السودان ، وملهاة البرهان …
خليل محمد سليمان
الرحمة ، والمغفرة علي افراد الاسرة المغدورة ، ربنا يربط علي قلوب اهلهم ، واقاربهم ، واصدقاءهم .. آميين
لم يحدثنا التاريخ الإنساني في كل مراحله ان بقعة ارض بها تسعة جيوش ، وتزيد ، تفتقد الي ابسط درجات الامن حيث يُقتل المواطن في ايّ مكان ، حتي البيوت اصبحت غير آمنة وفوق ذلك كل موارد البلاد ، والعباد تم تسخيرها بالكامل لخدمة هذه الجيوش.
لا نستغرب عندما تُقتل اسرة بكاملها علي بعد ميلاً واحداً من مكتب قائد عام هذه الجيوش ، فقد قُتل الآلاف امام بواباته ، واسوار قيادته ، وأُغتصبن البنات ، ورُميت الجثث علي النيل ، وما ادراك ما المقابر الجماعية ، حيث فضحتهم رائحة جثث اخرى تعفنت داخل الحاويات ، والمشارع تقف شاهدة علي اعفن ، وانتن حِقبة في تاريخ السودان.
شكى البرهان في خطاب إنقلابه حالة إنهيار الدولة ، وفقدان الامن ، وهو الممسك بكل اسبابه ، اما الذين حملهم المسؤولية من إنقلب عليهم ، لا يملكون من الامر شيئاً ، لا سلطة لأحدهم علي من يقفون علي ابواب مكاتبهم ، ومنازلهم.
عملية سحب القوات الامنية من جميع مواقع لجنة التمكين، خير دليل ، اما سحب الحُراس من اعضاء المجلس السيادي كانت قصة اخرى تحكي بلاهة، ورعونة هذا الرجل الذي تحركه ايادي خارجية باتت مكشوفة ، ومعلومة للجميع.
لم نتنبأ بما يحدث بل قرأنا الواقع الذي يقول ذلك ، اما غيره فضرب من الهروب ، ودفن الرؤوس في الرمال ، والهروب الي الامام.
لا توجد مؤسسة بطول البلاد ، وعرضها تعمل لصالح الوطن ، او المواطن ، بل هي عبارة عن ادوات تتربص بالكل ، وتعمل لأجل تصفية الحسابات ، وتفرغت لذلك تاركين مهامهم ، وما يُمليه عليهم الواجب ، والشرف.
قصة قصيرة..
بعد سقوط النظام تطاول احد الضباط برتبة اللواء ضمن طاقم المخلوع الامني علي الثورة ، والثوار ، فذكرناه بخيابته ، ودناءته ، وكيف كان اداءه ككمريرة ، وليس ضابط إستخبارات برتبة رفيعة.
عاد في عيد الجيش السابق للهرتقة ، والنبيح ففضح امر دولة البرهان ، ومؤسساته ، حيث ذكر ان جهة عدلية طلبت منه ان يفتح بلاغات في شخصي حتي يأخذ حقه ، فإعتذر.
نص ما كتبه..
(فطلبت مني جهة عدليّة أن أسترد حقي القانوني عبر كتابة عريضة لجهة الجرائم الالكترونيّة والمعلوماتية ولكن ترفعّت عن ذلك والتمست العذر لمن في رتبته وسنه وضحالة تجربته العسكرية والحياتية) .
لك ان تتخيل عزيزي القارئ جهة عدلية تعمل تعرض خدماتها ، كمستشارة عند الفلول ، وتطلب منهم تقديم البلاغات ، والعرائض.
لطالما هذه هي عقيدة الدولة ، اصبحت رائحة الدماء في كل مكان ، ولا احد يأوي الي فراشه وهو آمن.
نصيحة..
اكتب وصيتك ، وضعها تحت وسادتك عندما تخلد الي النوم!
هل فعلاً يعتقد البعض اننا قد ورثنا مؤسسات محترمة يمكن إصلاحها بسهولة لمجرد تسوية سطحية ، ونُعيد الامن ، والامان في كل شبر من تراب هذا الوطن بمجرد الإنخراط في عملية سياسية عبثية؟ .
مؤسسات دولة البرهان خربة ، تعمل ضد الشعب ، ومصالحه ، وما تقوم به الشرطة ، والمليشيات من قتل في الشوارع بادوات محرمة دولياً ، مثل الخرطوش ، والعبوات المشحونة بالحجارة ، ومخلفات الزجاج هي جرائم ضد الإنسانية.
تقاعست كل مؤسسات الدولة عن اداء واجباتها ، فكان القتل، والسحل ، والخطف نهاراً جهاراً في رابعة النهار ، بل دخل الامر الي البيوت..
الآن لا احد في مأمن لطالما يسكن الارض المسماة بدولة السودان ، والتي علي رأسها لجنة المخلوع الامنية ، بمليشياتها ، وكنائب ظلها ، وامنها الطلابي ، والشعبي ، التي فرّطت في كل شيئ عدا مصالح الجماعة المسيلمية ، والفلول.
كسرة..
للقوى السياسية التي تبحث عن تحقيق مطالب الثورة عبر صفقات سياسية مع القتلة ، والمجرمين اللصوص بنقول ليكم بالبلدي “ح تمشطوها بقملها” .
كسرة ، ونص..
الناس الشايفة الموضوع طول، ومافي نتيجة ، ولابد من عملية سياسية…
بنقول ليكم في نتيجة عظيمة، إنقلاب تجاوز عمره العام ، وتسنده قوى إقليمية ، واجهزة مخابرات نعرفها جيداً بدأت تلعب بإخر كروتها المحروقة ، ولم تفلح في تشكيل حكومة ، ذلك بفضل التروس ، والشفاتة، والكنداكات حُراس الثورة ، وحماة الوطن.
كسرة ، وتلاتة ارباع..
الشعب السوداني الذي يتقدمه الجيل الراكب راس سيكسر كل هذه الحلقات الجهنمية ، وستنتصر إرادة الثورة شاء من شاء ، وابى من ابى ، وسنتحرر من هذه الحِقبة التعيسة.
حسبي الله ، ونعم الوكيل…