الجبهة السودانية للتغيير : بيان حول الوضع السياسي الراهن

الجبهة السودانية للتغيير : بيان حول الوضع السياسي الراهن

تمر علينا الذكري السادسة والعشرين من انتفاضة أبريل المجيدة التي اقتلعت أعتي الدكتاتوريات، وأكثرها دموية، فأودعتها ذمة التاريخ. نستلهم اليوم تلك المآثر البطولية التي سطرها شعبنا وشعاراتها ما زالت حية وماثلة في حاضرنا، خاصة قضايا الحرية، والديمقراطية، والسلام والتقدم الاجتماعي. في هذه الذكري الملهمة، وبلادنا تمر بأزمة سياسية حادة، تتسع حلقاتها وسط جماهير شعبنا، وتضيق حلقاتها حول النظام. تأتي هذه الأزمة الحادة التي التصقت بصورة سيامية بالفساد والقهر والظلم والطغيان. ورغم كل ذلك الدمار والخراب، ما زال نظام الجبهة الإسلامية سادر في سياسته الاقصائية والعدوانية التي تمثلت في:ـ
1ـ اتساع رقعة الحروب الأهلية في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق، وتداعياتها التي تتسم بجرائم العنف، والقتل، والاغتصاب، والتعذيب، والاعتقال والتي كانت محصلتها النهائية الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، والابادة الجماعية الشاملة، وتفشي الأمراض، والنزوح، والتشريد داخل وخارج البلاد، والمجاعات، نتيجة لمنع منظمات الاغاثة والتضييق عليها.
2ـ تمادي النظام الدموي في سياسته العدوانية تجاه دولة الجنوب الوليدة، بدء من التنكر والتنصل من الاتفاقيات الخاصة ـ بروتوكول أبيي، والمشورة الشعبية، وقضية ترسيم الحدود. واجهاض الاتفاقيات السابقة التي تنص علي تواجد القوات من الطرفين (عشرة كيلومترات) عن حدود 1956م. شمالا وجنوبا لحين حسم قضية الحدود وترسيمها.
ـ تسليح المليشيات الجنوبية بهدف زعزعة واستقرار الدولة الوليدة واضعافها حتى تُوصف في المحافل الدولية كدولة فاشلة.
ـ الاعتداءات المتكررة بهدف احتلال منابع وآبار النفط،، والاصرار الغير مبرر علي فرض رسوم لعبور البترول عبر أراضي الشمال تتنافي مع الأعراف والقوانين الدولية، وذلك لاستنزاف دولة الجنوب واستمرار الاستحواذ علي فوائد النفط بطريقة ملتوية وغير مشروعة بعد أن فقدت الدولة نصيبها من عائدات النفط الشيء الذي أدى إلي العجز المالي والأزمة الاقتصادية الراهنة.
ـ معاملة الاخوة الجنوبيين الموجودون بالشمال بطريقة تتنافي والعيش المشترك والمساكنة الطويلة في وطن واحد بالرغم من تهافت النظام علي توقيع اتفاقيات تعطي الحق لشعوب دول أخرى للعيش في السودان والتمتع بكافة الحريات.
ـ العدوان الغاشم علي ولاية الوحدة مما أدى إلي تأجيج وتصعيد الصراع، الأمر الذي دفع حكومة الجنوب إلي احتلال منطقة هجليج في اطار صراع سياسي لتحسين الشروط التفاوضية والخاسر الوحيد هم شعوب الدولتان.
3ـ الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وتدني سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية والغلاء الفاحش الذي شمل كل أوجه الحياة.
4ـ الهجمة الأمنية المستعرة خاصة ضد قطاعات الشباب والطلاب والاستهداف العرقي البغيض لطلاب وشباب دارفور، وجبال النوبة، الأمر الذي ينذر بمزيد من تأجيج الصراع والاحتراب علي أساس عرقي بين أبناء الوطن الواحد.
5ـ نظام الجبهة الإسلامية القومية هو المسؤول الأول والأخير عن المواجهة الأخيرة وتصعيد الاقتتال مع دولة الجنوب، ومع ذلك فإننا في الجبهة السودانية للتغيير نطالب كل القوى الخيرة والمحبة للسلام لمناشدة كل الأطراف لوقف العدائيات والرجوع إلي المفاوضات المباشرة، ولهذا نرحب ببيان رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت الذي عبر عن استعداد حكومة الجنوب لوقف العدائيات واحترامها للبروتوكول المشترك الموقع في 10 فبراير2012م. والاتفاقات الموقعة في 9 يونيو و30 يوليو 2011م. واستعداد حكومته علي الانسحاب الفوري من منطقة هجليج إذا ما وافقت الأمم المتحدة علي ارسال قوات محايدة لهذه المنطقة إلي أن يتم الوصول إلي اتفاق نهائي حول القضايا العالقة ويعم السلام والاستقرار المنطقة.
يا جماهير شعبنا الصابرة لا تصدقوا وعود الجلاد ورتداءه رداء الوطنية الذي خلعه منذ أن سطى علي السلطة الديمقراطية بليل ليصادر أحلامكم بالديمقراطية، والحرية، والتنمية، والاستقرار، والسلام.
يا جماهير شعبنا الصامدة إن سنن الكون والتاريخ ثابتة ومآلاتها لا تتبدل ولا تتغيير وأعلموا أنكم بالنصر القريب لموعودين. أيها الشعب الأبي في هذه الأجواء المشحونة بالتوتر وارتفاع الأصوات الداعية للمواجهة وتصعيد الاقتتال، نطالبكم بالاصطفاف والتوحد لاسقاط هذا النظام البغيض، لأن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام بايقاف الحروب الأهلية، ووقف التدهور الاقتصادي المريع، والحروب العبثية التي أطالت، وسوف تطيل من عمر هذا النظام الذي استثمر في دمائكم لأكثر من عقدين من الزمان.

عاش نضال الشعب السوداني…

د. أحمد عباس أبو شام
رئيس الجبهة السودانية للتغيير
يوافق الثالث عشر من أبريل 2012م. لندن

تعليق واحد

  1. احمد عباس اسم سودانى شمالى ولكن مقالة الدكتور تقول انه من الجنوب حيث الدفاع المستميت للجنوب والكيل للشمال ولكن ربما الدكتور له عذر فقط انا اساله هل هو يكره النظام القائم فى الشمال ام يكره الشمال برمته ام شىء فى نفسه هو علام الغيوب هو الذى يعرف سر الرجل

  2. في أعتقادي هذا التوقيت هو أنسب وقت للإطاحة بهذا النظام الدميم ،،، وعلى الجماهير التنظيم والخروج ، فالمشكل السوداني كله مختزل في هذا النظام وعداوة الجميع فقط مع الكيزان ، فذهاب الكيزان هو بداية الحل لكل المشاكل والحروب والتدهور الحاصل .

    وعاش نضال الشعب السوداني ..!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..