نبؤة الأستاذ….!

هناك نبؤة تنسب لشهيد الفكر المسالم محمود محمد طه الذي اغتيل بجبروت الطاغية نميري ومن ساعد على التحريض لقتله وهم السلفيين والوهابية والإخوان المسلمين ، و كالعادة كانت التجارة بالاديان من هذه المنظمات السياسية التي تتاجر بالاديان وتستلب عقول كثير من المثقفين الذين مازالوا يعتقدون أن الشهيد أتى بأفكار وفهم للإسلام ليس من الإسلام في شيء وهم بهذا يغالطون أنفسهم ويثبتون أن هناك غشاوة في عقولهم تمنعهم عن معرفة الحقيقة أو قولها بعد التفكير، لكن القداسة التي أعطاها السلفيين والاخوان المسلمين لفهمهم للإسلام تجعلهم يظنون أن افكار هاتين الطائفتين هما دين الإسلام الصحيح.

في حين أن  السلفية والاخونجية وما دعى إليه محمود محمد طه وعرف في ما بعد بالفكرة الجمهورية هم محصلة افكار مؤسسي هذه الطوائف الدينية التي تعتقد بدين الإسلام وتؤمن به فالسلفية الوهابية هي فكرة مؤسسها السعودي  محمد بن عبد الوهاب، أما فكرة الإخوان المسلمين فهي فكرة مؤسس هذه الجماعة المصري حسن البنا وكذلك الفكرة الجمهورية هي فكرة محمود محمد طه.

الفرق بين المؤسسين الثلاثة هو أن الأستاذ كان واضحاً ولم يكذب أو يدعي أن فكرته هي صحيح الدين الاسلامي فهو منذ البداية يعرف انها حركة سياسية ترتكز على فهمها للدين الإسلامي بعكس مؤسسي الطائفتين الأخريات اللتين مازلنا تعاني من ارهابهما الفكري وتجهيلهم للناس الذين يعتقدون أنهم يمثلان الدين الاسلامي وان الذي يشرح  الأحاديث  أو الآيات ويفسرها  بغير اسانيدههم أو بفهم لا يتوافق مع فهمهم فهو ملحد أو كافر  او خرج عن الملة بما اسمو متعمدين بإجماع العلماء في حين أنه لا يوجد إجماع في الحقيقة إنما هو فخ نصبوه للعقول حتى لا تفكر وتكون منساقة لفهم السياسي .

فهم يستثمرون في الجهل من أجل بقائهم في السلطة والحكم والفوز بمقاعد البرلمان  والاستحواذ على الأموال  والذكر الحسن ووالوجاهة في المجتمع  بنبذ كل ما هو جديد وكل من يدعوا لفصل الدين عن السياسة ليكون علاقة فردية بين الفرد والإله ،وهذا هو سبب الصراع الوحشي الذي يقتل ويسفك بسببه الدماء بين الطوائف الدينية فكل قد غسل دماغ من يتبعه انه هو من يتبع صحيح الدين الاسلامي في حين أن الاسلام كدين مطلق ليس فيه طوائف فكل طائفة عبارة عن فكرة وتجمع لحزب سياسي سواء شيعة أو سنة أو صوفية .

لذلك ما نسب من نبؤة للراحل محمود محمد طه هي الآن في خواتيمها  وهي هذه المقولة:
من الأفضل للشعب السودانى أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الدينى .. وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية ? إذ إنها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذه الجماعة ..وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسيا واقتصاديا حتى لو بالوسائل العسكرية ? وسوف تزيق الشعب الأمرين . وسوف يدخلون البلاد فى فتنة تحيل نهارها إلي ليل ? وسوف تنتهى بهم فيما بينهم ? وسوف يقتلعون من ارض السودان إقتلاعاً …)

