النظام الفاسد ينهب الشعب بقوة السلاح ولغة البنادق

هذا النظام القمعي قد نزع عن وجهه برقع الحياء والدين ولم يستح رموزه من إستخدام لغة الرصاص بدلاً عن منطق القول لحمل الشعب حملاً علي الصمت علي جريرة أخطائه في الحكم وما إرتكب من الذنوب والموبقات في حق الوطن والشعب بلا وازع من ضمير أو خوف من سوء العواقب .. النظام ليس له منطق يستسيغه العقل وتقبل به الفطرة السليمة سوي أن ما تم في الأيام الأولي لإنتفاضة (سبتمبر) هو المنطق الأمثل لهذا النظام الفاسد الذي لا بديل في كتابه الأسود لرفض الشعب رفد خزينته العامة من قوت أبنائه سوي القتل والسحل ولغة البنادق ..والمطلوب الآن تكاتف وتعاضد كل أهل الضحايا من شهداء الثورة الذين تم تصفيتهم بدمٍ بارد من قبل النظام بالقوة المفرطة في محاولةٍ لوأد الثورة في مهدها قبل إنتشارها إنتشار النار في الهشيم ولو تم للنظام ما أراد بمزيد من سفك الدماء وإزهاق الأرواح البريئة ذلك أن نجاح الثورة يعني ذهاب ريح النظام وتقديم رموزه للمحاكمة والحساب . ولن يتم ذلك إلا بتحريك الدعاوي الجنائية في مواجهة كل من طاوعته يده علي سلب الحياة بلا وجه حق من شهيد أو شهيدة حماية لنظامٍ فاسدٍ لا يخاف الله ولا يرعي إلاً ولا ذمة في سبيل التمسك بمقاعد السلطة ولو كان وسيلة ذلك أشلاء الضحايا وأرواح الأبرياء من شهداء الثورة والوطن.

هو تاريخ لا ينسي ولا يختزل من ذاكرة الوطن لأنه أصبح يمثل بداية حقيقية للثورة ضد نظام القهر والإستبداد والفساد وبقدر ما أظهرت بدايات الثورة رغبة هذا الشعب العظيم في الحرية وأشواقه للإنعتاق من نظامٍ فاسدٍ بقدر ما أبانت الأحداث غباء هذا النظام وسذاجته في التستر علي جرائمه ومحاولاته الدائمة في التلفيق والكذب وتزوير الحقائق حول حقيقة ما يجري متناسياً أن الشعب هو جزءاً من المعادلة ومرتبطاً بذات الوقائع .

وقبل الخوض في الأحداث وتناول إخفاقات النظام في تلفيق الحقائق وتزييف الوقائع من الضروري توضيح حقائق ونصوص قانونية هامة تتحدث عن تقييد إجراءات أي قوة أمنية تتعامل مع التظاهرات والتجمعات غير المشروعة بحسب القانون وتتمثل تلك القيود في عدم إستعمال السلاح الناري دون علم السلطة القضائية أو النيابة وهذا يقود إلي ضرورة وجود قاضٍ أو وكيلٍ للنائب العام مع أي قوة تم تكليفها للتصدي لتلك التجمعات البشرية دون سوق المبرر لشرعية ذلك التجمع أو إفتقاده لتلك الشرعية ..ولكن هذا النظام الذي يفتقد للشرعية أصلاً عمد إلي تعطيل تلك الضوابط والنصوص في سبيل قمع الثورة ضده وكانت تحرك تلك القوات في غيابٍ كاملٍ للرقابة القضائية علي أفعال تلك القوات التي تتألف من قوات الشرطة والأمن لتتساقط في هذا المناخ الغادر أرواح أبناءنا وبناتنا وتروي دمائهم الطاهرة الزكية النقية تراب هذا الوطن فداءاً له وصوناً لعزته وكرامته بيد جنود الفرعون وأعوان الشياطين ليكتب التاريخ نهاية حياة غضة ندية لشبابنا بيد أبناء جلدتهم الذين خانوا وطنهم وأهلهم وضمائرهم وتعاليم دينهم خدمة للسلطان ولو كان في فعلهم قتلاً للنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.

