أخبار السودان

الطيب زين العابدين : المؤتمر الوطني أكثر حزب به احتجاج داخلي ضد رئيسه .. تجربتى بالحركة الإسلامية كرهتني في أي تنظيم سياسي

البروفيسر الطيب زين العابدين ينفث الهواء الساخن

البشير عسكري يعتبر الديمقراطية نوع من الرفاهية

الحكومة تتعمد تذكيرنا بأنها جاءت للحكم بالقوة وستستمر بالقوة

حوار – نجاة إدريس

أكد المحلل السياسي والأكاديمي البارز د.الطيب زين العابدين بأن اتفاق (نداء السودان) هو اتفاق جيد، مثله مثل خارطة الطريق وإعلان باريس وإتفاقية أديس أبابا، مشيرا إلى أنها جميعا تسير في اتجاه واحد وتطالب بأشياء معقولة. وأوضح بأن التصعيد الذي فعلته الحكومة تجاه الموقعّين يذكّر بأن الحكومة جاءت بالقوة وستستمر بالقوة، وتنبأ بأن تفرج الحكومة في أي لحظة على فاروق أبوعيسى وأمين مكي مدني وفرح العقار ومحمد الدود دون تقديمهم لمحاكمة.

وقال زين العابدين بأن ترشح الرئيس لانتخابات 2015 هو أمر غير دستوري, ووصف انتخابات 2015 بالميتة كونها تجيئ في ظل مقاطعة الأحزاب لها، مشيرا إلى خوض المؤتمر الوطني والأحزاب الديكورية -حد تعبيره- للانتخابات.

إلى جانب ذلك كله تحدث د. زين العابدين عن الكثير المثير الذي تجدونه في ثنايا الحوار الآتي.

? كيف تنظر إلى قرار مدعية المحكمة الجنائية فاتو بنسودا القاضي بحفظ التحقيق بشأن المتهمين في قضية إقليم دارفور؟

– هناك خلط بالنسبة للحديث الذي قالته فاتو بنسودا -والتي هي المدعية الجديدة في محكمة الجنائية الدولية ? فقد قالت إن مجلس الأمن لم يساعد المحكمة الجنائية في أنها توقّف المتهمين حتى يمثلوا أمامها وبالتالي تستطيع تحقيق مهامها، لذلك هم كتبوا رسالة لمجلس الأمن في عام 2010م ليساعدهم في هذا الأمر، كما كتبوا له أيضا شكواهم من بعض الدول التي زارها الرئيس البشير مثل الكنغو، تشاد، أرتريا، ليبريا، وكينيا وبعضهم أعضاء بالمحكمة الجنائية ولم توقّف الرئيس البشير أي منهم ليمثل للمحكمة. وبالتالي المحكمة الجنائية ليست لديها بوليس حتى تعمل هذا الفعل بنفسها، فإذا كانت الدول الأعضاء بالمحكمة الجنائية والدول الأعضاء بالأمم المتحدة لا تريد المساعدة فماذا ستفعل المحكمة الجنائية، فمجلس الأمن هو الذي حول هذه القضية إلى محكمة الجنايات الدولية.

المدعية ذكرت بأن هذه القضية تكلف المحكمة الجنائية أموالا كثيرة وهي محتاجة لهذه الأموال في محاكمات وتحقيقات أخرى، وصرف الأموال يكون لإسكان الشهود ولحراستهم، كما أن هناك صرفا كبيرا على المحققين ليكتشفوا معلومات جديد. وقالت فاتو بنسودا إن كل هذا الصرف ليس له داع الآن فهناك ما يكفي من الشهود ومن الأدلة في هذا الموضوع، فكان كلامها كنوع من التهديد لمجلس الأمن ومن ثم قامت بحفظ القضية. وعندما نقول إنها حفظت القضية يكون ذلك مثلها مثل أي نيابة عامة حينما تقوم بحفظ القضية فيمكن أن تحفظ كما يمكن أن تفتح في أي وقت، وبالتالي فإن هذا الشيء ليس انتصارا للسودان ولا انتصارا للرئيس البشير بأي حال من الأحوال.

? كيف تنظر للاحتفاء الذي قابلت به الحكومة القرار؟

– الحكومة (ما عارفة وبتلفح الموضوع من غير تعرفو كويس) وليس بالإمكان أن يكون الرئيس مخطئا كما قال عادل إمام، وبالتالي الفهم الذي انعكس في الإعلام لم يكن صحيحا.

? دعنا نتقدم خطوة .. ما رأيك في اتفاق نداء السودان؟

– (كويس جدا) أنا أرى أن الوثائق التي ترعى المواثيق جميعها هي وثائق عن تقنين الحوار, أو لوضع ضوابط له: (خارطة الطريق، إعلان باريس، اتفاقية أديس أبابا، نداء السودان) أراها جميعاً تسير في اتجاه واحد، وتطالب بأشياء معقولة جداً، وأغلبها تطالب بتهيئة المناخ، وهذا ما لا تريد الحكومة الالتزام به، وحتى خارطة الطريق التي صنعتها الحكومة ووقعت عليها، عندما جاءت الجمعية العمومية للأحزاب وافقت عليها أيضا، لم تقم الحكومة بتنفيذها. بالتالي إعلان باريس أو خارطة الطريق أونداء السودان جميعهن للحكومة شيء واحد (البتنفذا تنفذا ..والما دايرا تنفذا ما بتنفذا) والذي لا يريد فعليه الشرب من البحر. بروفيسور غندور يفسر القصة بقوله إنه اتفق على أساس أنه يمثل الحزب ولكن في الدولة هناك أجهزة أخرى لها قوانينها وخططها وسياساتها و(بتعمل الدايرا)، كيف يستقيم أن تتفق معي ثم تأتي لتعتقلني، وتقول لي إن من اعتقل هو جهاز الأمن وليس هو المؤتمر الوطني .. هذه حجة سخيفة .

? ما تعليقك على التصعيد الذي فعلته الحكومة تجاه الاتفاق واعتقالها لفاروق أبوعيسى وأمين مكي مدني وفرح العقار ومحمد الدود؟

– هذا التصعيد لا داع له، فالحكومة دائما تقصد بأن تذكرنا أنها جاءت للحكم بالقوة وستستمر بالقوة، (والداير يشيلا يمشي يجيب قوة زي قوتا!) ،الغريب عندما تستعمل الحركات المسلحة قوتها تعتبرها الحكومة نشازا ،الحكومة (أصلا حكومة أمنية) وهي تحكم بسلطة الأمن وتمارس القوة تجاه كل من تظن أنه خصما لها، فما الداعي مثلا لاعتقال الصادق المهدي الفائت هو أو إبراهيم الشيخ ،أنا أيضا كنت قد انتقدت قوات الدعم السريع فهل هي منزهة مثلا؟!

