البحث عن قائد..!ا

العصب السابع

البحث عن قائد..!!

شمائل النور

( يُخطئ كثيراً ربّ الأسرة عندما ينفرد بالقيادة حتى في تلك الأشياء البسيطة ولا يفسح المجال للأبناء الذين ربما يكونون أحكم منه، لأنّه بمرور الوقت سيجد نفسه قد أضاع حقوق هذه الأسرة، فعندما يغيب ربّ الأسرة عن البيت تحت أي ظرف حتى الموت، تختل الأمور كلياً في حين أنّه كان يُمكن ألا يحدث ذلك على الإطلاق) هناك حقيقة نؤمن بها جميعاً.. هي أنّ الشعوب هي التي تصنع التغيير بإرادتها وعزيمتها إن أرادت ذلك، لكن الشعوب ليس لديها من القوة والتنظيم المرتب ما يجعل ثورتها تؤتي أُكلها بقدر الهمة التي خرج بها الشعب إلى الشارع، لأنّه ودون تزييف للحقائق التي نراها بأعيننا لا يوجد قائد قادر على قيادة التغيير الذي تنشده هذه الشعوب وهذا لا يتعلق بوضعية تخص شعب دون سواه فكل الثورات التي اجتاحت العالم العربي بصنع الشعوب لا زالت تترنح وتفتقد خارطة طريق واضحة لمستقبلها ولا تتلمس حتى مجرد بوادر تبشرها بذلك. الثورة التونسية التي ألهمت كل الشعوب لازالت تتخبط ولم يُكتب لها حتى الآن أن تقف على ساق، الشعب خرج يطالب بإسقاط النظام، وسقط النظام وتقلد الغنوشي مقاليد الأمور، بعدها الشعب خرج يطالب باستقالة الوزير الأول محمد الغنوشي، استقال الغنوشي وخلفه باجي قائد السبسي رئيس الوزراء السابق ليُكلف بتشكيل حكومة انتقالية. الشعب أصبح لا يعرف من ينفعه بل هو لا يدري وأيضاً الحكومات الانتقالية اتضح أنّها أكثر خشية من الشارع وتراها تسارع بالاستقالة على وجه الفور كما فعل الغنوشي، وفي مصر يتكرر ذات السيناريو فالجمعة قبل الفائتة سيّر الثوار في مصر مسيرة هادرة للضغط على أحمد شفيق بالاستقالة، وكما استقال الغنوشي في تونس استقال أحمد شفيق بكل هدوء ليخلفه عصام شرف وزير النقل الأسبق الذي استقال بسبب التضييق الذي واجهه في قضية (عبّارة السلام 98) تلك القضية الشهيرة، نعم إنّ الوزير استقال في موقف مُشرّف جداً، وتكفيه قضيّة العبّارة لكسب الشعب، لكن السؤال هل هو قادر على القيادة، أو على الأقل هل هو على استعداد، فقد ظهر هذا جلياً في خطابه يوم الجمعة إلى جماهير الثورة في ميدان التحرير، وما لم نستطع نكرانه هو أنّ الرجل بدأ غير مُهيأ للقيادة بل كان شبه متفاجأ لدرجة لا تبعث على الطمأنينة. هكذا فعلتها الحكومات المستبدة طويلة العمر، قتلت الأحزاب وفرّقت بينها حتى لا تقوم لها قائمة، الآن الأوضاع في كل الدول في المنطقة تشبه بعضها حد التطابق حيث لا حزب سياسي قادر على القيادة، والعبء هنا يقع على هذه الحكومات التي دمرت الأحزاب تدميراً بائناً، وتناست تماماً أن يأتي يوم يخرج فيه الشعب ليلفظها، بل تناست حتى الفطرة أنّها إلى زوال، وأنّ الشعب هو الباقي، وتناست حق الشعب عليها، فإنّ ضاع حق لهذه الشعوب فهذه الحكومات التي تنحّت والتي ستتنحى هي وحدها من يتحمل وزر هذا الضياع.

التيار

تعليق واحد

  1. كلامك ده يعنى حاجه واحده بس ؛مافى قائد غير البشير ?يا استاذه حواء السودانية

    والده ،بكره يطلع ليك واحد يحيرك ويحير ستين زيك ?بكره نشوف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..