مقالات سياسية

الخيل تجقلب والشكر لحماد

بلا حدود

هنادي الصديق

حملت الأخبار أمس الأول من مدينة دنقلا معلنة وصول الدفعة الاولى من (سماد اليوريا) والتي تقدر بنحو (ستين طنا) قادمة من دولة ليبيا.

هذا الخبر الذي إنتظره مزارعو الولاية الشمالية كثيراً لم يرد فيه كلمة شكر واحدة بحق السيدة التي لولاها لما تم هذا الإنجاز الضخم، وهو ما لم يقله جميع من وردت أسماؤهم وتصدرت صورهم هذا الخبر، خاصة وأنهم يعلمون حجم المجهود الذي بذلته تلك السيدة في سبيل تحقيق الرفاهية لمواطن ولايتها وواجهت في ذلك الكثير من العنت والمشقة ولؤم ذوي القربى، ولم يفتح الله عليهم بكلمة حق واحدة عندما كانت الأقلام المأجورة تسيئ إليها ليل نهار وتصفها بالفشل.

شخصياً كنت شاهدة على جميع خطوات هذا الانجاز، والزيارات الماكوكية للسيدة الوالي بين دنقلا والخرطوم لأكثر من عام، وكنت حضوراً في رحلة المثلث الحدودية التي رافقها فيها معظم المذكورين في الخبر، وشاهدتها تكتب وصيتها وتودع إبنها قبل أن تصعد بإصرار وعزيمة إلى المروحية العسكرية في رحلة تستغرق 7 ساعات ذهابا وعودة لواحدة من أخطر المناطق بالسودان على الإطلاق ولسان حالها يردد (يا غرق يا جيت حازما).

الأمانة تقتضي ان يُنسب الفضل لأصحابه، وأعني هنا السيدة الوالي بروفيسور (امال محمد عزالدين) التي وضعت ملف التجارة الحدودية وغيرها من ملفات سأذكرها لاحقاً في قمة أولوياتها منذ توليها أمر الولاية الشمالية قبل عام ونصف العام، وعانت في سبيل تحقيق ذلك الكثير، من إجتماعات مكثفة مع الجهات ذات الصلة من وزارة التجارة الإتحادية والسفارة الليبية بالخرطوم مروراً برئيس مجلس الوزراء الذي وعد بحل المعوقات التي تقف أمام تنفيذ هذا القرار الذي وضح لي فيما بعد أن العقبة الوحيدة أمام تنفيذه كانت وجود (مني اركو مناوي) حاكم اقليم دارفور الذي أراد ان يكون وصياً على أي صادر او وارد للسودان مع دولة ليبيا.

مناوي الذي تم تنصيبه حاكماً لإقليم دارفور في غفلة من الثورة، فرض شروطه على الجميع ولا استثنى منهم أحدا، ورفض لوالي الولاية الشمالية أن تكلل مساعيها بنجاح بعد ان علم بزيارتها لمنطقة المثلث الحدودية والتي تربط (السودان ، مصر وليبيا)، كأول مسؤول حكومي يزور هذا المنطقة زيارة رسمية بغرض تنظيم المنطقة وجعلها تحت سيطرة الحكومة وضبط التجارة بها بعد ان إشتهرت بأنها سوق رائج لجميع أنواع التجارة بدءاً من تجارة الذهب والوقود والسيارات والمواد التموينية وليس إنتهاءً بتجارة البشر والسلاح والمخدرات..الخ.

مناوي وغيره من أصحاب الاجندة يرفضون مجرد (الاقتراب والتصوير) من كل ما له علاقة باقليم دارفور، والحدود الجغرافية بين شمال دارفور والولاية الشمالية مع دولة ليبيا فرضت هذا التدخل المعروفة دوافعه من إحدى دول المحور.

رضي مناوي ام أبى، الولاية الشمالية ستكون بوابة السودان للتصدير والإستيراد من وإلى شمال افريقيا واوربا، فموانئ الشرق مهددة بأطماع دول المحاور، ومعابر مصر نالت من ثروات السودان ما لم ينله السودان نفسه ولم تصدر للشعب السوداني سوى البلاستيك والحلويات ولعب الاطفال وغيرها من سلع لا حاجة للسوق المحلي بها، بينما تورد ليبيا للسودان الوقود بأنواعه والسلع التموينية والغذائية الخالية من المواد المسرطنة ومعظمها وارد أوروبا ، بجانب سماد اليوريا المشهور بأنه الافضل عالمياً، وهو ما تحتاجه التربة السودانية لمضاعفة إنتاجها من المحاصيل الزراعية. ما يعني ان السودان موعود فعلاً بإنتاجية عالية جداً من المحاصيل الزراعية لهذا الموسم وللمواسم القادمة.

هذه المساحة جزء من شهادتي على إنجازات بعض مسؤولي الحرية والتغيير المفترى عليهم.

الصورة ذكرتني بمقولة (الخيل تجقلب والشكر لحماد).

# السودان أولاً ..

# الردة مستحيلة ..

الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..