الكمامة والطبلة والكفن .. أدوات احتجاج

ظهرت للزميل الاستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير الغراء (التيار) ، صورة معبرة على عدد من المواقع الاسفيرية مصاحبة لخبر حبسه المؤسف وقد تغطى فمه بالكامل بكمامة كبيرة، تعبيرا عن الاحتجاج على مصادرة وتحجيم وتكبيل الحق الطبيعي والقانوني والأخلاقي وقبل كل ذلك الحق الديني في حرية التعبير، وظهور الاستاذ عثمان بهذه الصورة الاحتجاجية الحضارية السلمية يعيد للذاكرة صورا أخرى استخدم فيها المحتجون الغاضبون وسائل مماثلة نعرض لها أدناه مكتفين بعرض الواقعة فقط والتعليق متروك للقراء..
أذكر في المباراة الدورية التي جرت بين فريقي المريخ والنيل شندي الصاعد حديثاً للدرجة الممتازة وقتها، ظهرت أعداد من جماهير المريخ وهي تضع كمامات تغطي أنوفها، وقيل – حسب ما قرأنا في الصحافة الرياضية المريخية حينها- إن ارتداء الجماهير المريخية للكمامات يأتي تعبيراً عن سخطها على التحكيم بزعم أنه يتحامل على المريخ ويحابي نده التقليدي الهلال، وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً كبيراً وسخرية متبادلة بين صحافيي ومشجعي الناديين، ففي الجهة المقابلة اعتبر الهلالاب أنهم الأحق بارتداء الكمامات وليس المريخاب باعتبار أن المريخ حسبما يزعمون هو الابن المدلل ليس فقط للجنة التحكيم ولجان الاتحاد الأخرى بل لقيادات الاتحاد أنفسهم ، كما أذكر أن الغراء صحيفة الصحافة كانت قد عانقت أعين القراء ذات عدد قبل نحو عشر سنوات ، وهي تحمل في أعلى شمال صفحتها الأولى صورة لرجل وقد أغلق فمه بطبلة كبيرة، ولا أذكر بالضبط السبب المباشر لاتخاذ الصحيفة لهذه الوسيلة تعبيراً عن احتجاجها، ما أذكره أن الصحيفة كانت قد عانت وقتها أكثر من غيرها من تدخلات وتغولات الرقابة القبلية.. كما أذكر أيضا أن الأستاذ ياسر عرمان حين كان مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية في انتخابات عام (2010م) قبل أن ينسحب وآخرين من مضمار السباق الرئاسي، ظهر في أحد مؤتمراته الصحفية وهو يضع كمامة على فمه تعبيراً عن تحجيم ظهوره عبر وسائط الإعلام المسماة قومية، واحتجاجاً على هيمنة حزب المؤتمر الوطني على هذه الأجهزة خاصة في أجواء الانتخابات التي تفرض على هذه الأجهزة التحلي بقيم المهنية والعدالة والنزاهة تجاه مختلف ألوان الطيف السياسي خلافاً لما اعتادته وجُبلت عليه طوال أكثر من عشرين عاماً، ظلت خلالها حكراً على حزب وحيد.. ومما أذكره في السياق أيضاً وأعني سياق اتخاذ بعض الملبوسات والأدوات رمزية للاحتجاج، أذكر تلك الثلة من أنصار ومناصري الحكومة وحزبها الذين ظهرت صورهم على شاشات التلفزة وهم يرتدون الأكفان في مناسبة تناصرية أقاموها للرئيس بنواحي شندي، وكان اتخاذهم لرمزية الكفن كما قالوا يجيء كرسالة شديدة اللهجة موجهة ضد أوكامبو؛ المدّعي السابق للمحكمة الجنائية الدولية وتعبيراً عن استعدادهم للموت فداءً للرئيس.

حيدر المكاشفي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..