مقالات سياسية

المصالحة فارغة

خالد قمرالدين

أرى ان بعضهم من خارج المؤسسة العسكرية والأحزاب .. يحدّث عن المصالحة وكأني بهم مأجورين او سذج لايتفكرون فيما يقولون .. المصالحة لها موجباتها ولها ما قبلها حتى تأتي .. لا يمكن ان تضربني من الخلف وتضع امامي من يحدثني عن المصالحة ..

لا يستقيم ان تقلع حقي بالقوة ومع سبق الإصرار والترصد وتتبجح على .. َّ رايك شنو في المصالحة ؟!

ليس من العدل ان تنهب اموالي وتكدسها وتأتني لتقدم  لي المصالحة على المحاسبة ..  تقتلني وتنكرني وانت تلتّف بردانا على كفني من الرعب ويأتني من يحدثني نيابة عنك عن المصالحة ..

انتم لستم لسان العسكر ولا الاحزاب فلا تستبقون الامور وتتحدثون عن المصالحة .. دعوها .. ان تأتي في وقتها خير لكم .. دعوها فليتحدث عنها العسكر والاحزاب الوالغون في دماءنا ودماء الغالين من امواتنا ..لظنهم انها المنجية ..

دعوهم لتتحدث نيابة عنهم مخاوفهم وفضائح أنفسهم ..  هم يعلمون وانتم كذلك ان لابد من المساءلة وإن تأخرت ..

لابد من المحاسبة وإن طال الزمان .. هذا الشعب قاضي .. هذا الشعب آمر .. هذا الشعب ناهي .. هذا الشعب حُجة على من يدوسون على القانون بجزمهم ..

بالله عليكم أبلعوا ألسنتكم الآن بالذات لأن هذا الوقت ليس وقتا للمصالحة .. هذا الوقت للإزالة وللمحاسبة وللتصفية .. وانت حتى تبني وطن سليم ومعافى عليك بخلق أو بعث قوانين المحاسبة وتفعيلها وتطبيقها ..

لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها .. من انت ؟ .. من انت حتى تسرق ويُراد لك ان تنام غرير العين في محبسك تحت لافتة لا تحزن ..

من انت حتى ترغي وتزبد وتهدد أمن البلاد والعباد وانت حاكم وانت ساقط بس .. يجب أن تحاسب .. تحاسب بس .. وحساب رادع كمان .. مش لأننا نحن عايزين كدا ..

لأننا نحن عايزين نصالحك حيا او ميتا والمصالحة عايزة كدا .. لأننا نحن عايزين نُرسي قواعد دولة القانون ودولة القانون عايزة كدا .. كفاية حكمتونا في غابة حتى صار قانون الغاب هو السائد في تفكيركم وعقلكم الجمعي.. بدليل انكم من محبسكم هذا إن قيل لكم .. فكيناكم .. أذهبوا .. إنتم والشارع ..

أقنعوا المواطنين ديل .. أطلبوا منهم .. العفو.. خلي يعفوكم !! .. صدقوني ما بتعملوها .. والواحد منكم يفكر ألف مرة .. في الدرب الممكن يوصله إلى لاهاي .. وبرجلينه .. لماذا .. لأنكم تخافون هذا المواطن الذي كنتم تدّعون ملكيته .. تخافون غضبه .. إنتقامه .. عنفه وهذه في الحقيقة ليست صفاته هو .. إنما صفاتكم انتم .. هو كان مسامحا .. مصالحا .. إكتسبها منكم .. غرستموها في أرضه وفي ثقافته وفي جسده .. ما عِرف يلحس كوعو كيف .. بس عايز يوريكم إنتو لحس الكوع .. عشان ما يجي واحد تاني يتنرفز على الشعب دا .. قلت ليكم عايزين نرسي دولة القانون .. وانتم لأنكم تعلمون الحقوق لا تسقط بالتقادم .. بينما الحكومات كل الحكومات مصيرها تسقط .. بينما ال زيكم كدا.. تسقط بس .. وما بنخلي حقنا  .. حق الشهداء الماتوا .. ديل ماتوا عشان حقوق .. ما ماتوا عشان مصالحة .. خلونا ناخذ حقوقهم هم اولا .. في ..وطن بالفيهو نتساوى .. نحلم .. نقرأ .. نتداوى .. بعدين حقوق انهم قتلوا غدرا .. حقوق اهاليهم وإن كنت اجهل كيف يمكن ان نطبب قلوب الاُمات المكلومة .. هي اشياء لا تُشترى ..  أمل دنقل

أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى.

الحديث الآن عن المصالحة يعد من لغو القول وفارغه .. معظم الشعب شايف كدا ..  وإلا من القائل (الدم قصاصو .. او ..قُصاد الدم ما بنقبل الدية ) .. وماذا علينا إذا ذهب قطاع واسع من الشعب إلى ابعد من ذلك .. ذهب ايضا مع أمل

لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

لابد من المصالحة .. ولكن في وقتها .. وكل شيء يأتي في وقته أنفع .. وأقوم .. وأصلح لنا .. ولمن ينبغي ان يكونوا خلف القضبان الآن .. ولمن هم خلف القضبان فعلا ولمن تبعهم  .

خالد قمرالدين
[email protected]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..