مقالات وآراء سياسية

بالبلدي : الأزمة معقدة ومصالح الشعب معطلة السودان كرسى بدون رئيس وحكومة

عثمان قسم السيد

 

كرسى بدون صاحب وبلد بدون حكومة».. أنه المقعد الأهم فى السودان ، هى صورة يعرفها الجميع لم تعد غريبة مع خلع آخر رئيس لجمهورية السودان البشير من كرسى الرئاسة وظهور كرسى الرئيس بدون مرشح منتخب أو حتى متفق عليه بل ديكتاتوري ، حيث يخلو المنصب ويظل البلد تائهًا بسبب التوازنات بين القوى السياسية السودانية التى يتحكم فيها بشكل بالغ أطراف إقليمية ودولية.

لا يكون هدف معظم القوى والأحزاب السياسية أن يختاروا رئيسًا بل حتى حكومة من أول مرة لخدمة الشعب ومصالحه ، ولكن المهم للكثير من الأحزاب والتيارات والعسكر والأفراد خدمة قوى إقليمية يلعبون لصالحهم ، ولا يوجد لديهم غضاضة فى أن تعقد عشرات الجلسات التى تفشل فى الوصول باتفاق يرضى الجميع ولا يوجد أدنى مشكلة لديهم فى أن يستمر البلد بدون رئيس أو حكومة لسنوات وسنوات ، وهو مالم يتكرر قبل ذلك فى تاريخ السودان إلا مرة واحدة فى عهد المرحوم سوار الدهب ووصل الأمر إلى فراغ الكرسى الرئاسى بدون رئيس منتخب  لقرابة الـسنة ، وحتى الآن مع الإطاحة بالمخلوع الرئيس عمر البشير ، أكمل الكرسى الرئاسى السنة الرابعة  فى الفراغ بعد فشل عشرات الجلسات والحوارات والاتفاقيات فى اختيار حكومة ناهيك عن منصب الرئيس ، وتحول الصراع السياسى من جولات ما يعرف بـ«العسكر والقحاته» التى كانت معطلة فى اختيار الحكومة من جانب المكون الذى يجيد تلك اللعبة وهم العسكر ومن معهم من مكونات مدنية وحركات موقعة على إتفاقية السلام ليس لهم مساحة الأغلبية فى اختيار الحكومة إلى إفصاح علنى من جانب العسكر  مؤخرًا بقرب انتهاء الأزمة وتشكيل حكومة والاستعداد للإنتخابات….

الأزمة معقدة هذه المرة ، حيث إن السودانيين ليسوا أمام فراغ واحد معتادين

عليه وهو الفراغ الرئاسى ، فهناك أيضا فراغ حكومى بوزارات لـ«تصريف الأعمال والأوضاع» لتتوقف مصالح الشعب الذى لن يكون هناك مبالغة فى وصفه بـ«المفلس » بعد أن شهد الجنية أكبر سقوط طوال تاريخ البلاد ، بدون كهرباء أو مياه أو خدمات صحية أو تعليمية ومؤسسات غير واضح من المسئول عنها، وجرائم الفساد وتهريب الذهب ألتي تزكم الأنوف والشعب شاهدا على الفساد!!!!! .

أصحاب المصالح والاجندة الخفية لا يريدون أن تتشكل حكومة مدنية كاملة والانتقال السلمى للسلطة فتشكيل حكومة سيضر بمصالح هؤلاء والمنتفعين من خلفهم فهم يريدون دولة بلا حكومة بلا مؤسسات وبلا رئيس ولا برلمان .

الفرقاء السودانيين بشتى أطيافهم وألوانهم السياسية إذا لم يجتمعوا فى طاولة حوار مفتوح برعاية امميه تقودها دول عظمى وبشروط محددة وخارطة طريق ترسمها مخرجات هذا الحوار وبمعاقبة معرقلى التحول الديمقراطى بعقوبات رادعة وإدخال قوائم أسمائهم من مطلوبي المحكمة الجنائية الدولية وبالتالى إجبار الفرقاء السودانيين للجلوس وأنهاء الأزمة وتشكيل حكومة مستقرة….

حكومة مستقرة تضمن الوصول إلى إجراء إحصاء سكاني مكتمل وإجراء إنتخابات حرة للمناصب القيادية وتشكيل البرلمان وضمان الاستقرار السياسى والإقتصادي والأمني …

الأوضاع الإقتصادية تتأزم والأمنية تكاد أن تصل الى انفلات أمنى كامل وأوضاع سياسية تلوح بانشقاقات وأزمات معيشيه صعبة لا يستطيع السودان أن يتحملها أكثر من ذلك وحلها فقط يتم بتشكيل حكومة مدنية كاملة مستقرة يقودها “”كفاءات وليس كفوات مهنيين وليس سواقين بالخلا”” .

والختام سلام

تعليق واحد

  1. مادام سرطان اللحركة الارهابية لم يبتر لا تتقدمالبلاد قيد انملة وستظل ترزح تحت بطش الاجهزة الامنية والعسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..