أخبار السودان

أسامة داؤود.. الصامت يتكلم علناً

أظهر قرار وزارة المالية بوقف احتكار استيراد القمح والدقيق ردة فعل قوية أدت إلى ظهور رجل الأعمال الشهير أسامة داؤود إلى وسائل الإعلام لأول مرة بعد أن كان يفضل أن يكون منعزلاً عن الظهور في الوسائط الإعلامية، فالرجل اضطر بفعل القرار إلى عقد مؤتمر صحفي مصغر لتوضيح آثار قرار المالية على الشركات والدولة.

في شهر نوفمبر الماضي تمكنتُ من التقاط صورة لأسامة داؤود، أغنى أغنياء البلاد خلال مشاركته في مارثون خيري رفعاً للوعي بمرض السكري. كان أسامة قد وصل لتوهِ لنهاية السباق. يومها تساءلتُ: “ترى وصل أسامة داؤود لنهاية أحلامه، أم أنها بداية جديدة؟”. فقد عُرف الرجل الثري بولعه الشديد بالنهايات والبدايات.

تشير سيرة الرجل الذي يستثمر في قطاعات الاقتصاد المختلفة من الغذاء إلى السلع الطبية، ومن المركبات إلى الممتلكات، إلا أنه ساحر اقتصادي يحول معدن الأزمات الرخيص إلى ذهب خالص بكيمياء الأفكار الخلاقة والعمل الدؤوب. فقد استطاع الرجل أن يحول النهايات المحتومة المتوقعة لبدايات سعيدة وتحويل شركة يعمل بها (100) عامل إلى أكبر مجموعة اقتصادية بالبلاد يعمل بها أكثر من (7) ألف عامل.

وبالرغم من الابتسامة الدائمة التي تعلو وجه أسامة داؤود إلا أنه يخفي خلف تلك الابتسامة صمتاً كبيراً، حيث عرف بقلة أحاديثه لوسائل الإعلام أو التحدث عن انجازات شركاته، ولم يشغل نفسه بالسياسة والإعلام وغير ذلك من النشاطات التي تصرفه عن أداء عمله. ويُروى عنه قوله (أفهم في الصناعة والاستثمار.. ولا أفهم في السياسة ولا أجيدها ولا أشغل نفسي بها). ولم يعرف عنه إجراء حوارات أو أحاديث، إلا نادراً جداً، بيد أن خروجه أمس الأول لإجراء حوار مع (4) رؤساء تحرير مخضرمين يشير إلى أن تغيراً ما طرأ على تفكير الرجل.

الإستراتيجية: تجدد وتغير أو تموت

عُرف عن أسامة داؤود وضعه لخطط طويلة يسير عليها، ومع بداية الألفية الجديدة ومع بدء جريان عائدات النفط في شرايين الاقتصاد أصدر أسامة داؤود كتيباً صغيراً حمل عنوان (إستراتجيتنا) قدم فيه رؤيته الجديدة وذكر فيه “أتى الوعي بالحاجة إلى التغيير والتحول والتجديد المتواصل في مجال تنظيم عملنا استجابةً لبيئة عمل متشعبة تتميز بتغير متسارع الوتيرة ونمو متواصل”، وخلص إلى “أن هناك تحولاً هائلاً في طريقه للانبثاق”. ويشير أسامة إلى ذلك التحول بأنه يشمل البشر والأنظمة والعمليات، وأضاف (لكي نقوم بتحقيق النمو في الأسواق والاستقرار المالي، فإننا نحتاج أن نؤدي ما نفعله على نحو أفضل وأسرع وبأقل تكلفة ممكنة)، مشدداً على أن التركيز على الجودة سيقود في نهاية المطاف إلى تحسين مستوى التفوق في الأداء المالي والتشغيلي لمجموعة دال.

ويرى أسامة ضرورة تطابق أعمالهم مع طموحاتهم، ويقول “سيحكم علينا بأعمالنا وستكون حصيلة هذا الحكم هي سمعتنا التي نحرص عليها”.

ويؤكد أسامة داؤود أن الكتيب (وثيقة حية ودليل عمل)، ويجزم بأن دال ستتميز على منافسيه بقدرتها على تقديم قيمة إضافية إلى زبائنها وشركائها عبر خدمات متكاملة ومتميزة وبمعايير عالية.

