الأطباء بين.. مطرقة المعارضة وسندان الحكومة 1

حتى الأستاذ إسحق أحمد فضل الله الذي اعتاد الدفاع عن النظام بالحق والباطل.. بلع أمس الطعم وحصر أزمة الحقل الصحي في مأمون حميدة وانتهى إلى المطالبة بقتله.. أقول أزمة الحقل الصحي لأنني من المؤمنين بأن الأزمة ليست إضراب الأطباء.. بل ذلك الواقع الذي أنتج إضراب الأطباء.. وإذا كنا نتحدث عن إضراب.. غض النظر عن حجمه وتأثيره.. تمتد ظلاله لتغطي جل مدن السودان.. وبعض أريافه.. وإذا كنا نتحدث عن تدهور في البيئة العامة للمشافي.. وفي نقص المعدات.. وضعف الكوادر.. وشح الأموال.. فسيكون تسطيحا مخلا أن نصور للناس أن الحل في قتل مأمون حميدة.. كما بشرنا فضل الله.. أو في إقصائه كما ظل يطالب الطاهر ساتي.. أنا بالطبع أقول ما أقول مطمئنا ألا أحد يجرؤ على اتهامي بممالاة حميدة.. فنقدي لسياساته.. وتحفظي على أدائه.. بل وحتى اعتراضي على تجاوزاته لمما سارت به الركبان.. ولكنني أكتب لتصحيح توجيه أو تصويب مسار معالجة أمر قطاع الصحة في السودان.. وإن كنا نتحدث عن قطاع الصحة في السودان.. فالمؤكد أن الأمر يتجاوز مأمون حميدة.. ولكنه لا ينتهي عند بحر إدريس أبو قردة..!
غير أنني وبتجاوز كل هذا.. فمدخلي اليوم سيكون مختلفا جدا.. حين أعلن الأطباء عن الدخول في إضراب عن العمل.. كنت ولا زلت من أشد المقتنعين بخطوتهم تلك.. لسببين.. الأول أن الأجهزة والمؤسسات المعنية بالتعاطي مع قضايا الأطباء لم تكن جادة في التصدي لمسؤولياتها وأن الطبيب الذي ينبغي أن يكون تحت رعاية الدولة وكنفها مقابل ما يقوم به من دور مهني وإنساني.. قد تحول بفعل السياسات الخاطئة والمناهج المعتلة.. إلى بقرة حلوب ترضع الدولة من ثديها كل صباح.. انظر إلى شروط التدريب والتأهيل والتحضير الأكاديمي.. إلخ.. والسبب الثاني أن قضايا الأطباء التي برروا بها توقفهم عن العمل كانت ولا تزال قضايا مهنية بحتة.. وبالتالي عادلة وشرعية.. المستفيد الأول منها المواطن.. ولعل ما يؤكد ما ذهبت إليه أعلاه استجابة الدولة نفسها في مختلف مستوياتها للتعامل بواقعية مع مطالب الأطباء.. ولنتجاوز حكاية الدفارات والصناديق التي هبطت على المستشفيات بعد طول غياب.. كأبلغ مظهر للاعتراف.. ودعونا نقول بالأزمة لا بالإضراب.. بل إن أكثر من مسؤول حكومي قد أعلن ترحيبه باستقبال الأطباء المضربين عبر ممثلين لهم أو مفوضين عنهم.. للنظر في بقية المطالب.. بل إن بعض كبار المسؤولين في قطاع الصحة قد التقى أعضاء من لجنة الإضراب فعلا.. فماذا حدث..؟!
فجأة بدأ التلكؤ.. والاعتذار عن اللقاءات.. ثم بدأ الحديث عن تسييس يشهده الإضراب.. ثم تحرك الصقور.. مروجين لفكرة التسييس.. ورغم أن لجنة الإضراب قد بح صوتها بنفي التسييس عنها.. إلا أن المؤسف أن هؤلاء كانوا يجدون في كل صباح مستندا جديدا يدفعون به إلى أعلى.. فأحزاب المعارضة.. جزاها الله خيرا.. لم تجد غير إضراب الأطباء هذا سبيلا لإسقاط النظام.. ومدخلا لذلك.. فاقرأ يا هداك الله.. بيانات الأحزاب والتنظيمات والكيانات المعارضة.. في الداخل والخارج.. فلن تجد إلا بيانا يحيي الأطباء في إضرابهم.. ولا ينتهي إلا بإسقاط النظام وكنس منسوبيه من على وجه الأرض.. وكأني بتلك البيانات كلها تقول للنظام.. خذوا الأطباء أخذ عزيز مقتدر.. فهم طليعة ثورة التغيير.. بعض البيانات قالت ذلك بالحرف.. كانت النتيجة الحتمية أن يزوَّر المسؤولون عن التعامل مع الإضراب.. رغم اعترافهم بأسبابه.. لتتجمد الأمور عند حافة الهاوية.. فما المخرج..؟

