مقالات وآراء

جريمة جبل عامر المنسية فيها الدروس ، والعِبر

خليل محمد سليمان

عندما تضخمت مليشيا الدعم السريع ، بدأ المخلوع في البحث عن مصادر لتمويلها بعيداً عن خزينة الدولة التي تعاني التضخم ، والإنهيار حد الإفلاس.

أخيراً تم النقاش حول جبل عامر ، بعد إلحاح حميدتي بتسليمه هذه المنطقة للتنقيب عن الذهب لصالح تمويل نفسه.

كان سؤال المخلوع لحميدتي..

المواطنين الهناك ح نعمل فيهم شنو؟

حميدتي .. “إنت سلمني المنطقة ، وانا ح اتصرف ”البشير مباركاً “علي بركة الله”..

فقه المخلوع وتبريره جاهزاً ، لتحيا مليشيا الجنجويد التي تحمي عرشه ، فتهجير عدد من السكان ، وقتلهم شيئ مُباح حسب فكره الضال ، ومنهجهه المعطوب ، وسلوكه الشاذ.

فكانت جريمة جبل عامر حيث القتل ، والتشريد بلا رحمة ، تم تشريد عشرات القرى ، فكان القتل نصيب كل من إعترض ، او قاوم دفاعاً عن ممتلكاته ، او حق اهله.

عجزت وزارة الداخلية متمثلة في وزيرها الفريق عصمت

عبد الرحمن ، من ان تحمي المواطنين ، او تستوعب الحجم المهول من البلاغات ،

والجرائم التي تُرتكب في رابعة النهار ضد سكان آمنين في قراهم ، ومزارعهم ، ومراعيهم.

عبثاً وصل الامر الي قبة البرلمان المخجوج ، حيث الضوء الاخضر ، والاوامر قد صدرت من اعلى سلطة في البلاد ، واطلقت يد الجنجويد ليستبيحوا الاخضر ، واليابس.

تم إستدعاء زعيم الجنجويد العميد حميدتي ، ووزير الداخلية الفريق عصمت

عبدالرحمن ، الشاكي ، وهو من ضباط الدفعة 23 كلية حربية.

قبل مناقشة الامر تحت قبة البرلمان إجتمع رئيس البرلمان ابراهيم احمد عمر بحميدتي ، والفريق عصمت في مكتبه ليسمع الرواية اولاً.

فبدأ الفريق عصمت في الحديث ، فقاطعهم حميدتي.. “هوي الزول دا ما بتكلم قدامي انا البتكلم اول”

قاطعه رئيس البرلمان بأنه وزير الداخلية ، ولابد من سماعه اولاً حسب الاقدمية..

نهض حميدتي من امامهم ، وإتصل بالمخلوع مباشرةً مُتخذاً ركناً من المكتب.

بعد أن انهى الإتصال جاءهم مستأذناً ، بأن يتم تأجيل الإجتماع الي وقت آخر ، ثم غادر..

ليفاجأ الجميع بأن تتم ترقية حميدتي في صبيحة اليوم التالي.

لم يجرؤ احداً حتي تاريخه ان يفتح هذا الملف ، لتصبح جريمة منسية .. في الدولة السريالية.

كسرة..

سخرية الاقدار .. ذكر حميدتي بعد الثورة ان قواته شرعية ، وقانونية ، تم إنشاءها بموافقة البرلمان..

تصدق يا مؤمن كان يقصد نفس ذات البرلمان الذي رفض المثول امامه ، وعدم إحترامه.

كسرة ، ونص..

تحدثنا بالامس عن محلج القطن الذي يريد ان يقيمه فكي جبرين ، في ولاية سنار ، فقط نُريد التذكير بجريمة جبل عامر ، فلا يمكن لمليشيا تبحث عن المال بأيً وسيلة ان تراعي حقوق المجتمع ، او ترعى مصالحه.

لوردات الحرب يتقاسمون السودان لصالح اطماعهم ، وطموحاتهم الضحلة..

كسرة ، وتلاتة ارباع..

مرحب بالإستثمارات المدنية تحت دولة تحكمها قوانين تحفظ حق المجتمع اولاً قبل كل الحسابات.

اما اموال لوردات الحرب فهي نبت شيطاني ، يبدأ قانونها عند الزناد ، وينتهي عند فوهة البندقية.

اخيراً..

تصدق يا مؤمن بعد ان اصبح جبل عامر منطقة جرداء ، وقد نضب معينها تم بيعها الي حكومة حمدوك بمبلغ 50 مليون دولار ، إستلمها عداً ، ونقداً عبد الرحيم دقلو؟

أللهم قد ذكّرت فأشهد..

‫2 تعليقات

  1. اين كان جنرلات جيش الهنا عند تشكيل مليشيا الجنجويد .نياشين ودبابير طلعت فالصو. فعلا الكليه الحربية لاخصاء الرجال وليس كما يدعون.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..