وقد جهد النظام في تلفيق الأحداث ووصم الثوار بالمخربين وبث صور ومقاطع (فيديو) لعناصر أمنية في زي مدني وهم يحملون سواطير وسكاكين وعلي وجوههم تبدوا دلائل النعمة وهم يلوحون بالسلاح الذي بدأ متشابهاً في مصادفة غريبة ويدلل علي إخفاق آلة النظام الإعلامية في تلفيق الأحداث وتزوير الحقائق والوقائع ويأتي ذلك متسقاً مع التناقض الواضح لتصريحات رموز النظام ففي الوقت الذي ينكر فيه وزير داخلية النظام ووزير إعلامه (أبو الهول) الذي يجتهد وهو يغدو حثيثاً نحو قبره لنفي أي صلة لقوات الأمن بأحداث إغتيال المتظاهرين يدلي مساعد رئيس الجمهورية (عبدالرحمن الصادق) ببيان يدين فيه الإستخدام المفرط للقوة واعداً بلجان للتحقيق في الأحداث ..ولن يسعف النظام أي تبرير يسوقه يحلل له إستعمال السلاح الناري في مواجهة المحتجين من شعبه وأخذ النظام للقانون بيده وقد تم توثيق كل ذلك وتسجيله .

الآن النظام والثوار من الشعب يخوضان معارك (تكسير العظام) وصراع الإرادات ويبدو أن هذا الطريق لا رجعة عنه بعد أن قطع النظام كل طريق للتصالح مع الذين خرجوا عليه تنديداً بقراراته الإقتصادية حين تعامل بقسوةٍ وشراسةٍ مع كل المحتجين علي سياساته والتي لا تخدم سوي منسوبي النظام وتوفر مرتباتهم وتشهد البلاد الآن إرتفاعاً غير مسبوقٍ في الأسعار وتصاعدٍ وإخماد الثورة يعني إنكسار إرادة الشعب والعيش في الذل والمسغبة والموت جوعاً ومرضاً بينما يزداد رموز النظام ثراءً وغنيً ونجاح الثورة وإستمرار أوارها يعني تحرر الشعب من سنوات الكبد والحرمان وكسر حاجز الخوف ..هو إذاً صراعٌ للإرادات ومعركة وقودها الشهداء فالحرية الحمراء لها بابٌ لا يدق إلا بيدٍ مضرجة بالدماء وللأوطان في يد كل حرٍ يدٌ سلفت ودين مستحق والحكم العدل في السماء تعلو إرادته فوق كل الإرادات .

عمر موسي عمر – المحامي

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (هذا النظام القمعي قد نزع عن وجهه برقع الحياء والدين) فهؤلاء دمويون مستعدون لقتل الشعب السوداني بدم بارد للبقاء في السلطة، ان المجرم الزبيرمحمد صالح هو من اشرف على اعدام ال28 ضابط في انتفاضة رمضان وكان يشرف على اي عملية اعدام هو ونافع والمغبورشمس الدين، فالزبير محمد صالح له خطاب شهير قال نحن عاوزين نموت تلتين من الشعب السوداني علشان التلت الباقي يعيش كويس ؟ ولا يدري انه في التلت الاول من الاموات !!!
    فالموت الموت لهم ولا نامت أعين الطغاة.. ولانامت أعين الجبناء.

  2. مشكور على المقال.

    أوافق على قولك ( هذا النظام القمعي قد نزع عن وجهه برقع الحياء والدين ولم يستح رموزه من إستخدام لغة الرصاص بدلاً عن منطق القول لحمل الشعب حملاً علي الصمت علي جريرة …الخ)

    في هذه الحالة ليس هنالك خيار أمام الشعب غير حمل ما يدافعون به عن أنفسهم عند الخروج للشارع و عندها سوف تعلم السلطة الغاشمة أن الشعب مستعد لك شيء و حينها ستهرب كلاب الأمن.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..