بشريات الرحيل

بشريات الرحيل
إن الإنقسام الداوي الذي حدث عام1999م و تجرع بموجبه الزعيم الإسلامي الدكتور حسن الترابي علقم الخيانة من أبناءه وتلاميذه في طريق الدعوة إلي الله كان بداية النهاية لتعرية هذه الجماعية وكشف حقيقتها لعامة الناس وخاصتهم حيث تبين للجميع ان القوم إنما إفترقوا بسبب شهوة السلطة والتكالب علي الدنيا وإذا دققنا في مسيرة النظام نجد أن سلوكه يتعارض مع مبدأ الإسلام في الحفاظ علي الحياة وتعمير الأرض والقيام بدور الخليفة حيث أن الله تعالي إختار الإنسان هذا المخلوق الآدمي لخلافته في الأرض وفوضه لتعميرها والإستمتاع بمواردها وكنوزها وأسرارها وخيراتها ومنعه من الإفساد في الأرض سفك الدماء .
لكننا نجد أن النظام الذي تحميه وتدافع عنه الحركة الإسلامية يبيح قتل النفس البشرية التي ُسنت القوانين والشرائع السماوية لحمايتها وصيانتها ومعاقبة من يؤذيها (العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص) نجده يبيح قتلها لمجرد معارضة النظام او نقده أو الخروج إلي الشارع رافعة صوتها تعبيرا عمليا علي رفضها لسياساته القمعية التي أفقرت الشعب وأوردته موارد الهلاك . وقد فرح النظام القمعي المستبد بإنحسار موجة التظاهرات الشعبية ظنا منه أن الناس إستكانوا ويئسوا من ذواله وإستسلموا لهذا الواقع المرير المزري . وحينها كتبنا أن هذه التظاهرات موجة من موجات الثورة وغدا موجة أخري ولكنهم لا يعلمون ولا يشعرون ولا بفقهون فهم كالانعام بل هم أضل سبيلا.
إن قبح النظام كل يوم تتكشف منه واجهة ووجهة وجهة تؤكد أن الله بعيدا عن تفكيرهم وأن العجز والفشل قد حاصراهم وأنهم ياتون من الأفعال والاقوال ما يؤكد حقيقة نفاقهم فها هي المالية تعجز أن تفئ بمتطلبات ما إلتزمت به تجاه العاملين بالدولة وها هو وزيرها الفاشل يبشرنا بمزيد من الزيادات ويتوعدنا نظامه الفاشل بمزيد من القمع والتخويف.
واليوم تدخل مدينة أبوحمد ميدان الثوار وتعاصي هذا النظام الخائن للقيم والمبادئ الحميدة التي تحافظ الاسرة وتصون النسيج الإجتماعي والأمني في البلاد .
ولكن عندما تضيع الأمانة بإسناد الامر لغير أهله تذهب حرمة الوطن والمواطن أدراج الرياح ويصبح حاميها حراميها وعندها تنتهك الاعراض وتنهب الثروات وتغيب الحقيقة وتطمس الهوية.
لذلك نحن مع أبوحمد الباسلة أن تجاب مطالبها مهما تكن التضحية وعلي الثوار في داخل البلاد وخارجها مناصرة المدينة الباسلة التي تعلن الثورة علي رموز النظام وفراعنته بعد إخفاقهم في حفظ الامن وتوضيح الحقائق والتلاعب بالاعراض.
إن الذي حدث بمدينة أبوحمد شنيع وفظيع ويشعرك بالغربة داخل وطنك وبالحيرة علي مستقبل البلاد ويخرق ستار الثقة المهتري بين النظام والشعب الذي يتأهب عن بكرة أبيه في المدن والارياف والفرقان لإحداث التغيير المنشود في يوم ستتشخص فيه أبصار النظام تجري مياه هلاكه تحت أقدامه وتهب رياح إقتلاعه من قلاعه وسجونه .واليعلم الجميع أن ثورة ابوحمد هي إحدي موجات ثورتنا المباركة والتي تعد من بشريات الرحيل لهذا النظام المأفون الذي يفتقر لعناصر الإستمرار واسباب البقاء بعد ما تآكلت منسأته.
والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء

أحمد بطران عبد القادر
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..