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. كالعاده شماعتك جاهزة للتبرير …………
    الحكومة تحركت مجبرة لتفويت الفرصة حتى لا يؤدي اضراب الاطباء لاي مناداةلالتفاف جماهيري نحوه وخاصة ان البلاد مقبلة على زيارة روساء واجانب اخرين لحوار الوثبة
    ولو كان المقصود من ان يستغل الاضراب في مطالب سياسيه لفعل من شجب اكثر من ذلك القول ولاستطاعوا تحريك قطاعات اخرى ولكن كان الهدف لغاية مستقبلية.
    نعلم ان الحكومة ستبتدي لي الزراع وسببه ان الحكومة ليس لها سياسة غير هذه ونعلم ان الحريات سيتم التضيق عليها اما هذا الفعل سياسه وغيره هذه الكلمات المقصود منها تجريم الفعل لياتي العقاب والذي بدوره سياسة

  2. “فلن تجد إلا بيانا يحيي الأطباء في إضرابهم.. ولا ينتهي إلا بإسقاط النظام وكنس منسوبيه من على وجه الأرض”
    يا استاذ لطيف يا قريب الرئيس و اخو الجماعة هذا هو الطبيعي … الحل الناجع و المؤكد لكل ازمات السودان بما فيها ازمة الصحة هو النظام الحاكم و منسوبيه و سياساته التي ما زال يصر عليها …و لا حل لاي ازمة الا بذهاب النظام و منسوبيه بالمنطق البسيط … حين يصاب البني ادم بالملاريا فلا علاج الا بالقضاء على طفيل الملاريا.
    بالله عليك كم يدفع النظام لمليشيات المرتزقة من عصابات حميدتي؟ ترى لو دفع ذلك المبلغ لتحسين الخدمات الصحية كم كان سيكون عظيما الاثر!

  3. بعد اللف والدوران دا كلو رجعت في آخر مقالك تكرس لتسييس الاضراب … هذه دهنسه ليس إلا!

  4. محمد لطيف اليساري الذي انقلب علي افكارة ومبادئة .. دفاعة ليس عن مأمون حميدة … دفاعة عن رئيس حميدة في حكومة الولاية
    اي فشل لولاية الخرطوم تحسب فشلا ل …..
    معقولة اليساريين بقوا كيزان من الخارج و …. من الداخل

  5. كل المطالب التى طلبها الاطباء مشروعة .. وهناك ظلم .. ومعروف .. المواطن يشتري القطن والادوية .. منذ زمن النميري ..الاطباء راتب 1000 جنية بسيط ويعمل فى ظروف صعبة ..
    لكن لماذا الآن ؟؟ الدولة تقول .. هم فى دائرة الاتهام .. بان الاضراب سياسي .. قبل مؤتمر الحوار الوطني .ي …
    اين متبرعي شارع الحوادث ى.. التبرع والمعدات .. حطمها مجهولون .. وناس حاقدة .. تخيل .. معدات الطواريء .. تحطم .. والطبيب يضرب ..

