( 20%)

الطاهر ساتي

:: ومن غرائب الأخبار، بالرأي العام، وزارة المالية توجه ديوان الضرائب في منتصف الشهر الفائت بزيادة الربط الضريبي المقدر لهذا العام بنسبة (20%)..فالبرلمان أجاز إيراد الضرائب لهذا العام قبل بداية السنة المالية، و أن أي نقص أو زيادة في الإيراد المجاز يجب أن يُجاز بواسطة البرلمان أيضاً، ولكن (طنشوه )..وتبرير زيادة الربط الضريبي المجاز – بنسبة 20% – أيضاً غريب حسب الخبر..( لتدني أسعار النفط عالمياً)، هكذا التبرير وكأن بلادنا من قادة دول الأوبك ..!!

:: بالمنطق والحساب فأن تدني أسعار النفط والقمح عالمياً بمثابة خير وبركة على بلادنا، لأن بلادنا تستوردهما ولا تصدرهما.. ولكن، والحمد لله على كل حال، تحولت حتى هذه الرحمة العالمية في بلادنا إلى (عذاب أليم)، لحد رفع أسعار السلع و زيادة الربط الضريبي ..دولة غامبيا على سبيل المثال، مساحتها تكاد تكون بحجم جزيرة بدين في شمال السودان، وهي دولة أفقر من (فأر المسيد)، ومع ذلك إستغلت تدني أسعار النفط عالمياً لتخفض أسعور الوقود لشعبها بنسبة (8%)..ولو تركت حكومتنا شعبنا المنكوب للأسعار العالمية لعاش في ( سخاء ورخاء)..!!

:: ولكن ، لا أطعمت حكومتنا شعبنا من خيرات بلاده قمحاً وعدساً ولا تركته يأكل من خشاش الأسعار العالمية..بواسطة الشركات النافذة، ظلت مراكز القوى الفاسدة تحتكر إستيراد الوقود بالأسعار العالمية المتدنية، ثم تبيعها لشعبنا بعد أن تربح ما تشاء، ثم تسمي هذه الخدعة بالتحرير ورفع الدعم، وكأن الأسعار العالمية أسعار عالم لا يعيش فيه شعبنا.. مراكز القوى بالحكومة لاتحترف السياسة الرشيدة التي تخفف متاعب العيش عن كاهل شعبها، بل هي – بالتنسيق مع الشركات النافذ – رائدة في عالم التجارة الفاحشة التي ترهق الشعب و(تفقره).. وما فروقات أسعار الوقود- ما بين العالمي والمحلي – إلا نموذج للتضليل و (التفقير)..!!

:: والمهم، نرجع لخبر زيادة الربط الضريبي المجاز بنسبة (20%)..فلتكن هذه الزيادة خصماً من (التهرب الضريبي)، وليست وبالاً آخراً على من يدفعونها..فالمالية، على لسان وزير الدولة، قالت قبل أسابيع بأن جهل المواطن بجدوى الضرائب من أسباب (التهرب )..وقد يكون، ولكن السبب الأكبر هو رداءة الخدمات (إن وُجدت)..نعم، عندما لايجد دافع الضرائب علاجاً – ولا تعليما لإبنه – تعليماً نظير أمواله المدفوعة ضرائباً، فلماذا يدفع؟..بالدول الغربية، وبعض دول العالم الثالث أيضا، قد تتجاوز قيمة الضرائب التي يدفعها المواطن (30%) من الدخل.. ومع ذلك لا يتهربون، لأنهم يرون ضرائبهم في خدماتهم..ولكن هنا، فالضرائب ( جزية)، تدفعها بلا مقابل .. وفروا الخدمات ليدفع المواطن ضرائبه ( فرحاً)..!!