دليل النجاة: التكيف والمرونة

مالك ورئيس مجلس إدارة أكبر شركة أسرية، طوّر مع مضي الزمن مقدرة كبيرة في التأقلم مع المتغيرات يقول شقيقه معتصم في مدونة محدودة التوزيع خاصة بشركة دال الموسومة (جسور) إن الشعب السوداني يتصف بالمرونة والقدرة على التكيف مع الواقع ويضيف “خبرنا الكثير من الأزمات والأوقات العصيبة ونجحنا في تجاوزها بسلام”.

ويوضح معتصم داؤود قدرة دال على التكيف بعرض بانورامي لمسيرة الأسرة، ويقول حتى بداية عام 1992 كانت أعمال دال تقتصر على شركة التراكترات السودانية (ستراك) ودال الهندسية ودال للخدمات الزراعية، مشيراً إلى أن معظم الأعمال كانت تتركز في مشروع الجزيرة ونتيجة للتغير السياسي في 1989 وما واكبه من إجراءات اقتصادية فقد تأثرت الاستثمارات الأجنبية، ويشير إلى واقع جديد حيث لم يعد أحد يشتري آليات “ستراك” ولم تكن هناك سيولة تكفي لمقابلة تكاليف الخدمات الزراعية.

يقول معتصم إنهم ابتكروا صيغة ناجحة بأن تقوم دال بحراثة الأرض وتقديم خدمات الحصاد بينما يسدد المزارعون قيمة الخدمات عيناً في شكل محصول ذرة أو بذرة قطن.

استخدمت دال عائدات تصدير الذرة وبذرة القطن في استيراد دقيق وكان هذا بداية ولوج الشركة مجال طحن الغلال، ويشير معتصم إلى أنهم استخدموا جزءاً من عائدات التصدير للذرة في شراء بعض سيارات النقل ميتسوبيسشي (كانتر)، ويقول نتيجة لذلك منحنا امتياز توزيع ميتسوبيشي ويضيف (خلال عام انتزعنا سوق السيارات بالبلاد).

كتب معتصم في مجلة ميتشوبيشي مقالة عن ذلك الإنجاز عنونها بـ(من رقم صفر إلى رقم واحد خلال عام ).

واجهت أسرة داؤود منعطفاً جديداً عند إعلان الحظر الأمريكي الاقتصادي على السودان، وحيث أن معظم أعمال شركة دال ترتبط بالمنتجات الأمريكية خصوصاً منتجات شركة كانتربيتر)، فقد استلزم الوضع من أبناء داؤود عبداللطيف التعامل بمرونة مع الواقع الجديد، يقول معتصم طالما كنا نتعامل في تجارة الدقيق فإن أخي الأكبر أسامة قرر إنشاء مطحن للدقيق خلال سنة واحدة وكان ذلك مستحيلاً بيد أن أرادة الإسرة حققت ذلك يقول معتصم “ولدت سيقا نتيجة لأزمة الحصار الاقتصادي الأمريكي على السودان في 1997”.

الخلاصة: من الأزمات تولد النجاحات

يؤكد معتصم داؤود أن مسيرة نجاح دال قائمة على أن معظم الفرص والنجاحات الكبيرة التي حققتها الشركة كانت في الغالب تولد من رحم الأزمات، ويشير إلى شركة دال الزراعية والتي يعتبرها نموذجاً لأهمية التفكير بعيد المدى واستشراف المستقبل. ويقول الماس مجرد قطعة من الفحم اكتسبت صلابتها وتألقها لأنها تحملت الظروف القاسية.

هل كانت المعاناة وحدها هي قوة الدفع لمجموعة دال؟ تساءل أسامة داؤود ذات مرة عن سر نجاح مجموعة دال وهل كان الأمر مجرد ضربة حظ أم أنه المال الذي يجلب معه مزيد من المال؟، يجيب أسامة ليس تقليلاً من بعض العوامل الموضوعية إلا إن العاملين بدال هم من صنعوا هذا النجاح، ويضيف “ما كانت رؤيتنا لتحقق لولا جهود العاملين”.

