العبث.. بميزانية التعليم

القارئ عمر الحاج خرج بنا من غوغائية الشهادة السودانية إلى قضية أخطر بكثير من قضية الشهادة أيا كانت قضيتها.. تسريبا أو غشا في الامتحانات.. وستظل قضية إصلاح التعليم خاصة في مراحله المبكرة واحدة من أبرز شواغل التربويين والحادبين.. وحيث أن مشروع حوسبة التعليم بات مشروعا متقدما في سلم أولويات التربية.. خاصة في ولاية الخرطوم.. فمن المناسب طرح رؤية هذا المواطن سيما وأنه قد نحا نحو طرح أسئلة مشروعة وموضوعية تستحق أن تجد الاهتمام ويستحق القارئ أن يجد إجابات عنها.. فإلى رسالة السيد عمر الحاج.
الأخ الفاضل/ محمد لطيف
إكمالا لمقالك (صلاحية الشهادة السودانية أم الأدوية الأردنية؟). لا يكمن العبث بالتعليم فقط في تسريب الامتحانات الذي صار أمرا عاديا. بل صار التعليم لعبة من لا لعبة له. إذ إن دمج المرحلتين الابتدائية والمتوسطة لتصير مرحلة الأساس اختصارا لسنة وإنجابا للعديد من المشكلات أخطرها لم المراهقين والأطفال في مكان واحد. والآن تسعى الوزارة جاهدة لإضافة فصل تاسع وتعجز ميزانيتها عن ذلك.
* التلاعب بمنهج اللغة الإنجليزية واستبداله بـ(إسباين) الفاشل وإلغاء الأدب الإنجليزي مما أدى لتدهور اللغة الإنجليزية وبعد مرور أكثر من عشرين عاما انتبهت الوزارة للأمر لتستبدله بـ(سمايل) بالتعاون مع المجلس البريطاني.
* وآخر هذا العبث التلاعب بأكثر من 35% من ميزانية هذا العام لمد فصول بشاشات غالية الثمن وغالية الصيانة لتضاف لمدارسنا الحكومية.
الأسئلة التي تفرض نفسها: هل فصولنا الحكومية مكيفة؟ هل فصولنا الحكومية مضاءة بدرجة تكفي للعرض وتتبع المحتوى؟ هل فصولنا الحكومية مصممة من سقوف تحجب الحرارة عن الشاشات إذ إن معظم الفصول مصممة من الزنك.. هل توفر فصولنا الحكومية الحماية اللازمة لهذه الشاشات من الأتربة والأمطار؟ هل مدارسنا الحكومية مؤمنة تأمينا كاملا لحماية هذه الشاشات من السرقات والإتلاف والتلف؟.
* هل قامت الوزارة بدراسة الآثار السالبة لهذه الشاشات على التلاميذ؟ إذ أنها ترهق البصر وتتطلب درجة عالية من التركيز مما يسبب الإعياء والإرهاق بسرعة للمدرس أو المتلقي.
* هل وضعت الوزارة في حساباتها انقطاع التيار الكهربائي؟ هل مدارسنا الحكومية مزودة بمولدات كهربائية لتشغيل هذه الشاشات في حالة انقطاع التيار الكهربائي؟ أضف إلى أنها لا تخدم اللغة العربية بشكل كامل لعدم توفر خاصية تحويل الكتابة اليدوية العربية إلى كتابة رقمية؟!
* لست ضد الحضارة والتطور للتعليم لكن هذه التكنولوجيا مكلفة جدا وباهظة الثمن مما يجعلها عموما حكرا على المدارس الخاصة وبعض المدارس العمومية حتى في بعض الدول المتقدمة.
* والسؤال الأخير: من المعروف أن معظم طلابنا يدرسون بالمدارس الخاصة إلا أبناء الغبش فأين يوجد المنهج؟ هل ستوفر الوزارة (لابتوب) لكل تلميذ لكي يدرس منه عند عودته إلى المدرسة؟
وأخيرا إلغاء المنهج الورقي وإرسال الدروس عبر الإنترنت.. إذن ما مصير من يقطن في منطقة تكون شبكة الإنترنت فيها ضعيفة؟.
عمر الحاج
من المحرر:
لا أنسى أن أذكركم أننا سنطرح غدا الحلقة الأخيرة من حكاية جائزة الطيب صالح.. الأصل

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اخي محمد ارجو ان تعودوا لتجربة سودانية اندثرت بانقلاب مايو 69وهي تجربة تمت علينا ولم تكتمل عندما كان السودان منظما وكل شئ له اساس كانت التجربة تدريس الانجليزي بالتلفزيون في مدارس العاصمة ثم تراجع التجربة تعمم علي كل السودان لذلك قامت محطة الاقمار الصناعية كمشروع في مرحلة القراءة الثالثه مع تمديد شبكة المايكرويف لكن قامت مايو ككل انقلاب يعتبر التاريخ بدأ من لحظته والغريب ان من يحكمونا هم خريجوا هذه التجربه والنظام القديم فلماذا هذه الهرجله طبعا مع قاله عمر الحاج

  2. هل يجد التلاميذ حتى في مدارس العاصمةالحضارية مقاعد لاجلاسهم؟
    هل تتوفر الكهرباء في المدارس و يدفع جمرتها الوزارة؟
    هل المعلمون مدربون؟
    هل يوجد منهج ورقي محترم ناهيك عن محتوى الكتروني؟
    هل يحصل التلاميذ على انترنت سريع؟
    هل يملك التلاميذ لابتوبات و اجهزة لوحية؟
    هل يملك التلاميذ حق الفطور من اصله؟
    قلنا و نؤكد ان حكومتنا الرسالية الحضارية تعمل باستراتيجية البصيرة ام حمد و ود اب زهانة … ياكل في اللكونده و يبيت في الجامع
    اصل الحكاية واحد من الجماعة قرر يضرب ضربة كبيرة بتوريد شاشات و اجهزة رديئة الجودة عالية التكلفة و جماعة ود اب زهانة يدفعوا اخر مليم من ميزانية التعليم مادام الزول النصاب منهم .. ثم يكتشفوا ان الشاشات ضاربة و الاجهزة مضروبة و مافي منهج اساسا و مافي زول يدرس و ما في فصل زي الناس يختو فيهو سبورة تفاعلية او شاشة ..
    ثم لا احد يحاسب احد و خلوها مستورة
    حين يحكم البلد مخلوقات جزمها محل روسيها!

  3. انا معجب بالاستاذ محمد لطيف لانه يمثل الكوز الكامل، فهم يدخلون هذا المسرح الدائري مغطين عورتهم بورقة التوت التقليدية ، ناسين ان نصف المشاهدين يرونهم من الخلف.

  4. وراء كل مشروع زي شاشات العرض جريمة مالية !
    و لعل أكبر جريمة هي مدارس الموهبة و التميز و التي تستنزف غالب ميزانية التعليم ! هذه المدارس تحتاج لمراجعة لمعرفة جدواها !! و هل تستحق كل تلك التكاليف ؟ و علي قلة محظوظة بالعاصمة ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..