? برأيك هل سيطول اعتقال أبوعيسى وأمين مكي مدني؟

– أعتقد أنها ستعتقلهم ثم ستفرج عليهم دون أن يقدموا لمحاكمة وهذا ديدنها لسنوات طويلة.

? هل تعتقد أن الحكومة حانقة على اتفاق نداء السودان من باب أنه سيفكك الدولة أم هناك أسبابا أخرى؟

– أنا لا أرى أن الانتقاد الشفوي من شأنه أن يفكك الدولة ، أنا حر في انتقاد من أشاء ،وما هي الدولة (الملصقّة) التي يفككها النقد ، فهناك حركات مسلحة الآن تقوم بمحاربتها، وحتى الحركة الشعبية التي حاربتها وأخذت منها ثلث السودان لم تتهمها بأنها ستفكك السودان. نداء السودان به نقد مكتوب بورق فكيف يفكك هذا النقد الدولة، الصادق المهدي لديه أوراق نقدية كثيرة جدا لمّا لم تفكك الدولة؟ فهل ورقة نداء السودان هي من ستفكك الدولة؟ بالعكس تماما إذا نحن لم نتوصل لمعادلة سياسية مقبولة من الأطراف الأخرى فإن السودان لا محالة سيتفكك كما تفكك جنوب السودان، وتهم جنوب السودان التي تقول إنكم دعمتم حركات التمرد وإنكم أخذتم منه بعض النقاط على الحدود، وإنكم لم تحلوا منطقة أبيي أي أن هذه التهم هي تهم عملية وهي ما جعلت الجنوبيين يصوتون للانفصال بنسبة 98%فهذا كله هو الذي يفكك السودان وليس ما يفككه اتفاقية إطارية وهي شبيهة باتفاقيات فعلتها الحكومة في خارطة الطريق وفي اتفاقية أديس أبابا.

? المؤتمر الوطني يرى أنه جدد دماء الحزب بالتغيير الذي أحدثه على قيادات الصف الأول من أمثال طه ونافع، فيما ترى أنت أن الحزب لجأ للتغيير حتى لا تكون هناك بدائل للمرشحين للمنصب الأول، الآن بعد حفظ قرار مدعية المحكمة الجنائية البعض يعتبر الرئيس هو الأنسب بين أعضاء حزبه للترشح ..كيف ترى الأمر؟

– أبداً الرئيس دستوريا لا يفترض أن يترشح، وذلك حسب دستور 1998 ودستور 2005 واللذين نصا بأن الرئيس يجب ألا يحكم أكثر من مرتين، علما بأن هذه الدساتير صاغتها هذه الحكومة. الحركة الإسلامية أيضا في دستورها أن أهل المناصب العليا عليهم ألا يمكثوا في مناصبهم أكثر من مرتين، المؤتمر الوطني أيضا في نظامه الأساسي سنّ ألا يمكث العضو في منصبه أكثر من دورتين، ولكن لأن الرئيس عسكري والعسكريون يعتبرون أمور الديمقراطية شيئا من الرفاهية والتي ليس لها داع وهم يعطون الأوامر لمن تحتهم، لذا فإنه جمّع السلطات حتى داخل الحزب فأصبح يأتي نواب الرئيس بالتعيين، لذلك فهو عين على عثمان ثم عاد وفصله وعين نافع ثم فصله، وأتى بالحاج آدم ثم فصله، وبهذه الطريقة لا يكون هناك نواب منتخبون فالرئيس وحده يستطيع أن يأتي بمعاونيه ويستطيع أن يخلعهم متى ما شاء، وفي الحزب نفس الشيء يحدث، وحتى في الحركة الإسلامية عمل هيئة عليا ثم أصبح رئيسا لها، وهذا تجميع للسلطات. الآن الرئيس يريد أن يعيّن الولاة وأن يتصرف في الأمر فماذا بقي من الحكم اللامركزي إذا كنت أنت من تعين الحكومة وأنت من تتصرف في الولاية، ففيم يتصرف الولاة؟ لذلك أقول لا توجد فيدرالية في الدنيا يقوم المركز فيها بتعيين الولايات وهو ذاته ?اي المركز- من يتصرف في الأمر، فالرئيس يجمّع السلطات في يده كي يتصرف كما يشاء وإذا خالف الولاة خطه فإنه يقوم بفصلهم وسيأتي تعيين ولاة جدد قريبا، وتجميع السلطات في يد الرئيس أدت لإضعاف مكانة الرئيس داخل المؤتمر الوطني، وفي الانتخابات الأخيرة للمؤتمر الوطني والتي سيكون المرشح فيها رئيسا، السيد البشير وجد 51% فقط من أصوات مجلس الشورى ،وهذه الـ 51% هي أقل حد يمكن أن تعطيه الشرعية لمرشحها لأنه لابد أن يفوز ب50% وهي الحد الأدني. فإذا صوت ثلاثة أشخاص فقط ضد الرئيس لسقط، وهذه النسبة في أي حزب آخر سواء كان حزب الأمة أو المؤتمر الشعبي أوالحزب الشيوعي أو أي حزب آخر هل سيفوز بها أي رئيس آخر للحزب؟

? منسوبو المؤتمر الوطني يعتقدون أن الرئيس محل إجماع؟

– هذا الكلام غير صحيح فهو ليس محل إجماع حتى داخل الحزب، وكاد نافع أن يفوز علي الرئيس نفسه. وبالتالي هناك منافسة في الحزب وقد نافس الرئيس كل من نافع وعلي عثمان، والمسؤول عن شؤون الحزب جاء الأخير في المنافسة، والدليل على أنه ليس محل إجماع إنه تغيب عن مجلس الشورى 127 عضواً من 522 وهذا أهم اجتماع لمجلس الشورى في تاريخ الحزب.

