ظاهرة “الكاردينال” بالنسبة لمناصريه فأن أشرف يمثل صمام أمان استمرار المسيرة الهلالية

الخرطوم – الزين عثمان
تقول الصفة المكتوبة تحت الضيف إنه رئيس نادي الهلال، بينما يقول أشرف سيد أحمد الحسين الكاردينال من خلف شاشة قناة النيل الأزرق في ليل الخميس المتأخر: “أنا الرئيس، لما أقول أنا رئيس الأمر ليس لعب كما يتصور البعض”.. لا ينسى رئيس الهلال المنتخب من قبل الجمعية العمومية أن ينفي عنه تهمة الديكتاتورية ويزيد عليها بأنه حريص على الديمقراطية، لكن على طريقته. يستمر الحديث في الحلقة الصاخبة بضجيج تراجع فريق كرة القدم في النادي الكبير، وبصخب صوت رئيسه.. بل أن البعض لم ينس أن يضع يده على قلبه داعياً “ربنا يجيب العواقب سليمة”؛ فالرجل يقول إنه سيبقي في الهلال حتي تحقيق حلم الفوز بالبطولة الإفريقية وإكمال مشروع الجوهرة وتحويل النادي لشركة مساهمة عامة..!!
كان ظهور أشرف على شاشة النيل الأزرق تتويجاً لبروز ظاهرة يسميها البعض ظاهرة (الكاردينال). يقيناً أن حالة من الحزن تسيطر على أنصار الأزرق عقب هزيمة فريقهم من نادي الأهلي الليبي ومغادرته البطولة الإفريقية من الدور الأول، لكن ثمة حزناً آخر يبدو ماثلاً حين يتعلق الأمر باستمرار الأوضاع الهلالية على ما هي عليه.
ويقول المعارضون لسياسة الرجل بأن الهلال سقط في حفرة ولن يخرج في القريب العاجل في وقت يلوح فيه الرئيس بسيخ الجوهرة الزرقاء ويكشف النقاب عن تصميم الأكاديمية الخاصة بفريق الهلال لكرة القدم، وهي أمور لا تبدو ذات قيمة في مقابل سقوط قيم هلالية أخرى بفعل إدارة الرجل بحسب ما يقول المعارضون.
يصف الناقد والصحفي الرياضي حسن فاروق الكاردينال بالقول (إنه الرئيس الأفشل في تاريخ الهلال). بالنسبة لفاروق فإن مقومات فشل أشرف تتعلق بالقدرات الإدارية المتاحة له فهو أقل قامة من الهلال. يفتأ حسن يستخدم توصيف (المجموعة التدميرية) المقصود بها الهلال، حيث لا يعدو الرئيس الحالي -من وجهة نظره- سوى أداة فقط، وهو “لا يملك قراره”، و”ثمة جهات من خلف الأبواب المغلقة هي التي تسير دفة الشؤون الهلالية”. بالنسبة لفاروق فأن ظاهرة الكاردينال لا يمكن فصلها عن ظاهرة ولوج أصحاب الأموال إلى حقل الإدارة الرياضية بغية تحقيق مكاسب وأدوار جديدة لهم، هذا في ظل وجود مجموعات من شأنها تعزيز هذه الأدوار بالنسبة لهم وإيهامهم بأن تاريخ هذه المؤسسات بدأ من لحظة وصولهم إليها.
ويعترف فاروق بدور سلبي لبعض الإعلاميين في صناعة هذه الظواهر وهو أمر من شأنه أن يلغي بظلال سلبية على النشاط الرياضي برمته. ويتعلق أيضاً بتضخيم ذوات هؤلاء الأشخاص لدرجة أنهم سيتعاملون مع الأندية وكأنها شركاتهم الخاصة (أنا أدفع إذن أنا السيد).
وما قاله فاروق انطبق وقع الحافر على الحافر على تبريرات رئيس نادي الهلال في لقائه التلفزيوني حين قال بأن إلغاء عقودات المحترفين سببها اقتصادي يتعلق بالصرف المالي بل أن الرجل قالها واضحة (أنا القاعد أدفع) وهو ما يعني أن دفع المال هو مبرر كافٍ لامتلاك الهلال.