فيبدو من القرارات الأخيرة وعودة الحرس القديم من علي عثمان طه ومطرف صديق أن الفتنة التي ستحيل نهار البلاد إلى ليل باتت قريب وسيعقبها اقتلاع هولاء المجرمين الى مزابل التاريخ ولن يعود بعد ذلك للطائفية أثر في السياسة بعد ذلك فالاخوان المسلمين أو السلفيين أو الشيعة أو الأنصار أو الختمية أو الصوفية أو الجمهوريين يمكنهم أن ينضموا لأحزاب علمانية ويحتفظون بفهمهم للدين ويؤدون ويمارسون عقائدهم في مساجدهم وزواياهم حيثما شائوا ومتى عرفوا ذلك يعم الرخاء ويذهب الضنك .

لأنه لا يوجد رخاء على رأي واحد أو ملة واحدة أو لغة واحدة فجميع الآراء والأفكار واللغات والملل يجب عليها أن تتعايش في ظل اتحاد علاقته المصلحة الدنيوية الاقتصادية وليس اتحاد الامة الاسلامية أو المسيحية أو العربية او الإنجليزية أو غيرها لذلك من اغتال محمود محمد طه ليس الطاغية النميري وحده فنميري ايضا منساق ومستلب لتحالف الحركات الإسلامية التي تسيطر على عقول البشر من معتنقي الاسلام ولا يفرقون بين الإسلام كدين ووالاسلاموية كفكرة فهي تسيطر بأحكام في شكل مؤسسة اجتماعية رجعية يصعب التمرد عليها لأنها قوية الشوكة في المجتمع وهو تحالف اليمين الديني ككل والمكون من شيوخ القبائل والأسر الكبيرة ضد الليبرالية والحداثة والاشتراكية لأنه يدعوا لهدم الموروث والعادات والتقاليد والحرية التي ستؤدي لفقدان شيوخ القبائل وشيوخ الطوائف والأمراء والملوك والنبلاء والبيوتات والأسر الكبيرة مكانتهم في المجتمع.

سامح الشيخ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأستاذ سامح ما قلت الا عين الحقيقة …… الإسلام الذى نعرفه وكنا نتباهى به أمام أصحاب الديانات السماوية الأخرى ، هو علاقة مباشرة بين الخالق والمخلوق بدون وسطاء ، اليوم تريد الجماعات السلفية وتجار الدين ، تطبيق السيطرة التى كانت للكنيسة فى العصور الوسطى وسلب الإنسان أهم ما حباه به الخالق وهو العقل ، وكل ذلك من أجل السلطة والمال مثلهم مثل عصابات المافيا والماسونية

  2. نريد فى السودان دولة ديموقراطية علمانية مثل بريطانيا والهند وهم الاقرب لنا لا تعادى الاديان بل تبعدها عن الصراع السياسى وفعلا زى ما قال احد المعلقين ان الدين هو علاقة بين العبد وربه وليس لاثارة العواطف واستغلاله للتمكين من السلطة والثروة!!!
    كسرة:الف مليون ترليون تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على حركة الاسلام السياسى ومؤسسيها فى مصر والسودان وفى اى مكان فى العالم السفلة الاوغاد الذين باسم الدين الحنيف ارتكبوا الجرائم ضد الانسانية وافسدوا ماديا واداريا اخ تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على العهر والدعارة السياسية باسم الدين الحنيف!!!!!

  3. الأستاذ سامح ما قلت الا عين الحقيقة …… الإسلام الذى نعرفه وكنا نتباهى به أمام أصحاب الديانات السماوية الأخرى ، هو علاقة مباشرة بين الخالق والمخلوق بدون وسطاء ، اليوم تريد الجماعات السلفية وتجار الدين ، تطبيق السيطرة التى كانت للكنيسة فى العصور الوسطى وسلب الإنسان أهم ما حباه به الخالق وهو العقل ، وكل ذلك من أجل السلطة والمال مثلهم مثل عصابات المافيا والماسونية

