هل تعرف طريقها للسودان (السياحة الحلال).. مليارات في متناول اليد

الخـرطوم:  القسم السياسي
يحلُو للبعض أن يسموها (السياحة الحلال) والبعض الآخر يطلقون عليها (السياحة الإسلامية) ويراد بهما فئة فرعية من السياحة، متوافقة مع قواعد وتعاليم الإسلام، والموجهة نحو العائلات المسلمة؛ فالفنادق في هذه الواجهات السياحية لا تقدم الكحول، وتوجد بها حمامات سباحة، ومرافق منتجعات منفصلة للرجال والنساء، ولكل من ماليزيا، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، والعديد من الدول نجاح نسبي في هذا المجال، وذلك بعد محاولات بذلوها لجذب السواح المسلمين من جميع أنحاء العالم، بتقديم خدمات السفر والسياحة وفقاً للدين الإسلامي. في دراسة عن السياحة الحلال، أعدها عبدالحكيم نجم الدين وهو صحفي من دولة مالي، لمجلة قراءات افريقية، ورد فيها أن هذا النوع من السياحة يؤدي الى خلق المزيد من الفرص كالعمالة، زيادة وتكثيف الرحلات الجوية، ويساعد على لنمو الاقتصادي فضلاً عن توثيقه للعلاقات الاجتماعية والثنائية بين مختلف الناس والبلدان.. يضاف إلى ذلك أنه لا يعني بالضرورة أن السياحة الإسلامية للمسلمين فقط، وبالتالي فهي فرصة للآخرين من خلفية عقدية مختلفة للمشاركة والتعلّم ومعرفة ما يترتب على هذه السياحة.هذه أنواع من الفرص التي تلوح في عالم اليوم، فهل من الممكن أن يجتهد السودان ليقطف منها، أو بالأحرى هل بلادنا مؤهلة لجذب هذا النوع من السواح، وهل الـ900 مليون دولار التي دخلت الى خزينة الدولة العام الماضي من مضمار السياحة، مصدرها سواح يبحثون عن السياحة الحلال!!، خاصة وأن بالسودان لا تقدم الكحول، وليس فيه مراقص ليلية وشوارعه ولياليه منضبطة، وهي وسائل تصنف عند بعض الدول بالسلوكيات المنفرة.مليارات في الأفق:يقدّر معيار التصنيف العالمي الإسلامي للسفر الإسلامي لعام 2016, إن 117 مليون مسلم سافروا دولياً في عام 2015. ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد إلى 168 مليون بحلول عام 2020، مع تجاوز نفقات السفر 200 ملايين دولار، كم من بين هذه الأعداد المهولة تمكن السودان من جذبها إليه، خاصة وأن عاملين في الحقل يرون أن السودان رغم كل شيء من الدول ذات المرغوبية العالية ويضيف الصحفي نجم الدين (معد الدراسة آنفة الذكر): إن الاهتمام بـ (السياحة الحلال) ما زال يزداد يوماً بعد يوم، وخصوصاً بعد انتشار الوعي عما تفقده شركات السفر التقليدية من استهداف مختلف الفرص الاستثمارية المتاحة – وذلك لتجاهلها هذا النمط السياحي المميز لتزايد سكان الطبقة الوسطى المسلمين مع دخل متاح وإمكانية الوصول إلى معلومات السفر. في 25 مايو 2013 أشارت مقالة لمجلة الإيكونوميست حول الأعمال الحلال إلى أن ما يشهد تزايداً في النمو (ليس مجرد منتجات حلال مصنعة، بل أن خدمات مثل العطلات الحلال تزدهر أيضاً، حيث ذكر المقال إن شركات من بينها شركة تسمس(كريسنت تورز)، وهي شركة متخصصة في السفر عبر الإنترنت مقرها لندن، بإرسال زبائن إلى فنادق في تركيا لديها حمامات سباحة منفصلة للرجال والنساء، وسياسات مثل خدماتنا جيدة ولكنها من غير كحول، ومطاعم حلال، وتأجير فيلات عطلة خاصة مع جدران عالية.وفرص ضائعة:في العديد من الدول الافريقية.. الحديث  لنجم الدين، كان المسافرون المسلمون دائماً ما يستكشفون وجهات أكثر ترحيباً لهم، ومن هنا يأتي دور أفريقيا للاستفادة، إذ يفضل المسلمون أساساً زيارة بلدان في شمال أفريقيا مثل المغرب ومصر، حيث توجد تقاليد إسلامية ومؤسسات وتحف ثقافية، والدولتان أيضاً عضوان في (منظمة التعاون الإسلامي)، ومع ذلك تتمتع الدول ذوات الأقلية المسلمة مثل كينيا، وغانا، وتنزانيا، بالمعايير والقدرات لتقديم نفسها كأماكن للسياحة الحلال.