وطننا الجميل… والحلم الكبير

تداول الناس في وسائل التواصل تعليقاً أو تحليلاً ظهر في الشريط الإخباري لقناة الشروق يقول بأننا سوف نخرج من محيط الدول النامية بحلول عام 5202 أي بعد حوالي ثلاثة ألاف سنة.
وهذا يعبر عن حالة الجمود والركود واليأس التي انتظمت حياتنا ومجتمعنا وتركنا أمر الوطن لقلة يسيرونه بطريقتهم وهواهم ويرسمون لنا احلامنا ومستقبلنا بالكيفية وبالعقلية التي يحملونها ونحن نتفرج ونتعامل بسلبية وينتابنا الخوف الغريزي من التغيير.
هذا الوطن الجميل مؤهلاً وبما يمتلكه من مساحات شاسعة وأرض خصبة وموارد في باطن الارض وخارجها وأنهار وبحار وثروة حيوانية وسمكية، وإنسان يتمتع بقيم حميدة وثقافة كبيرة وإنسان بطبعه مسالم ويحب الخير للآخرين ومشارك في مجتمعه بصورة ايجابية في مساعدة الآخرين ونجدتهم.
نستطيع أن ننهض بالوطن في فترة وجيزة جداً إذا آمنا بقدراتنا الفكرية وأعدنا الثقة في انفسنا وحررنا عقولنا من الخوف والخمول والاستكانة ومن الخرافات والأوهام، وتقدمنا إلى بعضنا وغذينا حراكنا نحو التغيير بإشاعة روح التآخي وقبول الآخر وأفسحنا المجال لأهل العلم والكفاءة وتكاتفنا مع بعض وأطرنا قيمنا السمحة في المشاركة الإيجابية لخلق مفاهيم وثقافة متمدنة مشتركة تؤمن بالحقوق وبالواجبات وبالفكر الحر وبحرية الرأي والتعبير وبالديمقراطية كوسيلة سلمية لتداول السلطة وبحقوق الآخرين والأجيال القادمة في ثروات وخيرات هذا البلد وبالعلم وتركيز مجهوداتنا الفكرية في كيفية النهوض الاقتصادي وكيفية تفجير طاقات المجتمع وإلهامها بالعمل وبالتفاني وبالعلم.
لا ننتظر احد أن ينقذنا من سباتنا ويحرر الوطن من مغتصبيه لا بد من قيادة أنفسنا لتفجير طاقاتنا والمشاركة الايجابية والمساهمة كل حسب إمكانياته في وضع ورسم ملامح الوطن الحلم الوطن الذي يسعنا كلنا ويسع غيرنا.
يتعين علينا استثمار حالة الحراك الماثلة وحالة الوعي المنتشرة بيننا لجعلها قوة دفع ايجابية مستمرة لمفهوم تغيير شامل وكبير وبرنامج عمل وطني ضخم يعبر عن قيمنا وعن أفكارنا وعن حلمنا المشترك في وطن نفاخر به بين الأمم.

سامي دكين/ المحامي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..