    ان فى تقديري الوزارات السيادية ..
    1/ التربية والتعليم العام والخاص والعالي
    2/ وزاة الصحة ..

    نحن نفقد كل يوم .. اساتذه طب وصيدلة .. ومدرسين .. فى الطرقات الوعرة كانوا فى طريقهم لامتحان .. الاطباء وغيرهم .. هم شهداء الواجب .. هم استاذه بلا حدود .. يمتحن الطلبه فى كسلا .. ةيغادر الى دنقلا .. الى القضارف وبالعكس
    هناك اكثر من 10000 طبيب من الجيل الجديد يعمل فى الخليج .. والدولة ممكن تقول لك .. هذا انجاز افتخر به .. .. لماذا يخرج هذا العدد .. اين نصيب الاستاذه .. استاذه ذهبوا الى لندن لاقناع الانجليز .. بان يسمحوا للطلبه للتحضير .. هم نوابغ .. بدون السنة الناقصة فى السلم التعليمي ..
    ولو قلنا لكل طبيب وهو خارج ادفع 1000 ريال .. حق الشاش والقطن .. لدفعها بسرعة من ضمن فلوس الفيزا ..المهم كيف يتخارج .. وهل يعود ؟؟ الفرص متاحة ويفكر فى التخصص ومن حقه ..
    الذى كسب دول الخليج .. ولندن .. لانهم خيار من خيار .. ومدربين .. من الخاسر ؟؟؟
    من الخاسر من اضراب الاطبء .. ؟؟ المواطن ..
    الدولة ايضا تخسر .. لكن ايضا المواطن يدفع الفاتورة .. ويشتري القطن والشاش .. سواء كان فى اضراب او غيره

  6. كل المطالب التى طلبها الاطباء مشروعة .. وهناك ظلم .. ومعروف .. المواطن يشتري القطن والادوية .. منذ زمن النميري ..الاطباء راتب 1000 جنية بسيط ويعمل فى ظروف صعبة ..
    لكن لماذا الآن ؟؟ الدولة تقول .. هم فى دائرة الاتهام .. بان الاضراب سياسي .. قبل مؤتمر الحوار الوطني .ي …
    اين متبرعي شارع الحوادث ى.. التبرع والمعدات .. حطمها مجهولون .. وناس حاقدة .. تخيل .. معدات الطواريء .. تحطم .. والطبيب يضرب ..

    ان فى تقديري الوزارات السيادية ..
    1/ التربية والتعليم العام والخاص والعالي
    2/ وزاة الصحة ..

    نحن نفقد كل يوم .. اساتذه طب وصيدلة .. ومدرسين .. فى الطرقات الوعرة كانوا فى طريقهم لامتحان .. الاطباء وغيرهم .. هم شهداء الواجب .. هم استاذه بلا حدود .. يمتحن الطلبه فى كسلا .. ةيغادر الى دنقلا .. الى القضارف وبالعكس
    هناك اكثر من 10000 طبيب من الجيل الجديد يعمل فى الخليج .. والدولة ممكن تقول لك .. هذا انجاز افتخر به .. .. لماذا يخرج هذا العدد .. اين نصيب الاستاذه .. استاذه ذهبوا الى لندن لاقناع الانجليز .. بان يسمحوا للطلبه للتحضير .. هم نوابغ .. بدون السنة الناقصة فى السلم التعليمي ..
    ولو قلنا لكل طبيب وهو خارج ادفع 1000 ريال .. حق الشاش والقطن .. لدفعها بسرعة من ضمن فلوس الفيزا ..المهم كيف يتخارج .. وهل يعود ؟؟ الفرص متاحة ويفكر فى التخصص ومن حقه ..
    الذى كسب دول الخليج .. ولندن .. لانهم خيار من خيار .. ومدربين .. من الخاسر ؟؟؟
    من الخاسر من اضراب الاطبء .. ؟؟ المواطن ..
    الدولة ايضا تخسر .. لكن ايضا المواطن يدفع الفاتورة .. ويشتري القطن والشاش .. سواء كان فى اضراب او غيره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..