وتقول الصحفية الرياضية هنادي الصديق إن حالة الكاردينال هي في الأصل تأكيد على (تمظهر) ما تسميه بـ”التراجع العام في البلاد”، ووصوله لقمة الهرم الإداري في الهلال من وجهة نظرها، مقارنة بمن تعاقبوا على المنصب، مسألة كانت مستبعدة في حال أن الأمور تمضي وفقاً لما يجب أن تكون عليه.
وتبدو هنادي قانعة من خير يمكن أن يترتب على نادي الهلال في ظل ماهو ماثل. تقول أيضاً إن التوصيف الحقيقي لما يجري الآن هو أن الهلال تم اختطافه من جهة ما وأنه لن يكون له ذات الدور السابق الذي لعبه في تاريخ البلاد.
وعلي النقيض من موقف هنادي فأن الصحفية فاطمة الصادق، وهي مسؤول إعلامي بمجلس الهلال، ترى في وجود الكاردينال صمام أمان استمرار المسيرة الهلالية وأنه قادر علي تحقيق تطلعات وطموحات جماهيره المليونية عبر إكمال مشروع الجوهرة الزرقاء. ولم تنس فاطمة الصادق أن تزين صفحتها الخاصة في الفيسبوك بتصميمات الأكاديمية الهلالية المقترحة دون أن تجرؤ على استباق اسم الكاردينال بالسوبرمان.
ويقول أشرف إن مجلس إدارته الآن بلا معارضة ويضيف أن من يعارضه يعارض الكيان، دون أن ينسى أن يضع يديه علي صدره قائلاً (أنا رئيس الهلال.. وسأظل رئيساً للهلال… وبيننا صناديق الانتخابات… وأنا ما ماشي”.
وكمن يبحث عن توطيد أقدامه في المكان الجديد يرفع رئيس إدارة نادي الهلال بإسمين بغية إضافتهما لمجلسه. الإسمين لمن لا يعلم لشابة اسمها نجلاء وهي في الأصل مهندسة وتعمل سكرتيرة في شركات أشرف سيد أحمد، والآخر هو المستشار القانوني لذات الشركات.
يمد الرجل لسانه لمنتقديه من الإعلامين والمنتقدين الآخرين حينما يقول بأن سكرتيرته أكثر تأهيلاُ ممن يسودون الصحف بانتقاداتهم. ولم يقف هنا حين أكمل: ” أنا الرئيس المنتخب والقانون يمنحني حق اختيار من أراه مناسباً لأداء أدوار تنقل الهلال إلى مصاف الأندية العالمية”.
ويرى فاروق أن اختيار الموظفين في الشركات الخاصة في نادي الهلال يمثل فساداً إدارياً ويناقض قيم الإدارة في الفيفا ويعبر عما سماه “ضحالة تفكير رئيس نادي الهلال”، مشيراً إلى أن الطريق القادم مفروش بأشواك لا يمكن تجاوزها. وبحسب فاروق الهلال موعود بموسم كارثي سيخسر فيهو كل شئ في ظل عودة الشلليات الي الهلال مرة أخرى.
“دة رئيس تحفة”.. هكذا يعلق أحد المريخاب على حوار رئيس نادي الهلال في قناة النيل الأزرق. ربما كانت حالة السخرية الحمراء هي لسان حال كثير من الهلالاب وهم يتتبعون مسارات حديث رئيس ناديهم على شاشة التلفزيون؛ البعض يرى أن فيه درجة من المغالطات وتجاوزاً للحديث عن واقع فريق كرة القدم فبالنسبة للهلالاب فأن قيام مليون جوهرة لا يغطي إخفاقات فريق الكرة وهي إخفاقات يمكن استمرارها في ظل غياب الرؤية الكلية لإدارة قطاع الكرة في نادي الهلال، وهو ما يضع ظاهرة الكاردينال في مواجهة الجماهير بشكل مباشر، وهي المواجهة التي ستضع النهاية للظاهرة أو سترفعها إلى السماء برفقة كشافات الإضاءة الجديدة

اليوم التالي