ما علاقة (التجهُم) بكراسي (السلطة) ؟ا

متجهمون حكوميون !!

ما علاقة (التجهُم) بكراسي (السلطة) ؟!

نادية عثمان مختار

هكذا يدور السؤال في رأسي كلما رأيت ذلك المسؤول الحكومي متجهماً، أو وهو يلقي بالتصريحات الصحفية للإعلاميين متضمنةً مفرداته (اللاذعة) والتي تنم عن (ثقالته) الشديدة؛ وبعده التام عن فنون الدبلوماسية والحنكة السياسية!!
لن أسمي أحدا بعينه في هذا المقال ولكني سأتحدث بشكل عام و(كل زول عارف روحه)!!
فبعض الكتابة تحتمل أن تكون (طواقي فري سايز) يلبسها من يرى أنها تناسبه على أن يتحمل كامل المسؤولية وحده!!
في بعض الأفلام العربية يقوم المخرج بكتابة تنويه لإخلاء مسؤوليته لو أن أحداث الفيلم أو شخصياته تطابقت مع شخصيات حقيقية، فتجده يؤكد أن ذلك من باب الصدفة البحتة؛ بينما تجد لسان حال المشاهد يقول في غير تصديق واقتناع (لا بالله)!!
هنا في السودان تجد بعضاً من (ناس الحكومة) تُخاصم الابتسامة وجوههم، وكأنهم يوما ما سمعوا الفنان الكبير إبراهيم الكاشف (رحمة الله عليه) وهو يصدح بصوته الطروب (صابحني دائما مبتسم) !!
وبعضهم تجده لاذعاً في حديثه (مسيخاً) وكأن لسانه مغموس في (موية ترمس)!!
بعضهم يعلنها بكل (مرارة) فيقول انه لا يحب الكلام المعسول، ولكنه لم يحدد؛ لا يحبه، هل في خطابه السياسي أم في حياته بشكل عام؟!
الأسلوب بصمة صاحبه في الحياة، وهو لا يتجزأ فإن كان (حنظلاً) تجد انه بذات (الحنظلية) حتى في بيته ومع أولاده، وإن كان مرحاً حلو اللسان تجده هكذا حتى مع عامة الشعب الذي لم يجلسه على الكرسي حتى ولو كان ذلك من باب (الكلمة الطيبة وتبسمك في وجهه أخيك صدقة) ولكن!
بعض الحكوميين سمتهم الصمت، ولكنهم إن تحدثوا تمنيت أن لا يصمتوا أبدا !!
وبعضهم إن تحدثوا قلت يا ليتهم صمتوا بقية عهدهم!!
(المرء مخبوء تحت لسانه) ..و(تحدث حتى أراك وأعرفك) عندما يتم تطبيق ذلك على من يحكموننا تجد أن بعض الألسنة تُخبئ تحتها رجلاً فصيحاً بليغاً قادراً على كسب ود الناس بمخاطبة عقولهم وقلوبهم؛ وبعضهم قادر على كسبهم بإلهاب وإذكاء نار الثورية والحماسة في نفوسهم لدرجة أن يهم أحدهم بخلع جلبابه لضرب السوط (البطان) من مجرد حديث أشعل في روحه الحماسة حد المتعة !!
بعضهم فاتر ومتكاسل تحس أنه مجبور ومكره أخاك لا بطل، وأن ما يقوله هو شخصيا غير مقتنع به ؛ فيقع حديثه في نفسك موقع الإحساس بنفاقه وكذبه الصراح!!
بعضهم يحرص أن يكون لينا لطيفاً في مفرداته حتى وهو يتحدث حديث الدم والحرب!
وبعضهم تجده فظاَ غليظ القلب يتمنى جنده (لولا الملامة) أن ينفضوا من حوله ويتركوه مقاتلا العدو وحده أو ربما تمنوا قذفه بقنبلة تريح العالم من شر لسانه المُر !!
دوما ما أتساءل لماذا لا يكون هنالك (أساتذة) يقومون بتدريس (بعض) الحكوميين فنون التعامل الجميل والراقي مع أبناء هذا الشعب، وأن يتعلموا كيفية رسم ابتسامة (غير صفراء) على وجوههم العابسة في (الفارغة والمقدودة) !!
و
الكلمة الطيبة جواز مرور !!