? (مقاطعة) هل تعتقد أن المتغيبين كانوا ضد ترشيح الرئيس؟

– هذا نوع من الاحتجاج، وهم يعرفون جيدا أنهم لا يستطيعون شيئا، وبالتالي خير للشخص أن يقاطع، وهذه ذات الطريقة التي تقاطع بها الأحزاب الانتخابات، وهذا الدرس لابد أن يفهمه المؤتمر الوطني، وأن يفهمه الرئيس، ولا بد أن تكون هناك إلتفاتة من داخل المؤتمر الوطني حتى لا يتدهور الوضع بصورة غير مسبوقة، فالسلطات الكثيرة التي في يده ومشاكلنا الخارجية كما هي، وهناك مشكلة جنوب السودان التي أصبح فيها تهديد بالحرب وإلا كيف نقول للجيش السوداني أن يدخل جنوب السودان حتى يطارد العدل والمساواة.

? الحكومة أعلنت أنها ستمضي في الحوار بمن حضر .. المؤتمر الشعبي هو الأكثر حماسا للحوار من الأحزاب الأخرى التي شاركت فيه وأعلن أنه سيمضي في الحوار حتى لو بقي وحده، فهل سيسفر الحوار الوطني عن اصطفاف يميني تجاه قوى اليسار؟

– لا لن يكون الأمر هكذا، وشخصياً أظن أن المؤتمر الشعبي رغم أنه قال ما قلتيه أنت الآن، لكن في نفس الوقت لن يخوض الانتخابات، والمؤتمر الشعبي نفسه سيصعب عليه الاستمرار بعد أن تقيم الحكومة الانتخابات، وغيره يقاطع الانتخابات، ويبقى في العراء، وبعد أن يقاطع حزب الأمة وحزب الإصلاح الآن، ومنبر السلام العادل وحتى الاتحادي الديمقراطي يمكنه أن يقاطع ، وبالتالي فإن الانتخابات ستكون انتخابات ميتة ولن يبقى للمؤتمر الشعبي وجه ليحاور به النظام وفيم سيكون الحوار؟ زقتها القصة ستكون حسمت فهؤلاء هم الذين سيعقدون البرلمان، وهؤلاء هم الذي سينجزون الدستور الجديد، وسيستمر المقاطعون في مقاطعتهم بل ستتصاعد معارضتهم وقد يدخلون في تكتلات مع بعضهم البعض مثل ما كان من تكتلهم في نداء السودان .. والمؤتمر الشعبي ليس محصورا في شخص كمال عمر أو الترابي لوحدهما فهناك قواعد لن يكون عندها استعداد للدخول في حوار.

? لماذا تعتقد بأن الشعبيين لن يستمروا في الحوار فيما إذا أمرهم د.الترابي بالاستمرار فسيستمرون؟

– ليس بهذه الطريقة، فحتى مريدي الطرق الصوفية الذين ينطبق عليهم المثل (الحوار في يد سيدو زي الجنازة في يد البغسلا) أصبح لهم راي، لكن د. الترابي يعطي اعتبارا (لي ناسو) لأنهم مثقفون ومتعلمون وصفوة وكانوا في وقت ما وزراء ومسؤولين لذلك لا يمكن أن يحملهم على رأيه بهذه الصورة ، ثم ماذا يحمله الحوار بعد أن انتهى السباق(the game is offer) وبعد أن يحسم أمر الدستور ورئاسة البشير، لذلك لا أعتقد أن يستمر الحوار بأي حساب سياسي سواء كان ذلك للترابي أو غيره يستطيع أن يستمر في حوار مع المؤتمر الوطني بعد أن يعمل الأخير الانتخابات وبعد أن يفوز البشير بدون أي منافسة تذكر، ويفوز نواب الوطني بدون منافسة تذكر، ويتم تعيين الولاة. وكما تلاحظين أن (الناس التانيين غير المؤتمر الوطني) ليس لهم نصيب في الولاة، والآن أصبح هناك مواجهة مع جهات كثيرة منها الولايات غير الراضية عن موضوع تعيين الولاة، كما هناك مواجهة مع الحركات المسلحة، كما أصبح هناك مواجهة مع مزارعي مشروع الجزيرة، فالدولة أمامها مواجهات كثيرة، كما أن المواجهات الخارجية باقية كما هي، والحالة الاقتصادية تزداد سوءا، فما الذي يوقّف الحكومة (على حيلا)؟

? ألا يمكن أن تكون هناك نسبة معينة للشعبي في الحكومة (محاصصة) كما فعلت الحكومة مع الديمقراطي الأصل؟

– ممكن أنا أتكلم عن مجرد مبدأ العمل، طالما أنهم لن يدخلوا الانتخابات كونهم يتلقونها عطاء فلماذا يقاطعون الانتخابات. إذا كنت تريد حصة فقط، فإذا أردت أن تدخل الانتخابات فمعروف أنه يمكنهم أن يعطوك حصة مثل ما حدث لأحزاب أخرى، ولكن عندما تقاطع تذهب لأخذ حصتك فهاذا لا يليق بأي حزب يحترم نفسه ،وأنا أعتقد أن أهل المؤتمر الشعبي لن يقبلوا ذلك ،على الأقل قواعدهم لن تقبل ذلك ،فهناك مجموعة كبيرة هم الآن (قنعانين) ناهيك عما سيحدث مستقبلا، عندما يزداد ضعف الحكومة ويراه الناس رأي العين .

? هل ضعف الحكومة يمكن أن يكون مبرراً كافياً لثورات الشعوب؟

– تقوم الثورة عندما يقتنع الناس بأن النظام يمكن أن يزول، ولكن طالما النظام محافظ على قوته وهيبته فهناك أناس كثيرون رغم أنهم غاضبين على النظام إلا أنهم يصبرون عليه على أساس أن احتمال إزالته ضعيف، ولكن أول ما يتضح الفساد فأن الانهيار سيصبح مفاجئا، فزين العابدين في تونس مثلا كان مسيطرا على البلد كلها، وحسني مبارك أيضا كان مسيطر لمدة ثلاثين عاما، ولكن عندما حدثت الثورة انتهى كل شيء، ولم يقدر النظام على مواجهة الثورة إلا الذين لديهم عصبيات. والآن من يحارب مع بشار الأسد هو العصبة العلوية وليس الشعب السوري، فالشعب أعزل ورفضت الدول أن تسلح المعارضة، اليمن أيضا بها عصبيات قبلية لذلك بها مقاومة بالرغم من انهيار نظام عبد الله علي صالح رغم أنه كان مسيطرا لمدة طويلة، فبالتالي بمجرد أن يقتنع الناس بأن النظام يمكن زواله وعندما تكثر عليه المظالم فإنه يحدث انهيارا سريعا بين عشية وضحاها .