نهاية العام الماضي غيّر أسامة تسمية سيقا إلى (دال الغذائية)، حسناً تغيرت المجموعة لمسمى دال الغذائية لكن هل تغير أسامة داؤود بخروجه للعلن مغاضباً أو معارضاً لقرار وزارة المالية بفك احتكار القمح والدقيق، وهل سيتغير حظ أغنى رجل بالسودان بمبيعات تفوق مليار ونصف المليار دولار، ليتأسى بقول الشاعر الفذ إدريس جماع” إن حظي كدقيق فوق شوق نثروه.. ثم قيل لحفاة يوم ريح أجمعوه”.. إن أمبراطورية دال وساحر (الدقيق) سيتجاوز هذا المنعطف الخطير، لا سيما بعد أن خرج إلى العلن في إدارة المعركة، بعدما كان يديرها أعماله في صمت كبير.

الصيحة

تعليق واحد

  1. شخصيا اتمني ان تتخطى مجموعة دال هذا المنعطف بنجاح لان في ذلك دلالة على قدرة الانسان السوداني تحدي الصعاب ومعالجات الازمات بحكمة رابحة ..

  2. حتما سيتجاوز المنعطف وسيتركهم يتخبطون.
    التحية والتجلة للرجال عاشقوا النجاح .
    نحن أعيننا في خطواتكم وليتنا نتعلم منكم كيف يولد النجاح من رحم الفشل والمآسي والفراغ.
    هنيئا لكم بما كسبتم ،،، جهد وعرق، روعة تفكير بالغ.
    كنت اتمنى لو كان هذا الرجل رئيسا للسودان.
    تخيلوا معي كيف كان لنا أن نكون.

    سر وعين الله ترعاك.
    ولك الشكر فيما قدمت لبناء هذا الوطن العليل….

  3. بس
    لا للاحتكار نهائيا
    ونريد فك اسعار مواد البناء ايضا من الاحتكار
    الطعام والمسكن والامان
    لا يجوز احتكارها ابدا
    يعنى احتكار اي طعام فى الانتاج خطأ و مجرم
    احتكار مواد البناء جعل اغلب بيوت السودان متخلفة
    احتكار الامن للحكومة و سدنتها اشعل السودان حروبا
    اسامه داؤود على العين والراس بالمنافسة
    يعنى عليه استيراد القمح الجيد بمنفعة وترك الامر للشعب
    كما على اسامة المشاركة فى انتاج القمح نفسه فى السودان

  4. كانتربيتر؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    عليك الله انت صحفي ولا شنو انت
    عليك الله انت كيف بقيت صحفي ؟؟؟؟

    كانتربيتر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    لا حول ولا قوة الا بالله

  5. يا راجل حرام عليك الاحتكار لايتم الا في السوق الحر لم يكن احتكاراً بل امتياز تحصل عليه نتيجة الاستباقية واغتنام الفرصة التي خلقها الوضع السياسي ولكن لماذا تركت له حكومة التجار وسماسرة الدين الحبل علي القارب ولماذا تري الحكومة الان غير ذلك يجب التحدث بالارقام في مثل هذه الامور. نقطة نظام

    1- ماهي مصادر القمح الذي يذهب للمطاحن وكيف يتحصل عليه
    2- ماهي الدوافع التي تجعل رجل اعمال ناجح ببناء مطاحن عالية التكلفة وهو لا يستطيع ضمان تدفق القمح للمطاحن هل كانت هناك ضمانات من الحكومة وامتيازات ممنوحة
    3- ما هو المقابل الذي يقدمه للحكومة
    4- لماذا تري المالية هناك حلول ا فضل من قمح اسامة

  6. اهم ما اكد هذا السجال ان اسامه داؤد ليس من مؤييدي الانقاذ , رغم انه استفاد كثيرا منها واشيع ان الانقاذ تحابيه , الان عليه ان يثبت الجدارة علي المنافسه , وان يواصل في انتاج وزراعة القمح بما عنده من امكاتبات …

  7. الموضوع المفروض عن خروجه عن صمته وتعليفه على القرار الاخير بتاع فك استيراد القمح ولم نعلم بالضبط ماذا فال عنه دة مقال اعلانى مدفوع القيمة مسبقا على ما يبدو

  8. طيب دا كله كلام الكاتب، وين كلام اسامة العلنا دا كما ورد في العنوان.
    ياخي معقول وصل بينا الانحطاط للدرجة دي.63

  9. اكيد خرج من صمتة بعد ما وصلو طرف الصوت زى ما بقول المثل لكن سياسة الحكومة بقت واضحة دايرة تزيد الغنى فى قناة والفقير فى فقروا والدليل على ذلك بدعموا دولار استيراد القمح والمتفيدين اصحاب الشركات امثال اسامة داوود وغيرة ومن المفترض ان تشترى الحكومة الدقيق منهم بالسعر التجارى وتوزعة مدعوم لاصحاب الافران والمواطنيين بالسعر المدعوم لانو ما مضمونيين المستورديين بان يلعبو بالدولار ويبيعوة فى السوق الاسود والمواطن يشرب مايروى

