مقالات وآراء

الخروج بمهانة

كمال الهِدي

تأمُلات
. لا أنكر أنني لم أتوقع هزيمة الهلال في مباراة اليوم أمام مازيمبي.
. لكن الفوز كان مشروطاً عندي بنجاح المدرب في إختيار التشكيلة وطريقة اللعب المناسبتين، وعودة الروح وخوض لاعبي الهلال  اللقاء كرجال يغيرون على الشعار.
. وقد تأكد لنا بما لايدع مجالاً للشك أن الروح قد شبعت موتاً لأسباب عديدة سنأتي على ذكرها في مقالات قادمة.
. لكن المهم وما يجب قوله اليوم هو أن الهلال الذي شاهدناه مؤخراً لا يستحق سوى هذا الخروج المبكر (غير المعتاد) من المنافسة.
. كنا نتمنى أن يكون خروجاً بشرف، بمعنى أن يقدم الهلال مباراة كبيرة يفوز فيها على أضعف نسخة لنادي مازيمبي في السنوات الأخيرة وبعد ذلك إن فاز شباب بلوذداد (وهو ما حدث) يصبحوا أجدر منا ببطاقة التأهل.
. والمؤسف أنه ما أن أطلق الحكم صافرة النهاية، غُمرت بعض مواقع التواصل بمواد تتحدث عن شبهات فساد وبيع تم في المباراة الأخرى.
. وهذه أم مصائب هذا الجمهور الذي يحلم بكرة قدم تسر العين دون أن يساهم ولو بالقليل في توفير البيئة الملائمة لذلك.
. قبل أن نزحم عقولنا بما يفعله الآخرون علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا قدم هلالنا حتى يظفر ببطاقة التأهل!!
. وإن كانت هناك ممارسة فساد فهلالنا هو من حفز الآخرين عليها لأنه قابل أكثر من منافس ضعيف ولم يحقق فوزاً واحداً طوال هذا الدور.
. فدعكم من فكرة الهروب للأمام وواجهوا مشاكلكم بشجاعة لو كانت هناك رغبة جادة في التحسن.
. وليفهم جمهور الكرة أنه صار أحد أكبر معيقات تطور الكرة في البلد.
. أعلم أن مثل هذا الكلام سيغضب البعض، وسيقول آخرون ما ذنبنا نحن كجماهير مغلوب على أمرها، لكنها الحقيقة اخوتي.
. ذنبكم كجماهير هو استجابتكم المستمرة للتخدير وقبولكم ب (العوج) الواضح وهروبكم للأمام بشكل مستمر.
. ولو لا سلبية مشجع الكرة في البلد لما وجد بعض الصحفيين السماسرة فرصتهم للتحكم في أنديتنا، ولما حظي إداريون بلا فكر بشرف بلوغ أعلى الهرم الإداري في أكبر أنديتنا.
. ما جرى للكرة والرياضة عموماً خُطط له بعناية خلال سنوات حُكم (المقاطيع).
. والأمر المحزن أننا مستمرون في ذات النهج في سودان ما بعد الثورة بموافقة هذه الملايين التي تشجع الكرة في البلد.
. في تعليقه على لقطة ظهر فيها الطاهر يونس أثناء مباراة اليوم، أسهب معلقنا المجتهد والرجل الودود سوار الدهب في الإشادة باللجنة التي تدير الهلال حالياً.
. حدثنا سوار عن جهود كبيرة  لأعضاء اللجنة  واستعانتهم بالمدرب ريكاردو _ الذي تمني لو أنه أتى مبكراً_ وختم سوار هذه الجزئية بتوقعاته بأن يتطور الهلال كثيراً في مقبل الأيام.
. وأود أن أهمس في أذن الأخ سوار وأنصحه كمعلق محترف في واحدة من كبريات القنوات الرياضية في العالم بألا يجامل القوم.
فاللجنة التي أشاد بها سوار تسببت في الكثير من الأذى وليس العكس.
. سمح بعض رجالها وشاركوا في ممارسات فساد لا تخطئها العين.
. قاموا بتسجيل العشرات من اللاعبين (أصحاء ومرضى) دون أن نلمس لذلك أثراً على أرض الملعب.
. في كل مرة نشاهد فيها الهلال نخجل من أخطاء الاستلام والتمرير حتى وسط أكثر اللاعبين ركضاً في الملاعب.
. وأذكرك يا سوار بأنك شخصياً قلت أثناء تعليقك بأن الهلال بحاجة لصانع اللعب الصريح.
. ودعك من مفردة (الصريح) هذه ولنسأل أنفسنا مجدداً: أليس من المفترض أن يمرر أي لاعب كرة، غض النظر عن مركزه، الباص الصحيح!!
. لم يعد هاجسنا تمريرة الهدف الأكيد، بل بتنا نحلم فقط بلاعبين يمررون الكرة بشكل صحيح.
. فأين هي ثمرة المجهود المفترض لهذه اللجنة يا سوار وغالبية من تم ضمهم لكشف الهلال يفتقرون لأهم مهارات الكرة!!
. لم تأت هذه اللجنة بجديد، بل استمروا في نفس نهج الكاردينال بإفساح المجال للمفسدين لكي يعبثوا بنادينا العريق.
. لن ينصلح الحال،  ولن يستطيع لا ريكاردو ولا غيره أن يغير شيئاً ما لم تتغير هذه العقليات، ويتوقف عبث الإداريين ويُحسم أمر بعض السماسرة الذين أثروا من وراء الهلال.
. وإن ظل الجمهور على سلبيته وإلهاء نفسه بتسجيل لاعب أو خروج آخر من الكشف، فليبشر الفاسدون والإداريون الفاشلون بطول سلامة.

‫2 تعليقات

  1. لا يمكن ان يتعلم لاعب تجاوز العشرين ابجديات الكرة.
    الحل في رعاية المواهب من سن صغيرة وتحويل الاندية الي شركات استثمارية تعمل في بيع الللاعبين. كرة القدم اصبحت مكلفة جدا وتجاوزت مسالة الجمهور والاقطاب الذين يتبرعون بالمال لتسيير النادي. الثعرة التي نفذ منها صلاح ادريس والوالي وكاردينال وسوداكال هي ان الاندية تحتاج اموال طائلة لا يمكن جمعها من الجمهور والاقطاب. يجب الاسراع في تحويل الاندية الي شركات تتبني المواهب الصغيرة ويشرف عليهم مختصون اوربيون في التغذية والكرة.

  2. للاسف الكرة عندنا في السودان ماصبة بداء سرطاني خطير نشأ من فترة ليست بالقصيرة والسبب الرئيسي حاجة الاندية للمال وعدم وجود اي نوع من انواع الاستثمار او الدخل الثابت او حتى اي نوع من انواع الدعم الحكومي الثابت او من قبل الاتحاد الدولي لتدير الاندية امورها به لذا فقد تسللت فئات لا علاقة لها بكرة القدم الى قمة الاندية فقط من اجل ان تخلق لنفسها مكانة بين كبار القوم ومما ضاعف المشكلة اتحا كرة قدم هوين هو مستفيد من هذه الفئات ماديا لذا فهم قد غضوا الطرف عن ما سببوه من كوارث لهذه الاندية بمباركة من اتحاد كرة قدم فاقد الاهلية وهذا بالفعل هو زمانك لا مهازل فامرحي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..