ما لا تعرفه بعض دول الأتحاد الإفريقى

بعد أن إنفجرت القنبلة داخل غرفة القيادة لحزب الحركة الشعبية الحاكمه بدولة جنوب السودان وتلطخت الكل أياديهم بدماء الأبرياء وكانت هنالك جموع غفيره بالخارج تنتظر ما يمكن أن تجود بها فقهاء تلك الحزب من علم و معرفة تكون لهم المضياء بأياديهم لمحاربة الجوع و الفقر و المرض و يسند أرجلهم أيضآ لمواصلت المشوار صوب الحياة الكريمة ولكن لسوء الحظ أتت المفاجأه أقوى من إرادتهم, نعم كانوا لا يدركون مدى طول المسافة وعورة الطريق كانت الإصرار حاضرآ على ضرورة مواصلت الرحلة وحدهم رغم تهالك اجسادهم النحيفة التى مزقتها شزايا القنبلة التى فشلت العيادات الأجنبية المتهالكه من علاجها
وفق تلك المستجدات تحركت بعض دول المجتمع الإفريقى صوب الغرفة المتهالكه لإنقاذ ما تبقى من أنفس ولكن لعدم درايتهم بنوعية القنبلة ومدى مستوى دمارها تكالبت مجهودات مساعداتهم بإجلاب معدات وأدوية غير مستوفيه للشروط والبعض منها كانت منتهية الصلاحية فوصفات أطبائهم كانت شبه قاتله للضحايا الإنفجار مما ذادت من خوف أهاليهم المرافقون من احتمالات الموت الجماعى .
فمبادرات السلام التى أتت بها دول الوساطه الإفريقة كانت او غير ذلك كانت ومازالت ممذوجه بروح الأخاء و العدوانية, فالشرور والجشع المبطن يحدد مدى نذاهة الوسطاء ويمكن القول بأن العدوانيه تجاه موارد دولة جنوب السودان أكثر الأن مما سبق لأن فشل الوساطه فى الضعط لكلا الطرفين يثبت ويوضح مواقفهم العدوانية تجاه شعب دولة جنوب السودان واذا نظرناأيضآ لكمية المعلومات السطحية التى تمتلكها تلك الدول لا يمكن من جعلهم وسطاء فاعلين و ناجحون والغريب فى ذلك ايضآ نجد بأن تلك الدول الوسيطة ربطت جملة مصالحها الذاتية بجملة تلك المعلومات السطحية عن الجنوب السودانى وشعبه و المخيف فى الأمر هى تعليق البعض منهم أمال وتطلوعات سياساتهم الخارجية على النخبة الحاكمة فى الدولة و البعض الأخر يطمح على وصول النخبة المعارضة و المسلحة لسدة الحكم ويمكن أن نقول بأن الدول الوسيطة تقسمت وتفرقت بهم السبل وضاعت عليهم الطريق الأمثل لإقناع الخصوم بضرورة التوسل لسلام أمن يجنب المنطقة من دوامة العنف الغير مبرر بدلآ من إجبار المواطن البسيط على دفع فاتورة استمرار الحرب الغير معلومة الأهداف .
ويمكن الإ ستنتاج هنا بأن دول الوساطة و الحكومة و المعارضة المسلحة جميعهم يطمعون فى ثروات هذه الدولة وهنالك شبه اتفاق بينهم على عدم التسرع لتوقيع اتفاق سلام يوقف نزيف الحرب فإذا أستمرت تلك الأنسجام الغير مبرر بينهم فخيارات الخلاص ستكون شبه معدومة وستستمر المعاتاة كلما عقدت جولة مفاوضات فاشلة بأديس أبابا ونقصد هنا بالفشل عدم تقديم الأطراف المتحاربه لتنازلات وعدم اتسام الوساطة بروح الحياد واذا لم تحدث أى تغيير فى مواقفهم ذلك يعنى بأن النار ستظل مشتعلآ وسيمتد لهيبها لأراضى دول الوساطه والفشل سينتشر .
والسيناريوهات التى تحيكها و تقوم منظمة الإيقاد وبعض الدوار الأجنبية بإعدادها بشان سلام دولة جنوب السودان يختلط ويتشابك فيها مصالح تلك الدول بمصالح شعب دولة جنوب السودان وبإمكان تلك الأجندات السيئة إعاقة المشروع برمتها فإن اجندات فرض العقوبات الإقتصادية وإمكانية التدخل العسكرى الدولى بموجب الفصل السابع فى الشأن الداخلى لها عواقب وخيمة على مستقبل علاقاتهم الخارجية مع دولة جنوب السودان فالفكرة اذا ماقارناها بالأجندات المحلية فهناك فصائل قد تجد الفكرة قبولآ لديها خاصتآ المعارضة المسلحة وبعض الأحزاب السياسية المهبطه من سياسات حزب الحركة الشعبية وذلك يشكل طريقآ أقصر لأبعاد الحركة من سدة الحكم ويشكل انتقامآ من النخبة الحاكمه التى يقودها الرئيس الحالى سلفا كير وقد تكون للفكرة رد فعل سيئ على الأمن و السلام فى المنطقة كلها وكما أن السلطة الحاكمه لن تقف مكتوفه الأيادى بل سوف تكون لها رد فعل للحفاظ على مكتسبات السلطة وذلك سيؤدى لتعبئة مواردها البشرية والإقتصادية لحذم التمرد و الدول الأجنبية المتأمر ه ضدها وذلك عن طريق إذكاء نار الحرب ويمكن أن تعمل السلطة الحاكمة على تحويل اماكن ومنصات التفاوض الى الداخل حتى ولو تكون داخل أحراش دولة الجنوب لتعقد فيها أتفاقيات سلام من الداخل على قراراتفاقيات السلام من الداخل التى كانت تعقدها حكومة الخرطوم مع المجموعات المسلحة التى كانت تنشق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان التى كانت بقيادة الراحل د. جون قرنق دى مبيور قبل توصله مع الخرطوم لإتفاق سلام شامل 2005م .
فهنالك بعض دول منظمة الإيقاد تنسجم مواقفها ضمنية مع المجموعة التى حملت السلاح ضد الدولة ويؤيدون فكرة تدويل قضية الصراع حتى يتثنى لهم فتح الكثير من الأبواب على مصرعيها ليتمكن أى طامع من الدخول فى الشأن الداخلى لدولة جنوب السودان و لكن دخولهم لها ضررآ على مستوى الوطن و المواطنيين لأن
البيئة النفسية لسكان دولة جنوب السودان لن ولم تقبل بمثل تلك التدخل العسكرى فى شئون البلاد وقد تعمل التدخل الأجنبى على إنتاج نخبة سياسية ثالثة جديدة لإبعاد الأطراف المتنازعه من الحياة السياسية وربما أيضا تعمل النخبة السياسية الثالثة و الجديدة إن لم يرضيها سياسة الدخلاء على تصدير الإرهاب أو دعوة المعارضين السياسيين لحكومات تلك الدول الإفريقية للعمل معهم لإطاحة بتلك الحكومات إنتقامآ منهم .
و فى ظل غياب الرؤية الحزبية لمستقبل الدولة لدى حزب الحركة الشعبية الحاكمه و وحالات البيات الشتوى لدى الاحزاب السياسية الأخرى يحتمل حدوث أنقسام الدولة على أسس جهوية إقليمية لأن الحراك القبلى الدائرة الأن يؤكد مدى غياب رؤية الوطن الواحد
وغياب سياسة إعتبار ما سيكون عليه شعب جنوب السودان يذيد من أطماع دول الجوار على خيراتهم وذلك بالتوسع الجغرافى (الجيوبليتيك) ونلاحظ ما يفعله كل من الكنغو,يوغندا,كينيا,أثيوبيا و السودان الأن من توسع على حساب الرقعة الجغرافية لدولة جنوب السودان

