دارفور و..نائب الرئيس !ا

دارفور و..نائب الرئيس !!

نادية عثمان مختار

عندما تم توقيع اتفاق ابوجا لسلام دارفور وتنصيب السيد مني اركوي مناوي مستشارا للرئيس، في ظل عدم توقيع بعض الفصائل (المسلحة) الأخرى على الاتفاق؛ كان الجميع، بمن فيهم الحكومة وحركة مناوي يعلمون علم اليقين ان السلام الدارفوري بصورته هذه يظل منقوصا غير مكتمل الأركان، بالأحرى قابل للانهيار في كل لحظة، ورغم ذلك استمرت الحكومة ومناوي في مشروع السلام (الوهمي) والذي غطى على حمرة الجمر ببعض رماد كان لابد من ان تشتته الرياح يوما؛ لتظهر الحقيقة بأن (المتغطي باتفاق ابوجا عريان)! وأن دارفور مازالت بؤرة التهاب وقنبلة متحفزة للانفجار، ومازال أهلها يفتقدون طعم الأمان التام على أرضهم وفي بيوتاتهم الحنينة !!
اذن لا يمكن ان تحل أزمة دارفور بإغراءات (المناصب)، بل إن المناصب تتحول حينها الى (مصائب) يستفيد منها من تم تنصيبهم ولا تستفيد منها دارفور وشعبها أي شيء!!
من حق الدارفوريين ان يكون من بين ابنائهم نائب الرئيس؛ وبل الرئيس نفسه، شريطة ان لا يكون الأمر من باب معالجة الأخطاء بأخطاء اكثر منها فداحة !
للحقيقة؛ تشعرني الحكومة في أحيان كثيرة بأنها لا تستفيد من أخطائها السابقة، ولا تبتعد عن الحُفر التي عانت من مطباتها، بل إن الحكومة تُلدغ من ذات الجحر ألف مرة؛ رغم ان الحديث الشريف يقول (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) فهل هي حكومة غير مؤمنة ام مغضوب عليها من رب السموات العظيم؛ للدرجة التي يعمي فيها بصرها وبصيرتها، مرارا وتكرارا عن اختيار سالك الطريق الصحيح للخروج من الأزمات والمشكلات المستعصية؟!
قال مستشار الرئيس؛ مسؤول ملف دارفور في حديث اوردته وكالة الأنباء سونا أول امس: إن (الحكومة وافقت على إعطاء دارفور منصب نائب رئيس الجمهورية حتى انتهاء الفترة الانتخابية، على ان لا يضمن في دستور السودان الدائم”. وتنتهي هذه الفترة الانتخابية عام 2015)!
ومن يقرأ هذا الحديث يخال أن الحكومة قد هتفت (وجدتها وجدتها) بحسبان ان في ذلك المنصب المغري إرضاء لأهل دارفور وإنهاء للاشكالات القائمة!
في اعتقادي أن أبناء دارفور لو كانوا طلاب سلطة وكانت مشكلتهم هي إعطاء احد حركاتها المسلحة منصب نائب الرئيس لكان الأمر أهون من جناح بعوضة، ولانتهى بأسرع ما يمكن، ولكن..!!
المشكلة في دارفور ستظل قائمة حتى لو تم اختيار احد أبنائها (رئيسا) لأن الأمر ليس مسألة عصا سحرية يتم بها تحويل الخراب عمران، والعطش رواء، والجوع شبع، والتشريد استقرار، بل إن الامر يتطلب تكاتفا للجهود لوضع الحلول الناجعة لأزمة دارفور بشكل يضمن التقاء أبنائها أولا على قلب رجل واحد، ونصب اعينهم دارفور وشيوخها وأطفالها ونسائها وشبابها وتنميتها وتعمير خرابها وتأمين روعها وتطمين فزعها، واستقرار أرضها!
دون الولوج لقلب الأزمة الحقيقية في دارفور سيظل الجدل البيزنطي وسياسة العصا والجزرة و(توم اند جيري) التي تتبعها الحكومة مع الحركات المسلحة في دارفور، الأمر الذي يجعلهم رافضين لإغراءات الحكومة بالمناصب، كما قال ترايو المتحدث باسم حركة تحرير السودان (جناح مناوي) رافضا عرض الحكومة، وقوله (هذه ليست القضية الاساسية والأمر ليس في إطلاق وعود)!!
وقد تقبل احد الفصائل الدارفورية عرض الحكومة، وقد يرفض الجميع، وفي كل الحالات تظل الحكومة تدور في دائرة مفرغة لا طائل منها ولا حلول جذرية؛ لأن الحلول الجذرية تعني حل الأزمة مهما تطلب ذلك من تضحيات جسام؛ المهم ان يكون الحل (نهائيا) في آخر المطاف فهل ذلك حلم بعيد؟!
و
لك الله يادارفور الطيبة!
[email protected]

الاخبار

تعليق واحد

  1. عمرها المحاصصة ماحلت مشكلة, يمكن للمحاصصة ان تغلف المشكلة, ومن ثم تبدأ تبدأ المشكلة في النمو و التحور تحت الغلاف الى ان تنفجر بعد حسن … هذا من جانب ,, ومن جانب آخر , لو افترضنا ان المحاصصة الجهوية تحل الاشكال القائم , إذن من المنطقي والبديهي جداً ان يبرز سؤال :: (( من اي الجهات يجب ان يكون الرئيس نفسه )) ؟؟ ,,,
    هذا السؤال ((العمرو ما برز)) اكيد حا يبرز اذا كان اتجهت الحكومة الى هكذا نوع من الحلول

  2. اختي نادية نحن لسنا طلاب سلطة والحلول بتاع قطع الراس وكسر الجرة عهدو مضي والحل الاوحد اجتثاث النظام با لسلاح وليس عبر المظاهرات السلمية وانت عارفة السبب شنو وبالتالي نجلس ونتصالح ونفكر كيف نحكم السودان بس جهذو البيوت بالاكل والشرب ليوم الاسود.نحن علي رهن الاشارة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..