقبتهم العقاب الذي يستحقونه.

فشل انقلاب بكراوي العسكري ، وفرصة نجاح الانقلاب المدني الذي يقوده بعض قادة قوى الحُرية والتغيير المُنشقين عنها، والمدعوم بقادة حركات الكفاح المُسلح أيضاً ضعيفة جدا، في الانقلاب على الحكومة الانتقالية رغماً عن هشاشتها، والخيارات البئيسة مفتوحة، إن لم تتوقف المجموعة الحاكمة قليلاً لقراءة ما حدث في الأيام الفائتة وما يحدث اليوم في قاعة الصداقة قراءة متأنية فيها شئ من الاهتمام، فالحُشود التي اجتمعت في قاعة الصداقة بالرغم من ظروف الناس، لم تكُن قليلة، ولم يُقابل الشارع هذا الحدث بالرفض، ولم تخرُج ضده المسيرات كما كان يحدُث من قبل ، مما يدُل على تملمُل الناس من الوضع القائم، وعدم ممانعتهم في أن يتولى السلطة من يُقدِم لهم برنامجاً حقيقياً يُحقّق لهم بعض مطلوباتهم الحياتية.

لا تغتروا بالسُلطة وابحثوا بجد عن انجازات تُطيل أعماركم فيها، واقنعوا بها من يُعارضونكم الأن بأنكّم الأفضل، واتركوا كثرة الحديث فإنّ الحديث المحشوء بالأمال الفارغة والعنتريات الزائفة، لن يُقنع لكُم مُعارضا، ولن يُشبع جائعاً زهد في خيرٍ تأتِ به هذه المجموعة الحاكمة، والتي أصمت بجعجعتها الأذان، وسمّمت بفشلها الأبدان، وما من طحينٍ يُرى، افسحوا المجال بلا مُكابرة للخُلّص من أصحاب الخبرة والكفاءة، من أبناء حواء السودانية الذين لم تتحجّر قلوبهم ولم تتخن جلودهم ليشعروا بمأساة الناس ويُشاركونهم فيها بالفعل لا بالكلام.

دعكم عن قاعة الصداقة وحشودها واتجهوا شرقا، وانظروا بأعينكم لتلك الأعداد المهولة من الناس، وسقوفات تِرك المسنود بعشيرته ترتفع مع كُل صباح جديد، بعد أن سيّطر بقوة على الموانئ وترّس الطُرقاتِ المؤدية إليها، حُشود حقيقية لن نستطيع انكارها، أو ننسبها لدول أخرى كما ادعى جماعة النظام السابق عندما هبت رياح المُعارضة في كسلا وخرجت جماهيرها للطُرقات فقالوا لنا بأنهم أجانب مأجورين، وإلى متى برأيكم ستصبُر الخُرطوم على هذا الوضع المأساوي بعد أن بتر تِرِك شريانها الرئيسي، وفي الغرب التهديدات لم تتوقف بحبس النفط عنكم في حقوله، ولن يعجزوا إن أرادوا حبسه ولن يتوانوا أيضاً في تتريس مداخل ومخارج الحقول.

فماذا أنتُم فاعلون..؟

أرضية السُلطة تهتز بشدة تحتكم فافعلوا ما يُعيد توازنها باعمال العقل والحُكمة، وإلّا فعلى السودان السلام.

الجريدة

 

‫5 تعليقات

  1. الحمد لله وتبارك الله هذه بلد المليون خبير استراتيجى والعشرين مليون عبقرى ومتخصص بتاع كلو، خبراء فى كل شئ !!!

  2. انت مفترض تنضم لهذه المجموعه لانو جاري الان التحضير لكنسها الشارع المرة القادمة سوف يكنس الجميع بلاش كلام فارغ والله المرة الجايه جوة القادة جوووووووووه ماتقول لي الجيش خط احمر الجيش حقنا نحا الشعب

  3. مشكلة جداد القحاتة لا يقبل النصيحة، فهم شرذمة قليلون والكنهم يحاولون رفع اصواتهم بالتهجم والاساءة للاخرين
    وفي اول كعة يتضح لك انهم مجرد ظاهرة صوتية وعند الحارة يلوذون بالفرار .. ما هذه اللغة الكريهة التي يستخدمها القوم
    واحقاقا للحق الكيزان ما كانوا بهذه الدرجة من البذاءة في مخاطبة الاخرين وفي تسفيه ارائهم
    رحم الله الطيب صالح فلو كان حيا لسأل مجددا
    من اين اتي هؤلاء
    والاجابة ان اليمين واليسار من طينة واحدة ووجهان لنفس العملة.. بس اليسار موغل في الخصومة ولغة الكراهية وعدم احترام الرأي الاخر بدرجة مقززة ستقوده حتما لنفس مصير الكيزان بل اسوأ منه

  4. لقد اسمعت اذ نازيت حيا ولكن……الكاتب استشعر الخطر لكن المغرورين لا ذالوا في غيهم يعمهون.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..