هكذا فعل سقراط.. والحلاج

حياة الفكر هى حياة انسان يقول كلماته ولا يهمه بعد ذلك ما يحدث.. ذلك ان كان مؤمناً أيضاً بأهمية ان يسمعها للناس ان قبلوها فقد أتم رسالته وان لم يقبلوها فسيان عنده ان يحيا أو يموت.. هكذا فعل سقراط، ابى ان يفر من الموت وقابله بشجاعة.. والحلاج مشى بالحقيقة بين الناس وباح بها في الأسواق ولم يخش ارهاب فقهاء عصره وحكامه وكتمها في نفسه وصارت الكلمة في حياة الحلاج هى القضية مثلما كانت بالنسبة لكل أصحاب الرسالات والأفكار الجريئة في الحياة الراكدة الآسنة.. بل والقيمة المطلقة التي تجعل للحياة معنى.
أهون ألف مرة
ان تدخلوا الفيل بثقب إبرة
وان تصيدوا السمك المشوي في المجرة
وان تطفئوا الشمس
وان تحبسوا الرياح
وان تشربوا البحر
وان تنطقوا التمساح
أهون ألف مرة
من ان تمنعوا باضطهادكم وميض فكرة
وتحرفونا عن طريقنا الذي اخترناه
قبل شعره
٭ كلمات قالها شاعر الارض المحتلة توفيق زياد ممسكاً بكلمته وفكرته ثابتاً عند موقفه.
٭ شرف الغاية يبقى دائماً من شرف الوسيلة وان تلوثت الوسيلة فقدت الغاية قيمتها مهما كانت عظمتها ومهما حنت عليها نظرية بسمارك الشيطانية.
٭ لا أدري لماذا تقفز إلى مقدمة ذهني هذه المعاني والمواقف بصورة ملحة هذه الايام وأنا اتابع واطالع في بعض الصحف البيانات والفتاوي وبدايات حملات لا أجد لها اسماً وقد تجاوز العالم عهود الظلام وعصور التفتيش والمكارثية ولكن دعوني أردد ما قاله صلاح عبد الصبور:
ما يولد في الظلمات يفاجئه النور ويعريه
واحمد عبد المعطي حجازي قال:
لم أتعلم خلق الندماء
لم أبع الكلمة بالذهب اللألاء
ما جردت السيف على أصحابي
فرسان الكلمة
لم أخلع لقب الفارس يوماً
فوق أمير أبكم
٭ ما زلت أتابع بدايات هذه الحملة اللعينة ولكني في صف المخلص من اية ديانة يتعبد في الجامع أو في الشارع فكلا الأثنين تعذبه الكلمة والكلمة حمل وأمانة.. والقابض في هذا العصر على كلمته كالممسك بالجمرة.

الصحافة

تعليق واحد

  1. شكرا استاذ امال مع دوام الصحة والعافية نعم نمسك ليس بالجمر بل نمسك بالنار ذاتها ومن قرونها التي استطالت فينا حرمتني الكلمه في عمود اسبوعي بجريدة العرب القطرية بصفحة السودان من السودان قرابة عقد من الزمان والي لم ارم مسدس كلماتي تجاه الظلم لانها نور !!!شكرا لك

  2. الأستاذة أمال عباس
    كان المفروض أن يكون عنوان مقالك: “هكذا فعل الأستاذ محمود محمد طه” لأنه إبن السودان ولأنه أقرب لمحتوى مقالك من فعل سقراط.. والحلاج مع أن ما فعله كل من سقراط.. والحلاج يستحق الأحتفال..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..