:: ثم عدم محاسبة المفسدين، من أسباب التهرب الكبرى أيضاً..وليس من العدل أن يسرق أحدهم ( عرقي وجهدي)، أو هكذا لسان حال البعض المتهرب من الضرائب.. نعم لم يخلق الله دولة الملائكة بحيث لا يعتدي مسؤولاً على المال العام، ولكن أنزل على الأرض شرعاً وفي الرؤوس عقولاً تصيغ القوانين وتردع بها من يعتدون على المال العام، وبالردع العادل يطمئن دافع الضرائب بأن أمواله لم تُصرف في بنود ( الإعتداء) و ( الإهدار ).. وعليه، كافحوا الفساد ليدفع المواطن ضرائبه ( مطمئناً)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اين تذهب الجزية التي ياخذها جزارو الضرائب؟ كل الخدمات الاساسية و التي هي من مسئولية الدولة و على رداءتها الشديدة فكلها يدفع لها المواطن – غير الضرائب – رغما عنه ثم لا يجد خدمات : الشوارع يدفع رسوما و اتاوات مقابل استخدامها .. الكباري المواطن يدفع رسوم عبور كباري – النفايات يدفع لها المواطن دم قلبه ثم لا يجد من ينقل نفاياته – الدفاع المدني تدفع رسوم مختلفة له ثم لا تجده .. الاسعاف ان وجد فهو مثل خدمات الليموزين – مع فارق الجودة و الفخامة – تدفع له ايجار بالكيلومتر … اذا كل تلك الخدمات الاساسية يدفع لها المواطن في كل ايصال من اي مصلحة حكومية فاين تذهب الضرائب؟
    و نحن ما جبنا سيرة الزكاة1
    على فكرة الزكاة التي يدفعها المغتربون ليس لها اي علاقة بديوان الزكاة و لا تدخل اليه .. فاين تذهب؟!

  2. أعتقد و الله اعلم ان الله قد غضب على شعب السودان يوم أن خلق الملعون حسن الترابي على هذه الارض

  3. الحركة الاسلامية تمارس الدينمجارطية بامتياز
    فهى بالبلدى كده تجارط الدين لاهداف دنئه دنيوية

  4. نحن اقل فسادا من كثير من الدول ,, هكذا يقول الكيزان
    اذا قالوا ليهم مافي حرية قالوا الحريات عندنا افضل من دول الجوار

    حقتنا يشيلوه ويقولوا لينا انتو احسن من غيركم.

  5. سبحان الله :

    الملاحظ لافعال هؤلاء القوم وبالاخص بعد اخر انتخابات اجروها ،، وبعد ان ايقنوا تماما ان غالبية الشعب قد قنع من خيرا فيهم واصبحوا منبوزين للعامة ..

    اصبحت معظم سياساتهم وردة فعلهم ، توحى لك وبما لايدع مجالا للشك انهم يريدون ان ينتقموا منا،لان نظرتهم لنا لا تتعدى كوننا قطيع ليس الا ،، ولا يحق لنا مخالفتهم ولا
    ولا رفع صوتنا تنديدا بافعالهم ، فقط هم يريدوننا ان نظل كالانعام ،، نرضى بما يرضونه لنا ،، وناكل من بعض فضلاتهم ..

    لا تعترض ، لا تتكلم ، ولا تعبر برايك فى شيئ .. الراى رايهم والبلد بلدهم –
    ما ان تتحدث بكلمة لا – حتى تجد نفسك من الكافرين والملحدين والعملاء المغضوبين !!

    للاسف كل شيئ من حولنا اصبح ظلام بسبب هؤلاء القوم ،، نفسنا نحلم بوطن جميل ، يسع احلامنا ، ويسع طموحنا ، حرية ، حقوق انسان ، تعليم ، صحة ، بنية تحتية ، دولة يسود فيها العدل والقانون فقط ،،

    لكن للاسف العين بصيرة واليد قصيرة !!

    ” ومنذ ان خرجنا من بطون امهاتنا وجدنا غراب الشؤم فى انتظارنا ،، صراحة حظ تعيس والله “.

  6. الرئيس كل مرة يقول للمتحدثين عن الفساد العنده دليل يجيبه، يعني انتو بتعرفوا أكثر من الرئيس و الحكومة؟؟؟؟؟؟؟

  7. أنا موظفة بالدولة شهرياً بشيلو من مرتبي أكثر من 10% ضريبة و15% في كل بدل أو حاجة تانية ياخي حرام عليكم الشركات البتقول أنا أنا ضريبتا ما 10% الله يضرب الظالمين بضربة من عندو

  8. الأخ الطاهر الشكوى لغير الله مذلة لكن نقول أن الغريق لقدام فالدول العربية التي صار النظام يعتمد عليها في الحصول على النقاطة بدأت الدخول في أنفاق مظلمة من إنهيار أسعار البترول والحروبات الدائرة وداعش والقاعدة وتلك التي ستدور في سوريا وستكون حرب شبه عالمية وعندها سيفقد النظام أي سند مما سيضطرها لأكل الشعب وهو حى وإذا ما إحتج فهو ميت برصاص الجنجويد والدعم السريع.

    لقد قال الزبير والبشير والترابى وعلى عثمان إنهم مستعدين لإبادة ثلثى الشعب لكى يعيش الثلث الباقى وهذا ما يحدث الآن، فتأمل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..