مأساة الجندي السوداني .. قصة جيش تم حله فى عهد الكيزان

فى نهاية الديمقراطية الثالثة كانت الجبهة الاسلامية وعبر كوادرها فى البرمان والمعارضة كانت تغازل الجيش مغازلة خبيثه كانت العمليات الحربية ملتهبة فى جنوب السودان كان مجرمو الجبهة يسيرون القوافل المحملة باللحوم البيضاء والخراف وكل ماطاب ولذ للجنود فى احراش الجنوب كل ذلك لاظهار اكذوبة انهم يدعمون الجيش.

كان اعلام الجبهة الاسلامية ودعايتها تصور مدى فشل حكومة الصادق المهدى فى الدفاع عن السودان ومساندة الجبش السوداني وايقاف زحف التمرد بل ان الحرب النفسية التى يقودها اعلام الجبهة الاسلامية ضد الوطن والجيش اخطر واشرس من التى توجه ضد الجيش اليوم.

بعد استيلاء الجبهة على السلطة بانقلابها المشؤوم صبيحة الثلاثين من يونيو 1989 كان البيان الاول الذى تلاه عميد عمر البشير كان يقول انهم استلموا السلطة لان الجيش فى احراش الجنوب يقاتل فى ظروف صعبه وان الجنود ياكلون صفق الشجر وانهم عراة بلا ليس وحفاة بلا حذء البوت وربما لبس بعضهم الشدة واردف انه لولا الانقاذ لوصلت قوات قرنق الى كوستي.

لقد ادرك الجمبع ان دعاية الكيزان الاعلامية قبيل الانقلاب كان الهدف منها:

* اثبات فشل حكومة الصادق.

* تهيئة الرأي العام لتقبل الانقلاب

* إيجاد الدعم التعبوي للتظام الجديد الذى اخفى نفسه نحت بذة الكاكي.

اعلام السنين الاولى للانقلاب كان يصور الحرب بانها مقدسة كافر ضد مسلم تحت هذا الشعار كان لابد من تنظيف الجيش من الشبوعيين وكل من لا يؤمن بهوس الجبهة فبدأ مقص الجبهة يقص ويقص فكان مجرد الشك فى ان فلان شيوعي او حزب امة او غيره يكفي للاحالة للصالح العام.

الكيزان يريدون ولاء مطلق لا لعب فيه

كان كبيرهم الذي علمهم السحر الترابي يقول لا أريد عسكريان الا وبينهما شخص مدني حتى نحكم السيطرة كاملة على الجيش.
ان فكرة التاصيل والاسلمة التى تحدثت عنها الحركة الاسلامية كانت خدعة باسم الدين ومعناها الحقيقي هو سيطرة تنظيم الجبهة الاسلامية عبر كوادرها من العسكريين على مفاصل الجيش.

هنا لا مهنية ولا قومية للجيش تهم. المهم سيطرة الكيزان.
ان لسان حالهم كان يقول كسروا هذا النظام الدقيق يخلو لكم وجه السلطة وحكم السودان.

فى شتاء 2006 او 20007 لا ادري خرجت مظاهرات صاخبه فى الخرطوم واصيح الناس على الكبارى مغلقة والعاصمة الخرطوم شوارعها
معطلة الحركه لم يكن الطلاب ولا النقابات ولا عمال السكك الحديد وراء هذه الجموع الهادرة

انها مظاهرات جنود القوات المسلحة الذين تمت احالتهم للمعاش بواسطة نظام الجبهة.
لم تكن مطالبهم العودة للخدمة مرة اخرى.
لقد كانوا يطالبون فقط باعطائهم استحقاقاتهم ومعاشهم وما ادراك ماهو. انه تعب السنين وشقاء العمر الذى افنوه فى خدمة وطن يريد ان يحول الجيش إلى مليشبا من ملشيات الحزب اللعين.
انها بدع الكيزان الذين لاعهد لهم ولاذمة.
جنود مقطعة ايديهم وارجلهم ومصابة رؤوسهم وكل اجسامهم ينتظرون حكومة الظلم لترد حقوقهم المشروعة.

لم يسبق ان فعلت حكومة سودانية مثل هذه الفعلة لا يسارية ولا يمينية.

هل تعلم ايها الشعب السوداني الفضل انه اذا طلب أي جندي سودانى اليوم الإحالة للمعاش باختياره، فانه لا ينظر فى طلبه مهما كان اذا لم يُرفق باقرار مشفوع باليمين بأن مقدم المطلب لن يطالب بحقوقه حتى تتوفر الميزانية.

وربما ينتظر الجندى اعوام واعوام دون ان يحصل على حقوق ابنائة فى ظل حكومة الجبهة الراشدة.

لكم الان ان تقارنوا ببن وضع الجندي والضابط فى عهد الديمقراطية الثالثة وعهد المؤتمر الوطني.

الضابط والجندى السوداني في عهدالاسلاميين يتقاضى راتباً لا يكفي للأكل لمدة اسبوع.
الضابط والجندى السوداني ليس بوسعه علاج ابنائة بعد تحول المشفى العسكري الى اكبر جهاز استتثماري لصالح الحزب الحاكم وراحة كوادر الكيزان اللصوص.

عسكريوا الجيش الشرفاء غير الملوثين بأوساخ التنظيم يعانون ايما معاناة؛ فالجبهة لا تريد جيشاً شبعاناً مكتفياً عزيزاً مكرماً..
انها تريد جيشا ذليلاً لا ارادة لة.
نصف راتب الضياط والجنود يذهب اليوم فى خصومات لا يراها العسكر الشرفاء لا في مأكلهم ومشربهم ولا حياتهم
الحق ان الجيش السوداني يمثل اخر الاهتمامات عند المؤتمر الوطنى يبدو ان المثل الذي يقول جوع كلبك يتبعك لازال يسيطر على عقل هؤلاء.

نواصل ..

كمال ابوعنجة
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..