مقالات وآراء سياسية

ضربة  الجزمة اقوي من ضربة الدوشكا

محمد حسن شوربجي

 

ففي  منبر سونا تكرر المشهد البطولي الذي كان للصحفي العراقي منتظر الزايدي حين ضرب بوش اللعين بحذاءه ..
فلقد قامت صحفية جريئة بقذف حذائها في وجه منصة سونا التي كان يجلس عليها الانقلابيين ..
وفي رسالة بليغة قالت انها من الشعب ..
وفي فرنسا صفع احدهم الرئيس ماكرون علي وجهه..
فلم يستفز الامر الاستخبارات الفرنسية .. وكما فعل رجال الامن مع بت الفحل ..
وفي ندوة تلفزيونية فرنسية صرخ احد الصحفيين وبأعلى صوته في وجه المسؤول الفرنسي الكبير الذي كان حاضرا في ندوة قائلا :
لن تُصبح أبدا رئيسا للجمهورية الفرنسية .. هل تعرف لماذا ؟..
لأنك حقير جدا ..
ولكن المسؤول الفرنسي الكبير تلقى تلك الاهانة والإساءة البليغة والممعنة في الذم ببرود شديد ..
ولم ينطق بكلمة واحدة في وجه ذلك الصحفي ..
وهكذا فعل ماكرون ..
و(طبعا ده ما بيحصل عندنا ولن يحصل) ..
وبعدها واصل ماكرون زيارته للمدينة ..
و استُأنف المسؤول الفرنسي ندوته وأجاب على كل أسئلة الصحافيين وبهدوء شديد وطبعا ما رمي المايك علي الارض ..
و( زي ما عمل المتعافي المتعجرف في لقاء مزارعي الجزيرة) ..
ولم يتعصب ورمي المايك..
و(زي ما رامبو عمل في المحكمة) ..
ولم يأمر الشرطة باعتقال ذلك الصحفي .. و(كما فعلوا مع الصحفية الجريئة) ..
وكذلك لم يقاضي ماكرون ذلك الرجل الذي صفعه ..
ولم يتصل بالأمن السياسي (الفرنسي) ..
ولا بناس الدعم السريع الفرنسي ..
(أن كان لديهم في فرنسا دعم سريع) ..
ولم يُهدد ذلك الصحفي الفرنسي الجرئ ..
فضرب مسؤول في عرفنا طبعا واذا حدثت في السودان (تعد خيانة للوطن وثورة مضادة ومجرم ومقترف للخيانة العظمي) ..
وقد يفتح فيه بلاغ انتقامي ..
وقد يختفي في بيوت الاشباح ..
وقد تعتقله عربات مجهوله بدون أرقام (ابو طيرة وابو سجم وابوجيقه) ..
وقد تدق مسامير في رؤوسهم (كالدكتور) ..
وقد يوضع له خابور (كالاستاذ أحمد الخير) ..
وحقا فلقد اصبحنا نعيش حياة ملؤوها التخلف والجهل والفوضي(فراغ دستوري) ..
وفي غياب قانون عادل يحكم بلادنا ..
و(يعني بقينا عايشين في غابة حقيقية) ..
وَالمصيبة أن المسؤول في بلادنا وحين يجلس على كرسي السلطة يصبح فكأنه فرعون زمانه ..
و(السبب عقليته المتخلفة)..
فيخيل إليه انه فوق السحاب والشعب كله أسفل منه جاثمون ..
(ومطلوب من الجميع ان يقدسه ويزحف نحوه كما كان يزحف المصريون القدماء لتحية الفرعون) ..
فهو يظن انه في حِل من أي التزام سياسي أو تدبيري أو أخلاقي ..
(وده المضيعنا) ..
فيخيل اليه انه يملك الحرية المطلقة في فعل ما يشاء وبقانونه الذي فصله لنفسه .. و(طبعا لا في دساتير ولا في قوانين والدنيا فوضي) ..
لذا فمن واجبنا علينا كشعب ان نقيم مؤتمرا تشريعيا عاجلا لاعداد دستور دائم للبلاد ..
وان نلغي كل قوانين الكيزان من حياتنا (لانها قوانين معوجة وعلي المقاس الكيزاني القبيح) ..
فهم يعلمون جيدا ان دستورا ثوريا وشعبيا حقيقيا سيقضي عليهم نهائيا .

 

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..