? برأيك ما هي الأسباب الحقيقية وراء التقارب بين الوطني والشعبي، هل هو البعد الإقليمي الذي حدث للحركات الإسلامية بعد ثورات الربيع العربي، أم هي شخصية د. الترابي الذي صالح نظام مايو بعد فشل أحداث الجبهة الوطنية والآن البعض يعتبر موقف الحزب نوعا من المصالحة، أم تراه إفلاس الحزب هو السبب الرئيس في هذا التقارب؟

– شخصياً أفتكر أن التفسير الذي قاله الترابي هو المقتنع به وهو الآن في توجه وتحرش بالإسلام السياسي في أي مكان، وهذا واضح جداً، انضمت له بلدان مثل السعودية هي أيضا عاملة بالإسلام السياسي، وكذلك المملكة الأردنية، وهنا الإسلام السياسي نعني به من يريدون أن يغيروا سياسات دولهم وقوانينها ونظمها التعليمية والتوجيهية على أساس إسلامي وهم أغلبهم ينتمون لحركة الإخوان المسلمين في العالم العربي وهناك جماعات أخرى مثل أنصار السنة المسيسين مثل الموجودين في الكويت والسودان، وفي مصر ظهر حزب النور السلفي والذي تسيس، وهؤلاء هناك اتجاه ضدهم في العالم العربي، وأيضا العالم الغربي منذ زمن يتوجس منهم، الآن عندما أتى الربيع العربي وأصبحت لهم قوة في كل البلاد التي حدثت بها ثورات أصبحوا العدو رقم واحد طالما أنه سيرث الأنظمة القديمة والتي كانت ملكية أو عسكرية شمولية فبالتالي الترابي رأى أن هؤلاء الناس هم مستهدفين وعليهم محاربة عربية ودولية، على الأقل أمريكا كانت بعيدة عنك ولا تحب التعامل معك بصورة من الصور ولكنها لن تصبح مساندة لك. الآن أقرب الأقربين كل الأنظمة الشمولية في العالم العربي تريد أن تتوحد، حتي دول الديمقراطية مثل الجزائر والمغرب والأردن هم أيضا لا يريدونك، فالترابي مستوعب ما يحدث تماما، لكن فكرته لن تنجح ما لم يغير المؤتمر الوطني منهجه وطريقته في الحكم، ومن الواضح أن المؤتمر الوطني ليس لديه استعداد وكذلك رئيسه لذلك أعتقد أن الشيخ الترابي ينفخ في (قربة مقدودة) وبالتالي محاولاته لتقوية النظام بنوع من تماسك الجبهة الداخلية لن تنجح.

? (مقاطعة) كيف ستفشل مساعيه بعد أن أحدث المؤتمر الوطني تغييراً في صفوف قادة الصف الأول،كما أن هناك محاولات للإصلاح وإطلاق المعتقلين؟

– (غاضبا) هل محاولته لإطلاق المعتقلين هي إصلاح حقيقي، قانون جهاز الأمن ضد الدستور خاصة أن الدستور لا يعطي للأمن حق اعتقال الناس ومصادرة الصحف ولكن من يستعمل هذه السلطة .. هذا ليس إصلاحا يذكر، هذا مجرد انسجام مع الدستور. وحتى تعيين الولاة الذي يحدث هو ضد الدستور، فهل هناك نظام لا ينفّذ حتى قوانينه ودستوره الذي صنعه بنفسه، هذا إصلاح في أضعف حالاته، وهذا مجرد تعهد بفك المعتقلين لعدد محدود جدا، وهل اعتقال فاروق أبوعيسى وأمين مكي مدني سيقوي الحكومة أم سيضعفها، فالرؤية السياسية الصحيحة غير موجودة في الحزب، وأعتقد أن المؤتمر الوطني هو أكثر حزب به احتجاج داخلي ضد قياداته الحالية، على الرغم من وجود احتجاجات داخل الأحزاب الأخرى.

? ولماذا لا يمكن للخط الإصلاحي أن يفعل شيئا؟

– شخصياً أريدك أن تلاحظي شيئا، أغلب القرارات المهمة لا تصدر عن المكتب القيادي للحزب ولا تصدر من مجلس الوزارء، كل القرارات يصرح بها الرئيس متى ما أراد، وأين ما أراد في مناسبات ليست لها صلة. وهكذا فإن الحزب لا يستطيع أن يخالف رئيس الجمهورية، فالأصل في الاستبداد يصنعه الناس وقال الله إن فرعون كان رب الاستبداد في سورة الزخرف ربنا سبحان وتعالي أراد أن يخبر أن المسؤول ليس فرعون وحده (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)، فرعون استخف بقومه وهم أطاعوه وأنا أظن أن هذا يحدث في كل المجتمعات، قانون إلهي أن الاستبداد سببه هو القوم الذين يبذلون الطاعة مهما كان استبداد الحاكم والآن نحن في حكم مستبد.

? الحركة الوطنية للتغيير تقدم أفكاراً في الهواء دون أن يكون هناك تغيير على أرض الواقع.. لماذا لم تطرحوا رؤاكم هذه كحزب حتى يتم تنزيل الأفكار على أرض الواقع؟

– نحن ليست لدينا مقدرة لتكوين حزب (وما شاء الله في كم وثمانين حزب مسجل) أي إنسان يريد حزبا فعليه أن يدخل في أي حزب يريده، الحزب يحتاج قواعد جماهيرية معتبرة في كثير من ولايات السودان، ويحتاج لكوادر لها خبرة في السياسة لتسيير الحزب، وكذلك يحتاج تمويل، ونحن نفتقد للثلاثة، والعاقل هو من يمد أقدامه على قدر لحافه. أغلب الموجودين في الحركة الوطنية للتغيير وأنا أحدهم لا نريد الانضمام لأي حزب، وتجربتي في الحركة الإسلامية كرهتني في أي تنظيم سياسي وحتى لو قيل لي أصبح رئيس جمهورية في تنظيم سياسي فأنا لا أريد. نحن لا نريد أن نكون حزبا، وبالتالي نريد أن نسهم بأفكارنا ونمدها في الهواء يأخذها من يأخذها ويتركها من يتركها، فالتغيير بدءا يأتي بأفكار، حسن البنا مثلا عندما أسس الحركة الإسلامية سنة 1928 كانت ورقاً وتخطيطاً وأي أفكار جديدة بدأت كأفكار ولكن كم من الزمن تأخذه حتى تتعمق ويقبلها الناس وتتداول عند الناس قد تأخذ زمنا طويلاً ،ونحن واعون كي نكون مصدر أفكار ودراسات للناس، وفي وزارة العون الإنساني ووزارة الثقافة ووزارة الشئون الدينية هناك آلاف المنظمات المدنية وجميعها استطاعت أن تعمل في غير العمل السياسي، وأغلبها دورها توعوي، والبعض يعمل في الإغاثة والتنمية، وهناك من يشبهنا وهؤلاء أكثر فعالية من الأحزاب .

