موسفيني في حاجة للبشير لحل أزمة جنوب السودان

للمرة الثانية أود حشر أنفي في قضايا متعلقة بالجيش اليوغندي وينصب اهتمامي اليوم على العمليات العسكرية الجارية في جمهورية جنوب السودان.
نُقلت تصريحات عن العقيد بادي آنكوندا، الناطق الرسمي باسم الجيش اليوغندي، قال فيها إن الجيش يقوم بعملية إجلاء للرعايا اليوغنديين الذين احتجزوا بسبب الصراع الدائر في جوبا.
ومن غير توجيه سؤال حول هل تتبع طائرات النقل التي تتم بها عملية الإجلاء للجيش اليوغندي أم لاء يجب علينا توجيه الشكر لجيشنا الشجاع على ذلك.
وبدوره وجه ريك مشار، النائب السابق لرئيس جنوب السودان، وزعيم المتمردين حالياً، اتاهماً للجيش اليوغندي بقصف مواقع للمتمردين في مناطق بعيدة جداً عن الموقع الذي يتم منه إجلاء الرعايا الأوغنديين.
ولتفنيد اتهامات ريك مشار، أدلى نائب وزير الخارجية اليوغندي أوكيلو أوريام بتصريحات تفتقد لمعلومات يمكن تصديقها ونستبين منها أن حملة العلاقات العامة هذ قد لا توفر الغطاء الدبلوماسي الكافي للعمليات التي يقوم بها الجيش اليوغندي في دولة جنوب السودان. إن الجيش اليوغندي موجود في جنوب السودان ومن المحتمل أن يُشارك في عمليات قتالية، بالطبع بموافقة واشنطن ولندن.
ويبدو أن الشعب اليوغندي يوافق على تدخل الجيش اليوغندي في جنوب السودان، وبغض النظر عن رومانسيات ومثاليات الوحدة الإفريقية الجامعة، فإن الشعب اليوغندي سيرحب بالتدخل في دولة جنوب السودان أكثر من الصومال لأن الأزمة في جنوب السودان هي الأقرب لنا من الناحية الجغرافية وهي أزمة ماثلة، وفي الحقيقية فإن الصراع الدائر في جنوب السودان سوف لن يستغرق وقتاً طويلاً حتى يؤثر في الاقتصاد اليوغندي. فمن المتوقع أن تظهر تأثيرات عواقب هذا الصراع هنا عند حلول شهر فبراير 2014. وقد يستغرق هذا الصراع وقتاً أطول مما نحن على استعداد لتقبله. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن علينا توجيه النصح للجيش اليوغندي ليكون على استعداد لاحتمال أن يتطاول أمد الصراع وأنه يجب على من يقومون بإدارة شأن الاقتصاد اليوغندي أن يكونوا على استعداد لمواجهة بعض التحديات.
وبناء على افتراض أن الشعب اليوغندي يدعم الجيش اليوغندي في مشاركته في جنوب السودان، فإن على الجيش أن يكون أكثر انفتاحاً في علاقاته العامة وخطابه الإعلامي.
وبإثارة هذه المسألة مع واحد من كبار ضباط الاستخبارات أجابني بأن التحدث بذلك في العلن قد يثير حفيظة صقور الخرطوم ولكن وفي مقابل ذلك نجد أن حتى محلل مبتدئ في شؤون الاستخبارات سيصل لنتائج مفادها أن التدخل اليوغندي في جنوب السودان هو أكثر من مجرد عملية لإخلاء الرعايا اليوغنديين من جوبا.
وبغض النظر عن كل ذلك، فإن النهاية الوحيدة لهذا الصراع ستكون فقط عبر مفاوضات تجري بوساطة بين الجانبين، حيث أن أي محاولة لإحداث نصر عسكري سيكون لها تبعات إقليمية كبيرة. وأن أوغندا ستكون هي أكثر المتضررين إذا أقدم الطرفان المتصارعان على إطالة أمد الصراع، ولكن التدخل اليوغندي المباشر قد يحرمها ميزة الوسيط الغير محايد.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف يمكن لأوغندا، التي بالفعل يُنظر إليها الآن كطرف غير محايد، أن تستخدم قوتها العسكرية في التأثير على سير عملية المفاوضات؟
والسؤال الثاني هو: ما هو المدى الزمني الذي يمكن لأوغندا احتماله للتدخل عسكرياً في جنوب السودان؟
كانت هنالك الكثير من التوقعات التي تفيد بأن السودان(الخرطوم) ستعمل على الاستفادة من هذه الأزمة عبر الوقوف فوراً إلى جانب أحد الفريقين المتصارعين، ولكن للسخرية فإن كافة الرسائل المتبادلة في عالم الاستخبارات العالمية تُفيد بأن السودان لم يتدخل (بعد).
ويتمتع البشير الآن بموقف يمكنه من التحدث للجانبين المتصارعين في جنوب السودان. وبصراحة تامة، إذا غضضنا الطرف عن التحركات التي يمكن أن تحدث في عالم الاستخبارات العالمية، فإن الأمر يبدو كما أن البشير هو الرجل الذي في استطاعته الآن توجيه الأوامر لكل الأطراف المتصارعة في جنوب السودان.
وإذا حاولت الولايات المتحدة الأمريكية التواصل في هذا الأمر مع الرئيس البشير لحصلت على نتائج أفضل. وتبقى الحقيقية أنه بغض الطرف عن النتائج التي سيصل إليها هذا الصراع فإن جوبا ستجد أنه لا بد لها من التعامل مع الخرطوم وقد يكون هذا ما يجعل الخرطوم تلتزم الصمت (حتى الآن).
وكملخض لكل ما قلناه فإن الصراع الدائر في جنوب السودان الآن يشكل فرصة للرئيس موسفيني لإثبات دوره كلاعب أساسي في المنطقة.
يشغل السيد/ بيسيكا منصب المحرر التنفيذي لمجلة إيست أفريكا فلاقبوست
المصدر:

Sunday Monitor

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يوري موسيفيني من اكبر والد أعداء السودان ،،،من فرط كراهيته الشديدة للسودان حكومة وشعبا لايمكن له التعامل مع حومة السودان ،،نعم هناك دور كبير ينتظر الحكومة السودانية لوقف حرب الإشقاء في الجنوب ،،،أتمني من حكومة السودان لعب دور جيد ،،،،

  2. السودان محايد في صراع الاخوة الاشقاء لكن لا أعتقد أن أجهزة الاستخبارات القذرة ستتركة محايدا سيتم الزج به في هذا الصراع، ولكنهم فقط ينتظرون معرفة الطرف الاضعف وهو بالطبع الذي سيكون مدعوما من الخرطوم. !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..