إستيلا قايتانو.. امرأة تبرق منها الدموع

الزين عثمان

“ما الوطن؟”.. الاستفهام تجيبك عليه صاحبة مقولة (هنا الشجر يشتجر) حين ترسم وطنها الإلكتروني على صفحات الأسافير وتقول ما يخطر في بالها في صفحات التواصل الاجتماعي توقع عليه بـ(إستيلا قايتانو) الروائية والكاتبة التي أضاءت شموعها ذات صباح خرطومي لتكتب (قبال ما أبقى أجنبية)، وكتبت حزننا بعد أن صارت كذلك راسمة فقط حكاية (سودانيين) وبينهما ما بينهما.. كتبت عن تاريخ واحد قبل أن ينشطر النيل وتتسرب مياهه من بين أيدينا ونعطش ونحن على الشاطئ.. وطن السودانية المقسم قلبها بين الخرطوم وجوبا إلكترونياً هو الذي تجده لتحضر من خلاله سيناريو ما حدث في انتظار سيناريو الذي يحدث.

(بروق الحنين) الفيلم التسجيلي الذي عرضته الجزيرة العربية لمشهد انشطار السودان وذرفت من خلاله الكاتبة والصيدلانية دموعها على عجزنا في أن نحافظ على (لحمة السودنة حية)، هذا الفيلم جلب عليها سياط النقد القادمة من ضفة بحر الجبل لتدور معركة شرسة بينها والذين يرون أن (إستيلا) اختصرت كل نضالات الجنوبيين في حبيب قد تركته شمالاً!

“ليس ثمة تغيير. إستيلا هي إستيلا، ذات يوم أحبت وطنا اسمه السودان من حلفا لي نمولي، وطن حلمنا وعملنا بكل طاقاتنا ليسع الجميع، وانفصال السودان أو استقلال الجنوب لن يغير هذا الحب، ولن يبدل ذاك الحلم، وسوف أستمر في ما أفعله، ليس من أجل الوحدة أو الانفصال أو الاستقلال أو الكونفدرالية، لأن كل هذا لا يُشكِّل غاية بالنسبة لي، وإنما الغاية كانت تحقيق حلم الوطن الذي يسع الجميع، ولا يُذلُّ فيه أحد بسبب انتماءاته وخياراته وآرائه؛ بل حتى آلامه. كنتُ مخدوعة بأن ذلك قد يكون ممكنا، ولكن..”..

كان هذا رد الكاتبة المقيمة في جوبا على ما سمته الإرهاب الفكري الذي قاده الكاتب (إبراهام البينو) ولكن معركة بروق الحنين لم تكن لتقف في محطة جوبا وصحائفها فسرعان ما انسابت إلى الوطن الإلكتروني وتباينت حولها الرؤى وحول ما قدمه الدكتور وجدي كامل وفريق الفيلم في القناة بين السودانيين شمالاً وجنوبا ودخل آخرون على الخط.. لم يكن من وسيط سوى الدموع التي قالت بطلة الفيلم إنها ذرفتها لأشياء خاصة وخاصة جداً إلا أن خصوصية قايتانو سرعان ما انتقلت إلى آخرين ذرفوا ذات الدمع ولكن في شاشات وجعهم الخاصة ليس في انتظار عودة الوحدة، بل في الحفاظ على ما تبقى من قيم التعايش.

دموع ما قبل الفراق ودموع في انتظار الفراق ودموع من بعده.. هذه هي رحلة قايتانو في وطن تبرق منه دموع الحنين التي لا تجف.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. مليون شهيد من اجل وطن يسوده الحرية وهناك فئة لا تبالي بالحدث الكبير بل بالوقوف علي الأطلال ا

  2. كل من مزقوا السودا سيذهبون الي مزبلة التاريخ بدا المسلسل بباقان وريك مشار ودنق الور وسيستمر التهاوى بشيرا وعلى عثمانه ونا فع ثم تاتي جيرة حسنة و من بعدها وحدة تغيظ العدا

  3. سبحان الله أصبحت صورة استيلا المدهشة ( طعما ) للقراءة. العب غيرها.
    أحب أن أقرأ لاستيلا ولا أحب أن أقرأ عنها. فذلك رأي ولكل رأيه.

    استيلا يا شيطانة جايين الجنوب ممكن نشوفك؟. ولا بقولوا ولد منتكورو.

  4. كلنا استيلا وكلنا زرفنا وما زلنا وسنظل نزرف دموع الالم والحسرة والاشتياق لوطن قد عرفناه كبيرا باهله لا برقعته الجغرافيه او مساحته. نحن والله لا نبكى سعة الارض او خير البترول ان كان فيه خير ولكنا نبكى جزء استؤصل من اجسامنا قهرا. نبكى اشقاءنا وشقيقاتنااللدين فقدناهم وهم مناوفينا فى دواخلنا مهما ابتعدوا.وما زلنا نحلم بعودتهم لحضن امهم ونحلم بان الطن الكبير سيعود اسيرته الاولى رغم انف الانفصالين من الشمال او من الجنوب.

  5. التحية للعملاقة استيلا وحسب رأي الشخصي د.استيلا من الكتاب المشبعين بروح الوطنية والشفافية في كتاباتهم دمتي حرة وبكره احلى لكي مني الف تحيةوعاش السودان حرا مستقلا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..