عبد العزيز العميري… العمود الفقري لمحطة التلفزيون الأهلية

الخرطوم – حسن موسى

في أمسية أسمار رمضانية ألقى منتدى دال الثقافي الضوء على أسباب توقف محطة التلفزيون الأهلية التي بدأت بثها في ثمانينيات القرن الماضي من تلفزيون السودان القومي والإضافات والنقلة الكبيرة التي أحدثتها هذه المحطة من خلال مناقشة العديد من القضايا الاجتماعية عبر قوالب كوميدية خفيفة وضاحكة قدمتها فرقة الأصدقاء المسرحية.

حيث استضاف المنتدى كل من البروفيسور سعد يوسف والأستاذ عبد الحكيم الطاهر للحديث حول هذه التجربة، وتخلل الحديث عرض نماذج كوميديا من أرشيف المحطة عبر شاشة البروجكتر.

خدمة كبيرة

وبداية قال البروفيسور سعد يوسف إنه لم يكن واحداً من الذين عملوا في محطة التلفزيون الأهلية، “ولكنني سوف أطرح بعض الأسئلة أجاوب على بعضها وأترك البعض الآخر”، مشيراً إلى أن محطة التلفزيون الأهلية كانت تستخدم تلفزيون السودان الرسمي في بث برامجها في ظل انعدام القنوات الفضائية في تلك الحقبة. وأضاف أن حقبة الثمانينيات مثلت امتداداً للنهضة التي حدثت في سبعينيات القرن الماضي في المسرح والسينما وغيرها، حيث برزت أصوات ومواهب مبدعة كثيرة جداً من بينهم للراحل عبد العزيز العميري الذي كان يمثل العمود الفقري لمحطة التلفزيون الأهلية. ويرى البروف سعد يوسف أن تلك الفترة ازدهرت بعد رجوع كل من مكي سنادة وعثمان أحمد حمد وعز العرب من بعثاتهم من خارج السودان وأيضاً من السباب ازدهار هذه الفترة حسب سعد يوسف عودة الأستاذ هاشم صديق ويحيى الحاج وأنور محمد عثمان من إنجلترا، إضافة إلى ازدياد عدد خريجي المعهد العالي للموسيقي والمسرح، هذا إلى جانب سياسة الدولة خلال رعايتها وإنتاجها لكل الأعمال الدرامية بالتلفزيون والمسرح القومي.

نحو مسرح فقير

وأكد أن النقلة الكبيرة حدثت عند تغيير الأستاذ هاشم صديق لمناهج المعهد وإدخال عنصر الارتجال وتدريبات الممثلين وتطبيق نظرية (نحو مسرح فقير) لغروتوفسكي التي استفاد منها الفاضل سعيد كثيراً في مسرحه. ويعتقد بروف سعد يوسف أن كل هذا انعكس بصورة إيجابية على نجاح محطة التلفزيون الأهلية التي أبرزت كوادر مبدعة في مجال التمثيل والغناء والمسرح. وأما حول توقف محطة التلفزيون الأهلية قال إن هذا سؤال كبير يحتاج إلى تمحيص، ولكنه أجاب بأن المحطة توقفت بتغيرات التقلبات السياسية والإدارية في البلاد التي هي دائماً ما تطيح بالأعمال الناجحة والكبيرة ، إضافة إلى ما يسمى في العرف بسياسة النفس القصير.

عمل أكاديمي

وأوضح الأستاذ عبد الحكيم الطاهر أن محطة التلفزيون الأهلية بدأت كعمل أكاديمي داخل مؤسسة أكاديمية هي جزء من برنامجها إعداد الممثل وتمكينه من فن الارتجال، مشيراً إلى الأستاذ هاشم صديق الذي لعب دوراً كبيراً في هذا المجال، ثم تطرق إلى النقلة التي أحدثتها هذه المحطة التي تمثلت في أنها خرجت بالشخصيات الكوميدية من نمط النكتة اللفظية إلى مواقف وأساليب أدائية جديدة، مضيفاً أن السبب الأساسي في نجاح البرامج داخل هذه المحطة هو الروح الجماعية التي كان يعمل بها فريق العمل، لافتاً إلى أن عبد العزيز العميري كان ربان سفينة محطة التلفزيون الأهلية ومحمد طه القدال هو شاعرها الأساسي. ويرى أن هنالك ظروفاً كثيرة أدت إلى توقف المحطة من بينها أنها هزمت من داخلها حينما انتفت روح الحب والتماسك الجماعي، وبرزت عمل الفرد الواحد ولكنها لم تنجح.

مواهب متعددة

أما الأستاذ نجيب نورالدين إلقى الضوء عن علاقته بالراحل عبد العزيز العميري، وأرجع نجاح محطة التلفزيون الأهلية إلى الراحل العميري، ويعتقد أنه يملك مواهب متعددة، ويرى أن إنشاء هذه المحطة واكب تمظهرات كثيرة تمثلت في تمرد جيل كامل إضافة إلى الانفتاح إلى الخارج وظهور الممثل عادل إمام وغيره من الممثلين الذين رمت ظلال تجاربهم على فريق عمل محطة التلفزيون الأهلي، مضيفا أن هذا الفريق نهض على الحب والتماسك،فقدم أعمالاً درامية عالجت العديد من القضايا من خلال نهوضها على مفارقة السائد والمألوف، ويرى النجيب أن هذه الأعمال كانت صادمة في شكلها للسلطة وللمشاهد أيضاً، موضحاً أن محطة التلفزيون الأهلية أحدثت نقلة وصدمة حقيقية للمشاهد السوداني بما يتعلق بطبيعة العمل الفني. وختم بأن وزير الثقافة وقتها الأستاذ إسماعيل الحاج موسى لم يكن راضياً عن برامج محطة التلفزيون الأهلية، وذلك بسبب نقدها للسلطة الحاكمة آنذاك

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..