الاخبار

تعليق واحد

  1. كلام جميل بس نحنا بحاجه لتحويل تلك الكلمات التي نسمعها منهم الي ارض الواقع يعني (عسل ينقط من القزازه مش لسانه)

  2. «أَغْدَرُ مِنْ كُرْسِيّ»
    وهوَ مَثَلٌ يُقَالُ فِيْمَنْ غَرَّهُ المَنْصِبُ المُؤَقَّت، فشَقَّ عَلَى مَنِ اسْتُؤْمِنَ عَلَيْهِمْ وأَعْنَت، وراحَ يُسِـيْءُ ويَبْطِش، ويَلْكُمُ هَذا ويَـخْدِش، والكُرْسِيُّ مَنْصِبٌ دَوّار، لَيْسَ لَهُ قَرَار.
    وأَصْلُ المَثَلِ أنَّ مُوَظَّفاً غَبَنَهُ مُدِيْرُهُ الـجَدِيْد، اللابِسُ وَهْماً حِلْيَةَ هَارُوْنَ الرَّشِيْد، فزادَ عَلَيْهِ المَشَقَّة، وسَلَبَهُ كَرَامتَهُ وحَقَّه، ومَارَسَ مَهَامَّ الـخُلَفَاء، فنَـهَى وأَمَرَ بِما شَاء، وتَعَسَّفَ في القَرَارَاتِ والأَوَامِر، وأَهَانَ أَكَابِرَ القَوْمِ والأَصَاغِر، وجَعَلَ العَامِلِيْنَ في احْتِدَام، وأَوْقَعَهُمْ في تَـحَزُّبٍ وصِدَام، ولَـمْ يَعْتَدَّ إلا بِمُشَابِـهِيْهِ في العُنْف، وأَزْرَى بِمَنْ طَابَعُهُمُ اللِّيْنُ واللُّطْف، ووَصَمَهُمْ بِالإهْمَالِ والرَّخَاوَة، ورَأَى أنَّ التَّمَيُّـزَ في القَسَاوَة، وهوَ مَعَ تَشَدُّقِهِ بِالأَنْظِمَةِ حِيْنَ يُوَاجَه، يَتَحَايَلُ عَلَيْها بِمَـا يُوَافِقُ مِزَاجَه، فكَمْ حَابَى عُصْبَـتَهُ العَنِيْفَة، وكَمْ حَبَا سِوَاهُمْ تَطْفِيْفَه، وقَدْ غَابَ عَنْهُ أنَّ كُرْسِيَّهُ هَشّ، وأنَّهُ سَيَجْلِسُ بَعْدَهُ عَلَى قَشّ، وحِيْنَئذٍ يَـجْنِي الشَّوْكَ زَارِعُه، ويَنْدُبُ ثَوْبَ المُرُوْءَةِ خَالِعُه.
    وما هِيَ إلا شُهُوْرٌ ولَّتْ مُدْبِرَة، حَتَّى رُكِلَ المُدِيْرُ عَلَى المُؤَخِّرَة، فعَادَ لا هَيْبَةَ لَهُ ولا قِيْمَة، وانْفَضَّتْ عَنْهُ عُصْبَتُهُ اللَّئيْمَة، وصَارَ لِـمَا هُوَ فِيْهِ مِنْ إيْـحَاش، يُنَاجِي عَامِلَ الصِّيَانَةِ والفَرَّاش، وكَمْ شُوْهِدَ وهوَ يَـهُشُّ الذُّبَاب، ويَعْبَثُ بِأَنْفِهِ مِنْ غَيْرِ احْتِسَاب.
    وقَبْلَ أَنْ يُـخْلَعَ المُدِيْرُ مِنْ مَنْصِبِه، رَأَى المُوَظَّفُ أَنْ يَـخُصَّهُ بِتَعَتُّبِه، إذْ كَانَ بَيْنَهُما وُدٌّ قَدِيْم، وقَدْرٌ مِنَ الإخَاءِ حَمِيْم، فانْدَفَعَ بِوَاجِبِ الصُّحْبَةِ المُضَاعَة، لِيُبَصِّرَهُ بِمَـا هُوَ فِيْهِ مِنْ بَشَاعَة، فنَظَمَ فِيْهِ قَصِيْدَةً عَلَّهَا تُطِبُّه، وافْتَـتَحَها بِخِطَابِهِ بِمَا يُـحِبُّه، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ مَكْتَـبَه، وأَنْشَدَهُ حِيْنَمَـا انْتَـبَه:

