كل سنة وانتوا واثبين

كل سنة وانتوا واثبين ، تمر علينا اليوم الذكرى السنويه الاولى للمرحوم خطاب الوثبه أو لقاء القاعه الذى ولد ميتا. تمر علينا ذكراه والمشهد طيلة العام الماضى هو نفس المشهد فى الفترة من يونيو1989 حتى يونيو 1991. وبإصرار شديد على الكذب الذى جبل الاسلامويون عليه . بإعتباره يمثل أحد المنطلقات الفكرية لهم. ولكى لا نطلق القول على عواهنه نؤكد على أن الترابى كان فى تلك الفترة يدير دفة الامور من بيته. فبعد فترة الاعتقال التمثيلى التى استمرت لمدة سته أشهر . اعتكف الترابى فى بيته طوعا لأدارة الدوله . وحسب المحبوب عبد السلام المقرب من الترابى بل يعتبر الزراع الايمن للترابى (فى كتابه الحركة ? تأملات فى العشرية الاولى للإنقاذ) أورد انه اتفقت الحركة الاسلاميه على ان يدير على عثمان محمدطه الشأن الداخلى الذى تمثل فى (التمكين) وعلى الرغم من عدم وجود تعريف علمى للكلمة الا انها ? عموميا – هى السيطرة على مفاصل الدوله بالهيمنه على القضاء والخدمه المدنيه وتكوين المليشيات الموازيه للجيش والسيطره على الاقتصاد . ودعم وخلق الراسماليين الطفيليين .هذا بالاضافة التى جوغه من النشاذ ومن التفاصيل الدقيقة لكبت الحريات والتحكم فى الناس بإفقارهم وخلق اجيال ذووا شخصيات قابله للتلقى بعيده عن التفكير فى الخلق والابداع. وقد اتفقوا علي أن يدير الترابى الشأن الخارجى وعلاقات الحركة الاسلاميه السودانيه بالحركات الاسلاميه فى الخارج.
فى تلك الفترة 89-91 كانت هناك اتصالات فى الخفاء بين الانقاذ والامريكان على عكس ما كان معلن وشعارات أمريكا روسيا قد دنا عزابها. كان الامريكان ضد حكومة منقستو وقد لعب السودان دورا محوريا فى دعم المقاومه (الأثيوأرتريه). أرضاء للأمريكان واضعافا للتجمع الوطنى الديمقراطى والحركة الشعبيه.
فى ديسمبر 1989- بعد أقل من ستة أشهر على الانقلاب – فى نيروبى العاصمة الكينيه كانت هناك جولة تفاوض بين الحركة الشعبية والحكومة برعاية الرئيس الامريكى السابق جيمى كارتر اى برعايه أمريكيه… يذكر أن المفاوضات المذكورة كان فيها من الوجوه الاسلامية د.غازى صلاح الدين و فضل السيد أبوقصيصة هذا الظهور المبكر للدور الامريكي تلاه زيارة الرئيس المصري فى (1/1/1990) وحضوره بنفسه اعياد الاستقلال. وقد ذكر د.جون قرنق فى لقاء للحياة اللندنيه أن الاتصالات بين حكومة البشير والحركة الشعبية بدأت فى أغسطس 1989 أى بعد شهرين فقط من الانقلاب.
كل هذا يبدو طبيعى فى ظل تبادل المنافع واحلال السلام في السودان يمكن أن نفهم طبيعة التدخل الامريكى ولو بصوره خجوله . لكن قبل أن نحكم علينا أن ننوه الى أنه في مايو 1991 التقى هيرمان كوهين مسؤول القرن الافريقى بالخارجية الامريكية بكل من اسياس افورقى وملس زناوى بلندن قبيل دخول قوات المقاومة الى اديس. هذا الدبلماسى الامريكى بعد سقوط منقستو زار السودان ولم يقابل اى مسئول الا بعد أن زار كسلا. ثم عاد الى الخرطوم فقابل الزبير محمد صالح ومحمد الامين خليفة ثم التقى الترابى جدير بالذكر أن الترابى حتى مايو 1991 لم يكن يظهر فى العلن وكان أول ظهور حقيقى له هو فى مايو. أبان المؤتمر الشعبى العربى الاسلامى الذى حضره اسلاميون وقوميون عرب من أكثر من خمسون دوله كان من بينهم الغنوشى والراحل ياسر عرفات . والسؤال هو بأية صفه قابل الترابى فى ذلك الوقت مسؤول القرن الافريقى بالعلاقات بالخارجيه الامريكيه ؟ علما بأن السودان قبلها بأربعة اشهر كان قد أعلن ما يعرف بالشريعة الاسلاميه.من خلال المؤتمر الشعبى العربى الاسلامى الذي كان الغطاء ?بعد ذلك- لحركة دكتور الترابى لمخاطبة الغرب ?كما ادعى- فى الرحلة الشهيرة التى قطعتها حادثه مطار أوتاوا. بقى أن نعرف أنه كان هناك لقاء قبل ذلك بين الرئيس السابق جيمى كارتر واسياس أفورقى بمطار الخرطوم. وبالطبع هذا ليس كل شئ.
ففى تلك الايام كان دخول القوات العراقيه للكويت هو الموضوع الذى شغلت به أمريكا العالم ودول المنطقة لتمرر أجندتها بواسطة حلفائها المعلنين وغير المعلنين.
كل هذا قد لا يراه القأرئ ذا أهميه ولكن علينا أن نذكر أن الخطاب الاعلامى فى تلك الفترة كان خطاب عدائيا تجاه أمريكا وكان الشباب يموتون فى الجنوب فى كتائب الدفاع الشعبي. والجيش. أما على صعيد الشأن الداخلى فالحديث عنه يطول وهو ليس موضوع المقال لذلك سأتركه لمره قادمه اذا استطعت .
المشهد اليوم وبمسح سريع للحالة السودانيه والمنطقة عامه هو نفس المشهد ، فعلى الصعيد الداخلى يعلن ما يعرف بالحوار الذى بلغ عامه الاول كما اشرنا فى المقدمه . والترابى يصر على الصمت بل ويخرج بين اللحظه والاخرى ل(يفرز) لنا بعض الاراء التى يظن انها نتاج اجتهاداته الشخصية وهى اراء قديمه ومعروفه لكل مسلم حادب على معرفة دينه الحق وقرأ القران قراءة جيده وتفكر|.
لكن الترابى يخرج بها لبغطى على شىء يعلمه هو فى الشأن العالمى فى سبيل انقاذ فكرة اكتشفت الشعوب مدى خبالها. والطريف فى الامر ان الداعمين له هم نفسهم من صنعوا هذه الصنيعه التى يتفق الان الترابى وعلى عثمان والعنوشى وكارتر الصديق القديم على انقاذها.
وعلى كل حال فإن ارادة الشعوب لا تقهر . لذا فعلى الشعب السودانى عدم الالتفات لما يعرف بالحوار فهؤلاء القوم صنيعه لا يملكون قرارهم ولا يعنى لهم الوطن سوى مجرد سكن.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..