الخرطوم ..ادمان الغرق في شبر موية !!!

د.صبوح بشير

كعادتها في كل خريف لم تترك الخرطوم هوايتها في ادمان الغرق من اول مطره في “شبر موية” وكعادتهم لم يتعظ مسئولي الولاية من البوح بأعلى الاصوات بجاهزيتهم لموسم الخريف من خلال غرف العمليات الخاصة بالخريف وتنظيف المصارف القديمة بالمحليات وتدشين عدد من الحواجز الترابية والخرسانية والدروع البشرية لمجابهة شبح الخريف الذي دوما ما يفاجئ العاصمة وحكومتها كعادته ومن فرط الصرف البذخي الملياري علي تلك الجهوزية ظننا ان الخريف هذا العام سيفاجأ وينحدر بمياهه الي اعلي الهضبة الاثيوبية او يلوذ بالخوف لينحدر الي السد العالي ولكن اتي الخريف والخرطوم تعرت في ليلة ماطرة لتتشرد مئات الاسر ويموت المئات ايضاً جراء غضب السيل الذي اعتاد عليه المواطنين والمسئولين ولكن دونما تغيير لعاداتهم في التصدي لخطره الجارف .

ان المتابع لخطة ولاية الخرطوم وتصريحات مسؤوليها وعلي راسهم الوالي د. عبدالرحمن الخضر قبل بداية الخريف بأن الاوضاع تحت السيطرة وان هذا العام لن يكون كسابقه وان الولاية اكملت خارطة السدود والحواجز بمناطق انحدار السيل يطير فرحاً بصحوة الولاية وصحيان ضميرها للمواطن واحساسها بأزماته خصوصا وان الولاية صرحت في العام الماضي الذي شهد كارثة السيول بإستعانتها ببيت خبرة سويسري متخصص لوضع خطة النجاة من خريف هذا العام وان الوفد قام بمسح جوي للمناطق التي اجتاحتها الفيضانات في الخرطوم والمناطق مصدر الفيضانات وسيجري تحليل الصور الجوية لتحديد مصادر الفيضانات وإيجاد حل جذري للمشكلة ولكن يبدو ان بيت الخبرة لايملك الخبرة الكافية في درء كوارث السيول والفيضانات ولا يملك ايضا حلاً جذرياً لازمة الخرطوم مع الخريف والتي تمكن في عدم وجود خطة إستراتيجية من الولاية تجاه حلها وكذا نضب معين الفكر الاستراتيجي لصناع القرار من اجل استنباط افكار جديدة والاستعانة بأصحاب الخبرة في المجال الهندسي من الكفاءات السودانية لبلورة حلول ناجعة والتي تعتبر شبكة الصرف الصحي وحزمة المصارف حول العاصمة والحواجز الترسانية ذات المقاييس العالمية هي الاجدي لحل تلك المشكلة بدلاً من ان تصرف اموال الدولة في التنظيف السنوي للمصارف التي لاتستطيع ان تصد مياه الاحياء ناهيك عن مياه سيل جارف .

والخريف كما احدث من تدمير لعدد من المنازل والممتلكات وراح ضحيته مئات المواطنين البسطاء الذين لاحول لهم ولا قوة فهو جالب معه بلاشك كارثة اخري علي الولاية والمتمثلة في انتشار “البعوض” ومن ثم تفشي مرض الملاريا الذي يحتاج من الولاية جهداً ومالاً مضاعفاً هي لا تمتلكه والدولة كذلك ولو كنت محل والي الخرطوم لفعلت كما فعل الرئيس الياباني ناتو في العام 2011 حينما قدم استقالته من منصبه بسبب الكوارث الطبيعية التي ضربت اليابان في ذالك الوقت واْعترف بفشله في حفظ أرواح المواطنين بالرغم من ان الرئيس الياباني شهدت فترته كارثة واحدة اما الخضر ففي فترة ولايته شهدت العاصمة مواسم مدمرة للخريف “وقضايا تحلل واستغلال نفوذ ” لم تظهر نتائجها بعد،ولو كنت محل الرئيس البشير لاقتديت بالرئيس الاندنوسي حينما اقال رئيس الوزراء وحكومته بسبب فشلهم في التعامل مع الكوارث الطبيعية التي ضربت البلاد وأدت لانتفاض الشعب الاندونيسي ولقمت بإقالة كافة الولاة الذين فرطوا في الحفاظ علي ارواح المواطنين وممتلكاتهم جراء السيول والأمطار بدأ من والي الخرطوم ووالي نهر النيل ومروراً بوالي الجزيرة الجديد،نعم في الدول التي تحترم مواطنيها يقدم المسئول استقالته احتراماً للدولة ولكن عندنا تجبر الدولة المواطن علي الاقتناع بالمسئول عنه حتى وان كان لا يملك مفاتيح المسؤولية .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا المدعو د.صبوح بشير قبل أن أدخل معك في جدل لا طائل منه نتيجة لاستخدامك الخاطئ لمقولة المصريين (غرق في شبر ميه) أرجو أن تسالهم ماذا يعنون بالغرق في شبر موية والتي أغتقد جازما أنهم يعنون بها الشخص المادي و المعنوي الذي لا يستطيع مجابهة المشكلة غير المعقدة حيث لا ينطبق هذا القول في حالة الخرطوم والتي لم تغرق في شبر ماء وأنما كما نعرف أن الأمطار قد فاقت المعدلات المعروفة زائدا السيول التي تدفقت من الخلاء المجاور هذا مع العلم بأنني لا أنفي أن الخرطوم يمكن فعلا أن تغرق في شبر ميه لكن لا ينطبق ما حدث موخرا على حكاية شبر المويه(ميه) هذه أتركوا أمثال الغير و أبحث عن ما تنتجه ثقافتك عسى و لعل اللا تقع في حطا يخل بالمعنى.
    سؤال أخير ما هو مجال تخصصك؟

  2. يا المدعو د.صبوح بشير قبل أن أدخل معك في جدل لا طائل منه نتيجة لاستخدامك الخاطئ لمقولة المصريين (غرق في شبر ميه) أرجو أن تسالهم ماذا يعنون بالغرق في شبر موية والتي أغتقد جازما أنهم يعنون بها الشخص المادي و المعنوي الذي لا يستطيع مجابهة المشكلة غير المعقدة حيث لا ينطبق هذا القول في حالة الخرطوم والتي لم تغرق في شبر ماء وأنما كما نعرف أن الأمطار قد فاقت المعدلات المعروفة زائدا السيول التي تدفقت من الخلاء المجاور هذا مع العلم بأنني لا أنفي أن الخرطوم يمكن فعلا أن تغرق في شبر ميه لكن لا ينطبق ما حدث موخرا على حكاية شبر المويه(ميه) هذه أتركوا أمثال الغير و أبحث عن ما تنتجه ثقافتك عسى و لعل اللا تقع في حطا يخل بالمعنى.
    سؤال أخير ما هو مجال تخصصك؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..