    حَنَانَيْكَ يَا ذَا المَجْدِ والـجَاهِ والعلا
    أَصِخْ لِصَدِيْقٍ لَـمْ يَـحُلْ عَنْ وَفَائهِ
    رَأَيْتُكَ مَقْطُوْعاً عَنِ الرَّأْيِ سَادِراً
    تُسِـيْءُ إلَيْنَا شَاتِـماً وَمُلاسِناً
    أَهَنْتَ شُيُوْخاً، وَاعْتَسَفْتَ أَحِبَّةً
    فَقُلْتُ: صَدِيْقِي حَادَ عَنْ سَنَنِ الـهُدَى
    وَلَـمَّا رَأَيْتُ الشَّقَّ زَادَ اتِّسَاعُهُ
    أَتَيْتُ أَقُوْلُ: اسْمَعْ نَصِيْحَةَ مُشْفِقٍ
    تَنَـبَّهْ فَمَا شَيءٌ أَخَسَّ مِنَ الأَذَى
    وَهَذَا ولَـمْ تُـمْنَحْ سِوَى بَعْضِ سُلْطَةٍ
    سَتَشْنِقُ مُسْتَاءً، وَتَصْلِبُ شَاكِياً
    وَيَا قَمَرَ الدُّنْيَا وَيَا مَطْلِعَ الشَّمْسِ
    ولَـمْ يَنْسَ وُدّاً صَانَهُ لَكَ بِالأَمْسِ
    وَتَـخْتَالُ في الأَنْحَاءِ مُنْتَفِخَ الرَّأْسِ
    وَتَفْتِكُ فِيْنَا مِثْلَ عَنْتَـرَةَ العَبْسي
    وَطِشْتَ كَمَا قَدْ طَاشَ في يَدِكَ (البِـبْسي)
    وَظَنَّ بِأَنَّ الثُّوْمَ أَحْلَى مِنَ الدِّبْسِ
    وَأَصْبَحْتَ أَعْرَى مِنْ مُـجَرَّدَةِ اللُّبْسِ
    أَتَاكَ مِنَ التَّعْجَالِ مُسْتَأْجِراً (تَكْسي)
    وَأَخْبَثَ مِنْ لُؤْمٍ وَأَغْدَرَ مِنْ كُرْسي
    فَكَيْفَ إذا الكُرْسِيُّ تَـحْتَكَ قَدْ أُرْسي؟!
    وَأَهْوَنُـنَا سُخْطاً يُقَادُ إلى الـحَبْسِ!

  3. يقولون الملافظ سعد ؟؟؟

    وقالوا لولا التشهد لكانت لأه نعم

    وقال تعالى ( لو كنت فظاً غليظ القلب … )

    لقد ابدعت في الوصف

  4. التجهم فيما يبدو ناتج من التهجم , تبادل مراكز مابين الجيم والهاء ,, وكل من الكلمتين تحمل معنىً لوصف ارتسام شيء ما في مكان ما وزمان ما عنوةً,فالمتهجم هو كل من انقض على امتلاك شيء دونمااستحقاق ,, والمتجهم هو كل من انقضت على وجهه وانفعالاته موجة تقلصات عضلية عصبية في غيرما استئذنان ومقدمات ودونما يستطيع اخفائها ومغالبتها ,, فتأتي شتراء الملامح لا معنى لها,,لذا فغالباًمايتجهم المتهجم ,,, فيقال : ( الزول ده والله متهجم على الشيء ده ساهي ,مابيعرف ولا حاجه ) ,, ومن ثم يتجهم لإحساسه الداخلي بعدم الأهلية,فالتجهم ينتج من مقاومة مجموعة انفعالات متباينة متناقضة تظهر في لحظة واحدة فتكسو الوجه, وقد الجسم , طاردةًملمحه الطبيعي,لتسيطرةً هي عليه ,,,, فبمثلما تهجم تجهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..