أخبار السودان

إن كنت لا تدري..

د. ناهد قرناص
قيل إن جحا كان يعلم صبية الحي في منزله.. خرج لبضع دقائق تاركاً التلاميذ في الصف.. عندما رجع وجدهم جميعهم يبكون بصوت عال.. عندما سألهم عن السبب.. قالوا له (لقد سرق مصحفك يا سيدي).. ومن سرقه.. لا يعلمون.. فقال جملته المشهورة التي صارت مثلاً (الكل يبكي.. فمن سرق المصحف؟؟؟).
أشفقت على وزير النفط وهو يردد تلك العبارة التي سارت بها الركبان (مكانها وين؟)..فقد بدأ كانه (علق) بتشديد اللام.. لكن لو تأملنا لوجدنا أنه محتار مثلنا تماماً.. فهو كان يعبر بصدق انه لا يعرف الأزمة (مكانها وين).. المهم أنها ما عنده.. في تلك اللحظة التي كان فيها الوزير يردد عبارته وهو في قمة انفعاله.. في تلك اللحظة بالذات خطرت في بالي طريقة لعب الفرق السودانية في كرة القدم.. رغم عدم خبرتي في المجال.. لكني لاحظت أن لاعب كرة القدم السوداني ما أن يستلم الكرة.. يجتهد في التخلص منها بأسرع وقت.. وفي أي اتجاه.. المهم ألا تمكث عنده طويلاً.. تجده (يشوت) وخلاص.. لو مسحت الملعب بصورة عامة لن تجد لهم توزيعاً منظماً.. ولن تستطيع أن تستشف خطة اللعب.. المهم أنهم جاريين.. وفي النهاية عندما نهزم (بشرف).. نعلن أن هدفنا كان الاحتكاك بالفرق الأجنبية.. وبس خلاص.
ذات الفكرة هي التي تحدث في أداء الوزارات.. لن تجد خطة تعاون بينها.. ولن تجد لجان مشتركة تعمل معاً كفريق واحد.. ولو حدث أن اجتمعوا في لجنة ستجد أن العداء هو المستحكم.. وأن كل منهم همه الأساسي هو أن (يشتت) الكورة بعيداً عنه.. تماماً كما كان وزير النفط يفعل وهو يبعد الاتهامات عنه.. رافضاً تحمل المسؤولية.. ومصراً على القاءها على عاتق الولاية.. كان الولاية تلك تقع في المحيط الهادي وليست ضمن اختصاصاته كوزير اتحادي.
هل علمتم الأزمة (مكانها وين؟).. مكانها في كل موقع.. تنعدم فيه المؤسسية.. وتختفي فيه الخطط المستقبلية.. ويجتهد فيه العاملون في ابتكار أسباب للاحتفالات.. والمؤتمرات ذات المخرجات الهلامية.. وينشط فيها الوزراء في السفريات الخارجية.. .حتى تتساءل ترى متى يمكث في بلده ليعلم ما يحدث في وزارته.. الأزمة مكانها في اللجان الأصلية التي تفرخ لجاناً منبثقة وهي تعمل بنظرية الانقسام الثنائي البسيط.. ولم تفلح إحدى هذه اللجان في الاستعداد لأزمات تزورنا كل عام.. مثل أزمة الوقود في بداية العام تزامنا مع صيانة المصفاة.. وأزمة الخريف الذي لا يخلف موعده كل (خريف).. أن كنت يا سيدي الوزير حتى الآن لا تعرف الازمة (مكانها وين).. فلا يسعنا إلا أن نقول لك
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة.. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
الجريدة

تعليق واحد

  1. إن كنت لا تدري فتلك مصيبة.. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
    العبارة معكوسة,,أن كنت تدري فتلك مصيبة .. لأن هناك سبب منعك..قد يون طمع في المنصب أو نفاق او خوف أو أي سبب آخر,, لأنه يمكنك التراجع وتصحيح خطأك حتى ولو بالإستقالة..أما كنت لا تدري فالمصيبة أعظم لأنك أصلا لا تعرف أن هناك خطأ وخلل,,وينطبق عليه إذا أوسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة,,يعني قيامتكم قامت..فأي مصيبة أعظم من هذا؟

  2. هذا رجل جبان ومقدم البرنامج متسلق فهذا الوزير يعرف تماما أين المشكلة ومن السبب ولكن أخذته الدنيا التي لا تشبع كلما شطب عمارة قالت له الدنيا كمان لذا تهرب من السؤال بسؤال غبي مثل الطفل عندما يمسك عليه وهو يسرق

  3. إن كنت لا تدري فتلك مصيبة.. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
    العبارة معكوسة,,أن كنت تدري فتلك مصيبة .. لأن هناك سبب منعك..قد يون طمع في المنصب أو نفاق او خوف أو أي سبب آخر,, لأنه يمكنك التراجع وتصحيح خطأك حتى ولو بالإستقالة..أما كنت لا تدري فالمصيبة أعظم لأنك أصلا لا تعرف أن هناك خطأ وخلل,,وينطبق عليه إذا أوسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة,,يعني قيامتكم قامت..فأي مصيبة أعظم من هذا؟

  4. هذا رجل جبان ومقدم البرنامج متسلق فهذا الوزير يعرف تماما أين المشكلة ومن السبب ولكن أخذته الدنيا التي لا تشبع كلما شطب عمارة قالت له الدنيا كمان لذا تهرب من السؤال بسؤال غبي مثل الطفل عندما يمسك عليه وهو يسرق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..