? د. الطيب هو الوحيد من القيادات التنفيذية للجبهة الإسلامية القومية الذي سجّل موقفا للتاريخ برفضه للانقلاب الذي دبرته الجبهة الإسلامية في 30 يونيو 1989..البعض يعتبر سكوتك على إجهاض الوضع الدستوري خيانة؟

– لكل فرد فكره، لكن أنا لم يكن لي أي دخل بالتنظيمات الأمنية أو العسكرية للجبهة الإسلامية، فما كان لدي صلة بها ولا أعرف عنها شيئا ولكنني أعرف بأن هناك شغلا، وفي وقت سابق كان التفكير في الانقلابات موجود في كثير من الأحزاب، وأنت تعطي حماية لنفسك بالعمل العسكري، لكن عندما يجتمع مثلا مكتبنا التنفيذي ويقول إنه يفكر في عمل انقلاب ساردا أسبابه والتي كانت تمدد الحركة الشعبية واحتلالها لـ80% من الجنوب وبدأت تغزو الشمال حتى وصلت للكرمك وقيسان وممكن أن تهدد الخرطوم، ثانيا الحكومة الموجودة ضعيفة، ثالثا يوجد حوالي ثلاث محاولات للانقلاب في الجيش وإذا أنتم لم تفعلوها فسيفعلها آخرون وستكونون لهم العدو الأول، بمعنى أن الانقلابات (جاية جاية) وحكومة الديمقراطية الثالثة تم حلها من قبل رئيس الوزراء خمس مرات رغم أن لديه أغلبية بالبرلمان، والغرب كان يمنع أي حركة إسلامية بأن تذهب للسلطة عن طريق ديمقراطي، هذه هي الأسباب التي ذكرت وأقواها أن هناك حركات للإنقلاب بالجيش، لكل هذه الأسباب أعتقد وقتها أن حججهم كانت قوية جدا، وأنا قلت إن الإنقلاب العسكري لا يأتي بنموذج إسلامي ولا أحد يستطيع تكذيب ذلك بمن فيهم الشيخ الترابي والذي كان يدافع عن الأمر، كما أنهم كانوا يتحدثون عن (حاجة) مؤقتة عمرها ثلاث سنوات ثم تعود الديمقراطية كما كانت، والاتفاق الأول (ما يقعدوا 25سنة) ولكنه أصبح كذلك.

? أنا أتحدث عن صمتك على انقلاب لإجهاض وضع دستوري؟

– (غاضبا) هل يعقل أن يذهب زيد من الناس ليبلغ البوليس بفحوى الاجتماع في أي مكان في الدنيا لا يمكنك فعل ذلك ما دمت منتميا لهذا الكيان، وهل يوجد حزب من الأحزاب إذا جلس عدد من الناس في اجتماع مثل هذا، هل يمكن للشخص أن يبلغ البوليس؟ هذا عمل الاستخبارات أو الحكومة نفسها، و كما يقال المجالس بالأمانات، وحتى الناس الذين ذهب إليهم عبدالخالق (مسكوه) ولم يبلغوا عنه، وأنا أرى أن الذي يبلغ عن مثل هذه الأشياء هو الخائن، ولو تكررت القصة مرة أخرى (حـ أعمل كده)، فالذي يريد تسميتها خيانة فليسمها، ومن من الأحزاب لم يشترك في عمل انقلاب، وهذا كلام الناس المثاليين و(الفارغين)، ولكن هناك واقع اجتماعي لابد من احترامه. هناك أناس فقط يريدون (توسيخ) كل من لديه سمعة جيدة وهل هناك سياسي دون عيب، من يقول عنا كذلك فليرنا في السودان الشخص الذي ليس لديه عيب.

? المؤتمر الوطني تمنعه مصالحه من عمل حكومة انتقالية قبيل الانتخابات .. والأحزاب لا تثق في انتخابات تحت سيطرة المؤتمر الوطني ..كيف تكون المعادلة؟

– المعادلة أن الأحزاب ستقاطع، لذلك سياتون بأحزاب الموالاة ليعطوهم بعض المقاعد، وبالتالي سيقولون عملنا انتخابات واشترك بها 19 حزبا وبالتالي ستكون أحزابا ديكورية، مثل الموجودة الآن ولم تفعل شيئا، وليس لها أي دور. وعليه هذه الأحزاب لا قيمة لها، فالحكومة كم من المرات ذهبت لمحاورة الأحزاب المسلحة دون أن تشرك الأحزاب التي تشارك معها.

صحيفة (الصيحة)

تعليق واحد

  1. حتى الارض والنيل والهوام والهواءوالطير يشكو منهم
    انهم عذاب من السماء انزله الله على ارض السودان
    نعم هم جاءوا بالقوة وسرقوا السلطة في ليل بهيم ولبسوا قناع الدين فعاثوا تحت هذا القناع في الارض فسادا وقتلا وتدميرا
    الشعب السوداني مازال في حالة ثورة منذ سبتمبر 2013م حيث قدم مئات الشهداء الذين قتلوا بدم بارد جدا
    اما عن المحكمة الجنائية فان المدعي العام لهذه المحكمة سادو بتسودا فقد تعالمت مع هذا الملف بايجابية بالغة ووضعته امام مجلس الامن الذي منحها الاختصاص القانوني كاعلى سلطة امنية في العالم وبما ان القرار 1593 هو قرار قد تم اتخاذه فعلا وليس مجلس الامن بصدد اتخاذه ليقف ضده الفيتو الروسي والصيني الذي اصبح يباع ويشترى بابتزاز المصالح غير المتكافئة وكل من يقدم مصالحهم على حساب مصالح بلده فيمكنه الاستفادة من هذا الفيتو مهما بلغ من سؤ ولا ابدع وصف الا لنظام السوري والنظام السوداني وايضا النظام الليبي السابق وغالبا ما ينهزم الفيتو الروسي والصيني امام السوبر فيتو الامريكي البريطاني الفرنسي في غالبية الاحوال ولكن الاخيرين من عادتهم انهم يطهون على نار هادئة .. ومااخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ..

