المشاركة الفاعلة فى صناعة الثورة والتغيير الجذرى فى السودان

المشاركة الفاعلة فى صناعة الثورة والتغيير الجذرى فى السودان

عثمان نواي
[email][email protected][/email]

ان الاحتجاجات التى تعم السودان منذ 3 اسابيع الان والتى كانت نقطة انطلاقها الارتفاع الجنونى للاسعار وتكلفة المعيشة بعد اتخاذ الحكومة سياسة تقشفية , نتيجة لافلاس خزينة الدولة بعد عام من الانفصال وانقطاع عائدات النفط . ورغم عدم كبر الاعداد التى تخرج الى الشارع الا ان الاستمرارية والتواصل ولو بصورة تبدة متقطعة احيانا , ادى الى شد انتباه العالم والمراقبين الى انه ربما هناك انتفاضة شعبية قيد الصنع فى السودان , ومن خلال المتابعة لاجهزة الاعلام ودرجة تغطيتها للاحتجاجات الحالية وخاصة العربية منها , يبدو ان تهتم بشكل اكبر من اى وقت مضى بما يجدث الان فى السودان , ورغم ان تساؤلات عدة لازالت موجهة تجاه قدرة الشباب السودانى على قيادة الشارع منفصلا , بعيدا عن المعارضة والاحزاب السياسية المنظمة القديمة منها والحديثة .

العمل من اجل اسقاط النظام واحداث تغيير سياسى واجتماعى فى السودانى هو حراك قديم , ولكن الاهم انه حراك منقسم حتى الان ويمثل الى حد درجة الانقسام الحاد فى بناء المجتمع السودانى والقوى السياسية المعبرة عنه , فالحركات المسلحة فى الهامش السودانى تنادى بازداوجية العمل لاسقاط النظام بان يستمر العمل السلمى والمسلح جنبا الى جنب من اجل اضعاف هذا النظام تمهيدا لاسقاطه , وفى الجانب الاخر هناك القوى السياسية المعارضة فى الداخل التى تتخذ مبدأ الحرك السلمى لاسقاط النظام , وبعضهم يدخل مفهوم الثورة المحمية بالسلاح , فى محاولة لاشراك الهامش وحركاته السلحة , وايضا من اجل ضرورة ربما تنشا لاستعمال السلاح لحماية المدنيين المحتجين سلميا من عنف النظام , والذى يتوقع ان لا يتوانى فى استعمال اقصى درجات العنف , وهناك ايضا الحركات الشبابية الجديدة نسبيا فى المشهد , والتى ظهرت بعد الربيع العربى والتى تعتبر اكثر فاعلية عبر استخدامها لوسائل حديثة فى التظاهر والاستفاد من الثورة التكنولوجية والاعلام الحديث , وهى فى غالبها تنادى بالحراك السلمى .

ان الاحتجاجات الحالية فى السودان تكاد تكون الى حد كبير مركزية المطالب والمشاركة , وذلك حيث ان الشعارت التى بدأت بلا للغلاء , ولا للفساد , وانتهت بالشعب يريد اسقاط النظام , لم تعبر عبر شعاراتها تلك , عن اجزاء السودان التى يأكل عشرات الالاف فيها اوراق الاشجار منذ شهور لان النظام منع عنهم دخول الطعام لا عبر التجارة او المنظمات الانسانية , لم تذكر مئات الاف النازحين فى المعسكرات والجرائم ضد الانسانية التى ارتكبت فى حقهم , والتى ادان بها العالم النظام ورئيسه ,ولكن تلك الشعارات غابت عنها المطالبة بوقف الحرب , والقصف والتجويع , ولم تنتبه ايضا الى جذور ازمات السودان من عنصرية وتمييز تهميش , فاللاءات لازالت لا تعبر عن جميع السودانيين . الامر الذى يفسر ايضا عدم مشاركة اعداد هائلة من ابناء الهامش الذين يقطنون الخرطوم او المدن الاخرى التى قامت فيها الاحتجاجات , ذلك انهم شعروا بالتغييب , وان اغلب الشعارات تجاهلت الامهم وازماتهم , واختار الكثير من الشباب الفاعل فى الاحياء الطرفية فى الخرطوم ومدن اخرى وحتى اقاليم دارفور التى شهدت احتجاجات قوية العام الماضى , اختاروا ربما عدم المشاركة لتجاوز الاحتجاجات لمطالبهم ودوافعهم المختلفة لاسقاط النظام .

