مقالات وآراء

تجنبوا اخوتي الحماقة والكذب

 محمد حسن شوربجي

كم من الأكاذيب اليوميه  تصم آذاننا كل صباح.
وكم من الحماقات تملأ شوارعنا صراخا وعويلا.
اكاذيب رسميه واكاذيب ميديا وشتول فاسده.
كبار يكذبون وصغار يكذبون.
و مسؤولين رسميين  يطلقون الاكاذيب في الهواء الطلق ليتلقفها شباب الميديا ليضيفوا عليها توابلهم ومن ثم تتداول على نطاق واسع بمذاقها السخيف.
و حماقات شباب وكبار ورجل يطعن ابنته لأنها كانت وقوفا مع شباب
وعلى وزن اكسح امسح قشو جيبو حي.
ويبدو أن مفتاح الصـدق مع النفس قد اختل  في بلادنا ،
وان مفتاح الأمان قد سقط في بئر سحيق.
فقل احترام الآدمى السوداني لذاته،
وزاد  التفريط و الهوان والسبب بالتأكيد هو ضنك العيش الذي حل بالبلاد.
فمن تهون عليه نفسه لا يحفل قليلاً أو كثيرا بالصدق وعدم الصدق،
ومن تهون عليه نفسه لا يحفل قليلا أو كثيرا بالحماقة أو عدم الحماقة.
فلا يبالى ابدا  بما قد ينتج بسبب هذه الآفات  الخطيرة.
وحقا فلقد اختل  ميزان الصدق  في بلادنا.
ورغم ذلك تحدم يتفاخرون باحتفاءهم بذواتهم ،  وانتصاراتهم الكذبية والحمقيه.
فيا ايها الآدمى السوداني  أمسك بحبل احترام الذات حتى تمسك بمفتاح الصدق مع النفس،
فهذا هو المفتاح الذى يفضى إلى مفاتيح الحياة القويمه.
والتي لا غني للآدمى عنها فى رحلة الحياة!
وهنا اخوتي لا اوصم مجتمعنا العظيم بالحماقة
وفقط نتحدث عن الظاهرة وقد بدأت تتمدد
فلا تكونوا كالمَأْمُونُ إِبْنُ هارُونِ الرَّشِيدِ الذي قاطَعَ أَباهُ  ولَمْ يُشارِكْه بِالجَلْساتِ عِنْدَما نَاداهُ بِالأَحْمَقِ،
فلقد شعر َالخَلِيفةُ هارُونُ الرَّشيدِ بِذَلكَ.
فَقالَ المَأْمُونُ: لَيْسَ للأَحْمَقِ دَواءٌ، وَالحَماقَةُ أَعْيَتْ مَنْ يُداوِيها،
فَقَالَ الرَّشِيدُ: وَما كانَ يَنْبَغي أَنْ أَقُولَ؟
فَقَالَ المَأْمُونُ للخليفه : تَقُولُ: أَيُّها الأَرْعَنُ.. فَالرُّعُونَةُ شَيْءٌ طارِيءٌ علىَ المَرْءِ وَتَعْنِي التَسَرُّعَ…،
وَمَعَ الوَقْتِ وَالتَّعَلُّمِ تَزُولُ، أَمَّا الحَماقَةُ فَهِيَ تَأَصُّلٌ فِي الطَّبعِ وَالأَخْلاقِ، وَهِيَ لا تَزُولُ أَبَدّاً! فَقَالَ الرَّشِيدُ: صَدَقْتَ، صَدَقْتَ، وإِنَّكَ لَمُبَرَّأٌ مِنْ الإِثْنَتَيْنِ.
وهنا ادعو الله ان يبرأ مجتمعنا من هذه الآفات
فلعل ما أَقْلَقَ المَأْمُونَ أيها الإخوة ! إِدْراكُهُ أَنَّ الأَحْمَقَ سَهْلٌ إِسْتِغْلالِهُ ضِدَّ نَفْسِهُ وَضِدَّ أُمَّتِهِ، وشعبنا الكريم أيها الإخوة  بَعِيدٌ عنْ ذَلِكَ إنْ شاءَ اللهُ!
فالأَحْمَقَ يُريدُ أَنْ يُْحسِنَ فَيُسيءُ، وَيُريدُ أَنْ يَتَدَيَّنَ فَيَكْفُرُ،
وَأَنْ يَقُولَ خَيْرَاً فَيَنْطِقَ وَيَفْعَلَ شَرَّاً.
لِِهَذا  فالحَمْقَى اخوتي يَسْهُلُ إِسْتِخْدامُهُمْ ضِدَّ أَنْفُسِهُمْ.
وَضِدَّ أَوْطانِهُمْ،
وَضِدَّ أُسَرِهِمْ،
وَضِدَّ أُمَّتِهِمْ،
لذا لابد أن نبتعد جميعا من آفة الحماقة.
وكذلك الكذاب الذي يمارس الكذب وقد اجتمعت الأديان على تحريمه  باعتباره فعلا لا أخلاقيا، .
فهو أكثر خطورة من الأحمق.
ولن نعيد هنا ذكر الأحاديث والآيات القرآنية التي تحرم الكذب وهي كثيرة جدا.
وكلنا يعرفها.
ولكن اكثرنا يظن أن الأمر مجرد انتصارا على الآخر.
وأنها كذبة بيضاء.
واي انتصار ذلك الذي تخالف به ربك اخي الكريم.
واي كذبة بيضاء تظنها.
فلا أبلغ من تفسير فرويد  لذلك السلوك المعوج على أساس أنه نابع من ذات تعشعش فيها طبقات من الصدمات المكبوتة،
والمصيبة ان الذين يكذبون أو يمارسون الحماقة ليس العامة وحدهم بل حتى الساسة والوزراء والزعماء.
فقد كان الرئيس المخلوع  يكذب على الشعب ومن ثم يقول (هل حصل انا كضبت عليكم )
وظني  أنها مسألة أخلاقية بحته.
و تتعلق بثقافة الشخص وتربيته و نشأته.
فعافنا الله وإياكم من هذه الآفات اللعينه.
واياكم اخوتي من الحماقة.
وإياكم اخوتي من الكذب.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..