  2. معرفتي الخاصة للدكتور الطيب زين العابدين تقول انه رجل امين فرغم انتمائه لتنظيم الاخوان فانه يجاهر برأيه المعارض اختلفنا معه او اتفقنا وهذه على الاقل خطوة تظهر لنا نحن الذين نعارض النظام العورات المخفية والتي تكون بعيدة عن اعيننا .ولكننا نريد ان نقول للدكتور الطيب هل تظن ان المعاضين لو قالوا ما تقول سيقبل منهم ام انهم سوف يوضعون في خانة الخونة.
    هاشم ابورنات

  3. و ان صدق المنجمون !! فقد كذبوا .. فلغة الارقام المرتبطة بالرئيس البشير توحي بأنه قد يغادر السلطة في العام 2015 .. و الله بمراده أعلم .. أنظر هداك الله :

    ميلاده عام 1944 مجموع الارقام 10 + 8
    استلم الحكم في 30/6/89 مجموع الارقام 26 تجمع الي 8
    ينتهي حكمه في العام 26 من الحكم تجمع الي 8
    ينتهي حكمه عام 2015 مجموع الارقام 8
    يغادر الحكم و عمره 71 عام مجموع الارقام 8
    و هو ( عمر بن حسن ) بأحرف ثمانية !!!

  4. محمد احمد المحجوب مثال للسياسي الفاضل
    عبدالخالق محجوب مثال للسياسي المنزه
    نقد مثال للسياسي المثالي
    محمود محمد طه مثال للسياسي الورع
    هذه امثله لسياسين بدون عيوب يابروف
    بالرغم من احترامنا لك ولمبادئك .. لكننا نعيب فيك تمسكك بالفكر الشيطاني الاخواني وعدم نقدك للفكره نفسها التي اثبتت فشلها وعدم واقعيتها
    كيف تريدنا ان لاننتقدك وانت تؤمن بفكر يلغي الوطن مقابل الامة؟
    الفكر الاخواني لايؤمن بالاوطان .. والامثله اعلاه كانت لسياسيين يقدون الوطن علي ماسواه .. اما فكر الاخوان فيقدم الامة علي الوطن وهذا مبعث رفض الفكر الاخواني لدي الشعب السوداني والشعوب العربيه .. كما ان انقلاب الانقاذ ذهب بكل رصيد الحركة الاسلاميه وصفر عداد الاسلام السياسي .. فلاتأمل في اسلام سياسي بعد الانقاذ
    فقد كفر الناس بالاسلام السياسي .. بعد تجربة الانقاذ .. وهي لله .. ومالدنيا قد عملنا ..

  5. the game is offer) يا بت انتي اذا ما بتعرفي الانجليزي وحتى ابسط العبارات المتداوله فيه ليه بتكتبي انجليزي ,,الصحيح (the game is over) بمعنى (انتهت اللعبة) ثانيا كتبتي كلمة (حقيقتا) والله طبعا انا اندهشت ما ممكن واحد اقنعني بانها غلطة مطبعية , كذلك الصحيح (حقيقةٌ) بالتنوين بفتحتين وليس بالتاء المفتوحة والالف ,,,على اية حال انتم معذورون ربما تكونوا خريجو دولة (المشروع الحضاري!!!!!!!!!!!!!

  6. رغم إحترامنا لك ، لكن جرثومة الأخوان المتأسلمون تظهر عندك و تسيطر على فكرك في أحيان كثيرة عند المنعطفات ، فمثلاً ، نجدك مازالت تستنير بطريقة حسن البنا في تأسيس الجماعة برغم ما أفرزته هذه الجماعة و التي انت الآن تنتقد في ممارساتها ( و هل تنفصل الممارسة عن منبعها الفكري ) خصوصا عندما تكون هذه الممارسة المنتقده يغلب عليها طابع السؤ ، أيضا نراك تدافع عن نفسك بوصم الآخرين بما عابه عليك الناس فنجدك قد دافعت عن صمتك فيما يتعلق بإنقلاب جماعتك على الديمقراطية بأن الجميع ملوثون و لسان حالك يقول لماذا أنا لا أكون ملوثاً او ان تلوثي مبرر ، فهل إذا كان الجميع أنجاس يبرر لك بقاءك على النجاسة ، يا دكتور طالما أن ثقافة الإعتذار لم تتثرب إليك ، فستظل محسوب على هذه الجماعة سيئة الذكر ، فأنت رجل تبدوا عليك سيماء طيبة و نقاء ، فلماذا لا تعتذر عن سكوتك على الإنقلاب بمثل جرأتك على إنتقاد المؤتمر الوطني الذي هو نتاج طبيعي لتصرفات جماعتك التي من ثوابتها أن الغاية تبرر الوسيلة ، ( غايتو ،، كنا قايلين القبة تحت فكي )

  7. مثل هذه الحوارات تشير إلى سيطرة عقلية “عفا الله عما سلف” التى تمهد لعودة هؤلاء الاشخاص الذين دعموا الانقاذ فكرا وعملا ثم أنسلخوا أو سلخوا منها عندما بانت عوراتها وزيف أقوالها وخباثة أفعالها … إذا استمر تكريس عقلية العفو سيعود هؤلاء بمسميات جديدة ليعيدوا الانقاذ فى أبشع صورها .. والعودة بمسميات جديدة منهج راسخ فى أدبيات الحركة الاسلامية السودانية فهى تختار الاسماء لتواكب الحراك السياسي السوداني فهى مثلا ” الاخوان المسلمين” و” الجبهة الاسلامية القومية ” وهكذا . ولكى نقضى على عقلية العفو الساذج يجب ان لا نعطى هؤلاء المتأسلمين الفرصة للعودة إلا بعد المحاسبة كل على قدر أعمالة التى أضرت بالوطن وبالمواطن .. وكذلك عدم نشر مثل هذه الخزعبلات التى يقف خلفها صحفيين يبحثون عن الشهرة على أجسادهم ولا حزن على وطن إذا فرشوه بساطا لشهرتهم … هناك الكثير من القضايا التى تكسب الشهرة إلا إذاكان الهدف الشهرة بدون خسائر وإرضاءا للظالم ولا عزاء للضحية … الحساب والقصاص قبل التوبة والعودة إذا أردنا سودانا معافا من خبث الكيزان ودنث بعض العسكر .