فيمكننى القول بأن مواقف الوسطاء الأفارقة بها نكه إنتهاذية وشبيه بمواقف رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ثموبيكى حيال قيادته للوساطه بشأن الصراع السودانى-السودانى و حتى الأن لم ولن يتوصل الفرقاء السودانيون لحل شامل يجنب البلاد من الحرب الدائرة الأن بجنوب كردفان ,النيل الأزرق و دارفور .
أما المعارضة و الحكومة فموقفهما غير واضحة الأن وكلاهما لا يمتلكان الإرادة السياسية القوية لحل الأزمة ويفتقدان للرؤية السياسية منذ ان كانا سويآ فى السلطة و حتى فى عهد المفاصلة و أيضآ إشعالهما الحرب فهما يعيشان فى ظلام دامس فالرؤية الحقيقية لتأسيس الدولة كانت ومازالت غائبه لأن الفقهاء من السياسيين فضلوا تكوين واجهات قبلية لتعزيز وجودهم فى التشكلات العشائرية والوزارية وذلك دليل يبرهن مدى إبتعادهم عن مؤسسات الدولة التى يمكن أن يقوى الدولة و يحافظ على مكتسبات المواطنيين فالحل يكمن فى العودة لمؤسسة الحزب وموافقة تتطلعات الشعب بما يريدون و ليس بما تريدون

خلاصة القول هو بأن لايعتمد الحكومة و المعارضة المسلحة على الحلول التى يأتيهم من بلاد فارس بل عليهم العمل لتحيق حلم المواطن فى العيش الأمن و الحر وتطوير وثيقة أروشا كأساس لسلام شامل و مستديم يمكن أن يجنب البلاد من ويلات الحرب لأن الحرب أشعلها عدم الرؤية السياسية فى كيفية إدارة مؤسسة الدولة عبر طريق الأحزاب السياسية التى تمتلك مقدرات فكرية و وطنبة وليست قبائل تعتمد على مقدرات الشيوخ وفلسفة مجامع السلاطين
بقلم/ جوذيف لام 26/04/2015م
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عزيزي جوزيف لقد اصبت كبد الحقيقة و لكن لا تندهش فهذه هي متلازمة الفشل الافريقي المتوارث فينا منذ خروج المستعمرين والذين نلومهم حتي اليوم علي ادماننا الغشل في التحول لانظمة ديمقراطية تحترم مواطنيها و تنفذ اجندات التنمية المتوازنة والشفافية.
    هل حقيقة لدينا احزاب!!!!او قيادات واعية بالمطلوب منها!!لا و الف كلا…..وما استقلال الجنوب عن الشمال الا اروع مثال علي ذلك فلا احد نعم واستقر بعد الانفصال..فهذا من ذاك..المصالح الفردية و الحزبية هي التي تسود و لنذهب نحن الي الجحيم..جيم الفقر والعوز والجوع والاقتتال علي الفتات الذي يلقوه لنل تكرما منهم..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..