الترابي والصادق وتشظي السودان

في ما أري

الترابي والصادق وتشظي السودان

عادل الباز

كثيرا ما كنت اذهب «شغلة بلا شغلة» للأستاذ نقد بمنزله او دار الحزب بنمرة 2،فالأنس مع نقد له نكهة خاصة لأن الحياة وهبته كثيرا من الحكمة التي تحلى بها طيلة حياته، شآبيب الرحمة على قبره.قال لي ذات يوم وهو يحاول أن يوضح صورة الأزمة في السودان« القضايا التي تتفجر الآن هى ذاتها قضايا الاستقلال، فقضية الوحدة والتنمية وهوية الدولة هي ألغام موجودة منذ الاستقلال لم تقترعها الإنقاذ» قلت له ولكن يا أستاذ لم تركتموها هكذا أكثر من خمسين عاماً بلا حل .قال…هذا سؤال سيظل مسلطاً على رقابنا، كلنا يتحمل المسئولية لا أحد سيعفى من حساب التاريخ..او كما قال.» . اخر مرة زرته فيها بصحبة د.التجاني عبد القادر ومحمد علي حامد قبل أيام من رحيله….قال لنا لا تخافوا على السودان ستأتي أجيال توحده وتبنيه بأفضل مما فعل جيلنا ، نحن أصبحنا خارج التاريخ أنا والترابي والصادق!!.
تذكرت هذا الحوار وأنا اقرأ تصريحين للدكتور الترابي والصادق المهدي في ذات اليوم أول أمس.كلا التصريحين محبطين ولايبشران بخير. الترابي في لقائه مع الدكتور يوسف القرضاوي ناقش الاثار المترتبة على انفصال الجنوب وأبدى خشيته من تكرار النموذج اليوغسلافي في السودان«. انتهى حديث الترابي».الاشارة الى النموذج اليوغسلافي يعنى ان البلاد قد تواجه ذات مصير يوغوسلافيا … التشظي والتقسيم على أساس اثني وديني « كروات وصرب ومسلمين».نسجل ملاحظتين حول افادة الترابي. الاولى بالفعل هنالك مايستدعي هذا المخاوف بالفعل والأسوأ ان تشظي السودان اذا ماحدث سيكون أسوأ من يوغسلافيا اذ لن يكون على أساس اثني وديني بل سيذهب الى الحد الاقصى والابعد بحيث تتشظى البلاد لقبائل وسلطنات متحاربة ، بمعنى ان قد تعود البلاد قبل سنار 1505، الملاحظة الثانية تتعلق بالافق الذي يراه الترابي مخرجاً للبلد من هذه المصير القاتم.المخرج الذي يطرحه الترابي بوثوقية شديدة هو « اسقاط النظام هو الحل».طبعا العجلون للادانات سيقولون ان الترابي هو المسئول عن تشظي البلاد وليس ذلك صحيحا كله، فللترابي سهمه كما للاخرين اسهمهم في تهديد مستقبل البلد وبلقنته.
في ذات اليوم «اول امس » قال السيد الامام في تصريحات للحياة اللندنية «ان النظام السوداني محاصر الآن وهنالك تململ في الشارع السياسي وتململ عناصر ذات وزن داخل الحزب الحاكم، وتعدد جبهات القتال، والتردي الاقتصادي، وتكاثر قرارات مجلس الأمن ضده بموجب الفصل السابع وقد بلغت حتى الآن 48 قراراً، ما لم يقبل النظام خطتنا لاستنساخ سيناريو جنوب أفريقيا لعام 1992 فان البلاد مرشحة للتشظي والتدويل».ذات الفكرة التي ترشح البلاد للتشظي والبلقنة مثل الصومال ويوغسلافيا.الحل عند السيد الامام هو المؤتمر القومي او الدستوري او سمه ماشئت المهم هو الخطة التي يضعها السيد الصادق امام الجميع كمخرج من مخاطر التشظي.السيد الصادق فى محطة الحكومة الانتقالية والترابي فى محطة اسقاط النظام والمعارضة المسلحة خيارها الحرب. معارضة متشظية فكيف سيتوحد الوطن؟!.
السؤال الذي طاف بذهني هل خطر تشظي البلاد الذي يستخدم بكثافة هذه الايام، هل صار فزاعة يستخدمها الكل لاغراضه؟ ثم من يهددون بهذه الفزاعة … الحكومة… الشعب السوداني.. انفسهم…العالم.. الاقليم..تحديداً من ترعبه هذه الفزاعة تحديداً؟!.اذا كان الجميع يخشى فكرة تشظي البلد ولا أحد يعمل لتلافي الخطر، لا بل الجميع يعملون لدفعها فى اتجاه البلقنة والصوملة والتشظي….الغريب ان الجميع يعرفون خارطة الطريق التي بامكانها منع البلاد من الانزلاق للفوضى والتشظي ولكن لا احد يلتزم بها بل يسيرون عكس اتجاهها تماما والسبب هو فكرة الصراع الجهنمي حول «السلطة» التي قال عنها اهل الحكم من قبل انها« جنازة بحر»…. وقال اخرون انها «مفسدة» وزعم فريق ثالث انه يطلبها لأجل الوطن.!!!. يا اخى سيبك!!