  8. إقتباس [ وهذا كلام الناس المثاليين و(الفارغين)، ولكن هناك واقع اجتماعي لابد من احترامه ] .

    سبحان الله ، ما توقعت أبدآ أبدآ ، أن البروف زين العابدين ، سيصف كلام الناس المثاليين بالفارغة ، ويتهكم على سلوكهم !! ، ويدعو الى عكس مغزى كلام الله ( إنا وجدنا آباءنا على أمة . وإنا على آثارهم مقتدون ) .

    بالله بأمانة يا بروف ، هل ستحترم الواقع الاجتماعى اليوم ، إذا عرفت أن جماعة ما سينقلبون غدآ على النظام الحاكم اليوم ؟؟ .

    البروف يتكلم عن حزب المؤتمر الوطنى ، والشعبى ، والإصلاح الآن ، الوليدة من رحم الانقاذ ، وكأنها أحزاب وطنية ! ، وهو يدرى أن هذه الأحزاب مجتمعة هى التى سرقت السلطة الشرعية ووأدت الديمقراطية وهى تحبو فى ليلة 30 / 06/ 1989 م ، ودغمست الشريعة ، وزورت صناديق الانتخابات مرات ومرات !! ، والبروف الطيب ، يدرى ويعلم علم اليقين أن الجبهة الثورية اليوم تمدد احتلالها فى مناطق دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق بمساحات تفوق إحتلال الحركة الشعبية فى الجنوب قبل مجىء إنقاذ الشوم !! .

    يا دكتور الشخص العنده عيب ، إذا كان شجاعآ وأمينآ وصادقآ، من الطبيعى أنه سيستغفر وسيتوب توبة نصوحة ! ، مش رح يتفرج على ثمار عيبه بسلبية ، وكمان يتهكم فى الناس المثاليين .

    فى ظنى لا صلاح للسودان إلا بذهاب الانقاذ الأصلى حزب الجبهة القومية الاسلامية ، ومعه الإنقاذ التجارى ( وطنى ، وشعبى ، وإصلاح ، وتغيير ، و …. !) ، أو بتوبة نصوحة منهم بشروطها المعلومة .

    يا بروف الطيب زين العابدين ، بصراحة انت مش انت ، وأنت متكوزن !!!!! .

  9. نتفائل خيراً بعام 2015 أن يدخل السودان مرحلة يدرك فيه أبناؤه أن الإقصاء لا يأتي بخير. والاقصاء يتمثل في شتى الصور : سواءً كان اقتصادياً ، سياسياً أو اجتماعياً. أما الاقتصاد الاجتماعي الثقافي فهو أسوأ من الاقصاء السياسي لأنه يفترض عدم وجود المقصي. لذلك عندما يشاهد أهل كردفان أو دارفور أو الأنقسنا عندما يشاهدون تلفزيونات السودان لا يجدون أنفسهم!!!
    الآن أغلب الحلول الجارية والمفاوضات والحراك السسياسي عموماً هو لإنهاء الاقصاء السياسي ، ولكن ما لم ينتبه السياسيون إلى ضرورة محاربة الاقصاء الاجتماعي الثقافي فإن مشاكل السودان تظل قائمة. النتيجة الطبيعية لهذا النوع من الاقصاء أن أصبح اللون السوداني الذي تغنى له الشعراء قديماً بالخداري أصبح ممقوتاً لدرجة أن الناس يسعون لاستخدام الكريمات لتغيير لون بشرتهم حتى يكونوا مقبولين ، كنوع من مقاومة الاقصاء الاجتماعي الثاقافي!!
    أصبحت الواجهات السودانية لا تمثل السودان بأي حال من الأحوال ، ولا يجد غالب السودانيين أنفسهم فيها.

  10. التنجيم بواسطة الفلك و الارقام كما قلت له علماؤه منذ الازل و يتوارثونه أبآ عن جد ( عدا أهل السفلي ) .. أما اعجاز الارقام بالقرآن فهذا بحر يطول شرحه و له دهاقنته و خاصة بعد طفرة الحاسوب و الاردنيون أكثر من ولج هذا المضمار حديثآ .. و لنا العبرة في البروف عبد الله الطيب طيب الله ثراه و تأويله للثلاثمائة عام خاصة أهل الكهف و عدها علي أنها ( قمرية ) و تزداد أيامها بتسع سنين باعتبارها ( شمسية ) و الله أعلم بمراده .

  11. هناك واقع اجتماعي لابد من احترامه
    _____

    كبرياء الاسلاموي الزائف يابى عليه الاعتراف بنتائج الفكر الذي اعتنقه وكان من رموزه ودعاته تهربا من تبعات ذلك الاخلاقية لذا يظل منطق نقده الذاتي حبيس قوقعة التحيز السياسي اسير تعصبه لانتماءه الحركي فتاتي مراجعاته نصف ناضجة مشوبة بنكهة الكوزنة الواقع الاجتماعي هو ان الاسلام السياسي اكبر مصيبة حلت على السودانيين ومهما راوغتم وتلاعبتم بالمفاهيم تظلون مذنبين بحق الدين والوطن

  12. الأخت (((رانيا))) سلام عليك … بس حبيت اصحح ليك معلومة قد تكون غابت عنك بالنسبة لكتابة اشياء مثل نكهتو ومدتو هذه الأشياء معظمنا وكثير وهنا فى الراكوبة بنستعملا كثير وعارفين انها خطأ لكن بنقصد نستعملا بقصد عاميتنا السودانية وخصوصا لما نكتب كل التعليق بالعامية السودانية فهى ليست باخطاء مقصودة وما مقصودة … هى مقصودة تكتب بنفس نطقنا لها بعاميتنا … عندك مثلا شخصى بعتز وبحب اتكلم بعاميتنا السودانية وبحب امثالنا الشعبية جدا وكثير بقصد اكتب تعليقى بالعامية السودانية كما ننطقها تماما لتصل فكرتى بكل بساطة لكل شخص … تحياتى