  4. نريد فى السودان دولة ديموقراطية علمانية مثل بريطانيا والهند وهم الاقرب لنا لا تعادى الاديان بل تبعدها عن الصراع السياسى وفعلا زى ما قال احد المعلقين ان الدين هو علاقة بين العبد وربه وليس لاثارة العواطف واستغلاله للتمكين من السلطة والثروة!!!
    كسرة:الف مليون ترليون تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على حركة الاسلام السياسى ومؤسسيها فى مصر والسودان وفى اى مكان فى العالم السفلة الاوغاد الذين باسم الدين الحنيف ارتكبوا الجرائم ضد الانسانية وافسدوا ماديا واداريا اخ تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على العهر والدعارة السياسية باسم الدين الحنيف!!!!!

  5. غريب أن تضع الجمهوريين فى سلة واحدة مع جماعة الهوس الدينى والطائفية فى خلاصة لمقال انت بتستند فيه على نبوءة أو نقول قراءة لحركة الحياة السياسية وتداعياتها فى السودان!!!!!!!!!!!! ما سئلت نفسك من أين جاء الاستاذ محمود دون غيره من السياسيين والمفكرين بهذه النبوءة حسب وصفك لها…….ولعلمك كل ما قاله الاستاذ عن مستقبل الحياة فى العالم لم تخطئه الاحداث وانما جاء معبراً عنها……سقوط الماركسية كشرط تنتصر على أعقابه الاشتراكية….حل مشكلة الشرق الاوسط فى حل مشكلة العرب لازمة المذهبية والقبول بالسلام كحل عاجل مع اسرائيل….ازالة الهوس الدينى بتمكينه من تجربة حكم السودانيين…..مستقبل العالم فى حكومة عالمية تحقق قيم العدالة والحرية بتمكين الاشتراكية والديمقراطية فى جهاز حكومى واحد….وكل هذا لن ولا يتحقق قبل علاج أزمة الاخلاق التى تعبر عنها صور الفساد فى الراهن من حياتنا…..ومن أجل ذلك العلمانية غير مرشحة لمستقبل الحياة لانها لا تملك حل لازمة الاخلاق….المشكلة فى كل العالم على تباينها فى الانسان وليست فى النظم والقوانين……المفكرين اللى بجدوا حل لمشاكل الانسانية بيأتوا من المستقبل….والاستاذ محمود حدث الانسانية كافة عن مستقبل الحياة…..

  6. غريب أن تضع الجمهوريين فى سلة واحدة مع جماعة الهوس الدينى والطائفية فى خلاصة لمقال انت بتستند فيه على نبوءة أو نقول قراءة لحركة الحياة السياسية وتداعياتها فى السودان!!!!!!!!!!!! ما سئلت نفسك من أين جاء الاستاذ محمود دون غيره من السياسيين والمفكرين بهذه النبوءة حسب وصفك لها…….ولعلمك كل ما قاله الاستاذ عن مستقبل الحياة فى العالم لم تخطئه الاحداث وانما جاء معبراً عنها……سقوط الماركسية كشرط تنتصر على أعقابه الاشتراكية….حل مشكلة الشرق الاوسط فى حل مشكلة العرب لازمة المذهبية والقبول بالسلام كحل عاجل مع اسرائيل….ازالة الهوس الدينى بتمكينه من تجربة حكم السودانيين…..مستقبل العالم فى حكومة عالمية تحقق قيم العدالة والحرية بتمكين الاشتراكية والديمقراطية فى جهاز حكومى واحد….وكل هذا لن ولا يتحقق قبل علاج أزمة الاخلاق التى تعبر عنها صور الفساد فى الراهن من حياتنا…..ومن أجل ذلك العلمانية غير مرشحة لمستقبل الحياة لانها لا تملك حل لازمة الاخلاق….المشكلة فى كل العالم على تباينها فى الانسان وليست فى النظم والقوانين……المفكرين اللى بجدوا حل لمشاكل الانسانية بيأتوا من المستقبل….والاستاذ محمود حدث الانسانية كافة عن مستقبل الحياة…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..