ففي كينيا، تلعب السياحة دوراً مهماً في توليد فرص العمل، والحصول على النقد الأجنبي، مما جعل مسؤولو السياحة يخططون لوضع معايير بحلول عام 2018 للتصديق على الفنادق والمطاعم التي تلبي معايير الحلال لتلبية احتياجات السواح المسلمين.. ووفقاً لتقارير، فقد اقترح سكرتير مجلس الوزراء للسياحة (نجيب بلال)، تعيينَ سفراء للعلامات التجارية للسياحة الإسلامية، وأن تنضمّ كينيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي كدولة (مراقب) لتسويق نفسها بشكل أفضل للمسلمين.وفي السودان، يقول مريد الضو، صاحب محل لتأجير معدات الصيد، لـ(آخر لحظة)، نحن بلد مرغوب ومدهش للسواح، ولكن لا ندرك هذه الخاصية في أنفسنا، والدولة تتعامل مع موضوع السياحة وكأنه ترفيه ونوع من الرفاهية، وهي لا تدري أن دولاً مثل تونس ومصر وحتى أثوبيا، لا تعيش إلا من دخولها من السياحة، وهي دول لا تتفوق علينا في شيء.الضو يشير الى أن السياحة في السودان أصلاً إسلامية، يعني أن من يأتي الى السودان لا يبحث عن ما يخالف شريعة الإسلام، هناك سواح يأتون للسياحة الصحراوية، وآخرون يبحثون عن التاريخ، وشعوب تبحث عن السياحة الاجتماعية التي تتعلق بإنسان البلد وتراثه وسلوكه ومأكله، والسودان زاخر بهذه الأصناف. ويختم قائلاً: السودان دائماً يخسر ولا يعرف كيف يختطف الفرص، والسياحة عموماً هي مليارات تبحث عن من يتناولها.ومن التجارب في دول القارة، وضعت جنوب أفريقيا نفسها كمركز إقليمي للاستثمار الإسلامي والسفر، على الرغم من أن أقل من 2٪ من سكانها مسلمون. وتعد البلاد واحدة من أكبر خمس دول غير أعضاء في (منظمة المؤتمر الإسلامي) يزورها المسافرون المسلمون. وتوفر العديد من المنصات المحلية أماكن إقامة للمسافرين، وأنشطة مشاهدة المعالم وخيارات الطعام.. فضلاً عن كون منافذ محلية من الامتيازات الدولية الكبرى مثل (ماكدونالدز) و(برغر كينغ) تملك في كثير من الحالات اعتماد الحلال، ويعمل فرع جمعية الضيافة الجنوب أفريقية في كيب تاون مع مؤسسة (كريسنت راتينغ)، لتدقيق مرافق المدينة وتنظيم ورش عمل لمساعدة الشركات على جذب المسافرين المسلمين.أما في البلدان الأفريقية الأخرى، ومن بينها السودان،  فإن قطاع السياحة ليس متطوراً إلى حد ما.. وللاستجابة للحاجة المتزايدة، يبحث المستثمرون في الأسواق القادرة على تطوير فنادق صديقة للحلال. تحديات ماثلة:هناك تحديات يجب لقطاع السياحة الحلال التغلب عليها، ليصبح أكثر ربحية. فقد تكون تكلفة الحصول على شهادة اعتماد، وإعادة هيكلة المرافق، وتدريب الموظفين والطهاة على كيفية استضافة المسلمين باهظة الثمن لمشغلي الفنادق ومقدمي الخدمات.. كما أن قطاعات الضيافة المحلية تواجه (خسارة) في إيرادات مبيعات الكحول.ومن التحديات الرئيسية الأخرى، الشعور بالأمان، والذي تسبب في تراجع أسواق السياحة في كل من تونس ومصر وكينيا، وفي بلدان أخرى يأتي العائق الأكبر أمام مقدمي خدمات السياحة الحلال، هو الحصول على التمويل وإقناع المستثمرين بأن أسواقهم جاهزة.
آخر لحظة.

تعليق واحد

  1. وين المطار البستقبل السواح ووين احترام السائح ووين القانون الذى يحمى السائح بلد وهم قرضو على كدا

  2. وين المطار البستقبل السواح ووين احترام السائح ووين القانون الذى يحمى السائح بلد وهم قرضو على كدا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..