ابو القنفد انهيار مجتمع

انشغل الناس بقصة بيع ابو القنفد بالاسعار الخيالية الموضحة في خبر الزميلة الوطن بل وتسابق الناس الى سوق ليبيا لاجل تسويق بضاعتهم الثمينة من ابو القنفد وقبض مليارات الجنيهات ولكنهم تفاجأوا بعدم وجود مشتري فاصبح الكل بائع في غياب المشتري
وابو القنفد يردد ( لو درت تشتري او تبيع انا زيي ما اظن تشتري )
شخصيا لا اود الخوض في موضوع سعر ابو القنفد هذا مع انه في تقديري لا سعر له ولكني اود التطرق الى موضوع اغلى من ابو القنفد هو موضوع تكالب الناس على سوق ليبيا بجوالاتهم المعبأة بابو القنفد من كل حدب وصوب بدلا من ان تكون معبأة بالمنتوجات الزراعية والذي يؤكد ان هنالك خطب ما في سلوك السودانيين يدفعهم للهرولة بحثا عن اي وسيلة تؤدي الى الكسب السريع حتى وان كان ابو القنفد
انها اشواق الذين يبحثون عن الثراء بلا سبب والذين يفكرون بجيوبهم قبل عقولهم وابو القنفد لا يختلف عن الذهب الذي نقل شباب السودان الى الفيافي والصحاري بحثا عنه وهم يرددون الذهب الذهب يكاد عقلي يذهب
نعم ان قصة ابو القنفد والذي اصبح هذه الايام اشهر من الذهب والماس تجسد حال الواقع الاقتصادي السئ الذي يدفع الناس الى السير في طريق السراب عسى ولعل تصدق الرواية وتنتهي الحكاية بمال وفير ولكن كانت المفاجأة قبض الريح بدلا من قبض ريع البيع
وابو القنفد لا يختلف عن ارتال المخدرات التي اصبحت تتسلل الى السودان صباح ومساء تحت سمع وبصر الحكومة في سلوك خطير لم توليه الدولة اي اهتمام
ان ابو القنفد هو ظاهرة جديدة تضاف الى الظواهر التي تفشت في المجتمع السوداني هذه الايام كتعاطي حبوب الهلوسة وقد زادته اي (ابو القنفد) وسائل التواصل الاجتماعي بريقا والقا في ظل الفراغ الذي يعاني منه قطاع كبير في المجتمع السوداني
(ابو القنفد ايه الانت جاي تقول عليه ) هي العبارة المناسبة للذين يحلمون بالثراء من وراء اشواكه كما ظنوا وصدقوا
هل اكتشفوا فعلا انه مفيد لعلاج السرطان كما يقولون ام اكتشفوا للتو انه يدل على اماكن الذهب يحل محل جهاز استكشاف الذهب كما روجوا
انها اشاعات مغرضة وجدت مناخا طيبا لتنمو وتكبر ولكنها اشاعات مثل فقاعة الصابون سرعان ماتخبو وتذوب بعد ان تتبين الكذبة وتبين الحقيقة
ان تضخيم الخبر بهذه الطريقة والترويج له يؤكد ان هنالك خلل طرأ على تركيبة الانسان السوداني نتيجة لواقعه البائس ويؤكد على شرخ كبير في هذا المجتمع الذي كان ولوقت قريب من اوعى المجتمعات لا يتأثر بالشائعات ولا يعيرها اهتماما
واخيرا نقول للحالمين وللواهمين ليس هنالك ابو القنفد للبيع ولا توجد شائعة لشغل الناس عما يجري من حولهم من احداث بل هنالك بؤس يملأ النفوس ووضع خانق ولذلك يهرلون وراء السراب
نشر بصحيفة المستقلة الخميس

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ده حار وده مابنتكوي بيهو
    حار ان نتحمل النقه الفارغة والجوطه المنفره وكمان مابنتكوي بلطف وعواطف حنينه منها طالما ان هذا اصبح يعني انها تحب آخر .
    عشان كده احسن كل واحد يقعد في حالو

  2. يا عزيزي الحكاية مدبرة بعناية للاستهلاك والالهاء متي نصحو من التخدير والمخدرات والجماعة خالفين رجل علي رجل يضحكوا من عملهم فينا اصحي يا بريش !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..