«د.نافع دا جنَّ ولا شنو»!ا

«د.نافع دا جنَّ ولا شنو»!

حيدر المكاشفي

حكاية الغنماية مع الكلب معروفة ومشهورة وبلغت شهرتها شأواً وضعها في مقام الأمثال السائرة والشرودة التي تضرب عند حالات المفارقات غير المألوفة والمعهودة قياساً للمعتاد وطبيعة الأشياء، فان يأتي مثلاً شخص بموقف أو تصرف على غير المتوقع منه والمعهود فيه خارقاً لعادته وما إعتاده الناس منه يكون قد أتى بما أتت به الغنماية في حكايتها مع الكلب، والحكاية تقص عن غنماية منزلية كانت كلما شرعت في تناول بقايا الطعام التي يلقي بها السكان في الكوشة المجاورة تربّص بها أحد الكلاب وهجم عليها فتضطر للهرب من أمامه مفسحة له الكوشة بما فيها وتبقى بعيداً ترقب بغيظ الكلب وهو يستأثر بمحتويات الكوشة لوحده، ومن المؤكد أنها كانت تلعنه سراً وعلانية بابن الكلب، وذات يوم يبدو أن الغنماية كانت جائعة جداً وكافرة جداً، أوَلا َيقولون إن الجوع كافر، ألم يقل سيدنا علي «عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه»، وألم يقل شيخنا العبيد ود ريا «مافي دين بدون عجين»، إذن كان لابد للغنماية في ذلك اليوم أن تسكت قرقرة بطنها الخاوية وتطفئ لسعة الجوع الحارقة بأية وسيلة ومهما كلف الثمن، حتى لو طلع لها أسد وليس كلباً، فتوكلت على الحي الدائم واقتحمت الكوشة غير هيّابة أو مبالية هذه المرة، وكالعادة غمغم الكلب وكرَّ عليها ولكنها لم تفر ولم تلقِ له بالاً، غاظته هذه الجرأة فعلا صوته بالهوهوة، ولا جديد، زاد غيظه فحاول أن يكر عليها بقوة حتى تفر كالمعتاد، ولكن خاب ظنه وطاشت كرّته حيث كان هو الذي فرَّ هذه المرة بعد أن حملت عليه الغنماية في كرّة مرتدة وكأنها أسد هصور ففر الكلب وهو مذعور إلى مسافة كافية تمكنه من الفرار مجدداً إذا عاودت الكرة ووقف يلتقط أنفاسه ونظر باستغراب ودهشة ناحية الغنماية وأطلق سؤاله الذي سارت بذكره الركبان وصار مثلاً «الغنماية دي جنّت ولاّ شنو»..
الآن وبعد أن وقّع دكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس في القصر ونائبه في الحزب الاتفاق الإطاري بأديس أبابا ممثلاً للحكومة والحزب مع مالك عقار ممثلاً للحركة بالشمال، أصبح الكل معارضين ومؤيدين لهذا الاتفاق يرددون «دكتور نافع دا جنَّ ولا شنو»، المعارضون من الغلاة والمتطرفون والعنصريون رأوا فيه انبطاحاً وتنازلاً وخيانة رغم أن دكتور نافع يعتبر أحد الغلاة والمتطرفين في قبول الآخر ومعالجة الأمور بوسطية وروية حتى في تصريحاته الصحفية المنفرة، ولهذا لم يكن يتوقع منه هؤلاء الغلاة والعنصريون إتفاقاً كهذا لا ينسجم مع طبيعة الرجل المغالية وما اعتادوه منه، وبذات القدر فقد دهش الآخرون أن يكون من وافق على هذا الاتفاق العقلاني وأمضاه بقلمه هو الدكتور نافع بكل ما عرفوه عنه من تشدد وتصلب في الرأي والفكر وإقصاء للآخر وتهميشه بل وازدرائه والتحقير به، ولهذا حق لهم أن يقولوا «دكتور نافع دا جنّ ولا شنو» لجهة أنهم لم يعهدوا فيه مثل هذا التعقل والعقلانية التي أنتجت هذا الاتفاق العقلاني الذي يحقن الدماء ويفشي السلام ويبث الطمأنينة ويبعث على التوافق السياسي والتعايش الآمن والجوار المسالم، فحق الممارسة السياسية لكائن من كان هو حق ثابت ومقنن ومؤكد وليس إنبطاحاً، وعدم اللجوء للقوة لحل الخلافات هذه أبجديات وليست تنازلات، وعلى ذلك قس بقية البنود التي تؤكد أن لابد مما ليس منه بد، وأن الاتفاق هو عين العقل ولا يعارضه إلا من فقد عقله أو جنّ جنونه لشيء يخصه…

الصحافة

تعليق واحد

  1. أن توافق على منح الآخرين حقوقهم ـ خصوصاً إذا كانت هذه الحقوق تؤدي إلى الأمن والتعايش السلمي بين الناس ـ لا يعني تنازلك عن مبادئك إلا إذا كانت مبادئك هذه مبنية على الظلم والعنصرية والقمع وووو، فهذه جميعها متوفرة ومنطبقة تماماً على هؤلاء القوم ومن أراد أن يخالف ذلك لا يلقى إلا آثاما،،،،،،،،،،، هذه هي نظرة المؤتمرجية باختصار،،،،،،،،،،،،،،،،،

  2. الجماعه خايفين من بعد 9/7/ والغنفصال لانو بعده ده الشعب ما حيرحم كفايه شبعنا وهم وشبعنا تسويف ياهؤلا الوطن ليس لعبه مستقبل اولادنا ليس لعبه نحن رضينا بى همنا وتحملنا كفايه لعب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..