مقالات سياسية

هل يشهد السودان تدميراً مجددا من قبل الإسلاميين

عمت الفرحة غالب أهل السودان أثر التوقيع على الوثيقة الدستورية والسياسية بين المجلس العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير … ويحق لنا جميعاً أن نفرح بهذا النصر الذي لم يأت سهلاً ..جاء نتاجاً لصمود شعب كامل بذل تضحيات جسيمة وغالية دماً ودموعاً..
اثبت الكيزان وجماعة نصرة الشريعة وما تسمى بالجماعات الاسلامية انهم اكثر الناس بعدا عن الاسلام والامر لا يحتاج الى دليل .. فالدين واضح وضوح الشمس ، كما أثبت النظام السابق عدم قدرته على ارساء نظام حكم عادل ، وفشل فشلاً تاماً في إدارة شؤون البلاد والعباد ، بل حاق الضيم والأذى والدمارعلى كل شيء إقترب منه أو لحق به. فباتت هذه الجماعات وهذا النظام مكروهاً ومنبوذاً من المواطن في الداخل ومن العالم الخارجي.
أزاء هذا الوضع الكاره للنظام السابق، جاءت قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين بكل مكوناتها ، ونجحت الى الآن في استغلال هذا الكره للكيزان وللإخوان المسلمين، لان الشعب ادرك منذ البداية حقيقتهم ومع ذلك صبر عليهم كثيراً كي يتوبوا ويتراجعوا عن متاجرتهم بإسم الدين، وان يغلقوا متاجرهم التي يبيعون لهم من خلالها منتجاتهم الفاسدة.. اضافة الى ذلك ان هذه القوى الجديدة استغلت القوى هدف الرأي العام هو الاغتسال من الأدران وتنظيف الجسد السوداني من أوساخ تكدست وتراكمت والتصقت بها خلال ثلاثين عاماً.. والتي تحتاج الى (صنفرة)، علاوة على ذلك حاجة الناس الى احداث التغيير.
جاءت القوى الجديدة بفكرة اعادة بناء ما تم هدمه بواسطة النظام الإسلامي السابق ، رغم أن ما تبقى في الحكم ليسوا كلهم اسلاميين، إلا أن هذه الفكرة قامت على أسس علمانية تحت مظلة اقامة الدولة المدنية شعارها الحرية والسلام والعدالة، حتى ان الاسلام وهو الدين لغالبية الشعب السوداني لم يتم ادراجه كمصدر للتشريع … وهذا امر مهم للغاية .. اضافة الى بعض إشارات التغريب، فهناك أصوات تنادي بالاعتراف بلغات لقبائل في الشرق هي في الاصل لهجات غير مكتوبة ( ليست لها حروف كتابة).. وقد قامت قوى الحرية والتغيير بمخاطبة سكان المنطقة الشرقية من القبائل غير العربية بكتابة لهجاتها معتمدة في الكتابة على الحروف اللاتينية. وهذا أمر خطير للغاية اذا اضفنا وجود عدد من الارساليات التبشيرية التي تركت في تلك المناطق لتعمل في نشاط على تنصير افراد تلك القبائل .. وهذه حقيقة يجب الانتباه اليها.
اذا عدنا الى التاريخ الاسلامي ، فقد سقطت غرناطة كآخر القلاع للمسلمين في اسبانيا ، وحدثت مجازر وابادة جماعية للمسلمين المغاربة، و تم طرد اعداد كبيرة منهم وحرق الكتب الاسلامية وتنصير ما تبقى بالقوة ..وتبدد تراثها فكرياً وأدبياً ..
سقط حكم الاسلاميين في السودان ولا نبكي عليه كما بكينا على ابادة التراث الاسلامي الذي ازدهر في اسبانيا لثمانية قرون ، فقد اتيحت لهم فرصة ثلاثين عاماً في الحكم، ولكنهم فشلوا في كل شيء واقترفوا افعالاً اجرامية واعمالاً وحشية في حق الشعب السوداني الاعزل بدءً من الفظائع التي ارتكبوها في دارفور الى المذبحة الأخيرة أمام القيادة العامة للجيش، وهي آثار ستظل باقية ومحفورة في وجدان وقلوب كل السودانيين.
والان .. خوفي على السودان ان ترد القوى الجديدة ، بوعي او دون وعي، ونحن أزاء هذا المنعطف التاريخي البالغ الخطورة ، السودان والمسلمين موارد الهلاك إن تفق وتعي مسؤولياتها الجسام. إلا أنها – اي قوى الحرية والتغيير- هذه المرة تستخدم سلاحاً مختلفا .. ليست القوة ولا الاجبار… وإنما من خلال استخدام قوة ناعمة وهي العزف على أوتار الحرية والسلام والعدالة والدولة المدنية.. واستغلال كره الشعب لكل من ينتمي الى الاسلام مناديا او داعيا للطريق القويم او حاضا على مكارم الاخلاق…وما حادثة امام مسجد حلة كوكو ،وغيره من الحوادث والمظاهر الا أمثلة لارهاصات ما سنشهده من تغيير في السلوك العام…
كلمة أخيرة :
هذه وجهة نظر من زاوية أخرى .. ليس بالضرورة ان تكون متفقة مع الكل.

 

فيصل سعدالدين أحمد
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. مقالك دا فيه من النفاق ما يُعادل نفاق كل بني كوز مجتمعين، وأنه محاولة بائسة ويأئسة للدفاع عن مآلاتهم، علي الرغم من إعترافاتك بجرمهم الشائن…..

    ألم يُدمروا الوطن بإسم الدين الإسلامي وبالشريعة التي تحاول الدفاع عنها؟؟؟؟؟

    هل كان السودانيون كفاراً قبل مجئ هؤلاء الخونة إلي السلطة؟؟؟؟؟

    إذا عايزين تدعوا إلي الإسلام وإلي تطبيق الشريعة، فما عليكم إلا الذهاب إلي بلاد الكفار أو بلاد أهل الكتاب، عشان تشوفوا حيعملوا فيكم شنو!!!!!

    إرهابيين، منافقين.

  2. مقال يدس السم الزعاف في العسل. نعم لاحترام اللغات واللهجات المحلية والتنوع الثقافي واللغة العربية هي احدي هذه اللغات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..