الصحافة

تعليق واحد

  1. هل انت تعلم ماهي خارطة الطريق فما هي…………..
    انت كتبت مقالك لادانة الترابي والامام ليس الا وهذه من اكبر ازمة صحفيينا……….
    اي عاقل وسياسي يرى ان المستقبل مظلم وان التشظي ات لا محاله ان استمرت هذه الحكومه في نفس نهجها…….
    الاثنان يتفقان على ذهاب هذه الحكومه وهذا راي يتفق عليه معظم المحلليين للشان السوداني داخليا وخارجيا …………….
    اتفاق الكل حكومة ومعارضه على برنامج وطني ودستور دائم يرضي كل فئات الشعب بمللها واثنياتها ودياناتها هو الترياق للتشظي عاجلا او اجلا وان طال الزمن فلابد من دستور يلم الشمل والبرنامج الوطني اساسه ما اتفقت عليه قوى المعارضه والاضافات التي ستاتي لاحقا من اي جهة كان وبعد ذلك الانتخابات التي لا يتم عزل اي احد من خوض غمارها………

  2. مقالك رائع استاذ عادل يفتح مجالات عده للتأمل و اخيله عديده لو تم قراءة المقال بعمق و صدق ماأراه ان الكثير من الساسيون لهم الدور البارز في سوء الحال و صوره التمزق المرعبه التي يخاف منها الجميع و للانقاذ و عرابها سابقا الترابي الدور و النسبه الكبيره كما لايعفي البقيه الصادق و اخرون بنسب اقل و لكن ايضا الشعب ايضا يجب القول بصراحه اللحمه الوطنيه عندنا غير متماسكه و الجهويات و عصبية القبيله مؤثر سالب ايضا و ان كان في اضمحلال مع تقدم الايام . بس بي قدر قليل لذا يجب علي الجميع ان ينتبه الي ذلك و يعمل علي ازالة الرواسب نحو اخيه في الوطن نحن متكاتفون بيننا ولكن نلعن الوطن ليل نهار ..ملعون ابوكي بلد علي كل لسان ونسخر من الوطن و لانعتز بارضنا و انتمائنا لها يجب ان نبحث عن السبب في ذلك بكل شجاعه

  3. اذا كان الجميع يخشى فكرة تشظي البلد ولا أحد يعمل لتلافي الخطر
    ليس الجميع فالطاغوت الحاكم لا يخشى التشظى بل يخشى زوال السلطان والمال والروح
    ولا نامت اعين الحبناء

  4. انت فاهم يا الباز ما تعمل نفسك غبي و لا تفترض أننا أغبياء. أول عوامل منع التشظي هو أن يذهب جماعتك ديل إلى مزبلة التاريخ بعد أن يسددوا فاتورة عبثهم بأم و وحدة البلاد. و القصة ما قصة فزاعة ولا يحزنون، القصة أن في بقائهم فناء السودان. فهمت؟

  5. علي الاقل الترابي والمهدي والحركات المسلحه ادلت بوجهة نظرها فيما تؤمن به كحل للازمه السودانيه, والمجال مفتوح للكل لطرح وجهات النظر للخروج من المأزق ولا اقول الازمه التي انتجتها الحركه الاسلاميه والتي شلّت بها اطراف الوطن واقعدته عاجزاً , فما وجهة نظرك كمثقف في الحل , بدلا من اتخاذ طريقة اهل الانقاذ في السخريه وعدم قبول كل ما يطرح من حلول نتمني منك ان تطرح وجهة نظرك (للحل الجاد) فنحن كقراء نتلمس عدم رضاك من اداء الجماعه الحاكمه رغم انك محسوب عليها , ما كتبته في مقالك هذا يعتبر نقد غير بنّاء وهو اقرب للسخريه في غير مكانها .

  6. طول عمرك يا الباز تطبل للانقاذ الآن هل ثُقب طبلك أم ماذا؟ – تبحث عن (ضحيتتين و ليس ضحيتان بالكامل ) الصادق و الترابي لتسقط كل بلاوي و مصائب البلد عليهما – القاصي و الداني و الفاهم و العوير و التليفة و أبو ريالة و الأعمى و الأطرش و الأصم و الأبكم يعلم علم اليقين أن ((جماعتك)) ديل هم سبب كل مانحن فيه وان شاركهم فيه آخرون انت منهم و انا منهم و كل الشعب السوداني – لا تفرح بهذه الاضافة كل منا حسب ما كسبت يداه – ( كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته) من هذا المنطلق و بحجم مسئوليتك في أمانة الكلمة – أما أنا مسئوليتي الأولى نحن أبنائي ألا أقصر في تنبيههم تاريخياً لمن أرتكب هذا الجرم في حقهم في التعليم و الصحة و الحرية و الثقافة و الحياة الكريمة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..