التحنيط.. وسياسة التفحيط؟!

* سنوات.. وسنوات.. تقترب من ربع القرن.. طالعين نازلين.. ونازلين وتاني طالعين – الخرطوم أديس أبابا.. وناس من القاهرة إلى أديس أبابا.. ولندن أديس أبابا.. وبرضو نيروبي أديس أبابا.. وأيضاً كمبالا أديس أبابا.. بمعنى أديس أبابا هي المحجة النهائية التي يجتمع فيها (القوم) من مختلف الأحزاب.. مؤيدة أو معارضة.. منبثقة أو متفتتة عن حزب كبير.. لا يهم إن كان (محنطاً) أو قادماً من متحف التاريخ بعد تأهيل طبيعي.. لأن ديموقراطية السادة تتطلب ذلك.. حتى لو احتكرت كل شيء باسمها.. وورثت الأرض والمال.. وبعض البشر من الاستعمار القديم.. وباسم الدين..!!

* وهناك حركات.. مسلحة.. ذات (حركات) أخرى منبثقة.. أو متفتتة وكل حسب ما تحمله الجيوب والمخابئ من (مظاريف) ذات عملات حرة.. وأن حامليها ليسو (أحراراً) لأنهم يحملون أجندة (ما).. لا بد أن تنفذ.. (وكلو بتمنو).. رغم أن معظمهم شارك هذا النظام السلطة.. وكثير من الثروة.. ولكن؟!.. لا يملأ العين إلا التراب..!!
* وظهرت أحزاب أخرى.. لها مسميات تشابه مسميات أخرى أتت من وراء الحدود.. مع تلك الشنط والحقائب الجلدية الأنيقة.. وهو نوع من الأحزاب على استعداد للمتاجرة بكل شيء.. حتى عرق ودم.. ودموع شعبهم.. وكأنهم يتاجرون بالسيخ والحديد والأسمنت ويضاربون في الدولار.. وهم دائماً على استعداد (للمضاربة) وضرب بعضهم بعضا.. من أجل الأرباح.. ونيل الامتيازات من سكن فاخر وشركات.. ومزارع ولا بأس من قليل من الغيد الحسان..؟!

* ولذلك نجد أن الشعب.. وهمومه.. دبلواه وبلاويه هي آخر اهتمامات الجميع..!! ونجد دائماً السيد (أمبيكي) في انتظار (الجميع) هناك.. كالمدرس الذي يحمل (عصاه) ليهدئ الطلاب المشاغبين.. (المهرجلين).. ويهددهم دائماً بالفصل من العملية السياسية إذا لم يمتثلوا لأوامره.. وأوامر كبار العالم.. من الأساتذة الكبار.. (وكلو بتمنو) كما تقول الروايات.. ما دام المال موجود.. ومبذول.. والأراضي السودانية خاصة في الخرطوم ما زالت متوفرة.. رغم أن حاكمها الهمام ما زال يردد أن (الحتات) كلها باعوها.. ولكن يبدو أن بعض القطع الفاخرة في انتظار هبوط البعض من هضاب أديس أبابا.. بعد أن يستمتع الجميع بالقهوة الساخنة.. والزغني اللذيذ.. (زغني في هجراني).. والماء في بحيرة تانا والخضرة.. وأهم من ذلك الوجه الحسن.. ويا لها من (وجوه) ويا له من جمال وحُسن.. يجعل الكبار يتأوهون على سرعة قطار العمر.. حيث لا ولن يصلح (العطار) الأمريكي.. أو الفرنسي.. أو حتى الحبشي.. ما أفسده الدهر..؟!

* الجميع.. من هؤلاء القوم يتصدون كما يقولون للعمل العام.. ومن أجل الوطن.. وأين الوطن من الجميع..؟!.. والنيران ما زالت مشتعلة.. والكل يطلب المغنم والمكسب.. والبعض يهرول راكضاً عند أول نداء حكومي.. (لحوار) لا يعلم نهايته الا الله.. بعد أن علم الجميع بداياته.. وسوق (النخاسة) السياسية ما زال منصوباً وعلى استعداد لاستقبال المزيد.. وكما قلنا (المال) مبذول.. والأرض متوقرة.. ولكن الأرخص في هذه السوق.. هي الذمم والمبادئ عند البعض..؟!

* والكبار.. ما بين القاهرة.. ولندن.. والضباب والغموض يلف الجميع.. ما بين القاهرة ولندن.. والخرطوم.. وأديس أبابا.. (وأمبيكي) عند باب الفصل الدراسي يحمل عصاه.. ويرصد بدقة كل المهرجلين..!!

* والشعب هنا.. يسخر من الجميع.. لأنهم يعيشون في عالم غير عالمه.. ويتعرفون حياة لا يعرفها.. ولا يريد.. وهو دائماً ينظر إلى الشرق في انتظار الفجر.. وانتظار شبابه.. لأنهم لابد قادمون.. لأن متحف التاريخ.. لابد أن يتم إغلاقه..؟!
* القهوة الحبشية سمحة جداً..!!
* اسألونا نحن.. ناس الديوم..؟!
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..