أخبار السودان

من هنا تبدأ منظومة السيد

عثمان ميرغني

في مُحاضرته بقاعة الصداقة صباح الخميس الماضي (17 أغسطس 2017)، قال رئيس وزراء أثيوبيا السيد هايلي ماريام ديسالين: (يجب علينا أن نتكامل عاجلاً اقتصادياً، ولاحقاً سياسياً).. وهي عبارة مفتاحية دقيقة تجيب عن السؤال، من أين نبدأ؟.

اتفق مع رؤية السيد ديسالين.. لكن.. يظل السؤال الصعب قائماً.. كيف يتحقّق الفصل بين (الاقتصادي) و(السياسي) في دولنا؛ حتى نتمكّن من ترتيبهما على التراخي؟.

في تقديري هنا تكمن علة أفريقيا ? كلها ? وليس قرنها ? فقط ? فالسياسي يُسيطر على كل مفاصل الحركة والسكون في الدولة؛ فيجعل من العسير ترتيب الأولويات الاقتصادية بغير فصلها عن السياسية.

من هنا يجب أن يبدأ تأسيس (المنظومة الاقتصادية) التي يَدعو إليها رئيس وزراء الجارة أثيوبيا ? بمعنى البحث عن مُعادلة إطارية تجعل العلاقات الاقتصادية المُشتركة لا تتدفّق عبر أنابيب السياسة.

وما دام أنّ السيد ديسالين اقترح أن يكون السودان وأثيوبيا منصة انطلاق المنظومة الاقتصادية لدول القرن الأفريقي، فلتكن الدّولتان (حَالة دراسة) للطريقة الأمثل لفصل ما هو اقتصادي عن السياسي.. كيف يمكن تَرتيب أولويات (الاقتصادي) فوق (السياسي).

بلا شك آلية تحقيق هذا الفصل هي ? في حد ذاتها ? (سياسية) بحكم الأمر الواقع، وهيكلة الحكم، والإدارة في البلدين، ومن هُنا تأتي الحاجة إلى استنباط جسم مُؤسّسي مُشترك يرعى المصالح الاقتصادية الثنائية مُباشرةً بين البلدين Peer-to-Peer، أقرب إلى فهم (السوق الأوروبية المُشتركة)، التي تطوّرت في النهاية إلى مرحلة الاتحاد الأوروبي.. ويكون الجسم الاقتصادي مفتوحاً لاستيعاب بقية أقطار القرن الأفريقي تباعاً ? حسب الرغبة.

هذا الجسم الاقتصادي المُشترك يستمد عناصر نجاحه كلّما نجح في العمل بعيداً عن المُؤسّسات والأجندة السِّياسية.. وهي مسألة تعتمد كثيراً على قُدرة الجسم الاقتصادي في تحقيق إنجازات سريعة على الأرض تجعله قادراً على الصمود في وجه نوازع التدخُّل السِّياسي في عمله.

فلتكن ? مثلاً ? البداية بهيئة مُشتركة للمناطق الحُرّة في الحدود بين البلديْن، يعزز من فرص نجاحها وجود ?سد النهضة? على تخوم الحُدود المُشتركة، فمن المُمكن التخطيط لمنطقة صناعية كُبرى على الحُدود السُّودانية الأثيوبية تختص في الصناعات الغذائية؛ لتوفر الأراضي الزراعية في السُّودان متاخمة لها، مع توسطها للكثافة السكانية (الأسواق) في عدة دول قريبة من المكان.. وتتمدّد المنطقة تدريجياً على الحدود الشرقية لتستوعب الأراضي الزراعية مصدر التوترات المُستمر (الفشقة).

للسُّودان ومصر تجربة مُماثلة في (هيئة الملاحة النهرية)، التي كانت تدير النشاط الملاحي بين وادي حلفا وأسوان، وحُظيت بقَدرٍ كَبيرٍ من النجاح.

استحداث هذه المنطقة الحُرة عَلاوةً على تأثيره المُباشر في الأمن المُشترك فهو يُوفِّر فرص عمل كبيرة لشباب البلديْن ليُحقِّق ما قاله السيد ديسالين إنّ التنمية لا بد أن تجيب عن سؤال حتمي عن وضع الشباب والمرأة.

من هنا نبدأ تحقيق (المنظومة الاقتصادية للقرن الأفريقي).

التيار

تعليق واحد

  1. تحية

    الحاجات المتبادلة هي اساس انطلاق المشروع الابتدائي للتكامل الاقتصادي.

    حاجة اثيوبيا للغذاء والسودان للطاقة…الارض الشاسعة في منطقة الجوار وتضم الفشقة والطاقة المتولدة اثيبويا من سد النضهة مقياس لجدية التكامل لاستيفاء الحاجات المطلوبة اقتصاديا..

    تبدا الميكنة الزراعية ومن ثم التصنيع الزراعي ايضا من مخرجات المشروع سالف الذكر …التدريب للعناصر …سد حاجات المجتمعات الريفية المجاورة عبر تاهيل منسوبية زراعيا…صناعيا وخدميا.. وفق خطة تنمية مستدامة قوامها الشفافية والمساءلة وادراة المخاطر..

    وعلي ذلك قس..

  2. والله الحبشي ده كان بعد من الكيزان ديل احسن ليه ده بصل معفن اذا خالطهم حيصاب بالعفن ويصبح فاسد مثلهم

  3. تحية

    الحاجات المتبادلة هي اساس انطلاق المشروع الابتدائي للتكامل الاقتصادي.

    حاجة اثيوبيا للغذاء والسودان للطاقة…الارض الشاسعة في منطقة الجوار وتضم الفشقة والطاقة المتولدة اثيبويا من سد النضهة مقياس لجدية التكامل لاستيفاء الحاجات المطلوبة اقتصاديا..

    تبدا الميكنة الزراعية ومن ثم التصنيع الزراعي ايضا من مخرجات المشروع سالف الذكر …التدريب للعناصر …سد حاجات المجتمعات الريفية المجاورة عبر تاهيل منسوبية زراعيا…صناعيا وخدميا.. وفق خطة تنمية مستدامة قوامها الشفافية والمساءلة وادراة المخاطر..

    وعلي ذلك قس..

  4. والله الحبشي ده كان بعد من الكيزان ديل احسن ليه ده بصل معفن اذا خالطهم حيصاب بالعفن ويصبح فاسد مثلهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..