  10. يا أمة محمد … خلوا البساط أحمدي .. هذا الرجل الذي إسمه إسامة داؤود يحفظه الله رجل ناجح عمل وكد وأجتهد وفكر كثيرا حتى نحج في جميع أعمال بفكره وبساطته وحنكته حيث خطط وعمل اكبر المشاريع الصناعية والزراعية في السودان ويعتبر من أكبر المصانع في أفريقيا والشرق الأوسط وقام بزراعة عشرات الألوف من الأفدنة بل المئات من أرض السودان لتوفير القمح والخضر وكثير من إحتياجات البلاد من القمح قوت أهل السودان هذا الرجل لديه الغيرة والوطنية أكثر من غيره ويعمل من أجل وطنه الأم السودان وهو يقدم ويكرم المحتاجين من أبناء وطنه في الجامعات والمستشفيات ودور العبادة ودور المجتمع المدني ولم نسمع عنه غير الخير والبركة وبارك الله في ماله وولده .
    وكم من المسؤولين في الدولة لا حصدوا ولا زرعوا ولا فكروا ولا صنعوا بل نهبوا قوت الشعب بلا هوادة بجرة قلم فقط .. أتركوا بن داؤود في حاله .. وخلوه يسير في دربه في تطوير البنية التحية في الصناعات الحديثة في السودان وخلوا بالكم من الذين ينهبون ثروات السودان من الذهب والبترول و… ألخ بمكالمة تليفونية واحد فقط رقم الحساب وحول .. !! مالكم برجال الأعمال السودانيين الناجحين مثل إسامة داؤود وأمثاله هذا الرجل أعتبره أنا مثل وليد بن طلال رجل الأعمال السعودي الناجح إنه يحب وطنه ويحب مواطنيه وخيره لوطنه ولشعبه ولأمته … مع تمنياتي لكل رجل أعمال يعمل لصالح أبناء وطنه التقدم والرقي .. وأولهم بن داؤود يحفظه الله . وشكرا

  11. اقتصاديا الاحتكار يولد ارتفاع السلع المحتكره مع تعرضها للندره . وفك الاحتكار يفرق السوق وبالتالي تهبط الاسعار وهي في النهايه تصب في مصلحة المواطن الغلبان . انا مع فك الاحتكار قلبا وقالبا حتي لا تمتلئ جيوب الرأسماليه من عرق الغلابه … ودمتم

  12. البلد الكانت مليون ميل مربع …تستورد القمح ..!!!!
    أين شعارات ناكل مما نزرع التي أصمت آذاننا …الله يفقع مرارتكم
    الحكومة هي من تتاجر في القمح وأسامة داؤود واحد من منظومة الدولة التي دمرت مطاحن الجزيرة والنيل الأزرق وفتح الرحمن البشير وقوز كبرو ….من أجل أن يغتني هم …شردو العمالة في مصانع الغزل والنسيج وإشترها صلاح إدريس ولم يتم تشغيلها بل دمرت بالكامل من أجل ماذا …!!!!
    لماذا لايزرع القمح (والذي أثبت نجاح منقطع النظير) في مساحات واسعة بالجزيرة وشمال السودان …من وراء ذلك …

  13. hعترف أسامة بأن لسيقا منتجات من (القمح المدعوم).. (صدرنا بعض منتجاتنا إلى السعودية ونجحت في المنافسة).. والمنتجات المصدرة للسعودية هي (المكرونة)، والأخرى غير المصدرة هي دقيق العبوات زنة (كيلو)..فالجوال المدعوم يجب أن يباع للمخابز بسعر (116 جنيه)، لتربح سيقا وغيرها من الشركات ( 7 جنيهات)، في الجوال..ولكن ذات الجوال المدعوم – بمال الشعب – حين يعبأ دقيقه في العبوات ( زنة كيلو) يباع للمستهلك بسعر (200 جنيه)، لتربح الشركة ما تقارب ال (80 جنيه)، في الجوال .. والحكومة التي تلزم الشركة بسعر البيع للمخابز لا تلزمها بسعر البيع للمستهلك عبر عبوات( الكيلو).. !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..