  13. اعوذ بالله من اخوان الشيطان الرجيم
    ان نداء السودان … شامل لكافة ابناء السودان و كفى و الصلاة و السلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
    ونحن في ذكرى عيد استقلالنا المجيد تهل علينا اول السنة الهجرية هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام
    وان تعود لشعبنا الحرية و الكرامة بعد زوال و كنس عصابة الانجاس البشير و الترابي تلاحقهم لعنات الشعب اين ما كانو و اين ما حلو هم و افراد عصابتهم و كلابهم
    لقد سارعتم و تسابقتم فرحين و مستبشرين … لحوار ظاهره الاستهبال و باطنه الاستغفال و تراكضتم عليه بهمة توزعون فيها الابتسامات يمينا و شمالا و استضمدتم بعقبة صماء ضحك عليكم بها اصمهم بصناديقه الصماء الا من الاموال … و عدتم انتم و فروعكم يلعن ظهركم وجهكم و لم تحققوا المنال وعدتم كالاطفال تطلبون المحال و تعلنون التوبة و الاستغفار … و نقول لكم … من يدمر الوطن … و من يقتل الشعب و من يفرط في كرامته و من يسرق امواله و ينشر الفساد و يقيم السجون و يجند المليشيات تكسح و تمسح و تقتل يمينا و يسار و تشوهون عقيدته و دينه وتكذبون حتى على الله و رسوله و تنافقون و تكذبون ليل نهار فمن المحال ان يعفو عنكم الشعب فقد قرر بالامس و اليوم و غدا
    لاعفا الله عما سلف لاعفا الله عما سلف لاعفا الله عما سلف
    وحقوق الشعب ودينه مال مستحق لايسقط ابدا بالتقادم
    و الثورة مستمرة و الثورة مستمرة
    وارواح الشهداء تنادي بالقصاص فاين تذهبون
    التحيه لارواح شهدائنا الابرار
    التحية لرجل الدولة و القانون الاستاذ فاروق ابو عيسى و الاستاذ مدني ورفاقهم المعتقلين و المعتقلات الابطال
    ونؤكد للزعيم فاروق ابو عيسى ان ما قدمته من اجل الشعب و باسم الشعب ووثيقة الشعب التي قدمتها للامم المتحدة بعد يونيو 89 الاسود هي باسم كل شعب السودان و لاجيال المستقبل ..
    فلابد لليل ان ينجلي و لا بد للقيد ان ينكسر و سننتصر بأذن الله على قوى الشر و الاستبداد و الثورة مستمرة
    مليون شهيد لعهد جديد و عاش كفاح الشعب السوداني

  14. لله درك أستاذي البروف الطيب زين العابدين ، والدّر موصول لمجموعتك ” الدكاترة عبدالوهاب الأفندي ، والدكاترة التجاني عبدالقادر ، و البقية الصالحة من الحركة الأسلامية” لقد فهتم رسالة الإسلام كما أُنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم ، ولن يضركم من ضلّ إذا اهتديتم . أما أولئك البغاة الذين سرقوا الحركة ، فهم بقية من معاوية وسيكون مصيرهم كمصير معاوية .

  15. The race is over
    الدكتور ذكر كلمة سباق ولم يذكر كلمة لعبة
    معنى جملة الدكتور هي ان السباق انتهى
    لو ذكر الدكتور ايضاً كلمة لعبة وكتبتها الصحفية صحيحة ، كان الامر سوف يكون عادي

    لدي سؤال للدكتور كل هذا الفساد يا دكتور من رهطك ولا تكون هناك فرصة لقيام ثورة لكنس هذا الكابوس، بالله عليك متى اذن يحين ذلك الزمان.

    مع مودتي

  16. عفواً البروفيسر الطيب زين العابدين لا تستطيع أن تكون انسان وكوز اسلامي في نفس الوقت

  17. * “السياسه” فى مفهومها و تعريفها العريض لدى كل “دول” العالم و شعوبها- كما تعلم يا دكتور- تعنى, بالأساس, فن الممكن فى مخاطبة الهم “الوطنى” و القضايا “القوميه”, و رعاية مصالح مواطنى (Citizens) هذه “الدول”, الإقتصاديه و المعيشيه و التعليميه و الصحيه و الامنيه والإجتماعيه…إلخ.
    * و على هذا الأساس, فإن “تنظيمكم السرى” المسمى “أخوان مسلمين” غير مؤهل اصلا, للخوض او الحديث فى امور “السياسه!” بمفهومها المتعارف عليه. فهو “تنظيم سرى”, لا يؤمن اصلا ب”الحدود الجغرافيه للوطن”, و لا ب”المواطن”, حسبما يشير له مرشدكم الأول, المدعو حس البنا- و ا”لبنا” هذه ليس إسم والده, و إنما تشير لشعار “الماسونيه” ( (Mason)! بالغه الإنجليزيه).
    * و بالنتيجه, فلم يحرك فيكم, بل لم يعن لكم شيئا, فصل الجنوب! او قتل و إفقار و تشريد “المواطنين”. اما “الفساد” الذى تطرقت له عرضا, فالمعلوم انه عنصر اساسى فى تكوين مثل هذه “التنظيمات السريه و العصابات”, التى تعمل دائما, خارج “نطاق القانون و الرقابه المجتمعيه!”.
    * فلا تكذب يا اخى على نفسك: لا تدعى حرصا على “السياسه!”, فى حين انك لا تؤمن بمبادئها!… و لا تتحدث او تدعى, غيرة على “وطن” انت لا “تؤمن” و لا تؤيد حدوده الجغرافيه.. و لا تؤمن بحقوق “المواطنه” فيه… و “الأحزاب” السياسيه التى “ترفضها” او لا تود الإنتماء إليها, هى “احزاب وطنيه قوميه” 100%, على نقيض تنظيمك “القديم” و “الجديد!” على السواء.
    * انت كنت و ما زلت يا اخى, عضو فى تنظيم عصابى سرى: دمرتم البلاد و العباد, بإسم الدين الإسلامى:
    * و انا اشهد الله الذى لا إله غيره, ان الدين “الإسلامى”, و اى دين سماوى آخر, هو براء منكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..