ما تقوم به قوى الهامش وخاصة الشبابية منها من عدم المشاركة بفاعلية في الاحتجاجات لا تجرى فى مصلحة قضية الهامش , فالحراك وحده هو ما يصنع التغيير , ولا يجب ان ينتظر شباب الهامش من الاخرين المبادرة , فعليهم اخذ زمام المبادرة , وتغيير مسار الاحتجاجات بربطها بالقضايا التى تعبر عنهم والتى ترتبط بازمات السودان الجوهرية والتى تهدد وجوده بشكله الحالى . فخروج شباب الهامش فى كل المدن السودانية ودفعه للاحتجاجت فى اتجاهات اكثر شمولا لكل الوطن بجميع مكوناته , سيزيد من امكانات نجاح الاحتجاجات فى التحول الى ثورة تغيير فعلية . وهذا الحراك من قوى الهامش لا يجب ايضا ان يكون لاغيا لقضايا السودان الاخرى من غلاء وفساد ولكن مبادرة الهامش لاعادة صياغة المطالب الاحتجاجية وتحريك فئاته المختلفة بقوة سيكون بداية لطريق التغيير الجذرى فى السودان حيث ان تنوع المطالب و تنوع صناع التغيير بالصورة التى تعكس مجمل هموم وامال الشعوب السودانية المختلفة , ربما يكون السبيل نحو بناء دولة المواطنة والديمقراطية والاستقرار.

اما من جانب الحركات الشبابية على الساحة الان , فعليها هى ايضا ان تبادر بالتواصل مع قوى الهامش , و ادراك عمق الازمة السودانية وتعقيداتها ,وضرورة الشراكة فى صناعة التغيير لكل مكونات السودان العرقية والسياسية والثقافية , والتغيير يجب ان يكون جذريا اذا ما اراد الشباب الذى يحتج الان ان يقود السودان نحو مستقبل اكثر امنا واستقرارا , حيث لا تكرر هذه الحركات اخطاء القوى السياسية التى تعزل نفسها عن قضايا وقوى الهامش , مما يعمق الهوة بين مختلف شعوب السودان , ويزيد من احتمالات تولد العنف والتفتت . و جماهير الهامش التى يجب على الحركات والمجموعات الشبابية مخاطبتها , هى جماهير شديدة الوعى لمطالبها وقدراتها , ولذلك فان صناعة شراكة بناءة مع قوى الهمش الشبابية من اجل العمل لاسقاط النظام , سيعد خرقا كبيرا فى جدار الازمات السودانية وقيادة جديدة وتغيير حقيقى يجدد الامال لكل السودانيين فى امكانات التعايش السلمى وانهاء حالة الاحتراب الاهلى المزمن بحل الازمات الحقيقية التى تعانى منها البلاد .
واشتراك قوى الهامش فى قيادة وصناعة التغيير عبر الحراك السلمى فى المدن والقرى خارج مناطق الحرب , انما هو امتداد لنضال اهل الهامش الذين تقصفهم الطائرات , والذين يعيشون فى معسكرات اللجوء والنزوح , وتوحد شباب السودان فى اتجاه اسقاط النظام حاملا مطالب كل السودانيين بلا استثناء فى دارفور والشرق والنوبة والخرطوم والمناصير وجبال النوبة والنيل الازرق والجزيرة الخ.., وهذا هو السبيل الوحيد لاسقاط النظام واحداث التغيير الذى يحقق السلام والحرية والعدالة والاستقرار .

[url]http://osmannawaypost.net/[/url] [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نحن نستغرب لمن يريد تقسيم الشعب الى هامش وحضر حتى فى الانتفاضه هذه الانتفاضه مطلبها شىء واحد وهو اسقاط النظام …وهذا المطلب لا يختلف فيه اثنان فى السودان .
    النظام هو السبب الأساسى فى الحرب الدائره الآن وبسقوطه ستحل كل مشاكل السودان ..وعلى الحركات المسلحه تحريك قواعدها للنضال السلمى خاصه فى دارفور .
    ولتعلم أخى العزيز التهميش ليس جغرافى …التهميش واقع على كل السودان .

  2. يا اخ عثمان الاحتجاج ما دائر ليهو درس عصر فالحرية تكفل لكل ذا حق بالمطالبة بها
    دعنا نتفاءل بعيدا عن هامش وحضر فالهم واحد ازالة هذا الكابوس ولنعمل على إزالته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..